اسم الكاتب : رياض سعد
أستيقظت مرعوبا … انهم يبحثون عني في الطرقات والازقة وفي بيوت الجيران والاصدقاء والاقارب , ذهبوا الى المعهد ثم الى محل تجارتي البسيط ( الدكان ) فلم يجدوني ؛ الا ان الصدف السيئة وطالع النحس قد جمعني بهم عند ذهابي الى البيت كي انام فترة القيلولة لأني كنت متعب ذاك اليوم , فرأيتهم وأبصروني , أطلقت قدماي للريح وهم ركضوا ورائي ركض الوحوش المتعطشة للدماء خلف غزلان البراري الجميلة , وحال بيني وبينهم الشارع العام وأزدحام السيارات فيه والذي حسبته من نعم السماء وقتها ؛ فقد أنقذني من الضباع الكاسرة والغربان الجارحة , بعد ان بلغت الروح التراقي وتسارعت دقات قلبي وارتفعت حرارة جسمي وجحظت عيناي ؛ حتى من الله علي فأستقيظت من النوم وجلٌ اترقب , لا احد غيري في الغرفة , الوالد في العمل , وامي ذهبت الى السوق , واخوتي في المدرسة , والتيار الكهربائي منقطع كالعادة ؛ فأظلمت غرف وزوايا البيت في عيني , بدأ البيت وكأنه من دوائر الامن الصدامي الموحشة … ياللهول : حلمٌ مزعج و واقع بائس وظلمٌ مقيم … , أهرب من سجن كي اقع في سجن أتعس , فوطني كان عبارة عن مجموعة من دوائر الامن والمخابرات والحزب والجيش والعصابات الطائفية الهجينة ذات الجذور الاجنبية والغريبة … ودهاليز التعذيب والقتل والتغييب والتهميش والاقصاء والتعسف الا ان هذه الدوائر تختلف فيما بينها سعة وضيقا , اذ ان سجن ابو غريب – سيء الصيت – يعتبر جنة قياسا بجحيم سجن الرضوانية المرعب!!!
قررت السفر على أثر هذا الحلم ,اذ أعتبرته نبؤة تحذير ونذير شؤم , فحزمت حقائبي الصغيرة وحاجياتي البسيطة , ويممت وجهي شطر …. كي تبدأ معاناة جديدة وارهاصات مغايرة … .