مياه العراق تبدد مثل البترول

نعيم الخفاجي

 أطال الله عمر المجاهد الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، قال في إحدى كتبه، لاتوجد دولة فقيرة ودولة غنية، إنما توجد دولة فاشلة تجهل كيف تستخدم مواردها البشرية في تنمية وتطوير اقتصاد البلد.

تخيل معي لو تم نقل شعب الدنمارك إلى جنوب العراق، فهل يبقى الوضع بائس، بالتأكيد يتم الاستفادة من كل ارض الجنوب ومياهه وشمسه قبل البترول لتطوير الاقتصاد.

اتذكر بعد سقوط نظام البعث الجائر، الدنمارك أرسلت كتيبة من الجيش للانتشار في شمال البصرة في قضاء المدينة، المراسل الصحفي الدنماركي اعد تقرير بثته قناة DR  الحكومية الرسمية للدولة الدنماركية، قال أرضهم خصبة، لديهم مياه، لايعرفون يزرعون سوى الحنطة والشعير ويجهلون حتى الاهتمام في أشجار النخيل الموجودة عندهم، وقال أرض البصرة صالحة إلى زراعة الفراولة،  ويمكن زراعة مختلف الفواكه الاستوائية بالبصرة، لكن شعب البصرة يجهلون كيف يزرعون ويأكلون.

 أزمة المياه أزمة عالمية، وللاسف حكومات العرب بشكل عام والحكومات العراقية المتعاقبة لازالوا يتبعون أساليب البابليين والسومريين في تخزين المياه، شاهدت وزير الموارد المائية الحاج البرفسور عون ذياب التكريتي في حديث مع مقدم برنامج بقناة العراقية الفضائية، حاج عون شاغل تفكيره في نقطة مهمة تؤرقه ليل نهار، وهي كيفية المحافظة على الكائنات الحية في شط العرب من الانقراض، بسبب قلة الاطلاقات المائية، ويريد زيادة الاطلاقات المائية التي تذهب لشط العرب والخليج لحماية الصراصير والقواقع البحرية من الانقراض في مياه شط العرب.

 نشرت مواقع خبرية، ومنها وكالة شفق نيوز،  أن الخزين المائي في العراق هو الأدنى منذ 80 عاماً، نتيجة قلة إيرادات المياه بسبب التغير المناخي وزيادة الموارد البشرية، حتى بات يمكن وصف وضع المياه بـ الكارثي، بحسب تصريحات خبير يعمل في  وزارة الموارد المائية العراقية متخصص في مجال المياه.

سبب أزمة المياه الحالية، لأنه  مرت على العراق ثلاث سنوات جافة حبست السماء امطارها عن أرض العراق، وعن تركيا وإيران.

وحسب وكالة شفق نيوز الإخبارية أن وزارة الموارد المائية تعمل بثلاث محاور، ثلاث محاور،  يا الله نريد نعرف خطط الوزارة والمحاور الثلاث، أول محور  يبدأ بتعزيز التنسيق مع دول الجوار المائي لضمان حصة عادلة للبلاد، وترشيد استهلاك المياه بتحسين أساليب الري والزراعة، وتقليل استهلاك المياه والهدر، وكذلك الحد من التجاوزات بكل أنواعها سواء تجاوزات الحصص المائية أو الملوّثات أو استغلال الشواطئ والمحرمات.

الناطق في اسم وزارة الموارد المائية المتخصص في مجال ترشيد المياه البرفسور خالد الشمال، يقول(  إن الوضع المائي العراقي هو محرج ومقلق بسبب السنوات الثلاث الجافة التي مر بها العراق، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية وقلّة التساقط المطري ليس في العراق فقط وإنما في دول الجوار المائي أيضاً، ويضيف الشمال لوكالة شفق نيوز، أن العراق يسجل حالياً أقل خزين منذ 80 عاماً، وبالتالي هناك حاجة إلى جهد استثنائي وتكاتف من الجميع لعبور هذه الأزمة).

ويضيف البروفيسور الاستاذ خالد   الشمال القول،  إن الوزارة وضعت استراتيجية من ثلاثة محاور، تبدأ بتعزيز التنسيق مع دول الجوار المائي لضمان حصة عادلة للبلاد، حيث إن العراق متلقي للمياه وأكثر من 70% من إيراداته هي خارجية).

واضاف البرفسور خالد الشمال أن الحكومة العراقية  حولت ملف المياه إلى ملف سيادي، وبالتالي هناك إشراف مباشر عليه من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وأثمر عن توقيع اتفاقية إطارية وهناك اجتماعات وإجراءات مستمرة بهذا الصدد، وأضاف أن وزير الموارد ذهب إلى تركيا وحظر اجتماعات رئيس الوزراء السيد السوداني مع الرئيس طيب أردوغان للحديث عن أزمة المياه، لزيادة الاطلاقات المائية التركية للعراق.

واضاف الناطق في اسم وزارة  الموارد المائية، إلى أن التعامل مع دول الجوار المائي يحتاج إلى نفس طويل وإلى أدوات واستراتيجية، وكل هذه ستكون حاضرة بلقاء رئيس الوزراء مع الرئيس  التركي، ونأمل أن يتم التوصل إلى زيادة الإطلاقات المائية بالطريقة عادلة للعراق.

هناك حقيقة الحكومات العراقية ترفض اتباع طرق جديدة في الاستفادة من كل المياه الداخلة للعراق، لأن طريقة التفكير لازالت نفس اساليب  البابليين والسومريين في تخزين المياه، لذلك اي كلام أو مقترح أو كتابة دراسة من شخص متخصص مثل ماكتبه الاستاذ السيد فراس الحصونه في بحثه بحث الماجستير في جامعة كوبنهاكن بعنوان أزمة المياه بالعراق وطرق معالجتها، هذا البحث القيم صفق له الدنماركيين وتجاهل قرائته ساسة العراق أصحاب القضية، السيد فراس الحصونة قال حتى لو قامت تركيا بتقليل المياه إلى ثلث الكمية فهذا الثلث الذي مقداره ثلاثين مليار مترمكعب بالسنة كافي لارواء كل أراضي العراق ولم يبقي ولا متر صحراوي بدون أن يصله ماء، بل وتبقى لدينا زيادة في المياه، الحل الذي اقترحه سيد فراس الحصونة، العمل  في غلق دجلة من شمال قضاء القرنة وكذلك إقامة سد في غرب قضاء القرنة لغلق مجرى الفرات بشكل نهائي، حجز المياه في الاهوار، عمل قناتين اروائيتين واحدة شرق نهر شط العرب، من شرق قضاء القرنه وتمتد على طول الضفة الشرقية من شط العرب جنوبا في شرق الدير والنشوة والهارثة إلى مخفر الشلامجة، والقناة الاروائية الثانية، تنقل المياه الصالحة من غرب قضاء القرنة وتمتد على طول غرب طريق بصرة عمارة إلى ساحة سعد إلى أبي الخصيب وتستمر القناة بغرب قناة شط العرب جنوبا إلى ناحية البحار إلى الفاو، القناة المائية تكون بجانب طريق ابو الخصيب الفاو بجانب مجرى الضفة الغربية لشط العرب.

وأضاف السيد الحصونة القول،  العراق يحتاج خمسة مليارات متر مكعب للزراعة وللاستعمال البشري فقط، ويبقى لدى العراق خزين مائي يمكن بيعه أو اهدائه إلى إيران والسعودية والكويت من خلال ضخه في أنابيب مثل أنابيب نقل البترول.

بل في بحث السيد الحصونة قال يوجد بالعراق مياه جوفية تكفي العراق مدة ٥٠٠ سنة، اتذكر كتبت عدة مقالات حول أزمة المياه بالعراق بصحيفة صوت العراق، في اليوم التالي استشاط أحد البروفسورية العراقين، وكتب مقال وقدم نفسه خبير  متخصص في المياه،   قال علينا إجبار تركيا سلميا من خلال الأمم المتحدة، أو بالجوء إلى استعمال  القوة العسكرية، ليعطونا حصتنا من المياه وإلا نشن عليهم حرب مدمرة ههههه، شر البلية مايضحك،  قوات أردوغان في قضاء بعشيقة شمال الموصل في مسافة سبعة كيلو متر، دخلت قوات تركيا إلى محافظة نينوى،  بحجة محاربة داعش وبقي أردوغان  يرفض سحبها، ربما يستفيد منها مثل ما استفاد من عصابات إدلب في إسقاط نظام الأسد وسيطرت أردوغان على كل سوريا.

نعم الحكومة العراقية دعمت تصنيع المرشات بل واستوردت مرشات من النمسا والمانيا واسبانيا، الشيء الذي لاتصدقه العقول دائما المسؤلين العراقيين يقولون (  الاهتمام الحكومي  بالقطاع الزراعي يعود لكون الزراعة تستهلك أكثر من 80% من المياه الخام، وبالتالي القطاع الزراعي أكثر عامل مؤثر بعملية ترشيد استهلاك المياه).

ههههههه الذي يريد أن يعرف كمية مياه المياه المهدورة التي تذهب للخليج عليه أن يقف على شط العرب من على كورنيش العشار ويشاهد بعيونه كميات المياه المهدورة، أو يقف على جسر الدير، أو على  جسر النشوة، أو جسر التنومة،  ويشاهد كميات المياه المهدورة، كافي استغفال عقول المواطنين المصارحة والاعتراف بالحقيقة تكون عامل مهم لإيجاد الحلول.

نجاح خطط الزراعة الشتوية مرتبطة دائما،  لحلول السماء تمطر السماء امطار قليلة لكنها قوية تروي الحنطة والشعير مع ما يتم سقيها بالمضخات، رغم حملات موظفي الري ومعهم قوات أمنية تعتقل وتصادر مضخات نصف انج وانج واحد بحجة التجاوز على الحصة المائية هههههه مياه العراق مثل بترول العراق تذهب بدون الاستفادة منه للأسف. 

وكالة شفق نيوز أيضا عملت حوار مع الخبير في مجال المياه، تحسين الموسوي، حيث قال، أن وضع المياه في العراق يمكن وصفه بـ(الكارثي) بعد وصول المخزون الاستراتيجي من المياه إلى نحو 11 مليار متر مكعب، نتيجة قلّة إيرادات المياه بسبب التغير المناخي وزيادة الموارد البشرية.

في الختام ازمتنا في شحة المياه في العقلية العراقية وفي عدم وجود سدود لخزن المياه، وليس بسبب أردوغان وتركيا،  سنويا تأتينا سيول جارفة من إيران تجتاح محافظة ديالى ومحافظة واسط وشرق العمارة، تذهب إلى نهر دجلة وخلال يومين تصل لشط العرب ومنها إلى مياه الخليج، ويدخل للعراق من تركيا أكثر من خمسين مليار متر مكعب،  قبل فترة صادفت شخص قال لي انه يعمل مهندس  في الري في الناصرية، الشيء المضحك قال لي كل المياه التي تصل إلى الناصرية نستعملها للزراعة وماتذهب ولاقطرة للبصرة هههه، قلت له يارجل شط العرب ممتلىء، اصدقك واكذب نفسي، قال لي يجوز المياه التي تذهب إلى شط العرب مصدرها من دجلة، للعلم مياه شرب مدينة البصرة مصدرها من نهر الغراف الذي يتفرع من دجلة في الكوت ويتجه لقضاء الحي إلى الشطرة إلى البدعة وينتقل مياه الغراف الى غرب قضاء المدينة بالبصرة، هكذا هو موجود في تصريحات مسؤولين من مسؤلي مياه  البصرة، ويأتيني موظف في الناصرية يقسم بالله ان كل مياه الفرات تستعمل في الناصرية ولاتذهب ولاقطرة مياه للبصرة، أزمة المياه ظاهرة عالمية، بالدنمارك قطرة واحدة لم تذهب للبحر، لذلك  على الحكومة العراقية الاستفادة من كل لتر مياه يدخل أرض العراق، والعمل على وقف ذهاب مياهنا إلى شط العرب وإلى الخليج، هناك من بعض الحمقى والجهلة يقولون كيف نحرم البصرة من المياه، اقول إلى هؤلاء الجهلة،  لايمكن حرمان البصرة من المياه العذبة، ويجب اخذ توصيات السيد فراس الحصونة في بحثه بحث الماجستير الذي يحمل اسم أزمة المياه بالعراق وطرق حلها، أي كلام دون قطع نهر دجلة والفرات بشمال القرنة وبغرب القرنة كلام لاقيمة له، وبعيد عن  كل البعد عن الحلول الواقعية، ويجب عمل أنابيب نقل المياه من دجلة والفرات ومن شط العرب إلى صحاري البصرة والناصرية والسماوة والديوانية والنجف وكربلاء والانبار والعمل على عدم استنزاف خزين المياه الجوفية والتي هي ملك إلى الأجيال القادمة، من حق الأحفاد من الأجيال القادمة عدم استنزاف مياه العراق الجوفية التي هي ملك لكل بشر يولد على أرض العراق مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

10/5/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *