لماذا يتجاسر اهل الانحراف دوما. ؟!!!

الكاتب : محمد ابو النواعير

اختلاف المناهج.

شاهدنا قبل يومين مقطع فديو لشلة من العاهرات الساقطات، وهنّ يرقصن وبلا حياء او شرف في النجف الاشرف مدينة امير المؤمنين، قرب احد المطاعم الكبيرة الذي يسمى مطعم النخلة، هذه المطاعم التي تحولت اغلبها الى مكان تتصرف فيه العاهرات والساقطات بحرية كبيرة، بتواجد اصحاب السلطة والاموال فيها.

واذا اردنا ان نجري مقارنة بين منهج الفريقين، فريق المؤمنين الصالحين، وفريق العاهرات والمنحرفين، سنجد ان فريق العاهرات دائما تجده متساند متكاتف، يقدم الى الواجهة اكثرهم شراسة واعلاهم صوتا، على عكس الفريق الاول الذي يقدم دوما اجبنهم واخنعهم واكثرهم نعومة ودبلوماسية، لذا تجد الفريق الثاني من كبيرهم الى صغيرهم يجبن ويخنع ويتصاغر ويتذلل امامهم، لماذا؟

هذا الذل الذي اصيب به الفريق الثاني، سببه انه قد صنع لنفسه صورة في المخيال العام، ان افضلهم (افضل فريق الصالحين) هو اكثرهم هدوءا وسكينة وتواضعا وخنوعا ونعومة وخنوثة ودبلوماسية وهدوءا، واقلهم تصادمية واثارة للمشاكل.!

لذا، عندما اصطدم بالفريق الاول، تداعى وانهار، ودُعِسَ على رؤوس اصحابه بالجِزَم.

لقد انطبع المخيال الاجتماعي العام بطابع خاص عن فريق المؤمنين، يذهب الى انهم اناس اهل تفاهة وجبن وضعة وخنوثة، بحجة انهم اهل تعقل ودبلوماسية وحكمة وهدوء، لذا نجد ان صغار الفريق الاول(الساقطين) يستطيعون بمفردهم ان يسحقوا كبار الفريق الثاني، دون جهد يُذكَر.

وستبقى هذه الاشكالية مستمرة في هذا البلد، والناتجة عن حماقة وسطحية ونرجسية تفكير الطرف الثاني (المؤمنين الصالحين)، وقوة وواقعية وتلائم تصرفات الفريق الاول (الفاسقين)، والذين يتصرفون بايقاع وتناغم كبيرين، ملائمان لذوق اغلب ابناء الشعب، واصحاب الصوت العالي والمسيطرين في المجتمع.

المعركة اليوم معركة مجتمع فاسد، يريد ان يفرض ادبياته بعلو صوته وشراسته.

الحل. !!

ان الرأي الذي يحث على ان الحل يكون بالاستعانة بقوة السلطة وقوانين الحكومة في ردع قضية يؤمن بها جزء من مجتمع، هو من اكبر الاخطاء، خاصة ونحن نتحدث عن سلطة تعجز عن تنفيذ احكام الاعدام بمئات الارهابيين الذين ارتكبوا افضع الجرائم. !!

المعركة اليوم مع المنحرفين يجب ان تكون معركة مجتمع مع مجتمع.

يجب توعية المؤمنين في مجتمعنا ان الظرف اليوم يحتاج للصوت العالي والتصدي المباشر، وان واجب التصدي يقع على عاتق كل فرد، كل مؤمن، كل مجموعة مؤمنة، بكل الطرق، والوسائل المتاحة.

وإلا فان الاعتماد على قوانين واوامر اجهزة الدولة في القضاء على مرض اخلاقي انحرافي، سيكون من اكبر الاخطاء، بل ستقف اجهزة الدولة عاجزة عن فعل شيء، دون وجود مساندة من المكابح الاجتماعي التي من المفترض ان يكون المنبر الحسيني والقضية الحسينية قد صاغتهم ونحتتهم و جعلتهم مجتمعا مؤمنا مهيئا للتصدي، خلال اكثر من ٢٠ عاما.

عندما تتبرج فتاة وتنزع عبائتها الزينبية، لن يكبحها قانون سلطة، بل ستتمرد عليه، ولكن ما يردعها سيكون اللسان النقدي الحاد للمجتمع، المجتمع بشكله وبكيانه الاعتباري العام، والذي هو الوحيد الذي يملك امكانية تحويل هذه المنحرفة الى كيان منبوذ ومشوه مفتقر لكل مقومات العضوية في المجتمع الصالح، في سلسلة الوجود الاجتماعي.

اذن، نحن بحاجة اليوم لمجتمع مؤمن، لديه قابلية للتصادم، ولو في على صعيد محدود ومدروس، وإلا، سيبقى الفساد منتشرا، وسيبقى المنحرفون يضحكون استهزاءا واحتقارا، من حكمتنا وتعقلنا واخلاقنا العالية اللاتصادمية ودبلوماسيتنا وهدوءنا ونعومتنا وحبابيتنا . 😏

نكتب، عسى ولعل يفهم اولئك الحمقى ما يحصل وكيف يحصل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *