عندما نكون ملكيين أكثر من الملك

مهدي قاسم

يتضح من خلال عشرات منشورات إنه نحن العراقيين ملكيين أكثر من الملك :
إذ اننا مهتمون بمشاكل الشعب التركي و الشعب السوري و الشعب الفلسطيني و الشعب اليمني و الشعب اللبناني و الشعب الإيراني و شعب جزر القمر و الموزمبيقي .. ووو.. و الخ ..
بينما لو نظرنا إلى واقعنا العراقي المهزوز و الرديء جدا ، لاكتشفنا بأن كل ما له علاقة بآليات مؤسسات دولة طبيعية ذات سيادة و اعتبار ، أما عاطل أو مغرق في مستنقع الفساد و التخلف ، فضلا عن التهروء أو التدهور الشديد في البنى التحتية ومرافق الدولة الأخرى ، هذا دون الحديث عن فقدان السيادة الوطنية ، و سوء الخدمات الصحية و التعليمية و التخلف التكنلوجي . ولا نضيف الحقول الصناعية أو الزراعية المتلكئة و زيادة نسبة الفقر و البطالة عاما بعد عام ..
نعم : بلدنا الذي دائما يوجد في صدارة قائمة أكثر الدول فسادا أو في أخر قائمة الشعوب بنسب ومراتب السعادة ..
بل .. انحدرا بالسمعة غير الحسنة لحد عدم الاعتراف الدولي حتى الآن بوضع خطوطنا الجوية العراقية ! ..
بلد كهذا الذي تصول و تجول فيه عشرات ميليشيات ــ إضافة إلى الدواعش ــ بحيث بإمكان أصغر ميلشية أن تغلق بغداد في غضون ساعات قليلة و تشل حركة العاصمة بكثرة عناصرها المدججة بالمدافع والصواريخ ..
بعد كل هذا المصائب والنوائب التي يعاني منها العراق ، تأتي أنت يا ابن بلدنا الحبيب !، لتتشمت برئيس هذه الدولة أو بأحوال تلك البلاد ..
بدلا من أن تحمل هموم بلدك التي تعد بالمئات ؟ ..
و أخيرا : أسمح لي يا أبن بلدي الحبيب أن أهمس في أذنك ما يلي :
ــ يا ريت لو يوجد عندنا من بين عشرات الساسة الإسلاميين الفاسدين أو الموالين من خدام الأجندة الأجنبية ، إن يكون بينهم قائدا إسلاميا من بناة الدولة مثل أردوغان الذي جعل من بلده مزدهرا اقتصاديا ، متطورا صناعيا ، وذات مكانة دولية مرموقة ،و أخيرا وليس آخر محافظا على وحدة بلده بأي ثمن كان ،..
بينما بلدك أنت معرض في أية لحظة قادمة لأن ينقسم إلى دويلات شيعية ـــ سنية ــ وكردية ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *