
سمير عبيد
#أولا :
اعترف كنتُ من المعترضين والغاضبين على منح الجواز العراقي إلى زعيم تنظيم سوريا الديموقراطية ” قسد” الجنرال مظلوم عبدي لأنه ليس عراقي وأمور اخرى . ولكن عندما شاهدتُ وتابعتُ حكمته وحنكته السياسية والقيادية في الأزمة الأخيرة التي حلت بسوريا والتي صارت فيها تركيا الآمر الناهي واردوغانها المتعطش للفتك بقسد والأكراد بسبب جلوس حليفها وحليف دولة قطر السيد احمد الشرع “الجولاني” بمكان الرئيس السوري الهارب بشار الأسد وباتَ صاحب قرار السلم والحرب وفي قلب جيشه ( جيش انگشاري جديد متكون من الشيشانيين والايغور والافغان والأوزبك والداغستانيين وجميعهم متعطشين للدم والقتل والذبح) !
#ثانيا :
الجنرال مظلوم عبدي قرأ المشهد بعناية فائقة وبهدوء حيّر فيه اعدائه واولهم اردوغان والجيش التركي فسجل الاهداف التالية :
١-لم ينجرف زعيم قسد الجنرال مظلوم عبدي مع انتفاضة الساحل ليُشكّل مع الساحل خطة ” المقص” على أحمد الشرع ويجعله في موقف حرج وربما اسقاط نظامه . من هنا التقط احمد الشرع الرسالة فسارع للرضوخ بعقد ( اتفاق تاريخي مع الجنرال مظلوم عبدي وحسب شروط الأخير ) وهنا نقول مبروك لسوريا وللشعب الكردي في سوريا والى حركة قسد!
٢- نجح الجنرال مظلوم عبدي بحقن دماء شعبه الكردي والحفاظ على الجغرافية الكردية آمنة ترفع راية السلام وتقديم الحوار على القتال .. والأهم الحفاظ على المنجزات التي حققتها حركة قسد في مناطقها والمشاريع الضخمة التي اسستها تحت الارض !
٣-نجح الجنرال مظلوم عبدي بالثبات ولم يرضخ للجيش التركي، ولم يذهب مهرولا إلى أردوغان ليعقد صفقة ذل يعطي من خلالها إلى أردوغان انتصارا على طبق من ذهب وتكون نقطة سوداء في تاريخه الشخصي وتاريخ قسد !
٤- فضل الجنرال مظلوم عبدي التنازل او الذهاب لمنتصف الطريق ليلاقي الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع ليكون الحوار ( سوري – سوري ) وهذا يحسب تاريخيا ووطنيا لزعيم حركة قسد الجنرال مظلوم عبدي الذي فضّل المصلحة الوطنية على جميع المصالح !
٥-#والأهم : نجح الجنرال مظلوم عبدي بقطع الطريق على إيران وتنظيم ال PKK وجهات اخرى كانت تراهن على كسب حركة قسد والجنرال مظلوم عبدي لتأسس جبهة ضد احمد الشرع وضد دمشق وحتى ضد تركيا في سوريا . فقدّم الجنرال مظلوم عبدي المصلحة الوطنية ” مصلحة سوريا ” ومصلحة شعبه الكردي ولم ينجرف وراء تحالفات طائفية وقومية هشة ومتناقضة تجلب له ولشعبه الكردي الويلات !
٦- بهذا الاتفاق التاريخي الحكيم الذي وقعه الجنرال مظلوم عبدي مع الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع استطاع حرمان الرئيس التركي اردوغان وجيشه من العبث في الجغرافية والديموغرافية الكردية في سوريا وحرمانه من تنفيذ خططه في شرق الفرات . وحرمان تركيا من تخريب وتدمير منجزات حركة قسد !
٧- بهذا الاتفاق التاريخي في هذا الوضع الحساس والخطير جدا استطاع الجنرال مظلوم عبدي توفير شبكة امان له ولزملائه بقيادة قسد حيث اصبح هو وزملائه في امان خلال تحركاتهم وسفرهم!
فاليوم اقولها علناً يستحق الاخ مظلوم عبدي حمل الجواز العراقي مادام بحاجة له لأنه قائد محنك ورجل يمتلك حكمة في القيادة وتمسك ببلده سوريا ولم يشعر بالغرور على سوريا وشعبها ومكوناتها بسبب علاقاته القوية مع الولايات المتحدة ومع اقليم كردستان العراق ومع الغرب. بل اعطاه ذلك تواضعا. وهكذا قائد يستحق الاحترام والتقدير ويستحق حمل الجواز العراقي مادام بحاجه لهذا الجواز !
#رابعا:-
كم نتمنى ان يأخذ الساسة العراقيين بكافة عناوينهم دورات تدريب وتأهيل بالقيادة والاخلاق والحكمة والوطنية عند حركة قسد وعند زعيمها الجنرال مظلوم عبدي . دورات على فن القيادة، وفن التواضع ، وعلى حب الشعب، وعلى التمسك بالقومية، والتمسك بالمصالح العراقية وجعلها اولا ، والتدريب على حقن دماء العراقيين بدلا من تبذيرها والتنازل عنها لدول ومنظمات في المنطقة بحيث اصبحت دماء العراقيين رخيصة وبلا ثمن يُذكر . والاهم تدريبهم على ترك الشعارات والعنتريات ووضع مصلحة العراق اولا !
سمير عبيد
١٠ اذار ٢٠٢٥