نوفمبر 22, 2024
79EC9F27-789B-4916-8909-A20BA0E308B7

اسم الكاتب : سلام الزبيدي

ماجرى ويجري الان  في العراق من ويلات ومآسي وقتل واغتيالات وذبح وفواجع وانتهاكات وازمات متلاحقة  لاحدود ولا حلول  لها  تنذر برسائل للمتفائلين بالتغيير والاصلاح  بأن بلدنا الذي نزف ومازال ينزف ذاهب  الى المجهول .

الكثير من العراقيين وعلى ضوء ماتشهده البلاد من (خروقات  امنية  وفساد مستشري ومتجذر وولاءات غير  وطنية) اصبح لديهم قناعة تامة بأن الوضع العراقي يسير باتجاه مرسوم ومخطط له تديره اجندات خارجية وفق السياسة العالمية الاستعمارية وتنفذه اقزام وخدم مرتزقين،  وعليه لم يبقى دور للأرادة الوطنية الساعية الى تغير واقع سياسي هش وتراكمات  17 عام من الفشل في ادارة الدولة وفق الحكم الرشيد  الساعي لبناء دولة مؤسسات حقيقية على اسس دستورية وقانونية ،  وسيبقى  صراخ المعاناة جاثماً في الصدور واصبح الحزن صديقا وفياً لكل العراقيين . .الشعب الذي كان يرى في صناديق الاقتراع والانتخابات القادمة( بعد تعديل قانونها ووفق الدوائر المتعددة  التي اقرها البرلمان)  طوق نجاة وخلاص يستطيع العبور به من خلال انتخاب ممثلين له وفق مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب والاستحقاق والعدالة والشفافية والنزاهة   ولكن..؟ للأسف بعض الذين صعدوا على اكتاف الشعب لم يحترموا  ارادة هذه الاصوات  والدماء التي سالت في ثورة تشرين وضربوا كل الوعود ضرب الحائط , ولاحتى الدستور ( الجامد) استوعب المرحلة الراهنة واستطاع ان يمثل الواقع والطموح العراقي .

الخوف من مخاطر عودة اشباح الحقبة  الدموية الدكتاتورية السابقة التي حكمت قبل  عام 2003 ..  واستسلامنا المخيف لحالة الخيار الصعب في التفضيل بين السيء والاسوء اسباب رئيسية ادت الى الهزائم والانتكاسات والخيانات ومهدت لتشييع جنائز العملية السياسية في العراق … ليست هناك ثمة مبررات (وعلى ضوء مايشهده العراق من ازمات وجودية دون وصفات للخروج منها واستمرار حالات  وظاهرة الفساد والاختلاس والرشوة وتهريب ثروات الوطن وسرقة اللقمة حتى من افواه الجياع ..!

هل اصبح العراق عاجزا وعاقرا لاينجب اجيال مؤهلة لأرتداء الهوية الوطنية التي مزقها الطوفان الطائفي والقومي والاثني  والتقسيم المحاصصاتي..؟ .

تسابق المكونات والطبقة  السياسية في العراق من اجل التحضير والتحشيد للدخول في ملحمة الانتخابات القادمة  نتمنى ان تكون بارقة امل (رغم تشاؤم الكثير من ابناء الشعب العراقي) في اعادة  خياطة مامزقه ((الردح)) المحاصصاتي والقومي والفئوي  من اجل تجهيز خيمة لائقة وكبيرة تجمع كل ابناء المجتمع العراقي .

ازاء ذلك كله ونحن نراقب عن كثب وحزن وألم الشارع العراقي المزروع والملغوم   ببقايا الارهاب الداعشي  العفن  وايضا مدمني الرشاوي وسراق ارزاق الناس من قبل بعض المتصدين للعملية السياسية والمهيمنين على مركز القرار والنفوذ..  الذين يسعون الى  تغيير جلدهم من خلال التخفي بعبائة قوائم جديدة والدخول معها في الانتخابات القادمة، وكذلك من قسوة وغموض المخططات الامريكية والدول الاقليمية وماتخفية من دهاليز مشاريعها الخبيثة غير المعلنه , الى جانب ذلك كله تعدد ومجهولية الجهات والمصادر المسؤولة عن العبث بالامن والاستقرار والعمل على زعزعة كل مفاصل الدولة .

وعلى الرغم من مرارة الاحباط واليأس يواصل الخيرين ( اصحاب الضمائر النقية ) تحدي المعاناة ومأساة ضياع بعض اجيالنا من خلال لملمة مايمكن لمه ولايرتضون ان تكون مخططات الغدر والعدوان الجبانة مقابر مهيئة للضمائر الحية المتبقية .املنا بنيسان القادم عسى ان يصلح الشرفاء ما افسده العابثون..

 وعذرا لمن لايروق له كلامنـــا..ياسادتي انه واقعنا الاليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *