نوفمبر 22, 2024
g16136500166506158101

اسم الكاتب : عدنان فرج الساعدي

بعد سقوط النظام شهدت الوزارات العراقية فوضى حقيقية في الوزارات والهيئات المستقلة والمؤسسات وبقية الدوائر الحكومية بما يتعلق بمديريات الاعلام وسؤء إدارتها إلى الحد الذي جعل العديد منها تمثل مهزلة واضحة يشارك بها الوزير والمدير العام وبقية المسؤولين .

عشرات الشخصيات الفاسدة والمفسدة والغبية احيانا اخرى تسيدت وتسنمت المواقع العليا كـ ( مدراء عامون ومستشارون إعلاميون ) بعض هؤلاء هم سقط المتاع من الماكينة الاعلامية الصدامية وأخرون هم ( صم بكم عمي ) في الشأن الاعلامي ولكن القدر والصدفة والمحسوبية عوامل ساعدت في تصدرهم للمشهد .

كان المشهد غريباً جداً فالبلاد لتوها خرجت من تركة ضخمة خلفتها ديكتاتورية عاتية أحرقت الحرث والنسل ودمرت البنى التحتية والصناعية وحرمت العراقيين من ميادين الثقافة والعلوم والتطورات التكنولوجية وجعلت العراقيين في قفص كبير .الامر الذي كان يستدعي العمل فوراً لاعادة الاعمار ونشر الثقافة الاعلامية وأيصال الافكار الى المواطن العراقي الذي كان بحاجة ماسة لها للنهوض بمسيرة التنمية الشاملة .

مديريات الاعلام أصبحت وبعد أكثر من 11 سنة من التغيير أبواق للوزير أو رئيس الهيئة فهي تردد قام الوزير ..قعد الوزير.. نام الوزير ..لعب الوزير .. إستفاق الوزير ..سافر الوزير عاد سالماً الوزير ..

الوزير يتصدر أخبار الصفحة الاولى في جريدة الوزارة والصفحة الاولى في مجلة الوزارة والخبر الاول في إذاعة الوزارة والخبر الاول في فضائية الوزارة والخبر الاول في موقع الوزارة وكذلك في فلكسات الشوارع وفولدرات الترويج..

للوكلاء وهم ثلاثة في أغلب الاحيان يتم تقسيم صفحات المجلة والجريدة فيما بينهم وللمديرين العامين حصة ايضا فهم في درجات خاصة ولا يمكن اغفل دورهم الاعلامي خدمة للصالح العام ..

لاحظوا معي في أعلى الجريدة ( الترويسة ) ترى أسم المشرف العام على الجريدة وصاحب الامتياز وفي الاعم الاغلب هو لا يعرف كتابة الخبر ولا صياغة المقالة ولا كتابة التقرير ..

والمشكلة الكبيرة هي ان العمل يجري حثيثا  لتلميع صورة الوزير وليس لابراز انجازات الوزارة وحتى تلميع صورة صاحبنا الوزير يقوم عبر اساليب تقليدية شبيهة بما كان يقوم به اعلام الماكنة الصدامية . ولذا تجد الاخبار الصادرة عنهم ..تبدأ .

بناء على توجيهات السيد الوزير قامت وزارة .بعمل كذا وكذا فلو لم يوجه الوزير لما عملت الوزارة كذا وكذا ..والمديريات العامة في الوزارة تنهج نفس النهج فتبدأ اخبارها دائماً تبدأ ..استنادا لتوجيهات المدير العام ..قامت المديرية بعمل كذا وكذا .

الغريب إنهم مغرمون بالصور ففي كل جولة أو استقبال أو حضور فاتحة أو شراء باكيت سكاير يتم أخذ الصور للسيد المسؤول ثم تكبر وتلصق على خشب وتعلق في ديوان الوزارة او المديرية العامة وفي الشهر الواحد تطبع المئات من الصور وتكبس على الخشب وتوزع على غرف الاقسام والممرات وهكذا ؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *