اسم الكاتب : سلام الزبيدي
انطلق يوم أمس في بغداد أعمال مؤتمر طريق التنمية برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بمشاركة عربية واقليمية … مشروع كبير وواعد يسعى الى ربط تجاري وصناعي وزراعي وسياحي يمتد على طول الطريق من محافظة البصرة وصولاً الى الحدود التركية وسوف يحول العراق لممر نقل بري رئيسي يربط نقل البضائع من اسيا الى أوربا وبالعكس .
اختلف المراقبون وأصحاب الاختصاص الدقيق بالجدوى الاقتصادية لهذا المشروع العملاق و هناك اتجاهان : الأول من وجهة نظرهم ان هذا المشروع للربط السككي والقناة الجافة هو اخراج العراق من مبادرة طريق الحرير والحزام مع الصين ، حيث أبدت الحكومة الصينية رغبتها في أكثر من محفل عقد اتفاقية تنموية اقتصادية مع العراق منذ عام ٢٠١٥… الاتجاه الثاني المؤيد والمتفائل بهذا المشروع يؤكد على دعم المشروع وإنجاحه وضرورة تشجيع الدول الإقليمية والعربية بالالتحاق في هذا الطريق لعدة قواسم مشتركه تدر بالمنفعة الاقتصادية والتنموية على تلك الدول …
بين متفائل وبين قلق مشرع وهواجس منطقية … ! الجميع من وجهة نظره حريص على مصالح العراق ويتمنى الخير لبلدنا وشعبه الكريم ، عديدة هي الآمال التي تعقد على هذا المشروع لتحقيق تنمية صناعية عملاقة ومشاريع اعمار كبيرة وفرص عمل استثنائية ودخول كبرى شركات الاستثمار من أوسع الأبواب وكذلك الانتقال من الاقتصاد الريعي الذي يعتمد على النفط كمورد احادي لتعظيم موراد ميزانية العراق ولكن .. ؟ في نفس الوقت الهواجس مشروعة ومنطقية في امكانية استغلال الدول المستفيدة للأراضي العراقية وتحويل هذه المنافع الى بلدناهم من خلال الربط السككي وموانى السفن العملاقة كميناء مبارك وميناء جبل علي …
طريق النجاح يبدأ من الخطوة الأولى وخطوتنا متوقفة على انجاز ميناء الفاو الكبير نظراً للمتوقع من حجم التبادل التجاري الكبير واتساع قدرته عل استيعاب البضائع مع التأكيد على الانجازات المصاحبة والبنى التحتية التي تليق بحجم هذا الحدث ، والاهم من ذلك ابعاد يد الفاسدين والمتنفذين والمنتفعين والمتضررين ويا مكثرهم .
والله من وراء القصد