حسن النحوي
سيدتي البغدادية أم صبّار
لم أنسَ صباح ذلك اليوم الصيفي الجاف اللاهب ..
و بعد ليلة ، تلوّع ولدك الشهيد فيها كثيراً و هو يملأ مبردته ذات ( الحلفة ) السوداء التي لم تُستبدل من العام الماضي ، لعل أطفاله ينامون هانئين بساعتي الوطنية التي يتصدّق بها السياسي الشريف على ابناء جلدته .
ليخرج بعدها ولدك ( غبّاش ) ليعمل حتى نهاية نهارهِ القائض ..
و يأتيكم بـ( علاگة طماطة وخيار )) ..
انفجاااااااار انفجااااااار …
واختلط د،،مهُ مع الطماطة والخيار
…
سيدتي أم صبّار .. الثكلى
التي لم يوفّق ولدها في إكمال الرابع الاعدادي نتيجة وفاة والده المبكرة ..
سيدتي ، ان قـ..ـاتل ولدك الشهيد المحروم حتى من نوم ليلة في حياته تحت برد السبلت الان اصبح
( رئيس دولة جارة ) . وسمّيت دولة (بني امية )
..
السياسة و منطقها تسميها الشقيقة .
فعلاً إنّها ( شقيقة ) و ألم لكل جسد ( العراق )
يا من غادرتي الديرم والمسك
وتوشحتي بالسواد طيلة حياتك
و حفرتي طريق ( بير عليوي ) بأقدامك الحافية و انت تتجهين مراراً الى قبر ولدك او بقايا جثـ.ـمان ولدك المدفونة بجوار سيد صروط بوادي السلام ..
سيأتي قـ..ـاتل ولدك الشهيد الى بغداد
ليحضر مراسيم (( جامعة الجيفة العربية ))
لا تغادري المنطق يا أم صبّار و لا تكوني ساذجة و تصغين لصيحات الثكلى من أمثالك : ( كيف يكون القـ..ـاتل ضيفاً ).
انها بضع كليو مترات عن موقع الانفـ…ـجار الذي فجـ..ـرهُ الرئيس الضيف في الصدرية ..
حيث كان يسير ولدك الوحيد قاصداً ( چنبره ) المتواضع على ارصفة الشورجة ..
ستشاهدين التلفاز بأغاني و أناشيد ترحّب بالقتـ..ـلة ( العرب ) .
و أنتي تنشدين لولدك الشهيد ..
(( نام برغد واتهنه . يالحققت آمالي . ياثمر گلبي وعزمه ..
يومك جرح دلالي .. وما شفت بعدك راحة ومنين اجيب الراحة ))
سيجلسون في قصور فارهة لا تشابه ( النِص قطعة الشرگ ) التي تسكنيها أنت و ايتام ولدك ..
و سيجلسون على كراسي مريحة ويتناولون (( السمك المسكوف
ولحم خروف )) ..
و انت جالسة على دكّة الاسمنت على باب استشارية مستشفى القادسية تنتظرين دورك في استلام دواء الضغط و السكري ..
وسيرسل السياسيون الاموال والقمح الى الدولة الجارة ..
و أنتِ تبحثين لأطفال الشهيد عن ( لقمة عيش ) من الطماطة او الخيار ..
انزلوا راية الحوراء زينب ..
وسيرفعون في العراق رايتهم التي انتعشت بدماء الشيعة ..
سيدتي .. أم صبّار ..
منطقك غير منطقي ..
فأصمتي .
إنّ خيطاً من (( شيلتچ )) ..
تعقدينه بشبّاك ابي الفضل العباس ع
سيغرقهم جميعاً وتبقين (( البخيتة )) ..
وسترتفع راية زينب رغم انفهم بد،،ماء الشهداء الغيارى ..
ودم ولدك سَيسقِط ( الجـ..ـولاني ) ومن أيّده ..
وسيبقى العـ..ـار يلاحقهم ..
ويبقى عراق علي والحسين شيعيَ المذهب حسينيَ الهوى ..
فالنعجة التي تعتقد أنّ الامان مع الذئاب لا مع قطيعها ستكون الوجبة القادمة لهم .
انتهى .