الموت تحت السياط

الشيخ عز الدين محمد البغدادي

لا ادري اي قدرة يملكها إنسان ما على تعذيب إنسان آخر، بل والتلذذ بذلك والاستمرار بهذه العملية ببطء الى ان يصل حد الموت. ربما لأن الجلاد لا يمارس عملا فقط، بل يمارس عملا يتلذذ به، لهذا يطلق بعض الجلادين تعبير “حفلة” على عملية التعذيب.

العجيب ان هذا الجلاد يحب ويكره، يعشق ويتألم، يخاف على ولده ويحب أمه، ويصلي كذلك، لكنه قادر على ضبط مشاعره ووضعها في اطار محدد.. اليوم توفي المهندس “بشير ” في بلد لا زال قادته يصرون على انه يمثل نموذجا للديمقراطية وحقوق الانسان.. شاب تشاجر مع ضابط، هو ليس ارهابيا، وليس لصا، بل مشاجرة يمكن ان تحث في اي مكان او زمان. الا ان شخصية الضباط وكبرياءه لم تسمح له بأن يتعامل بأريحية مع الشاب، ولم يكتف بعقوبة صغيرة بل اختار وأصر ان يقتله تحت السياط والعصي.

المجرم المتوحش الذي قام بهذه الجريمة كان يعتقد بأن اي جريمة يمكن أن تغتفر، ولو كان يحسب للقضاء او الوعي المجتمعي أي حساب لما فكر مجرد تفكيره بهذه الجريمة.

متضامنون مع أسرة المهندس الشاب الشهيد بشير خالد.

عز الدين البغدادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *