اليوم الدولي للاخوة الانسانية: 4 فبراير (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) (ح 5)‎

فاضل حسن شريف

عن الهيئة الوطنية للاعلام: اليوم العالمي للأخوة الإنسانية.. فرصة لغرس بذور المحبة للكاتبة فاطمة حسن: انطلاقة عالمية: شهد عام 2022 انطلاقة عالمية لوثيقة الأخوة الإنسانية ففي 19 مايو 2022 أعلن رئيس تيمور الشرقية اعتماد وثيقة الأخوة الإنسانية وثيقة وطنية لبلاده وإدراجها ضمن مناهج التعليم، كما اعتمد قادة وزعماء الأديان العالمية والتقليدية المشاركون في المؤتمر السابع في كازاخستان وثيقة الأخوة الإنسانية باعتبارها أساسا للمساهمة في تعزيز السلام والحوار. وفي أكتوبر 2022، قام مؤتمر الولايات المتحدة للأساقفة الكاثوليك بتوزيع وثيقة الأخوة الإنسانية على أكثر من 200 من الأساقفة في أمريكا، والتزموا باستخدام الوثيقة مرجعا للحوارات الوطنية بين الأديان في المستقبل. كما أدرجت جامعات ومدارس في مصر والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ولبنان وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها الوثيقة في برامجها الدراسية، كما أصبحت الوثيقة محل اهتمام العديد من الباحثين حول العالم. أهمية كبيرة: في هذه الأوقات الصعبة والعصيبة التي يعيشها العالم بصفة خاصة، ينبغي أكثر من أي وقت مضى، الإقرار بالمساهمة القيمة التي يقدمها الأشخاص من جميع الأديان أو المعتقدات إلى البشرية والمساهمة التي يمكن أن يقدمها الحوار بين جميع المجموعات الدينية في زيادة الوعي بالقيم المشتركة بين جميع البشر وتحسين فهمها. كما يجب أن نشدد على أهمية التوعية بمختلف الثقافات والأديان أو المعتقدات وأهمية التعليم في تعزيز التسامح الذي ينطوي على تقبل الناس للتنوع الديني والثقافي واحترامهم له فيما يتعلق بأمور منها التعبير عن الدين، كما ينبغي أن ندرك أن التعليم، وبخاصة في المدارس، يمكن أن يسهم على نحو كبير في تعزيز التسامح وفي القضاء على التمييز القائم على أساس الدين أو المعتقد. وفضلا عن ذلك، يجب علينا جميعا أن نسلم بأن التسامح والتعددية والاحترام المتبادل وتنوع الأديان والمعتقدات عوامل تعزز الأخوة الإنسانية. كما أن علينا أن نشجع الأنشطة الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من أجل تعزيز السلام والاستقرار الاجتماعي واحترام التنوع وتوخي الاحترام المتبادل، وتهيئة بيئة مواتية لتحقيق السلام والتفاهم المتبادل على الصعيد العالمي وأيضا على الصعد الإقليمي والوطني والمحلي. وثيقة الأخوة الإنسانية: جاءت وثيقة الأخوة الإنسانية مؤكدة على العديد من القيم، والتوجهات والمبادئ، ومن أهم ما جاء فيها: – تؤكد الوثيقة على التعاليم الدينية المختلفة القائمة على التآخي والحب والخير والسلام والعيش المشترك، والمساواة. – تؤكد الوثيقة على حرية البشر على اختلاف أجناسهم وأعراقهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم وميولهم. تؤكد الوثيقة على قيمة العدل والرحمة؛ كأساس جوهري للإيمان. – تؤكد الوثيقة على أهمية قيمة التعاون والتفاهم المتبادل كأسلوب ومعيار للتعامل بين البشر. – تؤكد الوثيقة على أهمية الاتحاد من قبل أصحاب القرارات والمسؤوليات في جميع بلدان العالم لوقف مظاهر التدهور الأخلاقي، والصراعات السياسية والانحلال البيئي. – تؤكد الوثيقة على التعايش وتقبل الاختلاف والتنوع من خلال إعادة إحياء الضمير الإنساني. – تؤكد الوثيقة على أهمية دور الأسرة، والتربية في وجود أجيال محصنة بالأخلاق والأمن الداخلي المناهضة لكل مظاهر العنصرية والتمييز. – تؤكد الوثيقة على حق الحياة، وتدين كل مظاهر الإبادة الجماعية والإرهاب والتهجير القسري، والاتجار بالأعضاء ورفض الأديان جميعها لكل مظاهر البغضاء والتطرف والعداء والعنف والتحريض وسفك الدماء. – تؤكد الوثيقة على مفهوم الإرهاب كسلوك مهدد للأمن الإنساني في مختلف بقاع العالم. – تؤكد الوثيقة على أهمية التقاء الشرق والغرب، وتعزيز الحوار وتبادل الثقافات. – تؤكد الوثيقة على تمكين المرأة وإعطائها حق التعليم والعمل والاعتراف بحقوقها السياسية، وحريتها. – تؤكد الوثيقة على توفير الحقوق الأساسية للأطفال كالعيش في بيئة آمنة خالية من الحرمان أو العنف. – تؤكد الوثيقة على حماية حقوق المضطهدين والمسنين والضعفاء من خلال سن التشريعات والاتفاقيات الدولية. 

عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات 13) “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى” أي من آدم وحواء والمعنى أنكم متساوون في النسب لأن كلكم يرجع في النسب إلى آدم وحواء زجر الله سبحانه عن التفاخر بالأنساب وروى عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال: (إنما أنتم من رجل وامرأة كجمام الصاع ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى) ثم ذكر سبحانه أنه إنما فرق أنساب الناس ليتعارفوا لا ليتفاخروا فقال “وجعلناكم شعوبا وقبائل” وهي جمع شعب وهو الحي العظيم مثل مضر وربيعة وقبائل هي دون الشعوب كبكر من ربيعة وتميم من مضر هذا قول أكثر المفسرين وقيل الشعوب دون القبائل وإنما سميت بذلك لتشعبها وتفرقها عن الحسن وقيل أراد بالشعوب الموالي وبالقبائل العرب في رواية عطا عن ابن عباس وإلى هذا ذهب قوم فقالوا الشعوب من العجم والقبائل من العرب والأسباط من بني إسرائيل وروي ذلك عن الصادق عليه السلام.  “لتعارفوا” أي جعلناكم كذلك لتعارفوا فيعرف بعضكم بعضا بنسبه وأبيه وقومه ولولا ذلك لفسدت المعاملات وخربت الدنيا ولما أمكن نقل حديث “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” أي إن أكثركم ثوابا وأرفعكم منزلة عند الله أتقاكم لمعاصيه وأعملكم بطاعته وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال (يقول الله تعالى يوم القيامة أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه ورفعتم أنسابكم فاليوم أرفع نسبي وأضع أنسابكم أين المتقون) “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” وروي أن رجلا سأل عيسى بن مريم أي الناس أفضل فأخذ قبضتين من تراب فقال أي هاتين أفضل الناس خلقوا من تراب فأكرمهم أتقاهم. أبوبكر البيهقي بالإسناد عن عباية بن ربعي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم (إن الله عز وجل جعل الخلق قسمين فجعلني في خيرهم قسما وذلك قوله “وأصحاب اليمين” و”أصحاب الشمال” فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا وذلك قوله “فأصحاب الميمنة” و”أصحاب المشأمة” و”السابقون السابقون” فأنا من السابقين وأنا خير السابقين ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله “وجعلناكم شعوبا وقبائل” الآية فإني أتقي ولد آدم ولا فخر وأكرمهم على الله ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا وذلك قوله عز وجل “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا” فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب). “إن الله عليم” بأعمالكم “خبير” بأحوالكم لا يخفى عليه شيء من ذلك “قالت الأعراب آمنا” وهم قوم من بني أسد أتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في سنة جدية وأظهروا الإسلام ولم يكونوا مؤمنين في السر إنما كانوا يطلبون الصدقة والمعنى أنهم قالوا صدقنا بما جئت به فأمره الله سبحانه أن يخبرهم بذلك ليكون آية معجزة له فقال “قل لم تؤمنوا” أي لم تصدقوا على الحقيقة في الباطن “ولكن قولوا أسلمنا” أي أنقدنا واستسلمنا مخافة السبي والقتل عن سعيد بن جبير وابن زيد ثم بين سبحانه أن الإيمان محله القلب دون اللسان فقال “ولما يدخل الإيمان في قلوبكم” قال الزجاج الإسلام إظهار الخضوع والقبول لما أتى به الرسول وبذلك يحقن الدم فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان وصاحبه المؤمن المسلم حقا فأما من أظهر قبول الشريعة واستسلم لدفع المكروه فهو في الظاهر مسلم وباطنه غير مصدق وقد أخرج هؤلاء من الإيمان بقوله “ولما يدخل الإيمان في قلوبكم” أي لم تصدقوا بعد بما أسلمتم تعوذا من القتل فالمؤمن مبطن من التصديق مثل ما يظهر والمسلم التام الإسلام مظهر للطاعة وهو مع ذلك مؤمن بها والذي أظهر الإسلام تعوذا من القتل غير مؤمن في الحقيقة إلا أن حكمه في الظاهر حكم المسلمين وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال (الإسلام علانية والإيمان في القلب) وأشار إلى صدره “وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا” أي لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئا عن ابن عباس ومقاتل “إن الله غفور رحيم”.

عن  تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: الشعوب أعظم القبائل واحدها: شعب، بفتح الشين ثم القبائل واحدها: قبيلة، ثم العمائر واحدها: عمارة، ثم البطون واحدها: البطن ثم الأفخاذ واحدها: فخذ، ثم الفصائل واحدها: فصيلة، ثم العشائر واحدها: عشيرة وليس بعد العشيرة حي يوصف، وقيل: إن الشعوب من العجم كالقبائل من العرب و الشعب ما تشعب من قبائل العرب.

خطب الإمام عليٌّ عليه‌ السلام مرَّةً أُخرى قال فيه: (هذا كتاب الله بين أظهرنا، وعهد رسول الله وسيرته فينا، لا يجهل ذلك الا جاهل عانَدَ عن الحقِّ، منكر، قال تعالى: “يَاأيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أتْقَاكُم” (الحجرات 13)). وعندما طلب الله سبحانه من ابراهيم عليه السلام بناء الكعبة “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ” (البقرة 127) فنظر الى البيت الحرام وكان سعيدا فنزل جبرائيل وقال له هل اطعمت جائعا وهل كسوت عريانا، بعدها لم يجلس النبي ابراهيم عليه السلام إلا ومعه أحد على مائدته “فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ” (الذاريات 26). وكان الله يطلب من الانبياء ان يعلموا الناس ذكر الله عند البدأ بالاكل وان يطعموا حتى غير المسلمين “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” (الحجرات 13).

لجميع الأفراد والجماعات الحق في أن يكونوا مغايرين بعضهم لبعض “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” (الحجرات 13)، وفي أن ينظروا إلي أنفسهم وينظر إليهم الآخرون هذه النظرة. إلا أنه لا يجوز لتنوع أنماط العيش وللحق في مغايرة الآخرين أن يتخذوا في أية ظروف ذريعة للتحيز العنصري”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (الحجرات 11) أو يبررا قانونا أو فعلا أية ممارسات تمييزية من أي نوع.

وعن كتاب الحج ضيافة الله للسيد محمد تقي المدرسي: لكي نصل الى الله جلت قدرته، ولكي نتحدث معه، ولكي نحبه ويحبنا، ونرضى عنه ويرضى عنا.. فان علينا ان نسقط كل الأصنام التي يقف في مقدمتها صنم الانانية. فكلنا من آدم، وآدم من تراب. ومادامت حبات التراب لاتختلف، فان البشر ايضاً لايختلفون عن بعضهم إلّا بالتقوى، كما يقول رب العزة: “يَآ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَانثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات 13). 

One thought on “اليوم الدولي للاخوة الانسانية: 4 فبراير (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) (ح 5)‎

  1. لنتبه.. وخلقناكم شعوب وقبائل لتتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم..
    اي اكد على التعارف.. وليس ان يلغي احدكم الاخر بدعوى الاسلام ..او دعوى هذه الاية..
    (اكرمكم عند الله اتقاكم) بالاخرة.. اها..
    هذه الاية تستخدم لابتلاع دول لدول اخرى باسم الدين..وهنا الطامة الكبرى ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *