الكاتب : فاضل حسن شريف
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” (يوسف 99) “فلما دخلوا على يوسف” في مضربه “آوى” ضم “إليه أبويه” أباه وأمه أو خالته، “وقال” لهم “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” فدخلوا وجلس يوسف على سريره.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” ﴿يوسف 99﴾ “فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ”. حزن يعقوب وأرسل الدمع مدرارا على فراق يوسف، وهويعلم أن البكاء لا يجديه شيئا، ولكنه كان يخفف به من لوعة البعد، وحرقة الفراق، وامتد حزنه أمدا طويلا لأن يوسف أقام سنوات في بيت الذي اشتراه بثمن بخس، وسنوات في السجن، وسنوات يدبر شؤون البلاد المصرية، منها سبع رخاء قبل ان يلتقي مع أهله، حيث كان اللقاء في سني الجدب، وكان كلما طال الزمن ازداد حزن يعقوب كما يومئ قول من قال له: “تاللَّه انك لفي ضلالك القديم”. وإذا عرفنا مبلغ الحزن في نفس يعقوب من ألم الفراق عرفنا مبلغ فرحته وسعادته بلقاء يوسف، لأن الفرحة بالشفاء من الأسقام تأتي على قدر ما تركته هذه من الأوجاع والآلام، أو تزيد أضعافا. وقال جماعة من المفسرين: المراد بأبويه أبوه وخالته، لأن أمه ماتت من قبل. وابعد البعض في قوله: إن أمه ماتت، ثم نشرت من قبرها لترى عظمة ولدها وتسجد له. ولا طائل من هذا التحقيق وأمثاله إلا تكثير الكلام. وتسأل: إن صدر الآية لا يتفق مع عجزها، لأن الصدر يقول: لما دخلوا على يوسف ضم أبويه إليه، ومعلوم ان يوسف كان في مصر، والعجز يقول: بعد أن دخلوا عليه، وهو في مصر قال لهم: ادخلوا مصر كما هو الظاهر من سياق الآية – ومعنى هذا انهم بعد ان دخلوا مصر قال لهم ادخلوا مصر؟. وقيل في الجواب: ان يوسف أقام لأهله سرادقات بالقرب من الحدود، وفيها دخلوا عليه، وضم أبويه إليه، ولما استأنفوا السير من السرادقات متجهين إلى مصر قال لهم: ادخلوا مصر.. وهذا الجواب يحمّل لفظ الآية أكثر مما يتحمل، وغير بعيد أن يكون مراده من ادخلوا مصر أقيموا فيها آمنين، كما حدث ذلك بالفعل، حيث أقطعهم الملك أرضا خصبة في مصر، وظلت سلالة يعقوب فيها أمدا طويلا.. فقد جاء في مجمع البيان: (وانما قال لهم: آمنين. لأنهم كانوا فيما مضى يخافون ملوك مصر، ولا يدخلونها إلا بجوازهم – أي بجواز السفر كما هو المتبع في هذا العصر – قال وهب: ان آل يعقوب دخلوا مصر وهم 73 إنسانا، وخرجوا مع موسى الذي هو من نسل يعقوب، وهم ستمائة ألف وخمسمائة وبضع وسبعون رجلا).. وأيضا في مجمع البيان ان بين يوسف وموسى 400 سنة.
جاء في جريدة الشرق الأوسط عن تضارب في الأرقام الرسمية للنازحين اللبنانيين إلى العراق وُصفوا بـ(الضيوف) وتراوحوا بين 18 و36 ألفاً بتأريخ 11 نوفمبر 2024: تضاربت الأرقام الرسمية بشأن أعداد النازحين اللبنانيين الذين وفدوا إلى العراق هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم والهجمات الجوية التي تشنها إسرائيل على العديد من المناطق اللبنانية وخاصة في جنوب البلاد والضاحية الجنوبية في بيروت. وتحظى قضية النازحين اللبنانيين إلى العراق باهتمام رسمي من قبل الحكومة التي أمرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بإطلاق توصيف (ضيوف العراق) عليهم. وكذلك تحظى قضيتهم باهتمام استثنائي من قبل المسؤولين في العتبات الدينية في كربلاء والنجف. وبينما كانت تشير أرقام وزارة الهجرة والمهجّرين إلى وصول نحو 12 ألف نازح لبناني، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية مقداد ميري، الأسبوع الماضي، إن (عدد الوافدين للعراق وصل إلى 36.867 وافداً، غادر منهم 11444 الأراضي العراقية). لكن المتحدث باسم هيئة المنافذ الحدودية علاء القيسي، أوضح أن إجمالي العدد الكلي يزيد قليلاً على 18 ألف نازح. ويؤكد القيسي في حديث مع (الشرق الأوسط) أن (العدد الدقيق للوافدين اللبنانيين بلغ 18 ألفاً و250 نازحاً، وجميعهم جاءوا براً عن طريق منفذ القائم الحدودي مع سوريا). وحول قضية التضارب في الأرقام التي تصدرها الجهات الرسمية، يرى القيسي أن (المسألة بالنسبة لنا في المنافذ الحدودية تتعلق أساساً بالمواطنين اللبنانيين حصراً ولا تشمل غيرهم، فعلى سبيل المثال لو قمنا باستقبال سوري متزوج من لبنانية ولديه 5 أولاد، فإننا نقوم بتسجيل الزوجة فقط باعتبار جوازها اللبناني). ويضيف أن (هيئة المنافذ الحدودية تتواصل عادة مع السفارة اللبنانية لدى العراق من أجل التأكد من هوية الأشخاص الوافدين، وما إذا كانوا يحملون الجنسية اللبنانية أو غيرها). ونفى القيسي ما يتردد عن عبور بعض النازحين إلى إيران عبر المعابر العراقية، لكنه تحدث عن (ذهاب بعض النازحين إلى مناطق متفرقة من البلاد؛ إذ يفضل بعضهم الإقامة لدى أقاربهم أو أصدقائهم في العراق، ولدينا لبنانيات متزوجات من عراقيين، والعكس أيضاً). وأكد القيسي أن (أماكن وجود اللبنانيين الرئيسية في محافظات النجف وكربلاء وبابل، بالنظر لوجود فنادق ومدن للزائرين هناك تابعة للعتبات الدينية في النجف وكربلاء). في المقابل، يرى المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجّرين علي عباس جهانكير، أن التضارب في الأرقام الرسمية بالنسبة لأعداد النازحين (طبيعي جداً). وفي إشارة إلى الأرقام التي ذكرتها وزارة الداخلية، يقول جهانكير، إن (الداخلية تقوم بإحصاء جميع المواطنين اللبنانيين الداخلين إلى الأراضي العراقية، حتى لو كانوا غير نازحين). وأضاف أن لدى وزارة الهجرة والمهجّرين (توقيتات محددة لأي حادث أو قضية، ونقوم في ضوء ذلك بإعلان وتصنيف الداخلين أو الوافدين؛ بمعنى أننا نرى تاريخ دخول الشخص، سواء كان قبل أكتوبر أو بعده، وهذا يختلف عن عمل هيئة المنافذ، فنحن اعتمدنا تاريخ العشرين من أكتوبر الماضي لتصنيف الداخلين واعتبارهم من (ضيوف العراق) بحسب التوصيف الرسمي، وقبل ذلك يعد مواطناً عادياً). ويؤكد المتحدث الحكومي (ضرورة حصر أوقات وتواريخ من يدخلون إلى العراق لكي يتم تصنيفهم بحسب الضوابط المعمول بها من الناحية القانونية). ويتابع أن لدى وزارة الهجرة (خريطة لـ(ضيوف العراق)، وقد قمنا بتثبيتها مع السفارة اللبنانية في بغداد، وهي تحدد لنا المناطق التي حصل فيها النزوح في لبنان، ومع ذلك نحن نعتمد الأرقام التي دخلت في قاعدة البيانات، وهذا لا يعني أن أرقامنا نهائية، لكنها تكون عرضة للتغيير مع مرور الوقت). كانت وزارة الهجرة والمهجّرين العراقية نفت في وقت سابق ما تردد عن سعي بعض الأطراف السياسية إلى (توطين) النازحين اللبنانيين في العراق. وأعلنت وزارة الهجرة، الاثنين، قيام مدير عام دائرة الفروع في وزارة الهجرة بزيارة فرعَي كربلاء والنجف لـ(متابعة الإجراءات المقدمة لـ(ضيوف العراق) من الأشقاء اللبنانيين وعمليات تسجيلهم ضمن قاعدة بيانات الوزارة).