الشيخ عز الدين البغدادي
عندما تبدأ عهدك بظلم او انتقام فأنت تحكم منذ البدء بنهايته أو فشله على الأقل، بدأ العد العكسي لحكم صدام عندما قام بجريمة “قاعة الخلد”. التسامح ليس سذاجة وليس ضعف نظر، بل هو حكمة وشجاعة تكسب بها الأعداء ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم ).
فيديوات كثيرة مؤلمة تظهر باستمرار توثق حالات عنف مفرط في سوريا، ورغم أن حكماء الحالة الجديدة في سوريا يؤكدون على عدم تصوير عمليات التصفية والتعذيب والاعدام، لكن للأسف فإن الكوادر لا تلتزم بذلك، ويجدون لذة أعظم في تصوير تعذيب ضحاياهم او قتلهم.
لم أجد مثل الحركات الاسلامية في تطبيق فكرة التصفية والاجتثاث، في العراق حدث ذلك وفي سوريا كان الأمر أفظع بكثير لا سيما وأن هذه الحركات لها تاريخ قديم بذلك في سوريا. رغم أنك لا تجد مثل الإسلام في التأكيد على العفو والتسامح، إلا أن الاسلاميين يسخرون دائما من أي عبارة او دعوة تدعو الى التسامح ولو ذكرت لهم آية أو رواية، فأين هم من سلوك النبي (ص) وهو الذي قال يوم فتح مكة “اليوم يوم المرحمة” وهو الذي نادى في من آذوه وعذبوا اصحابه: “اذهبوا فأنتم الطلقاء” إلا أن الاسلاميين يعدون أنفسهم أكثر واقعية وحكمة، وهم كما هي طريقتهم يبررون كل جريمة.
حتى تجارب الأمم تؤكد على التسامح، جميلة كلمة غاندي عندما قال: “أذا طبقنا قاعدة “العين بالعين” فسنكون في مجتمع أعمى”.
ابنوا بلدكم بالعدل والتنمية، وإلا ستكون عاقبة أمركم أسوأ من أي توقع… حفظ الله سوريا وأهلها.
عز الدين البغدادي