محمود المغربي
في الأيام الماضية، كان التركيز على المنشآت النووية الإيرانية، وكافة التوقعات أشارت إلى أن الكيان الصهيوني سوف يستهدف تلك المنشآت.
وهذا الأمر دفع إيرانَ إلى تعزيز حماية منشآتها النووية.
ولم يَخطر ببال إيران أن يتجرأ العدو الصهيوني على استهداف القيادات العسكرية والمدن الإيرانية، إذ إن ذلك يشكل إعلانَ حربٍ مفتوحة، ولن يقتصر الأمر على الفعل ورد الفعل، بل سيكون عدوانًا وحربًا تستدعي الرد المماثل والحرب الشاملة.
لكن العدو الصهيوني أدرك أن المنشآت النووية الإيرانية محميةٌ ويصعب تدميرها، فذهب لتحقيق نصر معنوي باستهداف القيادات العسكرية المؤثرة. وربما كان هدفه إضعاف القيادة الثورية الإيرانية لإفساح المجال أمام التيار الإصلاحي الأقل خطرًا والأكثر انفتاحًا على الغرب والسلام المنقوص.
والكيان يأمل أن تؤدي الضربات والاغتيالات إلى تقوية الجناح الإصلاحي، الذي بدوره سيكبح جماح تيار الصقور في إيران، ويمنع الرد الإيراني أو نشوب حرب، أو على الأقل يخفف من قوة وفاعلية الرد الإيراني.
وأعتقد أن الكيان الصهيوني سوف يستمر في توجيه الضربات إلى إيران في الساعات والأيام المقبلة؛ حتى يُضعف مراكز القوة والنفوذ للصقور، وحتى يؤجل الرد الإيراني قدر المستطاع، كي يأخذ الجناح الإصلاحي زمام المبادرة.
والأيام المقبلة سوف تظهر مدى نجاح المخطط الإسرائيلي أو فشله. ويعتمد الأمر على سرعة وقوة الرد الإيراني: فإذا شاهدنا ردَّ إيران سريعًا وقويًا، فقد يكون ذلك دليلًا على فشل المخطط الإسرائيلي وعلى قوة الجناح الثوري في إيران.
أما في حال تأخر الرد الإيراني وكان ضعيفًا، فهذا يعني أن الكيان قد نجح، وأن الجناح الإصلاحي قد تصدَّر المشهد وأصبح أقوى. وعندها سوف نشهد إيرانَ مختلفةً، ومفاوضاتٍ جديدةً تشمل البرنامج النووي الإيراني (العسكري والسلمي)، وحتى برنامج إيران الصاروخي.