ماذا يحدث في سوريا؟ (2)

رياض محمد

بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فقد وصل عدد المدنيين العلويين – وبعض المسيحيين الذين قتلهم مسلحو نظام الشرع الاجانب الذين لا يفرقون بين العلويين والمسيحيين – الذي تأكد المرصد من اعدامهم على يد قوات نظام الشرع الى 830 في مجموعة لاتقل عن 30 مجزرة مختلفة في عدة اماكن كانت اكثرها في اللاذقية واريافها وطرطوس واريافها وحماة واريافها ايضا.

عمليات الاعدام العشوائي غير القانوني استمرت الى اليوم ولم تتوقف.

كما ارتفع ايضا عدد من قتل من قوى امن وجيش نظام الشرع الى 230 وكذلك عدد من قتل من مسلحي اتباع النظام السابق الى 250 وهذا يدل على شدة وضخامة العمليات العسكرية التي حدثت خلال الايام الثلاث الماضية.

الشرع اعلن اليوم تشكيل لجنة تحقيق فيما حدث بعضوية بعض القضاة. هذه الخطوة جاءت متأخرة وناقصة لان ما حدث قد اصبح فضيحة ووصمة عار لنظامه امام العالم.

الولايات المتحدة وبريطانيا والامم المتحدة ادانت اليوم ما جرى وطالبت بمحاسبة المسؤولين. وقد دخل وفد من الامم المتحدة برفقة امن نظام الشرع الى جبلة بعد تنظيف الشوارع من الجثث.

ومنذ يوم امس او قبله بدأت اصابع الاتهام توجه لفصيلين محددين – بالتورط في عمليات الاعدام ونهب ممتلكات العلويين – هما السلطان سليمان بقيادة محمد الجاسم واخيه وليد والحمزة بقيادة ابو بكر. كلا الجماعتين مدرجتان بقوائم عقوبات وزارة الخزانة الامريكية وكلتاهما متهمتان بارتكاب جرائم وانتهاكات كثيرة خصوصا ضد الكورد وكلتاهما جزء من الجيش الوطني السوري المقرب من تركيا.

وقد يكون هذا صحيحا لكنني لا زلت لا افهم لماذا لم يتحرك الشرع لايقاف هذه المجازر خصوصا انها وثقت بكاميرات المجرمين انفسهم وانها الان اكبر ازمة بل فضيحة يواجهها منذ استيلائه على السلطة قبل 3 اشهر.

وقد ترددت انباء اخرى تفيد بان مسلحين من هذين الفصيلين حاولا دخول قرى اخرى لارتكاب جرائم جديدة وان امن نظام الشرع صدهم. كما لجأ بعض العلويين الى قاعدة روسية طلبا للحماية من المجرمين.

انباء المجازر الان ملئت جميع الصحف الغربية وان كانت العناوين لا تزال تدرجها ضمن (الاشتباكات) لكن متن هذه التقارير يشير بوضوح الى مسؤولية نظام الشرع عنها.

اما الاعلام العربي وخصوصا قناتي الجزيرة والعربية فلا يزال يتجاهل عموما المجازر البشعة التي ارتكبها نظام الشرع ويصف ما حدث بعمليات ضد فلول النظام السابق.

وفي داخل سوريا نظمت وقفتان احداهما في دمشق والاخرى في السويداء تنديدا بالمجازر الطائفية التي ترتكب في الساحل وواجهت الوقفة الاولى عناصر مضادة وانتهت الى مشاجرات وتفريق الامن لها.

وهناك العديد من السوريين الذي ادانوا هذه المجازر – وانا اعني من السوريين السنة. لكني اعتقد ان اصواتهم لا تزال قليلة او غير مؤثرة.

من بين القصص المأساوية التي تأكدت مقتل 3 اشقاء لمعارضة علوية معروفة لنظام الاسد هي هنادي زحلوط التي نشرت نعيا لهم في الفيسبوك وانتشر الخبر بين السوريين والعرب في كل انحاء العالم.

لا زلت حقيقة مصدوم من الكم الهائل للكره والبشاعة والكذب والتشفي المريض والتبرير المخزي الذي يظهره كثير من السوريين السنة لهذه المجازر. ولو قرأت التعليقات التي تكتب لشعرت بمدى تغول السعار الطائفي الذي يحول الانسان الى وحش مستعد ان يشرب دم اخيه الانسان!

في مثال بسيط كتبت يوم امس بضعة سطور عن شيخ علوي قتل وابنه فعلقت سيدة سورية تقيم في الدنمارك قائلة: “انت بعيد عن الواقع. هذا الشيخ العلوي كان يحتفل ببراميل المتفجرات وهي تلقى علينا!”

طيب اذا كان كذلك, فلماذا لا تعتقلوه وتحاكموه؟ لماذا تعدموه وابنه في الشارع؟

مع ملاحظة ان سيدة سورية اخرى نشرت خبرا عن نفس الشيخ زاعمة ان من قتله هم فلول نظام بشار لانه رفض الانضمام لتمردهم!

انها فعلا: امة عربية واحدة ذات زبالة خالدة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *