الكاتب : سيـــار الجميــل
جاء في الوثائق البريطانية التي يحتويها الارشيف البريطاني الرسمي عن العراق ، وخصوصا الارشيف الممتد بين 1900 ولغاية 1979 جملة من الملفات التي اعتنت ببعض الشخصيات العراقية وسيرهم الشخصية ..
وقد جاء في سيرة نوري باشا السعيد ما نصّه :
سني من بغداد ، ومن مواليد حوالي عام 1888 ، وهو ابن محاسب من اصول موصلية تلقى تعليمه في القسطنطينية ،ويتكلم التركية والالمانية والفرنسية والانكليزية ، فضلا عن لغته العربية الأم . .
وكان ابوه المحاسب سعيد افندي بن صالح افندي بن الملا طه الموصلي يعمل في دائرة الاملاك السنية في ولاية الموصل التي كان يترأسها مديره المحاسب الشهير الشاعر عبد الله راقم افندي النجيفي الموصلي 1853- 1891م ، العديد من الموظفين الحكوميين واغلبهم من المحاسبين الاذكياء الذين تميزوا بنزاهتهم واحترامهم للمال العام
وكان احدهم يسمي سعيد افندي ابن صالح افندي بن الملا طه الموصلي ، وقيل ان والده سعيد افندي كان يعمل مدققاً في إحدى دوائر الدولة العثمانية ، من دون ذكر ان أصله من الموصل ، في حين تثبت الاوراق الموصلية القديمة، وروايات من عرف والده سعيد انه رجل مصلاوي من قلب المدينة ، وكان قد عمل محاسبا وموظفا عثمانيا في دائرة الاملاك السنية تحت ادارة رئيسها المحاسب الشهير والمفتش المالي عبد الله راقم افندي الذي كان شاعرا واديبا واستاذا في الرياضيات.
كان سعيد افندي يعاونه في كل الامور بعد ان كسب ثقة رئيسه راقم افندي ، فكان راقم يبرّه كثيرا ويؤثره على الاخرين لأمانته وبراعته وظرفه وملازمته نديما له بالرغم من كونه صاحب وظيفة عادية في تلك الدائرة المهمة التي ترتبط بالسلطان مباشرة في العاصمة العثمانية اسطنبول،
وكان سعيد افندي قد اتخذ من رئيسه الشاعر عبد الله راقم افندي مثلا اعلى له كون الاخير من اشهر المحاسبين في الدولة العثمانية ، فضلا عن شاعريته ،اذ كان سعيد افندي يحفظ اشعار راقم افندي ، وينشرها بين هذا وذاك وبالاخص اشعار الهجاء اذ كان احد ندمائه ، وتميز بظرافته وثقافته ونكاته وحلو حديثه.. والى حد بحثنا عن هذا الرجل ، بدا لنا سعيد افندي انه الولد الوحيد لابيه الذي كان يقطن في محلة السوق الصغير ، قرب جامع التوكندي في قلب مدينة الموصل القديمة .