الكاتب : عماد ياسين الزهيري
التصنيع الحربي هو عنصر رئيسي في استراتيجيات الأمن القومي للدول، ويعتمد على مجموعة من المبادئ العامة التي تختلف باختلاف الظروف السياسية والاقتصادية لكل دولة وتسعى الدول الصناعية السبعة ودول مجموعة العشرين والدول ذات الطموح القومي والديني والاقليمي من تأسيس صناعة حربية تجعلها مكتفية ذاتيا مع طموح بتحويلها كمورد مالي لدعم اقتصادياتها ومثال على ذلك ( تركيا ، ايران ، البرازيل ، كوريا الجنوبية ، السويد )وفيما يلي نظرة على المبادئ العامة للتصنيع الحربي في الدول التي ذكرتها:
١.الولايات المتحدة الأمريكية.وتمتاز مدرستها بمرونة عالية مع دعم مالي غير محدود ودعم سياسي مستمر وأشهر مبادئها
أ.الابتكار التكنولوجي.
تعتمد الولايات المتحدة على التكنولوجيا المتقدمة والتطوير المستمر، مثل الذكاء الاصطناعي، والأنظمة غير المأهولة، وتقنيات الشبكات وتستقطب العلماء والنخب والكفاءات بنظام المنح الدراسية والهجرة الخاصة كما انها تسخر الوكالات الاستخبارية للحصول على الاكتشافات والاختراعات العلمية في مجال التسليح والفضاء والتكنولوجيا
ب.التعاون مع القطاع الخاص:
يتم التصنيع الحربي بالتعاون بين الحكومة وشركات خاصة مثل (لوكهيد مارتن” و”بوينغ”)حيث تشكل الشراكات عاملاً حاسماً كما انها تساعد الشركات الناشئة وخاصة في حالة اندلاع حروب ضمن مناطق نفوذها وتأثيرها
ج.التصدير والدبلوماسية الدفاعية.
تستخدم أمريكا تصنيع الأسلحة كوسيلة لتعزيز التحالفات وتوسيع النفوذ الدولي والتدخل قي صناعة الحروب والازمات والتحكم بها وتوجيهها بما يتلائم مع مصالحها
د.الاستقلالية الإنتاجية.
تسعى إلى تقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين، خاصة في المكونات الحساسة وتشجع بعض الشركات على تأسيس مصانعها في الدول الحليفة لها مثل كندا
٢.روسيا تمتاز مبادئ روسيا الاتحادية بتشابه كبير مع المدرسة السوفيتيه القديمه مع تعديلات مهمة ومساحات جديدة جعلتها المورد الثاني للاسلحة بعد الولايات المتحدة العراقيه
أ.التوجه نحو الاكتفاء الذاتي.
تهدف روسيا إلى إنتاج معظم معداتها العسكرية داخليًا، للحد من تأثير العقوبات الغربية.
ب.التحديث العسكري المستمر.
تركيز على تحسين الأنظمة التقليدية والنووية مع التركيز على الأسلحة الفرط صوتية والصواريخ المتطورة.
ج.تعزيز الصادرات.
تعتمد روسيا بشكل كبير على صادرات الأسلحة لدعم اقتصادها وتعزيز نفوذها الجيوسياسي (مثل بيع الأسلحة لدول الشرق الأوسط وآسيا).
هـ.الأمن الداخلي.
تصنيع الأسلحة يتم بحذر لضمان السرية ومنع تسرب التكنولوجيا مع دعم قطاع الامن بمنظومة تجسس صناعي وباشراف جهاز المخابرات
٣. الصين .كانت ولازالت مبادئ المدرسة الصينية خليط هجين بين المدرسة الروسية والامريكية مما جعلها تمتلك مساحات جديدة انتجت مجموعة من المبادئ المهمة في التصنيع الحربي
أ.النقل التكنولوجي والتقليد ثم الابتكار.
تعتمد الصين على استنساخ التكنولوجيا الأجنبية ثم تحسينها لتطوير قدراتها الدفاعية.
ب.التكامل الصناعي:
تدمج الصناعات العسكرية مع المدنية لتسريع الابتكار وخفض التكاليف.
ج.السيطرة الحكومية.
تمتلك الحكومة سيطرة مباشرة على شركات التصنيع الحربي لضمان تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
د.الأولوية للأمن السيبراني:
تركيز كبير على تطوير الحرب السيبرانية والمعدات ذات الصلة.
٤.الاتحاد الأوروبي . تمتاز المدرسة الاوربية الحديثة بانها مزيج متجانس للمدرسة الالمانيه والفرنسية والايطالية والاسبانية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي وبالرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها مع التنافس الشرس مع الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية فانها بقت محافظة على سوقها وزبائنها بسبب مبادئها العامة ورغبة الكثير من الدول بتنويع تسليحها بعيدا عن الابتزاز السياسي لامريكا وروسيا والذي عانت منه الكثير من الدول الى يومنا هذا واهم مبادئها
إ.التعاون الإقليمي.
يعتمد الاتحاد الأوروبي على مشاريع مشتركة بين الدول الأعضاء، مثل (إيرباص للدفاع” وبرامج الدفاع الأوروبية المشتركة).
ب.التكنولوجيا المتطورة:
تطوير أنظمة دقيقة وفعالة مع التركيز على الاستدامة وتقليل التأثير البيئي.
ج.تعزيز القدرة الدفاعية الذاتية.
يسعى الاتحاد إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة من خلال تطوير قدراته المستقلة.
د.معايير أخلاقية.
هناك التزام قوي بالامتثال للقوانين الدولية وحقوق الإنسان في إنتاج وتصدير الأسلحة مع سياسة الحياد الايجابي مع الاطراف المتحاربة
٥.إيران . أسست ايران مدرسة جديدة وحديثة في التصنيع والتسليح الحربي وطوعت ظروف الحرب والحصار الاقتصادي لصالحها مع وجود غطاء سياسي وديني داعم لهذه المدرسة داخل ايران واستفادت ايران من تجربة تسليح جيشها السابق غربيا ثم ادخلت التسليح الشرقي واستطاعت تأسيس مبادئ تتناسب مع متطلبات امنها القومي وتأثيرها اقليميا واهم المبادئ هي
أ.الاكتفاء الذاتي تحت الحصار.
نظراً للعقوبات الدولية، تعتمد إيران بشكل كبير على تطوير صناعاتها الحربية محليًا، مع التركيز على تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وانظمة اتصالات كفوءة وواطئة الكلفة
ب.الحرب غير المتكافئة.
تركز إيران على تطوير أسلحة منخفضة التكلفة وفعالة لدعم استراتيجيات الحرب غير المتكافئة وتركز على انهاك الاطراف المتحاربة معها بسياسة الاسلحة واطئة الكلفة والنفس الطويل
ج.التعاون مع الحلفاء الإقليميين.
تُستخدم قدراتها الحربية لدعم الحلفاء والجماعات المسلحة في المنطقة لتعزيز نفوذها وتعزز نفوذها وتأثيرها على مصالح الدول المعادية لها بادخال اسلحة سهلة الاستخدام وذات تأثير مزعج على الارض وفي الاعلام
د.المرونة والتطوير المستمر.
تسعى إيران إلى الابتكار في ظل القيود، مع التركيز على زيادة دقة وفعالية أنظمتها الدفاعية وتأسيس مدرستها الخاصة بالامن السيبراني مع تكنولوجيا مدعومة من قبل الجامعات ذات الطابع العلمي والاختصاص
٦.الخلاصة.
رغم وجود اختلافات كبيرة بين الدول، فإن المبادئ العامة للتصنيع الحربي تعتمد على الجمع بين (الابتكار، الاستقلالية، وتعزيز النفوذ الجيوسياسي)أما الفروقات فتتعلق (بمدى تطور التكنولوجيا، الموارد المتاحة، والقيود الجيوسياسية المفروضة على كل دولة كما يؤثر نوع الاقتصاد وحجمه في هذه المبادئ )
وحفظ الله العراق وشعبه ووحدته وجيشه العظيم
الفريق ق خ الركن الدكتور
عماد ياسين الزهيري