جيش المرجعية ضرورة عراقية: القوة في القرآن الكريم (ح 18) (قالوا نحن أولو قوة)‎

الكاتب : فاضل حسن شريف

هنا جند الملكة بلقيس الذي يتقوى به على دفع العدو وقتاله، والبأس الشدة في العمل والمراد به النجدة والشجاعة. ويتضح أهمية القوة لردع الأعداء وخاصة القوة الحاملة لعقيدة مثل الجيش الشعبي لحماية الدولة أمام الأعداء الذين يحملون عقيدة شريرة فبقتل الأبرياء وتهديم المباني والبنى التحتية كما حصل عام 2014 عندما قتل أبناء الموصل وبقية المحافظات التي سقطت بيد داعش واذنابهم الصداميين. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله جلت قدرته “قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ” ﴿النمل 33﴾ القوة ما يتقوى به على المطلوب وهي هاهنا الجند الذي يتقوى به على دفع العدو وقتاله، والبأس الشدة في العمل والمراد به النجدة والشجاعة. والآية تتضمن جواب الملإ لها يسمعونها أولا ما يطيب له نفسها ويسكن به قلقها ثم يرجعون إليها الأمر يقولون طيبي نفسا ولا تحزني فإن لنا من القوة والشدة ما لا نهاب به عدوا وإن كان هو سليمان ثم الأمر إليك مري بما شئت فنحن مطيعوك.

عن تفسير الميسر: قوله جلت قدرته “قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ” ﴿النمل 33﴾ قوة اسم، قالوا مجيبين لها: نحن أصحاب قوة في العدد والعُدَّة وأصحاب النجدة والشجاعة في شدة الحرب، والأمر موكول إليكِ، وأنتِ صاحبة الرأي، فتأملي ماذا تأمريننا به؟ فنحن سامعون لأمرك مطيعون لك. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله جلت قدرته “قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ” (النمل 33) “قالوا نحن أولوا قوة وأولو بأس شديد” أي: أصحاب شدة في الحرب، “والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين” ـنا نطعك.

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جلت قدرته “قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ” ﴿النمل 33﴾ أظهروا لها تسليمهم وإذعانهم لأوامرها. كما أبدوا رغبتهم في الإعتماد على القوّة والحضور في ميدان الحرب.

جاء عن المجلس الاسلامي السوري أمن الإنسان في ضوء القرآن للدكتور محمد محمود كالو: الأمن العسكري: يعتمد في الأساس على المعلومات وسـريتها ومـدى دقتهـا، لـذلك تسابقت الشعوب منذ القدم على استخدام كل الوسائل والتقنيات للحصول على تلك المعلومـات التي تحفظ أمنها العسكري، وتعد العقيدة العسكرية ركنًا مهمًّا يؤثر في قواعد الإعداد الحربي بنوعيه المعنوي والمادي، هذا ويمكن تقسيم الإعداد المادي العسكري إلى قسمين: أولًا: إعداد الجنود والضباط بأحدث الطرق والأساليب العالمية. ثانيًا: توفير كل الإمكانيات العسكرية المتطورة المواكبة لتقنيات العـصر مـن الأسلحة الخفيفة إلى الثقيلة، لتمتلك الدولة قدرة ردع دولية قوية، قال الله تعالى: “وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً” (النساء 102). لقد (شرع الإسلام نظامًا شاملًا للحرب يتسم بالرحمة والعدل، ويطبع العقيدة العسكرية التي تستمد منه بطابع سلمي غير عدواني)، قال الله تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ. وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (الأنفال 60-61). إن المسلم يتحلى بعقيدة عسكرية ثابتة، (فقتاله من أجل الله وفي سبيله، لا يبتغي مغنمًا أو جاهًا أو مكانًا رفيعًا في الدولـة كما لا يقاتل من أجل قومية أو عصبية أو شهرة، فهذه غايات تحبط الأعمـال وتقـدح فـي العقيدة الصحيحة التي غرسها النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه). ورد في القرآن الكريم لفظ (أمَنَة) في موضعين في حديثه عن غزوتين: أ – في غزوة بدر، حين أنزل الله تعالى النعاس على الصحابة أثناء المعركة، قال سبحانه وتعالى: “إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ” (الأنفال 11). فبدر كان يُعد موقعًا استراتيجيًّا للترتيبات العـسكرية والإجـراءات الأمنيـة المقدَّمة المتخذة قبل المعركة، فقد أرسل الله سبحانه وتعالى المطر ليلبد الأرض تحت أقـدام المسلمين، فساعد في تحرك القوات بشكل سريع حسب الخطة التي وضعها النبـي صـلى الله عليه وسلم. ب- في غزوة أحد، قال الله تعالى: “ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ” (آل عمران 154). كان القرار بالخروج لملاقاة العدو خارج المدينة بالقرب من جبل أحد، وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم التدابير الأمنية العسكرية اللازمة بأعلى درجاتها لحماية كتائب الجيش ومواقع التمركز والانطلاق للعمليات العسكرية المخطط لهـا بحكمة ودقة بالغة، قال الله تعالى: “وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (آل عمران 121)، قال ابن كثير: (أي: تُبَيّن لهم منازلهم وتجعلهم مَيْمَنة ومَيْسَرة وَحَيْثُ أَمَرْتَهُمْ). كان مجلس الشورى الأعلى بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم يسمع من الرسول الأخبار التي ترد تباعـًا مـن جهـاز الاستخبارات بأن حشود الأحزاب بدأت في التجمع لاستئصال المسلمين، وأن الهجمة باتـت قريبة بقوة لا يستهان بها، فأشار سلمان الفارسي رضي الله عنه بضرورة حفر خندق يحيط بشمال المدينـة لأنها منطقة مكشوفة، أمَّا الجهات الأخرى فهي محصنة بالجبال المحيطة بالمدينة، وقد صور الله تعالى ذلك كله على أنه من البلاء الشديد والجوع الديقوع والحصار الضيق، فقال تعالى: “إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا” (الأحزاب 10-11). وتهتم العقيدة العسكرية الإسلامية بالمقاتل اهتمامًا كبيرًا لقدسية الروح المسلمة عند الله تعالى، قال سبحانه: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا” (النساء 93) (فالقائد المسلم الذي يفرط في تقديم الخسائر بالأرواح عبثًا ليس قائدًا ولا مـسلمًا، فقـد كان القادة المسلمون يحرصون أشد الحرص على أرواح المجاهدين، وغالبًا ما كانوا يستأثرون بالخطر ويؤثرون رجالهم بالأمن)، لذلك شرع الباري سبحانه صلاة الخوف في وقت الحرب حتـى لا يؤخذ المسلمون على حين غِرَّة، يقول اللواء محفوظ: (وأخطر ما تتعرض له الأمم في هذا المجال هو المباغتة، لـذلك تسعى بأقصى جهدها لكي تمنع العدو من مفاجأتها، وذلك بأن تؤسس اسـتراتيجيتها العـسكرية على استخدام مختلف أجهزة الإنذار المبكر ووسائل الاستطلاع المتقدمة). ومن الأمن العسكري مشروعية الاتفاقات والمعاهدات بـين المسلمين وغيرهم، لذا أكدت الآيات القرآنية على الوفاء بالعهد وعدم الغدر في ذلك، فقال جل جلاله: “كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ” (التوبة 7).

جاء في موقع هيئة الحشد الشعبي خلال شهر حزيران 2024: أعلنت هيئة الحشد الشعبي، اليوم الأربعاء، عن المهام التي أدتها مختلف قواتها خلال أيام زيارة عيد الغدير الأغر في محافظة النجف الأشرف. وقال امر اللواء الثاني بالحشد الشعبي طاهر الخاقاني خلال كلمة له في المؤتمر الصحفي الذي عقدته العتبة العلوية المقدسة وحضره كل من محافظ النجف الأشرف المهندس يوسف كناوي وعدد من القادة ومدراء الأجهزة الأمنية، بأنه “تم وضع خطة أمنية وخدمية مسبقة لنجاح هذه الزيارة التي شهدت توافد ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه”. وأضاف انه “تم نشر مفارز الk9 بمختلف الطرق من قبل مديرية المتفجرات، فضلا عن تعزيز الأنتشار الأمني المكثف من قبل مديرية الأمن ومفارز الاستخبارات”. ومن الناحية الخدمية، أوضح الخاقاني بأنه “تم توفير العديد من عجلات نقل الزائرين ونقل المياه من قبل مديرية التموين والنقل فترة الزيارة”، مشيرا الى “توفير العديد من عجلات الإسعاف التابعة الى معاونية شؤون الطبابة والمقاتلين والمضحين”. وأكد الخاقاني أن “تجربتنا في تأمين الزيارات المليونية عزز من خبرتنا رغم ارتفاع اعداد الزائرين سنويا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *