سلمان رشيد الهلالي
الدونية : هي الشعور بالادنى . وعقدة الدونية هي شعور الانسان بالنقص والعجز امام الاخر والمختلف . وهو اقرب للمرض نفسي اكتشفه الدكتور النمساوي (ادلر) , اي يشعر المصاب بانه اقل من الاخرين بالصفات الاخلاقية والسياسية والاجتماعية والنفسية والفكرية والجسمانية …. والدونية مثل الاستلاب تعني الاستسلام للافكار السلبية التي روج لها الاخرون حولك سواء اكنت فرد او جماعة او طائفة او عنصر . والشعور بالدونية ظاهرة ثابتة ومنتشرة عند المثقفين والكتاب والادباء الشيعة , ولم تتبلور هذه العقدة من فراغ , بل صنعتها الانظمة القومية والبعثية والطائفية بعد انقلاب شباط 1963 في سياق استهداف الشيوعيين خاصة , واعتبارها ان اغلبية الشيعة هم من الشيوعيين , ومن ثم يجب تدجينهم وترويضهم واخصائهم من قبل الاب الحاكم , وكما قال ادونيس (العراق هو خطيئة الاب) ومن ثم ادراج المجتمع العراقي في (مزرعة الحيوان) تحت الحكم الشمولي والمكافحة الثقافية… ولانريد الدخول بتفاصيل هذا الموضوع وتطوره التاريخي , ويمكن الرجوع لدراستي المفصلة في موقع الحوار المتمدن (ظاهرة الدونية عند الجماعة الشيعية في العراق) قبل اربع سنوات , ويمكن العثور عليها من خلال كتابة هذا العنوان بالغوغل .
وظهرت هذه العقدة بقوة بعد السقوط عام 2003 عند المخصيين والبعثيين (لان كل بعثي شيعي هو دوني , ولكن ليس كل دوني هو بعثي) . واستغلوا فسحة الحرية لاظهار افكارهم ودونيتهم امام الاخرين , والرغبة بنقلها للجيل الجديد , الذين للاسف اصابتهم هذه العقدة من جيلنا المخصي والدوني . وقد عرف الدونيين اصابتهم المؤكدة والحقيقية بهذه العقدة من خلال الادلة التي ذكرناها ومصارحتهم بهذه الحقيقة , فاصابهم الجرح النرجسي (بلغة فرويد) فاشاعوا كذبا انهم يدفعون ضريبة نقد الحكومة العراقية والفساد واظهار انفسهم بمظهر الحريص والشجاع , وهو بالطبع كذب صريح لان الفرق بين الدونية والنقد كالفرق بين السماء والارض . فالدونية تحصل ضمن المقارنة وليس النقد المجرد , لان فعل الشعور بالادني يستدعي المقارنة مع الاخرين , فانك عندما تمدح بعض مشارع الاعمار عند الحلبوسي وتسكت او تنكر وجود الاعمار بالجنوب فان هذا يسمى (دونية) او تبرء الطرزاني من الفساد وسرقة رواتب الاقليم وتهاجم الفساد لجهة محددة فهو دونية ووو وغيرها الاف من الامثلة .
اليوم ظهر مصطلح الدونية بقوة بعد قيام العديد من الكتاب والاعلاميين المعروفين سابقا بالدونية مثل صالح الحمداني زعيم الدونية في العراق والشرق الاوسط وشمال افريقيا واسيا بمدح توجهات الارهابي المعروف احمد الجولاني في سوريا , وانا اتوقع من الدوني ان يمدح اي انسان ساقط ومنحط مثل صدام او غيره , ولكن ان يصل الامر ام يمدح بصورة مباشرة او غير مباشرة ارهابي ومجرم قتل الاف العراقيين مثل الجولاني , فهو تردي الى مرحلة من السقوط والانحطاط لامثل لها بالتاريخ . ولم يجاريه احد او يقلده سوى العلاس التائب غيث التميمي .
عندما نكتب عن الدونية عند العراقيين الشيعة وتعريتها فاننا نريد سحبها من اللاشعور واللاوعي الى الشعور والوعي , حتى يتم التخلص منها والتحرر من اثارها . ويمكن العثور على الدونية والخصاء والاستلاب في كتابات رشيد الخيون وسليم مطر وكريم عبد وعلي الربيعي وفايق دعبول واحمد الابيض ونزار حيدر وانتفاض قنبر وحميد الكفائي وفلاح المشعل ومحمد نعناع , وغيرهم الالاف من الاعلاميين والكتاب , وبعضهم استغلها كارتزاق للاعلام الخليجي مثل رشيد الخيون والكفائي والابيض وبعضهم بقيت ضمن الفيس بوك .
اما الموضوع السوري فله منشور اخر ..