فبراير 5, 2025
download (1)

عدنان ابو زيد

اجتمعت قمة الأقزام والمتسكعين في حفلة تنكرية، تخللتها أصوات أقداح الوهم وثرثرة العقل الساذج، حيث اختلطت الأحلام الكبيرة بالعقول الصغيرة.

جلسة سمر سياسي، تبدو كأنها كوميديا سوداء أُخرجت على مسرح العبث، تتدارس “مصير العراق” وكأنّ قصار القامة، يمتلكون مفاتيح السماء والأرض.

أولئك الذين بالكاد يستطيعون اتخاذ قرار بشأن لون أربطة أحذيتهم، فكيف بقرارات مصيرية تتعلق بدولة تضج بالفوضى والطموحات.

الفريق الأول: فائق الشيخ علي

هذا الرجل، الذي هرب من الداخل العراقي، خاسرا، فزعانا، انتقل ليجرب حظه العاثر في الخارج، وكأنه يراهن على حصان مكسور الساق، جاب الممرات الأمريكية متسولاً، محاولاً إقناع أي سياسي أمريكي عابر بأن “أنا هنا”.

المصادر العراقية في واشنطن، تؤكد أنه لم يترك مكتباً إلا وطرقه، بل ربما حاول إقناع فرّاش البيت الأبيض بترتيب لقاء مع كلب الرئيس، لكن حتى هذا الباب أُغلق في وجهه.

الآن، يجلس وحيداً في شقته اللندنية كضفدع ينفخ نفسه ظناً أنه يمكن أن يتحول إلى بقرة عظيمة القرون، لكن للأسف، يبقى ضفدعاً ينقنق للراتب الكويتي المخصص له منذ فترة طويلة.

مشعان الجبوري: التسكع والثرثرة وفاشنست الفضائيات

مشعان، الذي قضى عمره متشبثًا بوهم صداقته مع النظام السوري السابق، كذبابة وسخة تدور حول الأسد، ويتملق له بالتقارير الأمنية، تعوّد على تقمص دور اكبر من حجمه بكثير.

الرجل حاول بشتى الطرق أن يصبح سياسياً سنياً “محترماً” ولم يحترمه أحد يوما، فان كل محاولاته انتهت بالفشل الذريع.

اليوم، يقف على هامش السياسة كطفلٍ يبحث عن قطعة حلوى، يقتات على فتات موائد الزعماء الحقيقيين الذين بالكاد يلاحظون وجوده، وينظرون إليه كمتطفل يثير الشفقة والملل.

علي الصجري: الناهب المزيف

أما علي الصجري، فهو حالة خاصة من العدمية السياسية. لا تأثير له “لا في العير ولا في النفير”، لا يستطيع حتى أن يدير مستقبله الشخصي، فكيف يتحدث عن مستقبل أمة؟ هذا الرجل، الذي تلطخت يداه بالمال العام والشهادات المزورة، لا يمتلك شيئاً سوى وجه من النحاس السميك، يستمر في استعراضاته البائسة دون خجل أو حياء. أنه صعلوك بين الأقزام.

بقية الرفاق: الأسماء النكرة.

أما البقية، فهم نماذج مصغرة للفشل المنظم، أسماء بالكاد تُعرف في عالم السياسة، أشخاص غير قادرين حتى على إدارة عشيرة صغيرة. يتكئون على الخطاب الطائفي ككلب ينتظر بقايا القصابين. لا رؤية، لا كفاءة، فقط مزيد من التهريج والجعجعة الفارغة.

في النهاية، هذه القمة ليست إلا اجتماعاً للبحث عن سراب، محاولة بائسة لتصدير الوهم للعراقيين الذين ملّوا الوجوه المستنسخة.

ربما كان الأفضل لهؤلاء أن يعقدوا اجتماعهم في إحدى الحانات، فذلك سيكون أكثر منطقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *