سمير عبيد
#أ:-قبل اكثر من خمسة أشهر نشرت مقالا أستهزأ به البعض وأول من استهزأ به حلفاء إيران عندما قلت به( لدينا معلومات ان هناك مفاوضات سرية بين وفود درزية واسرائيل لإنضمام الدروز للعلم الإسرائيلي وطلب الحماية الاسرائيلية وسوف يتحقق ذلك ،وذكرت جماعة الهجري بالاسم ) فجأة هجم ضدي المتفذلكون وتجار الجهاد والمقاومة وكتاب نصف ردن وعشاق الجولاني في العراق .فقالوا لي ( انت مجنون روح تعلم الجغرافية كيف تصل إسرائيل إلى السويداء وهناك درعا التي تفصلهما ؟ وكثير من التجاوزات التي قيلت ضدي ) وكعادتي لا ارد على هؤلاء .وهاهي إسرائيل مهدت الطريق لضم السويداء وخصوصا عندما فرضت ارادتها على نظام احمد الشرع في دمشق و الذي لبّى الشروط الاسرائيلية بإنسحاب الجيش السوري والصنوف المرادفة له من السويداء فورا . وسوف ينسحب الجيش السوري ايضا من درعا حسب شروط إسرائيل التي قالها نتنياهو وهي ( وضعنا سياسة واضحة بشأن #سوريا وهي أن المنطقة من الجولان إلى جبل الدروز تبقى منزوعة السلاح)
#ب:-وبالضبط نفس استهزاءهم بسلسلة مقالاتي بعيد سقوط نظام بشار و التي اكدت فيها ان تركيا غرقت في المستنقع السوري وسوف تُكسّر انيابها فيما بعد ولن تخرج سالمه. وان خرجت من سوريا سوف تجد الداخل التركي غارقاً في الفوضى .. ونؤكد ثانية بعبارة “فانتظروا قليلا” . ببساطة هكذا خططت الحكومة العالمية للمنطقة !
#ج:-واكدت في مقالاتي ان الدور قادم على ايران وهذا ماكتبته قبل اكثر من ٧ أشهر نزولا واكدت ولا زلت أؤكد ان النظامين الإيراني والتركي سيتم رحيلهما في عام ٢٠٢٥. وان دولة قطر سوف تبتلع ايضا.والقضية مسألة وقت !
. #د:-وان هناك مشروع تغيير للنظام القائم في العراق تماما وبنسبة ٩٩٪ وسيكون بديلا عنه نظام وطني رئاسي لا يقبل بالتيارات الاسلامية ويكون العراق نظيفا من ايران والمليشيات ومن جميع أنواع التدخل الخارجي .وهناك مجموعة أنظمة عربية سوف تسقط .وكل هذا متعلق بالشرق الأوسط الجديد .وبرسم خارطة المنطقة من جديد!
#ثانيا : نعم .. نعود لعنوان مقالتنا ونسأل ( هل في آذانكم طرش يا ايها العرب ؟) فلقد قالها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مرارا ( سوف نغير المنطقة، وبعدها قال سوف نغير الشرق الأوسط ..وحتى قال “سنغير العالم” والعبارة الأخيرة هو شعار الرئيس ترامب ) فالرجل لم يباغت أحد بل يسير ضمن مخطط اعلن عنه مرارا. ولكن الأنظمة العربية والإسلامية كعادتها تتظاهر بالطرَش فتلوي عنق الحقيقة بالشعارات والعنتريات .وان جميع ادوات الدعم العسكري والمالي والتقني والإعلامي والدبلوماسي لهذا المخطط قد اصبحت بحوزة نتنياهو من الولايات المتحدة وأطراف خليجية وجهات اخرى . وبالتالي :-
١-فالرجل يعمل على اغلاق ( المثلث السوري الأردني الاسرائيلي ) عسكريا وامنيا وقالها ” لا نريد تكرار مشروع حزب الله اللبناني في هذه المنطقة ” والتمدد نحو محافظة ( السويداء) لتنظم إلى إسرائيل .
٢-وبالتالي كتحصيل حاصل سوف تسقط ( درعا ) عسكريا بيد إسرائيل . وبالمناسبه لن تجرؤ دولة عربية واحدة على منع ذلك .والمخطط سيمضي وان السويداء اول حلقاته !
#ثالثا : وعندما تضم إسرائيل ” السويداء ” سوف تنفتح المنطقة من الجولان ثم القنيطرة ثم درعا ثم السويداء لصالح إسرائيل اي لا يمكن لأحمد الشرع التصرف فيها عسكريا وامنيا .وبالتالي سيكون وصول إسرائيل سهلا إلى المنطقة التي تسيطر عليها الحركة الكردية ” قسد” وهنا سوف يتحقق مايلي :-
١-سوف تُحاصَرْ دمشق وستكون ساقطة عسكريا بيد إسرائيل ومتى ما قررت إسرائيل سوف تدخلها بسهولة. مقابل تركيا التي هرب طيرانها عند اول غارة أسرائيلية ضد الجيش السوري الذي كان يتقدم نحو السويداء !
٢-ماحصل في السويداء وقصف الاهداف العسكرية في دمشق من قبل اسرائيل بداية إعلان انهاء النفوذ التركي في سوريا وقطع لسان اردوغان ضد أكراد سوريا .وانهاء الحلم التركي القطري بتمكين الاخوان المسلمين من حكم سوريا!
٣- بداية الانتعاش الكردي في سوريا بوصول اسرائيل اليهم .وهذا يعني دق ( الخازوق ) الذي سيجلس عليه اردوغان ونظامه وجيشه وحينها لن يتمكن من تخويف وقمع أكراد سوريا اطلاقاً !
٤-ستتوفر مساحة كردية مغرية وأمينة لينتقل اليها جميع أكراد ال PKK الرافضين لمصالحة عبد الله أوجلان مع النظام التركي وكذلك الرافضين لإلقاء السلاح من اكراد تركيا . وهذا يعني تفريغ يد اردوغان من انجاز سيتبخر !
٥- سيتحقق شعار إسرائيل من الوصول إلى ” الفرات” من جهة ” قسد ” الكردية !
٦-قبر احلام دولة قطر في سوريا وللابد في مد مشروع ( أنبوب الغاز القطري ) عبر الأراضي السورية نحو البحر وصولا إلى تركيا ( والذي صرفت من اجله قطر ٢٠٠ مليار دولار بمشروع تجميع الأرهابيين والمتطرفين ضد نظام بشار الاسد حسب شهادة رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم )
#رابعا:-ما حصل في السويداء من قبل اسرائيل سوف يمتد إلى العراق اتوماتيكياً وهو اغلاق الجغرافية السورية بوجه ( مشروع التنمية العراقي ) .وبنفس الوقت تفريغ يد قطر وتركيا من مشروع ( التنمية العراقي ) . وبذلك وجهت إسرائيل ضربة إلى احلام حكومة السوداني المتحالفة مع قطر وتركيا والمدعومة من ايران من خلال ( اغلاق المنافذ على مشروع التنمية العراقي ،ومحاصرة ومراقبة مشروع التحرش الذي تعمل عليه إيران سراً في العراق ضد الأردن، ومراقبة اي تسلل من قبل العراق نحو سوريا )!
#الخلاصة :
١-ان مشروع الشرق الأوسط الجديد هو تسمية دبلوماسية إلى المشروع القديم الذي هو ( إسرائيل الكبرى ) والذي يراد له ان يمتد من الهند وصولا لمنطقة الخليج ثم الهلال الخصيب ثم اسرائيل وان ( مشروع ترامب في غزة / وهو مشروع تفريغها مرتبط بهذا المخطط ).
٢- وبالنسبة للجماعة في العراق كالأطرش بالزفة وباقين بجدلية ( الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة) وشگال المرجع الفلاني وشگال السياسي الفلاني. وكيف يتصارعون على انتخابات هي في عقولهم فقط ” ناس معزولين عن الواقع” ولكن سيفيقون قريبا على زلزال حتفهم وتخليص العراق والمنطقة منهم ليولد عراق قوي وواحد ويحكمه حكم وطني بلا خزعبلات البرلمان والكتل السياسية والجهات الدينية !
#باختصار : السيد ترامب كرّس جهده لنيل جائزة نوبل السلام وخوّل إسرائيل للقيام بما تريد تنفيذه الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط .ولكن تبقى واشنطن هي المايسترو وضابط الإيقاع !
سمير عبيد
١٧ تموز ٢٠٢٥