نوفمبر 21, 2024
403412936_7216791401722141_7460909104827625132_n

اسم الكاتب : رياض سعد

من المشكلات العويصة في مجتمعنا العراقي ؛ ادمان الكذب والادعاء , واحتراف الرياء والتمثيل والدجل والتدليس من قبل البعض ؛ الذي يقول ما لا يفعل , ويدعي أمورا اكبر من حجمه , وصرنا لا نستغرب عندما تتكلم العاهرة عن الشرف , او عندما  يظهر اللص بمظهر الشخص النزيه , او عندما يتحدث المجرم عن الرأفة والرحمة , او الخائن العميل عندما يتكلم عن السيادة والوطنية … الخ .

وتعدت هذه الظاهرة السلبية  حياة الاشخاص , و وصلت الى عمل المؤسسات ؛ فقد تكون هيئة النزاهة في هذا البلد او ذاك ليست نزيهة , و وزارة حقوق الانسان لا علاقة لها بموضوع حقوق الانسان , وكذلك بعض العناوين الدينية قد لا تنبطق على المعنون , فما علاقة لقب السماحة بالذباح , وعنوان العالم بالجاهل المتعصب …؟!

فقد لا يعكس الاسم معنى المسمى , ولا العنوان حقيقة المعنون , فالمفروض شيء والواقع شيء اخر مختلف تماما ؛ والا ما علاقة الوقف السني الحالي بأهل السنة من العراقيين الاصلاء ؟

سنة العراق الاصلاء هم احفاد اصحاب الامام علي والامام  العراقي النبطي  الكوفي ( ابو حنيفة ) النعمان والحسن البصري والامام سفيان الثوري الكوفي  والامام احمد الرفاعي العراقي الجنوبي وغيرهم من رجال بلاد الرافدين القدامى , من الذين قارعوا الظلم والظالمين , وجانبوا القتلة المجرمين , وهم بقايا القبائل العربية العراقية الاصيلة ؛ فالوقف السني في العراق  ينبغي ان يمثل احفاد هؤلاء العراقيين , والذين يعتبرون انفسهم امتدادا تاريخيا للحركات والشخصيات الدينية العراقية الاصيلة ؛ اما الاسلام الاموي او الحركات الدينية الوهابية والارهابية والناصبية فلا علاقة للعراق والعراقيين الاصلاء بها , لا من بعيد ولا من قريب ؛ اذ نشئت تلك الحركات والدعوات في بلاد اخرى , ونبذها اسلافنا وحاربها اجدادنا ؛ ولكن الحقيقة التاريخية والهوية الوطنية الاصيلة شيء والواقع السياسي شيء اخر مغاير لما هو مفروض ؛ اذ استولت الفئة الهجينة على مقاليد السلطة في العراق عام 1921 وعاثت فسادا وتخريبا في الأرض العراقية , وتغلغلت بين اوساط اهل السنة من العراقيين الاصلاء وادعت التسنن والعروبة زورا وكذبا , ومارست العنصرية والطائفية بأقذر صورها , وبعد سقوط صنم الطائفية والفئة الهجينة عام 2003 , دعت الفئة الهجينة اشقائها الغرباء الاجانب من كل حدب وصوب للفتك بالعراقيين الاصلاء وتدنيس تراب الوطن بأقدامهم الهمجية , وشيئاً فشيئا انزوت الطائفة السنية الكريمة عن مواقع القيادة والريادة , واخذت الفئة الهجينة تحل محلها , وتشابه الامر على الناس , واختلط الحابل بالنابل , اذ تسلسلت الى كافة مواقع القيادة والزعامة الدينية والسياسية ؛ مما عكس صورة مغايرة لحقيقة الوضع في العراق ؛ فهؤلاء الاوباش لا يمثلون ابناء الطائفة السنية العراقية الكريمة ؛ انما يمثلون بقايا العثمنة وشذاذ الافاق من الغرباء والدخلاء ورعايا الاستعمار الانكليزي وايتام النظام البعثي الصدامي ومجرمي الحقبة الدموية المظلمة .

وقد كشفت بعض دوائر واجهزة الحكومة ملفات فساد ضخمة  وارهاب تتعلق بالوقف السني وموظفيه , فمن شراء فنادق الدعارة في اربيل مرورا بقضية سعد كمبش ,وصولا الى فضيحة المجرم حكمت العاني والذي مارس اللواط مع الاطفال في مساجد الفلوجة وبدورات حفظ القران الكريم , وانتهاءا بتصريح الشيخ مهدي الصميدعي بخصوص الاحداث الاخيرة – احداث جامع ام الطبول – ؛ اذ قال في مقطع مصور ومنشور على مواقع التواصل الاجتماعي : (( … يجب على الاخ رئيس الوزراء ان يتخذ قرارا لحماية الشعب العراقي … ؛ وان يقيل رئيس الوقف السني  فورا واذا لم يقيله من منصبه , فوالله ان الشعارات مكتوبة حتى على ورق المحارم : لن ننسى دم صدام … ؛ لذلك اطلب من الحكومة ان تتخذ قرارا جريئا وترسل رسالة اطمئنان للشعب العراقي , لان مرض السرطان يستفحل واستفحل ولا اريد ان اقول اكثر من هذا , اني رسالتي للشعب العراقي والذي اوقفني بهذا المكان , لن افرق بين العراقيين , انا سني والحمد لله ولكن اعتقد ان للشيعي علي حق اسلامي , مو حق وطن حق اسلامي , فمن قال : لا اله الا الله  محمد رسول الله ؛ عصم ماله ودمه وعرضه ونفسه وحسابه على الله ؛ هذه هي العقيدة التي ندين بها لله سبحانه وتعالى , انصحكم يا حكومة … ؛ ان هؤلاء شعاراتهم – ويقصد بها شعارات تمجيد المجرم صدام – فوق رؤوسهم في مكاتب ودوائر الوقف السني , والجماعة مراح يتركوكم واسالوا اهل الناصرية … ؛ اسمعتم لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي … )) .

بهذا التصريح قد كشف الشيخ مهدي الصميدعي المستور , واظهر حقيقة الامور , و وضع النقاط على الحروف ,  فهذا التصريح لوحده يكفي لمحاكمة  موظفي الوقف الصدامي وليس السني على جرائم الفساد والارهاب والطائفية والترويج للبعث المجرم والتحقيق معهم بخصوص ملابسات الاحداث الاخيرة , واخشى ان يسدل غمان وثولان ومرتزقة الاغلبية الستار على هذه الجرائم والحقائق الخطيرة كما فعلوها سابقا مع قضية سعد كمبش .

وارجو من رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني الاسراع بمتابعة المتهمين بهذه الجرائم , وتطهير الوقف من الصداميين والارهابيين واعادته الى ابناء السنة العراقيين الاصلاء , وتسليمه لهم ؛ واعفاء رئيس الوقف السني الحالي وحاشيته من كافة الوظائف الحكومية ؛ ولماذا لا ترشح الحكومة العراقية شخصيات سنية معتدلة لمنصب رئاسة الوقف السني كالشيخ مهدي الصميدعي او الشيخ خالد الملا …؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *