الموقف الغريب من محنة غزّة 

ادهم الشبيب

الموقف الغريب من محنة غزّة 

الحال الذي وصل اليه الشاب المسلم والرجل العربي حال لا يسر ابدا ولا ينضبط بثوابت ولا يقاس بمعايير ، لا أدري كيف تمكنت منا الأفكار والتأثيرات الغربية الى هذا الحد غير المنطقي ، وكيف غسلت ادمغتنا الماسونية والتطبيعيّة والانسلاخية عن طريق الانترنت ووسائل التواصل والقنوات الفضائية الموجّهة دون أن نشعر ، 

النشر عن غزة واجب وانا كنت اريد ان اؤدي واجبي الاصغر كوني تقاعست عن واجبي الاكبر كمسلم في الدفاع عنها بالسلاح ، خصوصا في الفترة الحالية بعد ان نقض اليهود العهد وكسروا الاتفاق وخرقوا الهدنة خلافا لكل الاعراف والمواثيق الدولية وباعتراف اقرب حلفائهم ، وقد فسروا ذلك بغايات دنيئة وشخصية لنتانياهو الذي عارضه شعبه هذه المرة وانشقّت عنه حكومته ، لكن الذي احزنني وفاجأني كثرة المعترضين على النشر ، حتى النشر والكتابة لصالح الذين يُقتلون ويُجوّعون في غزة بعض اصحابنا استكثروه وصاروا يلومون الناس عليه ، 

أحدهم يعاتبني على الخاص بقوله : “كنت اظنك قدوة لنا في الفكر والارشاد واذا بي اراك تدعم هؤلاء المتهورين الصفويين الذين اسّروا ابناء غزة وقدموهم ضحايا من اجل كراسيهم” ، امر تمييز الحق وافراز الباطل عجيب فعلا والان فهمت كيف اختار بعض الصحابة والتابعين الأوائل الاصطفاف الى جنب فريقين مؤمنين متحاربين متناقضين في الرأي رغم وضوح حق أحدهما على الأخر رضي الله تعالى عن صحابة نبيه الأكرم عليه وعلى آله الصلاة والسلام ، و”تلك امة قد خلت” لا نخوض بشأنهم ولا نُسال عما كانوا يفعلون ، لكن الانسان فعلا يلتبس عليه الحق والباطل احيانا بسبب عاطفة او عصبية او راي لا يريد ان يتركه حتى ولو عرف انه خطا ، فاللهم أجرنا ، 

كيف يطيب لك ان تتخلى عن اخوة لك يُقتلون ويُجوّعون وبينهم اطفال ونساء وشيوخ وناس لا دخل لها بالحرب بحجة ان ايران تدعم حماس ،! ما المانع من ادانة ايران وكشف حقيقة موقفها من امريكا واسرائيل ، وحقيقة انها تستخدم قضية فلسطين للمزايدات وللعب اوراق اقليمية ودولية -وقد ضحّت من اجل ذلك بفصائل وقادة عرب قاتلوا من اجلها ثلاثين سنة بل ضحت حتى بكثير من قادتها دون رد او انتقام – وأمرها صار معروفا كما أمر الخونة العرب صار معروفا ، 

فمالمانع من كشف ذلك واستنكاره وفي الوقت نفسه ندعم اخواننا في غزة و حماس ايضا طالما هم في خندق الحق والمظلومية وهم اصحاب الأرض والقضية العادلة ، لماذا الحدّية والتطرّف بينما الأمر فيه فسحة وفيه نصرة مسلمين ، لماذا الهروب الى اعذار خيالية مثل “ان حماس تضحي بالفلسطينيين وتختبئ او تسافر” بينما اول من يقتل -ونحن نرى باعيننا- هم قادة حماس وخيرة رجالها ، ويتم قتلهم في الميدان مقبلين غير مدبرين ، 

فمالغاية من إيهام أنفسنا بغير الحق؟ أهي الخشية من مواجهة الحقيقة التي لابد تترك اثرا في ضمائرنا كمسلمين وعرب متخاذلين ، وهي حقيقة اننا في قصور وعار كبيرين وقلة رجولة وانعدام نخوة وضعف في العقيدة والدين تمنعنا من الصدح بالحق الواضح والمضيّ بمساندته فعلا وقولا ، 

لا شك سياتي يوم ينكشف الانسان امام نفسه ويواجهها بالحقيقة التي تهرب منها وتختبئ وراء اعذار واهية لا تقوم مقام السبب الكافي للخذلان والتخلي ابدا ، والله يغفر لي ولكم .

ادهم الشبيب 24 اذار 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *