التهديدات الامريكية لإيران ألاثر والتأثير على الامن القومي العراقي

وتداعياتها على دول المنطقة

عماد ياسين الزهيري

بسم الله الرحمن الرحيم

( يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين )

                                                                         صدق الله العلي العظيم

                                                                                                                                           سورة التوبة الاية (47)

التهديدات الامريكية لإيران ألاثر والتأثير على الامن القومي العراقي

وتداعياتها على دول المنطقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم في هذه الندوة الحوارية الهامة ، والتي نناقش فيها أحد أبرز الملفات الساخنة التي تؤثر في استقرار منطقتنا ، وهو ملف التهديدات الأمريكية لإيران ، وتأثيرها المباشر وغير المباشر على الأمن القومي العراقي ، وانعكاساتها الأوسع على دول المنطقة من مختلف الجوانب السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، والعسكرية
بداية علينا ان نذكر الجميع بكيفية اعداد هذه المحاضرة والاسس والمبادئ العلمية التي اعتمدت عليها في اعدادها امام هذا الحضور الكريم

١. إليك أهم مبادئ التحليل العسكري والتحليل السياسي بشكل نقاط رئيسية مبسطة .

  • مبادئ التحليل العسكري

اولاً. تحليل العدو والقدرات

عدد القوات ، نوع الأسلحة ، مستوى التدريب ، القدرة القتالية.

ثانيا. دراسة الأرض (المسرح العملياتي) جغرافيا المنطقة ، التضاريس ، الطقس
، نقاط القوة والضعف الجغرافية.

ثالثا. تقدير النوايا والسيناريوهات المحتملة ما الذي يسعى العدو لتحقيقه ؟
ما هي الخيارات المطروحة لديه ؟

رابعا. الجاهزية والقدرة الذاتي

تحليل القوة الصديقة ، الإمكانيات ، الجهوزية ، مستوى الإمداد ، المعنويات.

خامسا. التوقيت والمفاجأة

متى يمكن أن يبدأ الهجوم أو العملية؟ هل هناك فرصة لتحقيق عنصر المفاجأة؟

سادسا. اللوجستيات والإمداد

مدى القدرة على دعم العمليات المستمرة: ذخيرة ، وقود، طعام، خطوط الإمداد.

سابعا. التكنولوجيا والاستخبارات

دور التكنولوجيا الحديثة ، وأهمية المعلومات الاستخبارية في توجيه القرار.

ب. مبادئ التحليل السياسي

 اولا. البيئة السياسية الداخلية

  استقرار النظام، طبيعة الحكم، التفاعلات الحزبية، الرأي العام.

ثانيا. البيئة الإقليمية والدولية

تحالفات الدولة ، التوازنات الإقليمية ، الضغوط الخارجية.

ثالثا. تحليل مصالح الأطراف

ما الذي يسعى كل طرف لتحقيقه؟ أمن؟ اقتصاد؟ نفوذ سياسي؟

رابعا. الخطاب السياسي والإعلامي

كيف تُطرح القضايا؟ ما اللغة المستخدمة؟ هل هناك تصعيد أو تهدئة ؟

خامسا. دراسة السياق التاريخي

الصراعات السابقة ، العلاقات القديمة ، الأيديولوجيا.

سادسا. مؤشرات القوة والنفوذ

القوة الناعمة (إعلام ، ثقافة) القوة الصلبة (اقتصاد ، جيش) .

سابعا. تقييم المخرجات والسيناريوهات المحتملة

ما النتائج المتوقعة من القرار السياسي ؟ من الرابح ؟ من الخاسر ؟

٢. سأحاول ان اعتمد تقديم المحاضرة بأسلوب هيئات الركن العراقي مع مراعاة

( الاختصار ، الدقة ، المنطق ، معادلة الاستنتاج )

٣. اضاءة على بعض المصطلحات التي لها علاقة بهذه المحاضرة

أ. مشروع الديانة الإبراهيمية هو مبادرة دينية وثقافية تهدف إلى الجمع بين الأديان السماوية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية تحت مظلة واحدة بالاستناد إلى القواسم المشتركة بينها مثل الإيمان بالنبي إبراهيم كأب روحي للأديان الثلاثة وأصل الفكرة وإطلاقها حيث ترجع جذور الفكرة إلى العقود الأخيرة حيث تم طرحها في سياقات مختلفة من قبل مفكرين وسياسيين لكنها برزت بشكل رسمي في السنوات الأخيرة ومن أوائل من روجوا لها شخصيات غربية وخاصة في الولايات المتحدة ضمن مشاريع ((حوار الأديان )) التي برزت في أواخر القرن العشرين وحظيت بدعم قوي من الإمارات العربية المتحدة، حيث تم الإعلان عن “بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي عام ليكون مركزًا يجمع مسجداً وكنيسة في مكان واحد.

ب. الاستراتيجية (Strategy)

الاستراتيجية هي خطة شاملة تُصمم لتحقيق أهداف بعيدة المدى باستخدام الموارد المتاحة. في السياقات العسكرية، تُشير إلى استخدام القوة العسكرية والسياسية لتحقيق النصر أو الحفاظ على الأمن. أما في المجالات غير العسكرية (مثل السياسة، الأعمال، وغيرها)، فهي تشير إلى التخطيط والتنفيذ لتحقيق أهداف محددة

ج. مصطلح “محور الشر” (Axis of Evil) أطلقه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في 29 يناير 2002، خلال خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس الأمريكي . استخدم هذا المصطلح لوصف الدول التي اتهمها بدعم الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة دمار شامل ، وهو مستوحى من “ دول المحور” خلال الحرب العالمية الثانية.

الدول التي شملها المصطلح (إيران ، العراق ، كوريا الشمالية) .

د. البراغماتية (Pragmatism)

البراغماتية هي فلسفة تركز على النتائج العملية والحلول الواقعية بدلاً من التمسك بالمبادئ أو النظريات المجردة البراغماتية تعني العملية أو الواقعية حيث تُقيَّم الأفكار والمواقف بناءً على قدرتها على تحقيق أهداف ملموسة.

هـ. مصطلح الجيوسياسي (Geopolitics) يشير إلى تأثير العوامل الجغرافية مثل الموقع الجغرافي والموارد الطبيعية على السياسة الدولية والعلاقات بين الدول. يحاول فهم كيف تؤثر هذه العوامل على القرارات السياسية والاستراتيجية للدول وتفاعلها مع بعضها البعض وأُطلق المصطلح الجيوسياسي لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر وتحديدًا عام 1899 من قِبَل الجغرافي السويدي رودولف كيلين.

و. تعريف مصطلح الأمن القومي .

الأمن القومي هو قدرة الدولة على حماية كيانها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري من التهديدات الداخلية والخارجية، وتأمين مصالحها الحيوية، وتحقيق استقرارها واستقلالها وسيادتها حيث تم استخدام مصطلح (( الأمن القومي )) بشكل رسمي لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية وأُدخل إلى السياسة الرسمية الأمريكية مع صدور قانون الأمن القومي (National Security Act) في عام 1947 بعد الحرب العالمية الثانية والهدف من القانون لتنظيم المؤسسات الدفاعية والاستخباراتية الأمريكية، مثل وزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ومجلس الأمن القومي (NSC).

ورغم أن المفهوم نشأ في سياق عسكري/ استخباراتي ، إلا أنه تطور ليشمل
(الأمن الاقتصادي ، الأمن الغذائي ، الأمن السيبراني ، الأمن البيئي ، الأمن الصحي)

ز. الحياد الإيجابي والحياد السلبي

 مفهومان يُستخدمان في السياسة والعلاقات الدولية، وأحيانًا في مواقف الحياة اليومية. الفرق بينهما يرتبط بالموقف المتخذ تجاه قضية معينة، خاصة في حالات النزاع أو الخلاف.

اولاً. الحياد الإيجابي .

هو موقف من لا ينحاز لطرف معيّن، لكنه يشارك بفاعلية في دعم السلم، والعدالة، والحوار بين الأطراف المتنازعة. الحياد الإيجابي لا يعني الصمت أو عدم الاهتمام، بل يعني:

(1). عدم الانحياز لطرف معيّن.

(2). السعي للوساطة أو لعب دور بناء في حل النزاع.

(3). اتخاذ مواقف أخلاقية أو إنسانية عند الحاجة.

(4). مثال: دولة لا تنخرط في حرب، لكنها تقود جهود الوساطة، ترسل مساعدات إنسانية، أو تدعو للسلام.

ثانياً. الحياد السلبي:

هو الامتناع عن التدخل أو اتخاذ موقف، حتى لو كان هناك ظلم أو اعتداء واضح. هو نوع من اللامبالاة، ويمكن اعتباره نوعًا من التواطؤ غير المباشر لأنه لا يساهم في وقف الأذى أو تحقيق العدالة.

(1). الصمت أمام الظلم.

(2). عدم محاولة فهم أو تحسين الوضع.

(3). موقف المتفرج دون مسؤولية.

(4). مثال: شخص يشاهد طرفًا يعتدي على آخر، ويقول لا شأن لي.

ثالثاً. الفرق الجوهري:

(1). الحياد الإيجابي = حياد فاعل ومسؤول.

(2). الحياد السلبي = حياد متفرج ولا مبالٍ.

4. المقدمة .

كانت ولازالت منطقة الشرق الاوسط منطقة صراع وحروب وتوتر منذ وعد بلفور المشؤوم الذي اقترن بأسم وزير خارجية بريطانيا الى المنظمة الصهيونية بمنحهم الوطن التأريخي والديني لليهود في فلسطين وزرع سرطان سياسي من خلال انشاء دولة إسرائيل عام ١٩٤٨وساعدت معاهد سايكس بيكو  في تقطيع أول العالم العربي والاسلامي لإيجاد مناطق توتر قومي وديني وطائفي ثم مناطق نفوذ ملكية عائلية وزاد الوضع تعقيدا اكتشاف النفط والغاز وتسارع الشركات الكبرى المدعومة من المحور الغربي للحصول على الاستثمارات طويلة الامد ودعمها بذراع عسكري وأستخباري ساهم بصناعة ثورات وأنقلابات وتمرد خلال القرن العشرين وسلط أنظمة واحزاب عطلت موارد البلاد والعباد من حيث تعلم ومن حيث لاتعلم ونتيجة لتطور الصراع في المنطقة بين الكيان الصهيوني ومن خلفه المحور الغربي والدول الرافضة لهذا الكيان والداعمة للقضية الفلسطينية حيث تدرج الصراع لخدمة اهداف الدول الاستعمارية في المنطقة وبغية مناقشة التهديدات الامريكية الاخيرة لإيران وتأثيرها على الامن القومي العراقي وتداعياته على دول الجوار بشكليها المقاوم والمطبع سأحاول مناقشة ذلك

وبشكل مختصر ومركز عسى ان اوفق في تأسيس رؤية وطنية عراقية تساهم بصناعة مزاج عام بين القواعد الشعبية والنخب والكفاءات الثقافية والعلمية من أهل الاختصاص او المهتمين والمتابعين لهذا الشأن ومن الله التوفيق

5. الخلفية السياسية للصراع الأمريكي الإيراني .

بدأ التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ عام 1979 بعد الثورة الإسلامية واحتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران وتطور هذا الصراع عبر العقود ليشمل ملفات النووي الإيراني النفوذ الإقليمي، ودعم محور المقاومة .

حيث فرضت واشنطن أكثر من 30 حزمة عقوبات اقتصادية على إيران أبرزها بعد انسحابها من الاتفاق النووي في 2018 وساهمت  هذه العقوبات بخسارة  إيران أكثر من 100 مليار دولار من عائدات النفط خلال 2018-2021 بسبب العقوبات الأمريكية

ولكن من وجهة نظري الشخصية ان الصراع مع ايران والمحور الداعم لتحرير المنطقة من تبعية وأثار سايكس بيكو هو عقائدي بالدرجة الاولى تغطيه سيناريوهات تضليل مدعومة بألة اعلامية كبيرة ووسائلها وادواتها انتجت عدد كبير من الجبهات وتداخلت فيها الخنادق وأصبح صناعة الوعي الانساني والاسلامي هو المشروع المضاد الذي أدار الصراع خلال العقود الاخير وخاصة بإعلان جورج بوش الاب ببداية القرن الامريكي في خطاب حالة الاتحاد عام ١٩٩١ بغد غزو العراق للكويت واستثمار ايران للعمق العقائدي الاسلامي في دول المنطقة بشقيه الشيعي والسني أثار موجة قلق بسحب البساط من الانظمة العربية التي تخشى من تحول الحكم العربي من الاولغاشاريه الماسكة بالحكم والتي يعتبرون انفسهم نادياً سنياً أسوة بالاتحاد الاوربي الذي يعتبر نفسه نادياً مسيحياً مما ساعد امريكا وحلفائه من وجود أجواء طائفيه متجذرة بمؤسسات الحكم العربي للوقوف امام المحور الجديد بالرغم من نجاح المحور باستقطاب فواعل إسلاميه سنيه ذات تأثير كبير في القضية الفلسطينية .

6. الأثر على الأمن القومي العراقي

اولا. التموضع الجغرافي:

العراق يقع جيو سياسياً في منطقة الصراع حيث يران كجار مؤثر، وأمريكا كقوة عسكرية عالمية متواجدة على أراضيه نتيجة تداعيات حروب صدام العبثية والتي ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر بتموضع امريكا في مياه الخليج  كما يساهم  التصعيد العسكري بين الطرفين بجعل العراق ساحة محتملة للاشتباك أو الردود المتبادلة مهما تعددت الوسائل والادوات من تحييد وتقييد هذا الصراع حيث كانت ولازالت القواعد الشعبيه العراقية من أهل السنه والشيعة تحمل الكثيرون الرافضون للمشروع الامريكي بالعراق بالرغم من استقرار العملية السياسية بشكل وبأخر

ثانيا. الفصائل الإسلامية المسلحة.

بعض الفصائل المسلحة العراقية ترتبط عقائدياً بفتوى الجهاد الكفائي وسياسياً ببعض الاحزاب المشاركة في العملية الديمقراطيه و تستثمر ذلك لأثبات موقفها بين الحين والاخر وحسب نوع ودرجة التصعيد في المنطقة لتستهدف المصالح الأمريكية في العراق، مما يعتبر ورقة ضغط سياسية وعسكرية تزعج القيادات السياسية الامريكية وتضعف موقفها امام جمهورها وحلفائها وتساهم في تغيير بعض قناعات القيادات السياسية الامريكية في الملف العراقي .

ثالثا. السيادة الوطنية .

تساهم الضغوط الخارجية من كلا الطرفين تضيق حرية القرار العراقي، خصوصاً في قضايا حساسة مثل التواجد العسكري الأجنبي والعقوبات على الجوار لاسيما تلك التي تؤثر على ميزان التبادل التجاري وبعض الملفات الحساسة كقطاع الكهرباء وقد يساهم ذلك بصناعة موقف عراقي جديد سياسياً مدعوم من الحوزة العلمية في النجف اذا ما اصبحت سيادة العراق في وضع يفرض علينا الخروج من منطقة الحياد .

رابعاً. التأثير  على العراق في حال نشوب الحرب سيكون داخليا وخارجيا

(١) داخليا

 (أ) يحدث انقسام سياسي بين العرب والكورد وبين السنه والشيعة مع تصعيد في الشارع المحلي

(ب) عودة مشاريع التقسيم والاقاليم مع التهريج الاعلامي

(ج) تأثر الوضع الاقتصادي عند انقطاع تصدير النفط من الخليج

(د) عودة نشاط الخلايا الارهابية والانتهازيين من السياسيين ذوي الاجندات الخارجية

(هـ) تفعيل ورقة السوريين في العراق وارباك حركة العمالة الأجنبية

(و) احتمال تعطيل الانتخابات القادمة والذهاب لحكومة طوارئ

(٢) خارجيا

(أ)ستتمكن تركيا من توسع توغلها بشمال العراق

( ب) ستستغل إسرائيل الموقف لتوجيه ضربات لأهداف عراقية

(ج) ستستقطب الاردن السنه المتطرفون وبقايا البعث وتلعب نفس الدور السابق

(هـ) سينقطع تصدير النفط

(و) ستعزز امريكا ومن طرف واحد قواعدها بالعراق والمنطقة

(ز) ستظهر حركات تكفيرية ومنحرفه دينية بدول الجوار للتدخل في الشأن العراقي / في سوريا والاردن .

7. التأثير على دول المنطقة بشكل عام

     أ. سياسياً

تزايد الاستقطاب بين محاور المقاومة والمحور الأمريكي مع توسع الصراعات في (اليمن ، سوريا ، لبنان ، والعراق) قد ينتج تحالفات جديدة يطور بمفهوم وحدة الساحات الى علاقات دفاعيه او تحالفات استراتيجية بالنسبة لايران وبعض الدول التي أصبحت في موقف لاتحسد عليه امام شعوبها مثل تركيا ومصر والاردن والخليج  وستحاول دول المغرب النأي بنفسها عن ساحة الصراع وستحاول دول الخليج بناء موقف سياسي محايد سلبيا وتنتظر الفائز من الصراع وفي الطرف المقابل ( المحور الغربي )سيطور منظومة مشروع اتفاقات أبراهام لتعزيز التطبيع وتقويض النفوذ العربي والإيراني على القضية الفلسطينية كما ان  امريكا ومحورها ستساهم بالاستمرار بتصفية القيادات السياسية والعسكرية والدينية كما فعلت من خلال اغتيال الشهيد الجنرال قاسم سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس في بغداد عام 2020 وإسماعيل هنية ويحيى السونار وحسن نصر الله والرئيس رئيسي لصناعة رسائل خوف الى القيادات السياسية في المنطقة الرمادية مع ضغط اعلامي ونفسي مدروس وشحن التوتر الدبلوماسي بعروض بين التهديد والوعيد والترغيب

ب. اقتصادياً ستبدأ موجة تذبذب أسعار النفط نتيجة التوترات العسكرية في الخليج مع تراجع التبادل التجاري الإقليمي بسبب العقوبات وسيكون العراق الخاسر الاكبر لكونه سوقاً رئيسياً لتصدير منتجاته الصناعية والزراعية لإيران لكون دول الخليج تملك مساحات وقنوات على البحر الاحمر وبحر العرب .

وسادعم رأي ببعض البيانات حيث انخفضت التبادلات التجارية العراقية-الإيرانية من 13 مليار دولار في 2019 إلى أقل من 8 مليار في 2023 كما ان أسعار النفط ارتفعت بنسبة 15% بعد الهجوم على منشآت أرامكو في السعودية (2019) المرتبط بهجمات الحوثي المركزة .

ج. اجتماعياً. سيتصاعد الخطاب الطائفي والتحريض الإعلامي وستبدأ زيادة الهجرة والنزوح بسبب التوترات العسكرية أو العقوبات وستنقسم المجتمعات الشيعية والسنية شئنا ام ابينا اذا اصبح الصراع الامريكي الايراني مفتوح وغير مقيد .

د. عسكرياً.

تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في الخليج والعراق وستفرض امريكا وحلفائها تعزيزات من طرف واحد وقد تكون بشكل سري ومتصاعد لاسيما في كردستان والكويت والاردن وتركيا وستجبر دول الناتو على تحالف مستقبلي شبيه بتحالف غزو العراق مستغلة انشغال روسيا بحرب اوكرانيا والصين بحربها الاقتصادية

وقد يدفع ذلك إيران لإظهار ترسانتها  الصاروخية والردود غير التقليدية عبر حروب الظل وستعمل على حشد الرأي العام لجعل مضيق هرمز وباب المندب تحت الوصاية الأمريكية بعنوان دولي تهديد الملاحة في مضيق هرمز مما يهدد الأمن البحري لدول الخليج.

تمتلك إيران أكثر من 3000 صاروخ باليستي متوسط وبعيد المدى مدعومة بمنظومة حرب إلكترونيه مع زوارق انتحارية في مياه الخليج وتمتلك امريكا حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق ضمن قوات التحالف مدعومة بقواعد عسكرية ومنظومة اقمار صناعيه مؤثره في منطقة العمليات

8. مواقف الدول وحسب مصالحها وتأريخ علاقاتها بأطراف الصراع

أ. تركيا ستكون الرابح الصامت ولن يعول عليها بموقف سياسي او عسكري وتاريخها حافل بالانتهازية السياسية واخرها وليس أخيرها ملف سوريا وسقوط نظام بشار الاسد

ب. دول الخليج ستقدم مصالحها ومستقبل سلطانها ولن تكون طرفا مباشر باستثناء البحرين لكونها قاعدة الاسطول الخامس

ج. باكستان ستحاول ان تكون جزء من معادلة التوازن الاسلامي وموقفها يعتمد على استقرار نظامها السياسي

د. اذربيحان ستركب الموجة ضد ايران وستفتح جبهة مع إسرائيل لزعزعة الداخل الايراني

9. الخلاصة

التهديدات الأمريكية لإيران ليست مجرد ملف ثنائي، بل هي صراع تتداخل فيه المصالح الدولية والإقليمية، واصبح قضية وجود وتنعكس آثاره على العراق بدرجة كبيرة الأمن القومي العراقي بات معرضاً للاهتزاز مع كل تصعيد كما أن دول المنطقة تتحمل أعباء سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية جراء هذا التوتر المستمر. وقد يتبنى العراق موقفا سياسياً وطنياً يساهم بنزع فتيل الازمة اذا شعر الامريكان انهم قد يخسروا العراق ومصالحهم في حال تطور الصراع مع ايران وقد يعيد تشكيل تحالفات جديدة تفرضها ظروف الحرب وسيناريوهات غير متوقعه

10. الخاتمة والتوصيات.

أ. ضرورة تعزيز سياسة الحياد الإيجابي العراقي، وتبني العراق موقفاً يمنع الحرب وافشال المشروع الاسرائيلي بزج امريكا في صراع مباشر مع ايران.

ب. إعادة ترتيب البيت الداخلي العراقي وتقوية المؤسسات العسكرية و الأمنية لضمان عدم حاجة العراق مستقبلا لأي دعم خارجي مما يعزز سيادة العراق وقراره الوطني

ج. تشجيع الحوار الإقليمي بقيادة عراقية واستقطاب بعض المحايدة وتحييد بعض الدول ذات المصالح العميقة مع ايران والعراق بضغط سياسي معد بشكل جيد  لحل الخلافات بين إيران ودول الخليج.

د. السعي الدولي لتفعيل اتفاق نووي جديد يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.

هـ. انشاء محور اقليمي لنزع سلاح إسرائيل النووي

أشكركم على حسن الاستماع وأتطلع إلى الحوار والمداخلات الثرية التي بلا شك ستغني هذا الموضوع الهام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *