
الكاتب : نزار حيدر
نـــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر لـ [الشرق الاوسط] اللَّندنيَّة؛ أَسبابٌ تُؤَخِّرُ العراق عن فتحِ قنواتِ الإِتِّصالِ مع سوريا [الجديدةِ]!
سيبقى العراق حذِراً في التَّعامل مع الحُكم الجديد في سوريا لسببٍ بسيطٍ ومُهمٍّ جدّاً في نفسِ الوقتِ أَلا وهوَ؛
إِنَّ جُلَّ الزَّعاماتِ الجديدة كانت قد قاتلَت في العراق بُعيدَ التَّغيير عام ٢٠٠٣ تحتَ راية الجماعات التكفيريَّة والتَّنظيمات الإِرهابيَّة التي انخرطَت فيها وعلى رأسِها تنظيم القاعِدة الإِرهابي.
ولقد ارتكبَت على مدى عقدٍ من الزَّمن جرائِمَ قتلٍ وذبحٍ وتفجيرٍ راحَ ضحيَّتها مِئات الآلاف من العراقيِّين الأَبرياء في مُختلفِ مناطقِ ومُحافظاتِ البلادِ وخاصَّةً في العاصمةِ بغداد.
وأَنَّ بعضَها تمَّ اعتقالَها في العراق لفَتراتٍ مُختلفةٍ فيما صدرَت بحقِّ بعضهِم أَحكاماً بالإِعدامِ.
ولذلكَ فإِنَّ العراق يتأَنَّى في التَّواصلِ مع الحُكمِ الجديدِ في سوريا ولا أَظنُّهُ سيستعجِل في اتِّخاذِ خُطوةٍ [إِيجابيَّةٍ] بهذا الصَّدد قبلَ أَن يجدَ [مخرجاً] قانونيّاً لهذا الملفِّ لتسويقهِ عندَ الرَّأي العام العراقي [وتحديداً لأُسرِ الضَّحايا] الذي ينظُر بعَينِ الرِّيبةِ لزُعماء سوريا الجَديدة.
في المُقابل فإِنَّ زُعماء سوريا الجديدة حاولُوا من خلالِ أَحاديثَ وتصريحاتٍ لعددٍ من وسائلِ الإِعلامِ الأَجنبيَّةِ تبريرَ حضورهِم في العراق وقتها وانخراطهِم في جرائمِ التَّنظيماتِ الإِرهابيَّةِ هُناكَ بطريقةٍ توحي وكأَنَّهم يسعَونَ لإِرسالِ رسائِلَ إِلى العراقيِّينَ يُبدُونَ فيها ندمهُم بشَكلٍ من الأَشكالِ.
فهل سيكتفي العراقيُّون منهُم بهذهِ التَّفسيرات والتَّبريرات لفتحِ صفحةٍ جديدةٍ مع دمَشق [الجديدة]؟!.
لا شكَّ فإِنَّ إِنتظار العراق لا يُمكِنُ أَن يطولَ كثيراً إِذ لابُدَّ أَن يتَّخذَ خطوةً [إِيجابيَّةً] لمدِّ جسُورِ العلاقةِ مع دِمشق بعد عديدِ البيانات والتَّغريداتِ الإِيجابيَّة التي صدرَت عن عددٍ من المسؤُلينَ العراقيِّينَ بشأنِ التَّغييرِ الذي تشهدهُ سوريا خاصَّةً وأَنَّ كُلَّ مَن زارَ دمشق من الوفودِ العربيَّةِ والأَجنبيَّةِ وعلى رأسِها الوفد الأَميركي نقلَ صورةً [إِيجابيَّةً] عن الزُّعماء الجُدُد وعن خُططهِم فيما يخصُّ [سوريا الجديدة] وأَنَّهم ليسُوا أَنفسهُم قبل عقدٍ أَو عقدَينِ من الزَّمنِ.
ولا نغفل هُنا كذلكَ إِنخراط العراق في فترةٍ من الفَتراتِ في القتالِ ضدَّ تنظيمات هذهِ الزَّعامات على الأَراضي السوريَّة عندما كانت طهران تُقاتل كتِفاً لكتِفٍ في سوريا لحمايةِ نظامِ الطَّاغيةِ المخلوع بشَّار الأَسد.
هذا الملَف كذلكَ لهُ تداعِيات مازالت ملمُوسة ينبغي على العراق تفكيكهِ رُبَّما من خلالِ المُقايضةِ بين قتالِ السوريِّينَ في العراق وقتالِ العراقيِّينَ في سوريا لتتُمَّ تصفِية الحِسابات وتصفيرِ الأَثمانِ بأَقلِّ الخسائرِ والآثارِ السَّلبيَّةِ.
وفي نهايةِ المطافِ ينبغي على بغداد أَن تتسلَّحَ بالبراغماتيَّة إِذا كانت تعتقِد أَنَّها [دَولة] مُهمَّة ومُحوريَّة في المنطقةِ يلزم أَن تكُونَ لها بصمةٌ في الأَحداثِ والتطوُّراتِ، ومن أَجلِ أَن لا تتخلَّفَ أَو تتأَخَّرَ فقد لا يكُونُ الوقتُ في صالحِها!.
٢٠٢٤/١٢/٢٣