الكاتب : عادل الجبوري
سيادة رئيس مجلس الوزراء المحترم
منقول ؟؟؟؟؟
م/ رفض تبرع
يؤسفني أن أبلغكم بعدم قدرتي على التبرع بأي جزء من راتبي الشهري لأي جهة كانت، لأن هذا الراتب بالكاد يغطي الحد الأدنى من احتياجاتنا الأساسية التي تراكمت نتيجة إخفاقات مؤسسات الدولة في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين. وللتوضيح، فإن راتبي موزع مسبقًا على الالتزامات التالية:
1. أجور المدارس الأهلية ومستلزماتها الدراسية: لأن وزارة التربية عاجزة عن تحسين التعليم الحكومي.
2. أجور نقل أبنائي إلى المدارس: نتيجة غياب شبكة نقل عامة فعّالة من وزارة النقل.
3. أجور الإنترنت: بسبب فشل وزارة الاتصالات في توفير شبكة وطنية تخدم احتياجاتنا.
4. أجور الكهرباء والمولدات الأهلية: نتيجة عجز وزارة الكهرباء عن توفير طاقة مستقرة.
5. إيجار السكن: لأن وزارة البلديات لم تتمكن من توفير أراضٍ أو مساكن ميسرة، بالإضافة إلى تكاليف رفع النفايات وشراء المياه الصالحة للشرب.
6. ضريبة استلام الراتب: التي ندفعها شهريًا للمنافذ الأهلية نتيجة غياب منافذ حكومية كافية من وزارة المالية.
7. تكاليف العلاج في المستشفيات الأهلية: بعد أن فشلت المستشفيات الحكومية في استيعاب أعداد المرضى وتقديم الرعاية الصحية الكافية.
8. النفقات المتبقية: والتي بالكاد تغطي العجز في توفير المواد الغذائية الأساسية التي كان من المفترض أن توفرها البطاقة التموينية لولا إخفاق وزارة التجارة.
سيادة الرئيس، راتبنا الشهري ليس “مصدرًا للتبرعات”، بل هو آخر ما يربطنا بالبقاء وسط هذه الأعباء التي كان من المفترض أن تتحملها الدولة. التبرع الحقيقي يبدأ عندما تقوم الحكومة بواجباتها وتعيد بناء مؤسساتها لتوفير حياة كريمة لمواطنيها. أما نحن، فقد استنفدنا كل ما لدينا، ولم يتبقَ لنا سوى أن نصرخ طلبًا للإنصاف!
فهل من مغيث تبرع انت ووزرائك ونواب البرلمان برواتبكم لان الكومشنات التي تاتي اليكم تسد حاجاتكم اما نحن المتقاعدين فليس لدينا من يعطينا كومشنات لان السلطة ليست لنا وعندما كنا في الوظيفة كانت اخلاقنا لاتسمح لنا بالابتزاز وأخذ الكومشنات ؟؟؟
د. عادل الجبوري
صحفي وكاتب سياسي