الكاتب : غالب الحبكي
—————————————
هجران عراقية تتحدى مصاعب الحياة وتحقق المجد
هجران علي الزبيدي ابنة واسط التي اجتمعت فيها روح الأرض وعظمة الطموح لم تكن مجرد فتاة تنمو وسط الحقول، أنما عراقية تتحدى المستحيل، اذ منذ نعومة أظفارها كانت يداها تخضبان بالتراب، تحرث وتزرع، وتسقي، وتدرس كان كل كيانها مشغول بحلم لا يعرف القيود لم يكن الطريق الى الجامعة هينا لكن الإرادة والاصرار لم يقف الفشل أو صعوبة العيش يسلب حقيقة حلمها، تستمد القوة من والدها كان سلاحها في وجه العقبات حين قيل له لماذا تبقيها إنها فتاة كان يجيب القوم، بكل يقين هذه بنيتي وأنا هجران (قرة عيني) وانا معها حتى تصل النجاح والتخرج.
لم يكن الجمع بين الدراسة والعمل الريف أمراً سهلاً، لكنها كل العقبات، والتحديات، بعزيمة صلبة لا تلين لم تنصت لكل تلك الأصوات التي شككت في قدرتها على الاستمرار بل مضت واثقة تحمل في قلبها إيمانا بالله ودعاء الوالدين فأن رضا الله من رضاهم، وبذلك حصلت على بكالوريوس في تقنية التحليلات المرضية ثم شقت طريقها الأكاديمي لتكون وتصبح “معيدة” في كلية طب الأسنان وقسم التمريض بجامعة الإسراء ببغداد، واليوم هي موظفة في مستشفى الصويرة العام شاهداً على أن الإرادة حين تساندها القدرة الالهية والايمان بالله عز وجل .
اليوم تكرم هجران بجائزة تقديرية من نقابة أطباء العراق ليس لمجرد تفوقها العلمي بل لأنها رمز يجسد طموح نخلة عراقية باسقة تتحدى المستحيل وتصنع النجاح من رحم المعاناة فتغدو مثالا يحتذى، فأن النجاح ليس مجرد الوصول بل هو مشعل يضيء الدرب للسائرين.