اسم الكاتب : رياض سعد
اشتهرت هذه المقولة بين العرب ( انصر اخاك ظالما او مظلوما ) ؛ ولا زالت بعض عشائرنا الاصيلة تتعصب للاسم والعرق والدين والوطن ؛ وهذه شيمة من شيم العرب الاقحاح والعراقيين الاصلاء , بل حتى الحيوان عندما يرى صغاره يتعرضون للخطر او فصيلته تتعرض للهجوم ؛ يدافع عنهم وعنها … ؛ والظاهر ان بعض المنكوسين حاله اسوء من حالة الحيوانات ؛ لذلك عبر عنهم كتاب القران الكريم : (( هم كالأنعام بل اضل سبيلا )) فأمثال هؤلاء لا يستحقون حتى صفة الحيوانية ( الحيونة ) فالحيوانات اشرف منهم بكثير .
نعم بعض حمقى وجهلة ومرتزقة الاغلبية العراقية الاصيلة يهرفون بما لا يعرفون ؛ ويخبطون خبط عشواء , وهؤلاء ( الغشمة والثولان ) تنطبق عليهم الامثال الشعبية التالية : ( يخوط بصف الاستكان ) و ( اجه يكحلها عماها ) و ( يطبل صفح ) … الخ ؛ فأن انتقد الاكراد الانفصاليون ساستنا , وان تهجم الطائفيون والارهابيون من ابناء الفئة الهجينة , و المغرر بهم من ابناء الطائفة السنية الكريمة على رموزنا ورجالنا … ؛ فهذا أمر طبيعي جدا ؛ وجاء نتيجة لعوامل سياسية معقدة ومقدمات تاريخية منكوسة ؛ فأسفر عن هذا الحقد الدفين والعداء التاريخي العنصري والقومي والطائفي المقيت .
الا ان العجب كل العجب من حمقى وجهلة ومرتزقة الاغلبية العراقية الاصيلة , فهؤلاء مثلهم مثل اليهود في هذه الآية القرآنية الكريمة : (( … يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ … )) فهؤلاء الحمقى المنكوسون والجهلة المأجورون يخربون العملية السياسية الديمقراطية ويرفضون مبدأ التداول السلمي للسلطة من الداخل … ؛ وينشرون الشائعات ويصدقون بالأكاذيب والدعايات , ولا يميزون بين الزين والشين والصالح والطالح والجميل والقبيح … ؛ ولا يقدموا الاهم على المهم والاوجب على الواجب … ؛ ولا يعرفون بواطن الامور ولا دهاليز السياسة ولا فنون الحكم والادارة ؛ وهم كالدواب همها علفها … ؛ لذا تراهم يصفقون مع الاعداء والاجانب والغرباء والدخلاء ضد قومهم وابناء جلدتهم ؛ فكأنهم عملاء وخدم للأعداء من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون ؛ فهم يهدمون البنيان من الداخل والاعداء من الخارج ؛ وهل يوجد احقر واجهل وانجس وافشل من الذي يساعد عدوه على نفسه وقومه …؟! .
الا تستحون من انفسكم عندما ترون الاخرين متحدين على باطلهم ومتعاونين فيما بينهم , ولا يشهرون بالفاسد ولا يشجبون الطغاة والقتلة والذباحة والخونة , ويغضون الطرف عن اللوطي والزاني ولو فعلها في بيت الله …؟! .
بينما انتم مختلفون على حقكم ؛ وتتنازعون وتتصارعون فيما بينكم ؛ واظن ان البعض منكم يحن حنين العبيد الى ايام العبودية , يشتاق الى سنوات الجمر وحكم الحديد والنار والارض المحرقة , والحقبة الدموية والمعتقلات الرهيبة والسجون المرعبة والاعدامات والمقابر الجماعية , وايام الجوع والحرمان والبؤس والمرض والعذاب … ؛ نعم البعض لا يستطيع العيش الا في ذل وقهر وظلم وجور وعنف ودكتاتورية وتسلط واقصاء وتهميش وخوف ورعب وعذاب … ؛ فيا ايها الجهلة الاوباش والحمقى ( الدبش) والمرتزقة الاوغاد أسالكم بالله ما الذي خسرتموه في عهد المجرم صدام ؛ كي تحنوا اليه وتترحموا عليه ..؟! .
لعل احدكم يستشكل علي قائلا : انت نفسك تنتقد بعض الظواهر السلبية ؛ فعلام تلومنا على ذنب انت فاعله ؟!
فأقول : انا فيكم ولست منكم ؛فأنني امارس النقد البناء وليس الهدام , انتقد من اجل تصحيح المسيرة لا الغاءها , اتكلم وانصح كي تتطور العملية السياسية وتمضي قدما نحو الامام , لا اتامر مع الاجانب والاعداء لإسقاطها , لا اتكلم ب لغة التعميم ؛ اذ لا تزر وازرة وزر اخرى , و ( كل لشه تتعلك من كراعها ) كما يقول المثل الشعبي ؛ فلا اسقط واخذ الصالح والنزيه والصادق بجريرة الطالح والفاسد والكاذب … ؛ ولا اصدر الاحكام الجاهزة الجزافية ؛ فللأمور ظواهر وبواطن , والسياسة فن الممكن , ولكل مقام مقال ولكل حدث حديث فلا اخلط بين الامور ؛ كمن يخلط الاوراق ويخبط خبط عشواء ؛ كأنه حاطب ليل … .
نعم انا اعتقد ان للإعلام رجاله وللسياسة رجالها , وكلا يعمل وفقا لما يراه من المصلحة , والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ؛ فقد يكون واجبي الوطني والاخلاقي والانساني يحتم علي تسليط الاضواء على قرار يخص الافراج عن الارهابيين او تكتيك حكومي او مفاوضات سياسية تتعلق بإصدار حزمة من القرارات والاجراءات تصب في صالح الاعداء … الخ ؛ فواجبي يقتضي مناقشة تلك المواضيع وتحشيد الرأي العام ضدها , وتحريك الشارع ودفع الجماهير لشجبها ومعارضتها ؛ فمن اهم واجبات الكاتب والمثقف أيقاظ الشعور الجماهيري ورفع مناسيب الوعي الشعبي وتعميق الحس الوطني , وكشف حقيقة الاعداء وبيان مخططاتهم ومؤامراتهم وتوضيح الامور الشائكة والقضايا الملتبسة والعويصة ؛ كي تعرف الاغلبية والامة العراقية الاصيلة من معها ومن يعمل ضدها ويتامر مع الاعداء عليها … .
فعندما اشجب قرارا حكوميا يتعلق بأهالي القتلى الدواعش ؛ لا اقصد بذلك انني اطلعت على تفاصيل الموضوع او ان تصريح حيدر العبادي كان صحيحا ومطابقا للواقع , وان السيد النائلي رئيس مؤسسة الشهداء لم يكذب الخبر … ؛ فهذه التفاصيل لا تهمني بتاتا ؛ لأنني اعمل على استثمار كل خبر وبغض النظر عن صحته من اجل تنبيه الامة والاغلبية العراقية من مؤامرات الاعداء ومخططات الدخلاء والغرباء ؛ وبث روح التحدي والممانعة والمقاومة فيهم .
فقد تكون للحكومة مبرراتها المنطقية ؛ لاسيما واننا كلنا نعلم بأن الامن يشترى ؛ وكذلك نعلم بكثرة الاعداء وتربص الاجانب والغرباء والدخلاء بنا وبالعملية السياسية , وتعدد الجبهات والتحديات الخارجية والداخلية , فلو كنت انا مكان الحكومة العراقية وخيرت بين امرين لا ثالث لهما : اما استمرار عمليات الارهاب والعنف والتخريب والدمار والمفخخات والانتحاريين وجرائم الذباحة ومجازر القتلة بحق العراقيين الابرياء والاصلاء … الخ ؛ او اعطاء رواتب شهرية للأجهزة القمعية الصدامية … ؛ فمما لا شك فيه اني سوف اختار الخيار الثاني من باب ( مكرها اخاك لا بطل ) ؛ وبعض الشر اهون كما يقولون .
هذه وظيفة السياسي اما وظيفتي انا فتختلف عنه تماما ؛ وظيفتي تغيير الواقع وتبديل قناعات الناس بما يصب في مصلحة العراق والعراقيين الاصلاء ؛ وينعكس بصورة ايجابية على الواقع السياسي ويعطي قوة للمفاوض العراقي الاصيل ويمده بالطاقة والثقة ؛ مما يجعله بموقف اقوى من موقف الاعداء والغرباء والدخلاء .
فأنا لست ممن يرقصون على جثث العراقيين الاصلاء , او يشمت بهم , او يفرح بالتدخل الاجنبي والتقهقر الوطني … ؛ واني لأعجب من سلوك البعض من الذين تنطبق عليهم الآية القرآنية انفة الذكر ؛ فهم يجيشون الجيوش الالكترونية والاعلامية ويوظفون الموارد المالية والطاقات البشرية والعلاقات السياسية من اجل اسقاط بعضهم للبعض الاخر ؛ مما يسفر عن نتيجة حتمية تتلخص : بتشويه سمعة الطائفة محليا وعالميا , والاضرار بمصالح ومكاسب الاغلبية العراقية الاصيلة لصالح المكونات الاخرى , واضعاف الاغلبية العراقية وعلى مختلف الاصعدة لصالح الاعداء .
فليس من المعقول ان تتهجم الكتلة ( ص ) على الكتلة ( ح ) ؛ لان رئاسة الوزراء انتقلت من ( ص ) الى (ح ) ؛ ولا من الاخلاق ان يقتل اتباع ( س) اخوتهم من اتباع ( ج ) لمجرد الاختلاف في الرأي و وجهات النظر , ولا من الشرف والانسانية والوطنية ؛ ان يهرول اتباع الحزب ( ب ) الى مقرات الحزب ( ت ) كي ينهبوها ويحرقوها …؛ وهذه التصرفات تفسر بأمرين لا ثالث لهما : اما ان يكون هؤلاء حمقى ولا يعرفون حقيقة المؤامرة والاوضاع الخارجية والداخلية الخطيرة , ويجهلون ان هذه المقدمات تقضي عليهم جميعا في المحصلة النهائية … ؛ او انهم مأمورون بإداء هذه الادوار من قبل قوى الاستكبار والاستعمار والمخابرات الاقليمية الحاقدة ؛ وان كنت ارجح الاحتمال الثاني لا اقل بالنسبة للبعض ؛ والشيء بالشيء يذكر : في احدى المرات التقى صحفي بالفلسطيني محمود هنية وسأله قائلا : عدوكم قوي وانتم مختلفون ؛ لماذا ؟
فأجابه محمود هنية , قائلا : ان الممولين والمتبرعين للفصائل الفلسطينية يريدون الامر هكذا يبقى …!! .