فبراير 3, 2025
1822122024_Picsart_24-12-22_21-22-16-490

{"remix_data":[],"remix_entry_point":"challenges","source_tags":["local"],"origin":"unknown","total_draw_time":0,"total_draw_actions":0,"layers_used":0,"brushes_used":0,"photos_added":0,"total_editor_actions":{},"tools_used":{},"is_sticker":false,"edited_since_last_sticker_save":false,"containsFTESticker":false}

رياض سعد

من اوضح الواضحات , ان النتائج تتبع المقدمات , والكل يعرف بحقيقة توجهات الجولاني وتاريخه الارهابي , وكذلك عقيدة الفصائل المسلحة الاجرامية والتنظيمات الطائفية والتكفيرية الارهابية , وبالتالي كل التعيينات في الحكومة السورية الجديدة بقيادة الجولاني شملت حصرا شخصيات محسوبة على هيئة تحرير الشام او جبهة النصرة , وسط غياب واضح لتمثيل بقية الأطراف السياسية والقومية والدينية ؛ وكافة الجرائم والمجازر التي ارتكبت بحق الاقليات والشعب السوري؛  اصبحت تحصيل حاصل ونتيجة طبيعية للعقيدة التكفيرية والعمالة السياسية الخارجية و لتاريخ طويل من الجرائم الطائفية .

فكل الجماعات والتكتلات المسلحة وغيرها والتي تتواجد في سوريا الان , ارهابية اجرامية وطائفية وتكفيرية متشددة ؛ و تؤمن بضرورة محاربة التشيع واستئصال الشيعة في كل زمان ومكان وبغض النظر عن باقي التفاصيل , فهذه الجماعات لديها تاريخ من العداء تجاه الشيعة بشكل عام، حيث تعتبرهم جزءًا من “المشروع الإيراني” في المنطقة ، وهو ما يتعارض مع أيديولوجيتها السلفية الجهادية وارتباطاتهم الخارجية المشبوهة ؛ اذ حلت ايران محل اسرائيل وحل الشيعة محل الصهاينة , وانتقلت العداوة من أولئك الى هؤلاء …!!

وبما ان الحكومة العراقية المنتخبة تسيطر عليها الاحزاب الشيعية ؛ بحكم الاغلبية السكانية والسياسية , والتي تربطها علاقات تاريخية ومذهبية وسياسية مع إيران , وبالتالي، فإن الجماعات السنية المتشددة والفصائل المسلحة التكفيرية  في سوريا، مثل هيئة تحرير الشام وداعش ومن لف لفهما ؛ تعتبر الحكومة العراقية عدوة بسبب تحالفها مع إيران ودعمها السابق للنظام السوري الذي كانت  تقاتله تلك الجماعات , بل انها تعتبر ابناء الاغلبية العراقية من الكفار المشركين ؛ فالعداء الذي يعتمل في صدر الجولاني وامثاله من حكام سوريا الجدد واتباعهم ؛ عداءً أيديولوجيًا وسياسيًا , والسبب واضح وضوح الشمس في رائعة النهار , الخلافات المذهبية والتحالفات الإقليمية , وبما ان ايران الان تعتبر العدو الاوحد لهم ,والعراق لديه علاقات وثيقة بإيران ؛ اذن العراق يعتبر عدوا لهم ايضا من باب صديق عدوي عدوي … ؛ فهؤلاء لديهم استعداد في الجلوس مع الروس والصهاينة والانفتاح عليهم الا انهم لا يفعلون ذلك مع الشيعة ؛ وبالتالي ستكون الاعتداءات السورية ضد العراق متوقعة جدا , الا ان هذه الاعتداءات مرتبطة بالظروف السياسية والعسكرية المتغيرة في المنطقة ؛ اي انها تتحين الفرص لفعل ذلك .

واني لأعجب من دعوة البعض , بضرورة الانفتاح على حكومة الجولاني وحسن الظن بها , والتماهي معها ومساعدتها , ولا اظن ذلك البعض يختلف عن ذلك الاحمق الذي يطلب من الحمل الوديع السير مع الذئب الجائع في البراري القفراء وفي الليلة الظلماء …!!

فتلك الفصائل والجماعات وهذه الحكومة السورية الحالية   تنتمي إلى التيار السلفي الجهادي التكفيري و الذي يرى في الشيعة “فرقة ضالة” و”خارجية عن الإسلام” ؛ وهذه النظرة المتشددة تعود إلى تأويلات أيديولوجية وجذور عقدية تاريخية عميقة  تعتبر الشيعة جزءًا من “مشروع طائفي شعوبي ” تروج له إيران لتحقيق هيمنة إقليمية واهداف شعوبية ؛ و وفقًا لهذه الأيديولوجية المتعصبة، فإن الشيعة ليسوا مجرد خصوم سياسيين، بل هم أعداء دينيين يجب محاربتهم والقضاء عليهم .

هذا العداء المذهبي والحقد الطائفي تجلى في العديد من المواقف والافعال والتصريحات والاقوال التي اتخذتها  حكومة الجولاني وهيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة وقواعدها الشعبية ، حيث قامت باستهداف مناطق سكنية يقطنها الشيعة والعلوية في سوريا،  اذ تعرض الشيعة لأبشع صنوف التعذيب والقتل , كما انتشرت الفيديوهات العدائية والتحريضية السورية ضد العراقيين والعراق والشيعة ؛ حتى وصل الامر برأس النظام الارهابي العفن احمد الجولاني بالتصريح ضد العراق والحكومة العراقية , واتهامها بتهجير العراقيين  وسيطرة الفصائل المسلحة ويقصد بذلك فصائل الحشد الشعبي المنضوية تحت لواء القوات المسلحة الوطنية ؛  فهذه الهجمات والاستهدافات والتصريحات والدعايات   لم تكن مجرد عمليات عسكرية او ردود فعل اعتباطية او تصريحات ارتجالية ، بل كانت تعبيرًا عن عداء أيديولوجي عميق وتوجه سياسي مركزي .

والعراق بتركيبته السكانية المتنوعة ووجود أغلبية شيعية فيه وفي حكومته المنتخبة ، أصبح هدفًا رئيسيًا لحكومة الجولاني و هيئة تحرير الشام وبقية الجماعات التكفيرية ؛  فالحكومة العراقية الحالية، التي تهيمن عليها الأحزاب الشيعية ، تربطها علاقات قوية مع إيران ، مما يجعلها في نظر هيئة تحرير الشام وغيرها  جزءًا من “المحور الشيعي” الذي تسعى الجماعة إلى محاربته … ؛و هذا العداء ليس مقتصرًا على الجانب الأيديولوجي، بل يتعداه إلى الجانب الجيوسياسي ؛ فتلك الجماعات والفصائل ترى في العراق ساحة أخرى لمواجهة النفوذ الإيراني والوجود الشيعي ، والذي تعتبره تهديدًا مباشرًا لمشروعها الإسلامي المتشدد والدولة الاسلامية  لذلك، فإن أي دعم عراقي للحكومة السورية الحالية يعتبر تصرفا غبيا وخطوة غير مدروسة لأنه سيصب في مصلحة اعداء العراق والاغلبية والامة العراقية والحكومة الوطنية .

ويخطئ من يعتقد ان عداء تلك الجماعات الاجنبية والفصائل التكفيرية السورية ؛ كان نتاجا طبيعيا للصراع في سوريا عام 2011 وما تلاه , بل هو تعبير عن أيديولوجية متشددة ترى في الشيعة خطرًا وجوديًا على “الإسلام السلفي التكفيري” ؛ هذا العداء، الممزوج بالصراعات الجيوسياسية في المنطقة، يجعل من العراق وحكومته الحالية أهدافًا رئيسية لحكومة الجولاني وتلك الجماعات ؛ ففي ظل هذا الواقع وتلك المقدمات ، يبدو أن المواجهة العسكرية بين العراق وتلك الجماعات والتنظيمات الارهابية  ؛  من الممكن ان تحدث في اية لحظة .

في النهاية، فإن فهم هذا العداء الخطير, يتطلب  منا النظر إلى الجذور الأيديولوجية والسياسية التي تغذي هذا الصراع السوري العراقي ، حيث تختلط المذهبية بالجيوسياسية لتخلق واقعًا معقدًا يصعب حله دون معالجة الأسباب العميقة الكامنة وراءه ؛ ولا سبيل الى ذلك سوى انبثاق حكومة علمانية مدنية متسامحة في سوريا , وطرد كافة العناصر الاجرامية الحاقدة والتشكيلات الإرهابية التكفيرية من سوريا .  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *