ثمن الشرف… وعهد الدم

الكاتب : غيداء شمسان غوبر
—————————————
ثمن الشرف… وعهد الدم

غيداء شمسان غوبر

في عالم تاهت فيه البوصلة، وبات الخذلان هو سيد الموقف، وتُركت غزة تصارع وحشية العدوان وحدها، تحت أنظار عالم أصم أبكم، برز من أرض اليمن الأبي، من جوف الصمود الذي لا يلين، صوت لم يكن مجرد نداء عابر؛ بل كان عهدا مقدساً ووعداً بالدم والمصير الواحد..

لقد وقف الشعب اليمني مع غزة، لا من باب الواجب فحسب؛ بل من باب الإيمان المتجذر في أعماقه، ومن باب العهد الذي قطعه على نفسه لنصرة المظلوم ومواجهة الظالم وقف وقفة أشرف مخلوق على وجه الأرض، مُقدماً الدعم بكل ما يملك، ومُعلناً أن غزة ليست وحدها، وأن ألمها هو ألمه، وأن معركتها هي معركته.

ولم يكن هذا الموقف الشريف بلا ثمن إن اليمنيين اليوم يدفعون ثمن وقوفهم هذا، يدفعونه من دم أبنائهم الذين يستشهدون في سبيل الله ونصرة الأقصى
يدفعونه من قوت يومهم الذي يستهدف بالحصار والعدوان
يدفعونه من أمنهم الذي ينتهك بالقصف المستمر
إن هذا العدوان الأمريكي البريطاني السافر على اليمن، لم يكن إلا ضريبة شرف، وشهادة حق على صدق الموقف اليمني، وتأكيدا على إن اليمن ليس مجرد متعاطف، بل هو شريك أصيل في المعركة ضد العدو الواحد.

لكن الرد اليمني على هذا الثمن الباهظ لم يكن تراجعا أو إستسلاما، بل كان صرخة مدوية تزلزل عروش الطغاة: هيهات هيهات نتركها! إنها ليست مجرد كلمات تقال، بل هي عهد بالدم، ويقين لا يتزعزع، وإرادة لا تعرف الانكسار هيهات ان نترك غزة تذبح وحدها، وهيهات ان نساوم على شرف موقفنا، وهيهات أن نرضخ لتهديدات الأعداء.

اليمن مع غزة ليست مجرد عبارة تردد، بل هي روح واحدة في جسد الألم، ومصير مشترك خطته أيادي الطغيان، وعدو واحد يواجهه شعبان آمنا بالله وتوكلا عليه إن الوجع الواحد الذي يجمع اليمن بغزة، هو سر قوتهما التي تربك الأعداء إن الدم الذي يسفك هنا وهناك، على يد العدو نفسه، يصبح وقودا لثورة لا تنطفئ، وحافزا للمضي قدما في طريق المقاومة والجهاد.

فليعلم الأعداء إن كل ضربة توجهونها إلى اليمن بسبب موقفه من غزة، لن تزيدنا إلا إصرارا على التمسك بهذا الموقف حتى آخر نفس لن يركعنا القصف، ولن يجبرنا الحصار على التخلي عن أشقائنا إن اليمن مع غزة، بدمه، وقوته، وامنه، وإيمانه، حتى يتحقق وعد الله بالنصر، وحتى ترفع راية الحق عالية في سماء غزة وسماء اليمن وكل شبر من أرضنا المحتلة.

هيهات هيهات نتركها… هذا هو عهد اليمن لغزة، عهد لا يمكن أن يكسر، ومصير لا يمكن أن يغير إن النصر آت لا ريب فيه، ما دام الله معنا، وما دامت الأمة الواحدة تتكاتف على الحق في وجه العدو الواحد، حتى آخر نبض في عروقنا.

#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *