الحرب على غزة وكشف الأجندة الخفية

الكاتب : أحمد ميرزا
—————————————
في كل مرة تشتعل فيها الحرب بين إسرائيل وغزة، تبرز أسئلة عميقة حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الصراعات الدموية. بينما تقدم إسرائيل نفسها كضحية للهجمات الصاروخية لحركات المقاومة الفلسطينية، يتجاهل العالم الغربي في كثير من الأحيان الأسباب الجذرية للعنف، والتي تكشف عن استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق أهداف توسعية وسياسية وديموغرافية.

الاحتلال والتطهير العرقي المستمر

السر الأكبر الذي تحاول إسرائيل إخفاءه هو سياسة التطهير العرقي الممنهج ضد الشعب الفلسطيني. منذ النكبة عام 1948، عملت إسرائيل على طرد الفلسطينيين من أراضيهم واستبدالهم بمستوطنين يهود. اليوم، تستمر هذه السياسة عبر هدم المنازل، ومصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات غير القانونية، والحروب المتكررة على غزة التي تهدف إلى جعل الحياة فيها مستحيلة، مما يدفع السكان إلى الهجرة القسرية.

غزة: سجن مفتوح ومختبر عسكري

قطاع غزة، الذي يعاني من حصار خانق منذ عام 2007، تحول إلى ما يشبه “سجنًا مفتوحًا” حيث يُحرم أكثر من مليوني فلسطيني من أبسط حقوقهم الإنسانية. ولكن وراء هذا الحصار، تكمن إسرائيل التي تستخدم غزة كـ”مختبر عسكري” لاختبار أسلحتها الجديدة وتكتيكاتها القتالية تحت غطاء “الدفاع عن النفس”. فكل حرب تشنها إسرائيل على غزة تأتي بمثابة تدريب عملي للجيش الإسرائيلي وفرصة لترويج أسلحتها في الأسواق العالمية.

الأبعاد الجيوسياسية والمصالح الاقتصادية

إسرائيل ليست فقط دولة تحتل أرضًا، بل هي أيضًا لاعب رئيسي في الصراعات الإقليمية والدولية. الحرب على غزة تخدم أهدافًا جيوسياسية، منها:

1. إضعاف المقاومة الفلسطينية: تصفية القيادات العسكرية والسياسية لحركات مثل حماس والجهاد الإسلامي لضمان بقاء السلطة الفلسطينية ضعيفة ومقسمة.
2. التطبيع مع الدول العربية: بعض الحروب تهدف إلى دفع دول عربية إلى قبول التطبيع مع إسرائيل تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب”.
3. السيطرة على الثروات الطبيعية: مثل حقول الغاز قبالة سواحل غزة، والتي تسعى إسرائيل للاستيلاء عليها بمساعدة شركات الطاقة الدولية.

الدعاية الإسرائيلية وتضليل الرأي العام

إسرائيل تمتلك آلة دعائية قوية تعمل على تصوير كل حرب على أنها “رد فعل دفاعي”، بينما الواقع يشير إلى أن معظم الحروب تبدأ باغتيالات إسرائيلية أو استفزازات ممنهجة. الإعلام الغربي، تحت تأثير اللوبيات الصهيونية، يروج لهذه الرواية، مما يحرف الرأي العام العالمي عن جرائم الحرب الإسرائيلية، مثل قصف المدنيين والمدارس والمستشفيات.

الخاتمة: مقاومة الاحتلال حق مشروع

الحرب على غزة ليست مجرد صراع عسكري، بل هي جزء من مخطط إسرائيلي يستهدف الوجود الفلسطيني ككل. لكن التاريخ أثبت أن الشعوب التي تواجه الاحتلال لا تنكسر، والمقاومة الفلسطينية، رغم كل التحديات، تظل شاهدًا على أن الحق لا يموت. العالم مدعو اليوم لكشف الحقيقة ووقف التواطؤ مع جرائم إسرائيل، لأن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة وتقرير المصير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *