رأفت الياسر
مع استثمار العزاء الحسيني للتعبير عن المواقف السياسية، تبرز الحاجة إلى وضع معايير موضوعية واضحة، تحظى بقبول الجميع. فقد بات من الملاحظ أن بعض المواكب توظّف المناسبة لأغراض سياسية ضيقة أو فئوية، مما يُفرغ العزاء من روحه الجامعة.
ولا يقتصر هذا التسييس على الشأن الداخلي، بل يمتد إلى القضايا الإقليمية، كما في قضية (خور عبد الله) ،حيث شاهدنا مواكب عراقية تعبّر عن موقف وطني معيّن، في وقت نعلم أن في الكويت مواكب حسينية أيضًا، فماذا لو استُخدم العزاء هناك للمطالبة بعكس ما يُقال هنا؟
في هذه الحالة، يُطرح السؤال الحرج: مع من يقف الإمام الحسين عليه السلام؟
إن استثمار العزاء الحسيني في السياسة سلاحٌ ذو حدّين، وقد يكون معول بناء أو هدم، تبعًا للنوايا والأسلوب والمحتوى.
لذلك فإن المعيار الأفضل هو أن يكون الخطاب السياسي منسجمًا مع رؤية المرجعية العليا، غير مثير للفتنة، وغير منحاز لطرف حزبي. ويمكن التطرق إلى قضايا جامعة مثل نصرة الحشد الشعبي، والصراع مع الكيان المؤقت، ومحاربة الفىىىاد، والدعوة للإصلاح السياسي الشامل دون تسميات أو استهداف مباشر.
فالقضية الحسينية أعظم من أن تُحبس في زوايا المصالح، وأقدس من أن تُختزل في شعارات.
#الموكب_الحضاري
#العزاء_الحضاري
#المظيف_الحضاري