ديسمبر 26, 2024
download (1)

الكاتب : انتصار الماهود

إجتمعوا بربطة المعلم كما يقول المصريون، تكلموا وشجبوا وإستنكروا وأعربوا عن قلقهم وفي النهاية، إلتقطوا صورة جماعية وهم مبتسمون كي تذكرنا بهذا اليوم التعيس.

قمة الرياض ليست أول قمة عربية يتم عقدها، لتناقش الأوضاع في فلسطين خاصة بعد حرب الطوفان، فقد سبقتها قمة البحرين والتي عقدت في مايو 2024، خرجت بمقررات لا تغني ولا تسمن من جوع مجرد دعوات لوقف الحرب على غزة، ونشر قوات حماية حفظ للسلام أممية دون التفكير في كيفية إنقاذ أكثر من مليون وربع مليون مواطن محاصر في غزة، وكأن الكيان سيمثل صاغرا لقول حكام العرب.

أما قمة الرياض والتي عقدت في نوفمبر الجاري برعاية سعودية، خرجت بمقررات لا ترقى حتى لما يطمح إليه سكان فلسطين، مفادها بأن لا سلام مع إسرائيل قبل إنسحابها لأراضي الرابع من يونيو عام 1967، داعية لإقامة دولة فلسطينية معترف بها،

( أليس من الغريب أن تطالب الدول العربية بنفس طلب ترامب البرتقالي بأهم بنود صفقة القرن، وهي عودة الحدود بين الطرفين لعام 1967 وليست عام 1947 من سيراقب الخرائط بين العقدين سيري توسع كبير للكيان على حساب سكان فلسطين حيث صادر الكيان خلالها 353 الف دونم وضمها اليه بحجة كونها محميات طبيعية) ،

سؤال غريب هنا ربما، هل تعي الدول العربية الراعية للمؤتمر هذا التشابه أم هو محض صدفة وهل هنالك أجندة خفية يجب أن تمرر كتمرير التطبيع مثلا، وضمان بقاء الكيان مسيطرا أم فعلا أن همهم إيقاف الحرب الدائرة وإنقاذ سكان غزة، خاصة بعد التحول القوي فيها من فتح القتال المباشر مع جبهة محور الشمال منذ أربعون يوما، والتي يخوضها حزب الله الذي كبّد الكيان خسائر مادية وبشرية؟!

، بصراحة لا أثق بدول الخليج أو مصر والأردن فهم دول بين مطبّعة بالخفاء وبين مطبّعة بصورة علنية، ولن تهتم الإ لمصلحة سيدها، لذا لن أستبعد أن تكون مثل هذه المؤتمرات تمهيد وتمرير لصفقة القرن.

من لا يعرف صفقة القرن سنشرح له عنها بصورة مبسطة، وهو مقترح مقدم من ترامب كانت نسخته الأولى تضم 181 صفحة، أهم ما جاء فيها هو إستمرار السيطرة للكيان على أراضي 1967 وبقاء القدس موحدة تحت سيطرته، ويتولى الكيان حماية الأماكن المقدسة فيها ولفلسطين إقامة عاصمة لها تسمى القدس، لكن بعيدا عن العاصمة التي نعرفها، بالمقابل تتعهد إسرائيل بالحد من نشاطها الإستيطاني في الضفة الغربية لمدة أربع سنوات،

وكل مستوطنة في الضفة الغربية تصبح جزءا من إسرائيل الى جانب وادي الأردن، كما إقترح الكيان وإقترح ترامب توفير فرص عمل لمليون فلسطيني خارج فلسطين، في الدول التي ستأويهم مقابل توفير 50 مليار دولار للإنفاق على البنى التحتية والإستثمار في كل من، ( فلسطين، الأردن، مصر، لبنان) ولمدة عشر سنوات ولن يسمح لغزة بتشغيل أي ميناء في المرحلة الأولى من الإتفاق،

الإ بعد الوفاء بالمتطلبات الأمنية إسرائيل، كما نصت على رفض عودة اللاجئين الفلسطينيين في العالم لوطنهم، وإسقاط أي مطالب مستقبلية تطالب بالتعويضات، هذا هو جانب من أهم بنود صفقة القرن التي ترعاها أمريكا وتريد تنفيذها بمساعدة الأشقاء العرب، ربما لو لم يحدث طوفان الأقصى لتم تمريرها،

لكن حرب غزة قد غيرت كل التوقعات خاصة بعد دخول دول محور المقاومة الشيعية لمساندة غزة ودعمها لوجستيا وأمنيا وعسكريا.

لتنفيذ صفقة القرن يجب إخضاع سوريا وتذويب مواقف لبنان و إقناع اليمن وسكوت العراق وتوقف دعم إيران لهم، وهذا أمر مستبعد جدا جدا، خاصة أن سوريا رغم ما مرت به من حرب ومشاكل بقيت صامدة بوجه إرهاب الجيش الحر وقسد، بدعم روسي وإيراني ولبنان نحن نعرف موقفها الثابت منذ الثمانينات ولغاية اليوم.

من المرجح أن للمؤتمر أهدافا خفية ليست فقط دعم فلسطين ولبنان، والمطالبة بإيقاف الحرب ضدهما، ربما هنالك سعي لوساطة خليجية عربية للضغط على إيران، من أجل الضغط على حلفائها دول المقاومة لوقف الضربات التي أوجعت الكيان، (مثل زلمة بالمنطقة نعرفه أبو طلايب ما إنهمد وإستچن الإ إنخبز خبزة زينة)،

وهذا ما يفعله أولاد علي الكرار عليه السلام بدكّ معقل الكيان وضربه، حتى يخضع لوقف إطلاق النار بشروط المقاومة وليس العكس على الأقل، والإ إن لم تسير السفينة مثلما تريد رياح المقاومة، ربما سيتم التصعيد البري من يعلم ما الذي سيحدث غدا، فللمقاومة خطط عديدة للضغط على الكيان وإيقافه عند حده وتحجيمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *