فبراير 5, 2025
images (1)

محمد شفيق

الروزخونية مصطلح يطلق على الاشخاص الذين امتهنوا نعي ورثاء الامام الحسين واهل البيت . حيث يرتقون المنابر وينشدون بعض الاشعار بلحن معين ويكون اللحن على عدة انواع . يرتزقون هؤلاء من هذه المهنة . وكون رزقهم متفاوتا حسب ما تجود به ايدي المؤمنين عليهم .
انني شخصيا ضد ظاهرة ( النعي ) او التي تسمى في اللهجة العراقية ( القراية ) لانها توهن وتسيء في الكثير من الاحيان الى قضية الامام الحسين ومبادئه العظيمة . ويكفينا في ذلك قول الامام العابد علي بن الحسين زين العابدين ( قتل ابي للعبرة وليس للعبره ) قصد في الثانية ( الدمعة ) والكثير من الباحثين والعلماء وقفوا ضد هذه الظاهرة واصدروا فتاوى شهيرة بحقها , منهم عميد المنبر الحسيني العلامة ” احمد الوائلي ” والمرجع الكبير ” محمد حسين فضل الله ” .
الروخونية طائفة لم يفهموا الثورة الحسينية الخالدة ولاحتى مبادىء وحياة اهل البيت . ولا اعتقد انها تنم عن سذاجة او جهل او عاطفة جياشة , بل انها قضية سياسية تستغل البسطاء من الناس لتعبئتهم لاهداف وغايات معينة .
الكثير من الشباب الاسلامي تشرف بالتصدي للنظام الدكتاتوري السابق . وقدم تضحيات رائعة ستبقى في ذاكرتنا ما بقي الدهر , الكثير منهم ( لا انتقاصا ) كانوا من الروزخونين وطبعا هناك فرق كبير بين روزخونية الامس واليوم . روزخونية الامس كانوا يعتقدون بأن اقامتهم للمآتم هي شوكة في عين النظام وتحديا له . وكان اعتقادهم انهم يقدمون خدمة للامام الحسين .
المعارضة نجحت واصبح ابنائها بما فيهم ( الروزخزنين ) قادة ومسؤولين وموظفين كبار في الدولة . فرمى البعض العمائم والعرقجينات وارتدى البدلة الرسمية وربطة العنق , لكن الروزخونية ظلت تسري في دمائهم !! وانعكس على سلوكهم وقرارتهم المهمة التي يتخذونها في ادارة مصالح الناس !! فما بالك بوزير يترك مهام وزارته والمليون معاملة التي تنظر توقيعه ليخرج ضيفا على برنامج ديني او فقهي . ومسؤول آخر يجمع موظفيه ليحدثهم عن فضائل الاسلام والقران . حمى الروزخونية وصلت الى مجلس محافظة بغداد مع اقتراب موسمهم الذهبي . خصوصا ان السيد محافظ بغداد كان احد اشهر ( الروزخانيين ) وبشهادة الكثير ( اتمنى ان لاافهم خطأ ) عمدوا الى النوادي الليلية التي يعصى فيها الله وينسى ذكره فأغلقوها . والى النوادي الثقافية والاجتماعية التي تنتهك فيها المحارم فأجتثوها . اما باعة الخمور الذين يلعنهم حتى الحمار في نهيقه !! فأننا في محرم وبيعه مكروه كراهة شديدة , وبعده صفرالخير فبيعه وتدواله بدعة, وفي رمضان حرام .
كما ان وجود هذه الاماكن مفتوحة تخدش مشاعر المؤمنين !! يجب ان يستعد الجميع للعزاء والبكاء في اشهر الفضيلة عسى الله ان يرحمنا يدفع عنا البلاء والمكروه !!
واحسرتاه .. واحسارتاه . بغداد بلد الشعراء والصور والف ليلة وليلة , بغداد دار السلام , بغداد التي كانت مهوى قلوب ملايين الشعراء والادباء والكتاب والمفكرين والسياسين , جعلوها تتشح بالسواد وتمتلىء بالمواكب التي تتاجر بحب الحسين العظيم الذي لو خارج اليوم لقاتلوه قتال الظروس . ومنعوا البغادلة من كل فعالية اجتماعية وثقافية سوى اللطم والنعاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *