صلاح الزبيدي
تحل علينا ذكرى يوم الشهيد العراقي، وهي مناسبة نستذكر فيها الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله عليه) الذي قضى حياته مدافعًا عن العراق وأبنائه، إلى جانب استذكار الشهداء القادة الذين خطّوا بدمائهم الطاهرة مسيرة الكرامة والعزة، وعلى رأسهم الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد قاسم سليماني.
شهيد المحراب…رمز التضحية والوحدة
السيد محمد باقر الحكيم، الذي ارتقى شهيدًا في 29 أغسطس 2003، كان منارة في مسيرة الكفاح ضد الظلم والاستبداد. وقف بصلابة ضد الأنظمة القمعية، وسعى إلى بناء عراق ينعم بالحرية والعدالة. لم يكن مجرد قائد سياسي، بل كان مشروعًا حضاريًا يعبر عن تطلعات الأمة. ترك إرثًا خالدًا يتمثل في دعوته للوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، وجعل من حياته نبراسًا للثبات والصمود.
الشهداء القادة…حراس السيادة والكرامة
في مشهدٍ آخر من مشاهد التضحية، قدم الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد قاسم سليماني أرواحهم دفاعًا عن سيادة العراق واستقراره، ليكونا عنوانًا للشجاعة والفداء. قاد المهندس، ذلك القائد العراقي الفذ، جهود التصدي لقوى الإرهاب التي أرادت النيل من أرض الرافدين، فيما وقف سليماني إلى جانبه مدافعًا عن قضايا الأمة، ومجسدًا روح الأخوة الإسلامية في أبهى صورها.
في 3 يناير 2020، استشهد هذان القائدان في عملية غادرة استهدفتهما بالقرب من مطار بغداد، لتُسجل تضحياتهما في ذاكرة الأمة كأحد أعظم فصول البطولة والإيثار.
وحدة الهدف وخلود الرسالة
رغم اختلاف الأزمنة وتعدد المعارك، إلا أن ما يجمع شهيد المحراب والشهداء القادة هو وحدة الهدف؛ فقد كانوا جميعًا يقاتلون من أجل حرية العراق، وسيادته، وكرامة شعبه. دماؤهم الزكية التي أريقت على أرض العراق كانت رسالة واضحة بأن طريق التحرير والاستقلال محفوف بالتضحيات، وأن الأوطان تُبنى بأرواح الشجعان.
استذكار الشهداء…رسالة للأجيال
إن ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم، وأبو مهدي المهندس، وقاسم سليماني ليست مجرد مناسبات عابرة، بل هي محطات نستلهم منها معاني الصبر والعزيمة، ونتذكر فيها أن التضحية في سبيل القيم والمبادئ لا تموت، بل تظل خالدة في وجدان الشعوب.
في هذه الذكرى، نؤكد أن دماء الشهداء الأبرار كانت الأساس الذي حفظ العراق من التمزق، وحقق الانتصارات ضد قوى الإرهاب والتكفير. نستذكرهم لا لنحزن على فقدانهم، بل لنستلهم من مسيرتهم العزم على إكمال الطريق الذي عبدوه بدمائهم.
رسالة خالدة…
شهيد المحراب والشهداء القادة يمثلون مدرسة في الفداء والإخلاص، مدرسة علمتنا أن الأوطان تستحق أغلى ما نملك. إننا في يوم الشهيد العراقي نجدد العهد على الوفاء لدمائهم الطاهرة، ونواصل مسيرتهم في بناء عراق حر ومستقل.
رحم الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم، والشهيد الحاج أبو مهدي المهندس، والشهيد الحاج قاسم سليماني، وكل شهداء العراق والأمة، وأسكنهم فسيح جناته، وجعلنا من السائرين على دربهم المضيء.