الكاتب : فاضل حسن شريف
جاء في موقع وكالة الامم المتحدة للهجرة: قدت قمة الأمم المتحدة للاجئين والمهاجرين في نيويورك في سبتمبر من عام 2016، وكانت حدثاً تاريخياً مهماً. فقد خرجت القمة بإعلان نيويورك الذي كان بمثابة وثيقة أساسية مهدت الطريق نحو اتفاقين عالميين آخرين جرى اعتمادهما في عام 2018، الأول كان بشأن اللاجئين والآخر بشأن الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية. وأقر إعلان نيويورك بالحاجة إلى اتباع نهج شامل إزاء التنقل البشري وتعزيز التعاون على الصعيد العالمي لإنقاذ الأرواح وحماية الحقوق وتقاسم المسؤولية على نطاق عالمي. وفي ديسمبر 2018، جرى اعتماد الاتفاقين. يتسق الاتفاق العالمي بشأن الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية مع المقصد السابع للهدف العاشر من أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 والذي ينص على التزام بلدان العالم بالتعاون الدولي لتيسير الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية. ولذلك، يعمل المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة على دعم الدول الأعضاء لتمكينها من تبني نهج حكومي ومجتمعي شامل والمساعدة في تصميم وتنفيذ السياسات وتوفير الدعم الفني المطلوب لتحقيق الأهداف الـ 23 المبينة في الاتفاق العالمي بشأن الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية. كما يدعو الاتفاق العالمي أيضًا إلى إنشاء آلية لبناء القدرات في الأمم المتحدة، وإنشاء مركز اتصال، وصندوق تمويل لتنفيذ حلول قائمة على المشاريع، ومنصة عالمية للمعارف كمصدر متاح للبيانات على الإنترنت لدعم الدول الأعضاء في تحقيق أهدافها المتعلقة بالاتفاق العالمي بشأن الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية. وستقود كل هذه الجهود والمبادرات في نهاية المطاف إلى تيسير هجرة الأشخاص وتنقلهم بصورة آمنة ومنظمة ونظامية ومسؤولة، بما في ذلك من خلال تنفيذ سياسات هجرة مرسومة ومدارة بصورة جيدة. تعد الهجرة ظاهرة متعددة الأوجه وغير ثابتة على نسق واحد ومعقدة، مما يتطلب نهجاً متكاملاً من حيث تأثيرها وتأثرها بجميع المجالات القطاعية وجميع مستويات الحكم. وفي هذا الصدد، يعمل المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة مع شركاء، مثل جامعة الدول العربية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (UNESCWA)، ويشارك في قيادة الفريق العمل المعني بالهجرة الدولية في المنطقة العربية منذ عام 2013. ويضطلع فريق العمل هذا بتنفيذ أنشطة لبناء القدرات، وينظم مؤتمرات إقليمية لمناقشة الدروس المستفادة والممارسات الفضلى للدول الأعضاء في سعيها إلى تحقيق أهداف الاتفاق العالمي للهجرة وأهداف التنمية المستدامة. علاوةً على ذلك، يتيح ذلك للدول الأعضاء فرصًا لتبادل أفضل الممارسات والسعي إلى إيجاد أوجه تعاون إقليمية لتنفيذها. كما يتعاون المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة بشكل وثيق مع الشركاء ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والكيانات الإقليمية الأخرى ويتبنى نهجاً مجتمعياً شاملاً تتمثل الغاية منه في توفير الدعم للدول الأعضاء لتحقيق أهداف الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية جنبًا إلى جنب مع أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتتماشى كل هذه الجهود مع إطار حوكمة الهجرة (MiGOF) الذي يحدد أهداف المنظمة الدولية للهجرة ومبادئها. ينص الاتفاق العالمي للهجرة على التزام جماعي بتحسين التعاون بشأن الهجرة الدولية ويقر بأن الهجرة كانت جزءًا من تاريخ البشرية على مر الزمن، وإنها مصدر للازدهار والابتكار والتنمية المستدامة. يقوم الاتفاق على التفاهم المشترك، ويقر بأنه ثمرة مراجعة ودراسة غير مسبوقة لحقائق وبيانات جرى جمعها عبر عملية علنية وشاملة وشفافة. يكفل كذلك احترام حقوق الإنسان للنساء والرجال والفتيات والفتيان في جميع مراحل الهجرة. يقر بأن الهجرة حقيقة متعددة الأبعاد لا يمكن أن يتصدى لها قطاع حكومي وحده، إذ أنها تتطلب نهجًا مجتمعيًا شاملًا يشمل جميع الشركاء المعنيين بالهجرة. يعد إطاراً تعاونياً غير ملزم قانونًا ينص على أنه لا يمكن لأي دولة أن تتصدى للهجرة بمفردها كونها ظاهرة عابرة للحدود.
جاء في موقع توينكل عن اليوم الدولي للمهاجرين: ما هو اليوم الدولي للمهاجرين؟ اليوم الدولي للمهاجرين هو يوم يحتفل به العالم من أفراد ومجتمعات ومنظمات متعددة، مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة الهجرة العالمية، بدعوة من الأمم المتحدة بتاريخ الثامن عشر من ديسمبر من كل عام. يلقي الضوء على معاناة المهاجرين في العالم ويدفع الحكومات للعمل على تأمين واقع كريم لهم في بلدان استضافتهم التي قد تكون مؤقتة أو دائمة. متى تم الإعلان عن اليوم الدولي للمهاجرين؟ تعود فكرة هذا اليوم لعام 1977، حيث دعت المنظمات الآسيوية لتحديد يوم الثامن عشر من شهر ديسمبر يوماً لتشجيع العالم فيه على التضامن مع المهاجرين وأسرهم وما يتعرضون له من معاناة. وبعدها لجأت هذه الجمعيات والمنظمات إلى الترويج لهذا اليوم وللضغط على الأمم المتحدة لاتخاذه يوماً رسمياً يحتفل به العالم. وبناءاً على ذلك، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للمهاجرين في 4 ديسمبر عام 2000. متى بدأ الاحتفال باليوم الدولي للمهاجرين؟ أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للمهاجرين على أن يكون يوم 18 ديسمبر من كل عام، هو يوماً دولياً للمهاجرين، بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة والمتزايدة للمهاجرين في العالم (القرار رقم 45/93). وفي مثل هذا اليوم كانت الجمعية العامة قد اعتمدت الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم (القرار رقم 45/158).
عن منظمة العمل الدولية: تخيلوا يوماً واحداً دون عمالٍ مهاجرين: في اليوم العالمي للمهاجرين، تدعونا الدكتورة ربا جرادات، المدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية في الدول العربية، أن نقدر عالياً ما يقدمه لنا العمال المهاجرون، في ظل مختلف الظروف القاسية، ونتأمل في ما نقدمه نحن لهم بالمقابل. يحتفل العالم في 18 كانون الأول/ديسمبر باليوم العالمي للمهاجرين الذي يُعتبر يوماً عالمياً للتضامن مع العمال المهاجرين أو العمال “الوافدين المؤقتين” كما يُطلَق عليهم في الوطن العربي. ففي هذا اليوم من عام 1990، أقرَّت الأمم المتحدة الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم. وكجميع البشر، فإن العمال المهاجرين أشخاصٌ يحملون أسماءً ولديهم أحاسيس ويتمتعون بالكرامة. وهم يحملون معهم قصصاً ومسؤولياتٍ وطموحات، ولديهم حقوقٌ أيضاً. دعونا في اليوم العالمي للمهاجرين نتأمل قصة آنا، المرأة السريلانكية التي عملت كعاملة منزلية مهاجرة في أحد بلدان الشرق الأوسط لمدة عشرين عاماً. كان عملها يتمثَّل في التنظيف والطهو والاعتناء بطفلين نشآ في كنفها بينما والداهما الاثنان يعملان بدوامٍ كامل. ولحسن الحظ، لم يضاهِ رغبتها وإرادتها في تغيير حياة أسرتها في سري لانكا نحو الأفضل إلا وفاء صاحبي عملها بالتزاماتهما نحوها. ولهذا السبب، تمكنت آنا من إرسال أولادها في سري لانكا إلى الجامعة وحضور حفلات تخرجهم وشعورٌ بالفخر والسعادة يغمرها. فلنقدِّر عالياً ما فعلته آنا التي تعمل الآن، وأخيراً، على تحقيق حلمها في افتتاح شركة تموين صغيرة. فقد باتت الهجرة بالنسبة إليها خياراً على عكس كثيرين ممن يخلِّفون ورائهم أسرهم ليبحثوا عن فرصٍ أفضل وغالباً ما يغامرون بكل شيءٍ دون أي ضمانات. ولا تزال الهجرة بالنسبة لعددٍ كبير جداً أيضاً أمراً حتمياً لا بد منه، ينتج في أغلب الأحيان عن نقص الأموال اللازمة لرعاية أحبائهم. على الصعيد العالمي، هناك ما يقارب 150 مليون عامل مهاجر، ويعيش حوالي 18 مليون منهم في الدول العربية. ويعمل كثيرون في قطاعاتٍ كالإنشاءات والزراعة والخدمات، ومنها العمل المنزلي، وهي أعمالٌ صعبة وتُمارَس في ظل ظروفٍ صعبة. وفيما تُعتبر هجرة اليد العاملة عموماً موضع ترحيبٍ من جانب كلٍّ من بلدان المنشأ والمقصد وبينما تُعتبر قصة آنا مثالاً على التقدم والنجاح رغم ما قدَّمته من تضحياتٍ شخصية عديدة، فإن الهجرة بالنسبة لعددٍ كبير من العمال المهاجرين الآخرين هي قصة معاناة. فكثيرون ينتهي بهم المطاف عالقين في ظروفٍ من الاستغلال ويتعين عليهم تسديد رسوم توظيفهم الباهظة دون الحصول على أجورٍ ملائمة، وفي أسوأ الأحوال دون حريةٍ في ظروفٍ أشبه ما تكون بالعمل الجبري وكأنهم عبيدٌ في العصر الحديث. وتشير تقديرات منظَّمة العمل الدوليَّة إلى وجود 600 ألف حالة من حالات العمل الجبري في الشرق الأوسط وحده وكثيرٌ من هؤلاء عمالٌ مهاجرون.
جاء في موقع الجزيرة عن بالتزامن مع اليوم العالمي للمهاجرين الآلاف يتظاهرون ضد مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا: خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة الفرنسية باريس أمس الأحد، احتجاجا على مشروع قانون جديد للهجرة. وجاءت المظاهرات بالتزامن مع اليوم العالمي للمهاجرين الذي يصادف 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام. ورفع المتظاهرون الذين توجهوا إلى وسط باريس لافتات كتب عليها “فرنسا، غير شرعية” و “عنصريون، فاشيون، اخرجوا من شوارعنا”. كما رددوا شعارات مثل “التضامن مع المهاجرين غير الشرعيين”، و”لسنا خطرين، المهاجرون في خطر”. ودعا المحتجون إلى مزيد من التضامن مع المهاجرين غير النظاميين، معربين عن معارضتهم لمشروع قانون الهجرة الذي روج له وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وطالبوا بتزويد المهاجرين غير النظاميين بوثائق رسمية تسمح لهم بالإقامة بشكل قانوني في البلاد. وقال مهاجر من السنغال لا يحمل وثائق رسمية، لوكالة الأناضول، إنه “موجود في البلاد منذ حوالي 8 سنوات ويعمل في البناء”. مضيفا أنه شارك في الاحتجاج “من أجل الحرية والمساواة للجميع”. وتستعد الحكومة الفرنسية لإدخال لائحة مع مشروع القانون من شأنها أن تسمح بوضع المهاجرين الذين صدر أمر بترحيلهم على “قائمة المطلوبين”، من أجل تسهيل عمليات الترحيل.
السبب الرئيس لهجرة الانبياء اضطهاد قومهم “وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا” (النحل 41) عند تبليغهم ان يعبدوا الله وخروجهم لنشر رسالة الله تعالى ” وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي” (العنكبوت 26) و ” وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ” (النساء 100). لم تكن هجرة المسلمين الاولى من مكة الى المدينة بل سبقتها هجرة الى الحبشة بسبب ضغط قريش عليهم “وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَة ” (النساء 100). خرج النبي صلى الله عليه واله وسلم من بيته متوجها الى المدينة بعد ان رد الله تعالى مكر اعدائه كما جاء في اية 30 من سورة الانفال”وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” بعد ان حطم الرسول مع علي بن ابي طالب عليه السلام اصنام الكعبة في احد الليالي كما جاء في مسند احمد حيث جاء في الحديث الشريف (يا علي ان اول من كسر الاصنام جدك ابراهيم ثم انت يا علي) كما جاء في الاية “وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ” (الانبياء 60). قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: (أَنَا صِنْوُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ السَّابِقُ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَ كَاسِرُ الْأَصْنَامِ، وَ مُجَاهِدُ الْكُفَّارِ، وَ قَامِعُ الْأَضْدَادِ). بعد تحطيم ابراهيم عليه السلام الاصنام ونجاته من النار تباحث مع لوط عليه السلام وقرر الهجرة “فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي” (العنكبوت 26) وهي نفس الحالة حصلت مع النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم نجا من حصار قريش بحماية ابو طالب ثم تحطيم اصنام الكعبة ليلا مع علي بن ابي طالب عليه السلام ونجاته من رؤية قريش له قرر الهجرة الى المدينة، وقبلها خرج جعفر بن ابي طالب الى الحبشة. هاجر النبي صلى الله عليه واله وسلم بسبب مكر اعدائه”وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” (الانفال 30) وبعد ان حطم اصنامهم”وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ” (الانبياء 60).
عن سماحة الشيخ محمّد صنقور: بعد عودته صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة الشريفة من الطائف واشتداد الوطأة عليه وعلى أتباعه جاء الأمرُ بالهجرةِ إلى يثرب فأخذ المسلمون يتسلَّلون إلى يثربَ سرَّاً فعمدتْ قريشٌ إلى مصادرة ما خلَّفوه من أموالهم والاستيلاءِ على دورِهم ومواشيهم كما وصف القرآن ذلك في قوله تعالى: “فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي” (ال عمران 195) وقوله تعالى: “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” (الحشر 8) ثم إنَّ بطون قريشٍ اجتمع رأيُها على تصفية النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم إنْ أُتيح لهم ذلك أو حبسه أو إخراجه إلى الجهة التي يُريدونها كما قال تعالى: “وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” (الانفال 30) لذلك أمره اللهُ تعالى بالهجرة سرَّاً إلى يثربَ والأمرِ لعليٍّ عليه السلام أنْ يبيتَ على فراشِه إيهاماً لهم، لأنَّهم كانوا قد اجتمع من كلِّ بطنٍ واحدٌ أو أكثر حول داره، وكانوا قد عقدوا العزم على اقتحامها عليه ليضربوه مجتمعين بأسيافهم ضربةَ رجلٍ واحد ليضيع دمُه بين القبائل، وقد أبطل اللهُ مكرَهم، فرجعوا خائبين بعد أن تفاجئوا بأنَّ المضَّجع على فراشِ الرسول عليه السلام كان عليَّاً عليه السلام ولم يكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
توفير المأوى للمحتاجين كاليتيم والسائل وذي القربى والمسكين والمهاجر او اللاجئ من صفات المؤمن قال الله سبحانه وتعالى “أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى” (الضحى 6)، و”وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ” (الضحى 10)، و”وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (النور 22). قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها ) سربه يعني نفسه وعياله. وقال في فتح مكة (من دخل داره فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن). الامن وعدم الخوف سبب مهم للجوء قال الله تبارك وتعالى “وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ” (النساء 83)، و”وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” (الانعام 81)، و”الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ” (الانعام 82)، و”وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا” (النور 55)، و”ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ” (ال عمران 154)، و”نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ” (الشعراء 193) الامين هو جبرائيل، و”وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ” (النحل 112). جاء في تقرير للامم المتحدة: وَمَعَ اِلْتِمَاسِ حُلُولِ دَائِمَةٍ تَكْفِلُ عَوْدَةَ اللّاَجِئِينَ وَالْمُشَرَّدِينَ دَاخِلِيَّا عَوْدَةٍ آمنة إِلَى دَيَّارِهُمْ الْأَصْلِيَّةِ أَوْ الْاِسْتِقْرارَ فِي أَمَاكِنِ اللُّجُوءِ لَمِنْ يُرِيدُونَ الْاِنْدِماجَ مَحَلِّيًّا.
وهنالك آيات قرآنية تطلب من الناس تقديم المعونة والمساعدة للمهاجرين قال الله عز وجل “النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا” ﴿الأحزاب 6﴾، و”وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” ﴿الحشر 9﴾، و”وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” ﴿النور 22﴾.