الفيليون يستذكرون شهدائهم

عبد الخالق الفلاح

الكرد الفيليون يستذكرون في الأسبوع الأول من شهر نيسان في كل عام ذكرى يوم الشهيد الفيلي. وهم يمثلون شريحة مهمة ورئيسية في المجتمع العراقي، تعرض ابنائه الى اشد انواع الظلم والاضطهاد وكانت الحملة الممنهجة تتوالى عليهم بقيام النظام بإسقاط الجنسية وتلتها حملات التهجير والترحيل والتشريد والملاحقة ومصادرة الممتلكات والأموال لتمتلئ السجون منهم، ولتبدأ بعدها حملات الإعدام والتعذيب ولدينا من القصص والحكايات ما تدمي القلوب لا توصف ولا تجد له مثيل،

الفيليون في زمن النظام البعثي البائد تعرضوا لانواع البطش ومسهم كثيرا من الظلم والمعاناة من لدن ذلك النظام الهمجي الدموي، ولم يسلم أحد منهم في ذلك الوقت حتى الذين بقو في العراق فقد مسهم طائف من الشيطان، معاناتهم مثّلت مساحة واسعة من الاستهداف شكلت هجمة شرسة عليهم ولوجودهم التأريخي ومحاولة الغائ هويتهم و تعرضوا لشتّى صنوف الاضطهاد على يد النظام المباد ، ولم يكن الإقصاء والتهجير الذي تعرضوا له في مطلع الثمانينات هو الأول ، إذ أشارت الوثائق المتوفرة وخاصة في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي إلى عمليات تهجير طالتهم من الانظمة التي سبقت هذا النظام الفاشي ايضاً،والذي لم يراع البعث المجرم وحدة العائلة الواحدة إذ أصدر قراراً خبيثاً من نوعه في تفريق العوائل بعد ان تم تجريدهم من الوثائق والاموال و قام فيه بتسفير الآباء والأمهات والإبقاء على الأبناء من الشباب وتصفيتهم وجرائم خطف وحشية من الجامعة والمدرسة والملاعب وحدائق الأطفال وأحضان الأمهات حيث غاب الضمير الإنساني وابتعد عن التحرك بطريقة جنونية ،” فكانت هذه الامة بآلافها بين قتيل ومهجر ومطارد ، وظل ما تبقى من الأمهات والأخوات والزوجات والعمات والخالات يحملن أمل اللقاء بمن سرق من بين أحضانهم ، والآباء تبحث عيونهم في سماء العراق عن خبر ووهم وفرج كاذب مع أن المفقودين زُرِعوا أشلاءً في تراب العراق وأرواحاً يمزقها الحنين والفضول لمعرفة مصير من غادر الوطن “.وهناك أدلة على قتل أكثر من 22 ألف شاب تم احتجازهم سنة 1980م وتمت تصفيتهم خلال السنوات 1983- 1986 . لم يعثر لهم على اثر بعد سقوط النظام وقد ضمت أعداد مختلفة. وشرائح متنوعة من طلاب وعقول وكفاءات نيرة خدمت البشرية في جميع الميادين وكانت مستعدة للعطاء.

نحن نستذكر هذه الذكرى أليمة في تاريخ هذا المكون، ألا وهو يوم الشهيد الفيلي…لا يسعنا الا ان نقول.. صبرآ يا يا اب الشهيد… يأم الشهيد ..وأخت الشهيد في موطنه الجنة لا شيء يشبه اشتياق الأهل لابنهم الشهيد الحي الذي قدم روحه فداء. لا تحزنوا فقط ارفعو ايديكم للسماء بكل فخر ان يكون بجوار ربه في جنات النعيم

عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *