فاضل حسن شريف
جاء في منتدى انما المؤمنون أخوة عن ظاهرة التكرار في القرآن الكريم للكاتب أحمد محمد لبن: وفى نهاية هذ البحث، أود أن أسجل أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة والتى منها: تؤكد الدراسة على أن التكرار أسلوب بلاغى راق، وحُلة من حُلل الكلام البلاغية. أكدت الدراسة أن الحكم على التكرار بالمدح أو بالذم يعود إلى المتكلم به ذاته، فإن أجاد توظيفه فهو جيد، وإن أخفق في توظيفه جاء مستقبحا. أكدت الدراسة أن التكرار استعمله العرب حتى قبل نزول القرآن الكريم. لا ينبغى أن نعتذر للقرآن لما فيه من التكرار، إذ تكرار القرآن مما لا يعاب به فقد جاء فى أرقى صورة وأبهى حُلل، لأنه نزل بلسان عربى مبين . أوضحت الدراسة أن التكرار منه المحمود ومنه المذموم . أكدت الدراسة على وقوع التكرار فى القرآن الكريم،ولكنه فى أجود حالاته، وأسمى تعبيراته، حتى صار وجها من وجوه إعجازه، لذا أجمع العلماء على عدم وقوع تكرار مذموم فى القرآن الكريم. جهود العلماء المعتدلين متواصلة فى بيان حقيقة الأمر بالنسبة للتكرار، مما يدل على أن شبهة “التكرار” قديمة قدم فساد اللذوق العربى، ومتجددة ينعق بها الأعداء حنقا بين الحين والآخر.
جاء في موقع الألوكة الشرعية عن تفسير آية: وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات للشيخ عبدالقادر شيبة الحمد: قوله تعالى “وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الأنعام 141) ومعنى (معروشات): مرفوعات على الأعمدة، و(غير معروشات)؛ أي: غير مرفوعات عليها. وقيل: (معروشات) مُنبسطات على وجه الأرض؛ كالكَرْم والزرع والبِطيخ، و(غير معروشات): ما قام على ساقٍ؛ كالنخل وسائر الأشجار. وقيل: (المعروشات) ما أنبته الناس، و(غير معروشات) ما نبت في البراري والجبال، وقوله: ﴿ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ ﴾ معطوف على (جنات)، وخصهما بالذِّكْر لفَضْلِهما.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الأنعام 141) درس عظيم على درب التوحيد: لقد جاءت الإشارة في هذه الآية إلى عدّة مواضيع، كل واحد منها متفرع عن الآخر، ونتيجة عنه. فهو تعالى يقول أوّلا: إنّ الله تعالى هو الذي خلق أنواع البساتين والمزارع الحاوية على أنواع الأشجار والنباتات، فمنها ما يعتمد في موقفه على الأعمدة والعروش حيث تحمل ما لذّ وطاب من الفواكه والثمار، وتخلب بمنظرها الساحر العيون والألباب، ومنها ما لا يحتاج إلى عريش، بل هو قائم على سوقه يلقي بظلاله الوارفة على رؤوس الآدميّين، ويسدّ بثماره المتنوعة حاجة الإنسان إلى الغذاء: “وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ”. لقد ذهب المفسّرون في تفسير كلمة (معروش) و (غير معروش) إلى ثلاثة احتمالات: 1ـ ما أشرنا إليه قبل قليل، فالمعروش هو الأشجار والنباتات التي لا تقوم على سوقها بل تحتاج إلى عروش وسقف، وغير المعروش هو الأشجار والنباتات التي تقوم على سوقها ولا تحتاج إلى عروش وسقف، (لأنّ العرش يدلّ على ارتفاع في شيء، ولهذا يقال لسقف البيت عرش، ويقال للسرير المرتفع عرش). 2ـ إنّ المراد من (المعروش) هو الأشجار المنزلية وما يزرعه الناس ويحفظ بواسطة الحيطان في البساتين، ومن (غير المعروش) الأشجار البرّية والنباتات الصحراوية والجبلية وما ينبت في الغابات. 3ـ (المعروش) هو ما يقوم على ساقه من الأشجار أو يرتفع على الأرض، و (غير المعروش) هو الأشجار التي تمتد على الأرض. ولكن يبدو أنّ المعنى الأوّل أنسب، هنا، ولعلّ ذكر (المعروشات) في مطلع الحديث إنّما هو لأجل بنيان هذا النوع من الأشجار وتركيبها العجيب، فإنّ نظرة عابرة إلى شجرة الكرم وقضبان العنب وسيقانها الملتوية العجيبة، والمزوّدة بكلاليب ومقابض خاصّة، وكيفية التفافها بكل شيء حتى تستطيع أن تنمو، وتثمر، خير شاهد على هذا الزعم. ثمّ إنّ الآية تشير إلى نوعين من البساتين والمزارع إذ تقول: “وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ”. وذكر هذين النوعين بالخصوص إنّما هو لأهميتهما الخاصّة في حياة البشر، ودورهما في نظامه الغذائي (ولا بدّ أن تعرف أن الجنّة كما تطلق على البستان، كذلك تطلق على الأرض التي غطّاها الزرع).
ويستطرد الشيخ الشيرازي قائلا في تفسيره الأمثل: ثمّ إنّه تعالى يضيف قائلا: إنّ هذه الأشجار مختلفة ومتنوعة من حيث الثمر والطعم. فمع أنّ جميعها ينبت من أرض واحدة ويسقى بماء واحد فإن لكل واحدة منها رائحة خاصّة، ونكهة معينة، وخاصية تختص بها، ولا توجد في غيرها: “مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ” الأكل: بضم الألف وضم أو سكون الكاف يعني ما يؤكل. ثمّ يشير سبحانه إلى قسمين آخرين من الثمار عظيمي الفائدة، جليلي النفع في مجال التغذية البشرية إذ يقول: “وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ” (الأنعام 141). إن إختيار هاتين بالذكر من بين أشجار كثيرة إنّما هو لأجل أن هاتين الشجرتين: (شجرة الزيتون وشجرة الرمان) رغم تشابههما من حيث الظاهر والمظهر تختلفان اختلافا شاسعا من حيث الثمرة، ومن حيث الخاصية الغذائية، ولهذا عقّب على قوله ذلك بهاتين الكلمتين: “مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ”. وبعد ذكر كلّ هذه النعم المتنوّعة يقول سبحانه: “كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ” (الأنعام 141). ثمّ ينهى في نهاية المطاف عن الإسراف إذ يقول تعالى: “وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الأنعام 141). (الإسراف) تجاوز حدّ الاعتدال في كل فعل يفعله الإنسان. وهذه الجملة يمكن أن تكون إشارة إلى عدم الإسراف في الأكل، أو عدم الإسراف في الإنفاق والبذل، لأنّ البعض قد يسرف في البذل والإنفاق إلى درجة أنّه يهب كل ما عنده إلى هذا وذاك، فيقع هو وأبناؤه وأهله في عسر وفقر وحرمان.
جاء في موقع مصراوي عن من غريب القرآن معنى قوله تعالى: “مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ” للكاتبة آمال سامي: يقول تعالى في الآية 141 من سورة الأنعام: “وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” (الأنعام 141)، فما المقصود بقوله تعالى: معروشات وغير معروشات؟ يقول الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، إن الجنة هي الأشجار الملتفة الكثيفة والنباتات، فالله سبحانه وتعالى يقول أنه انشأ جنات أي أشجار معروشات أي مرتفعات مثل العنب وكل الأشجار التي تتسلق ويرفعها الناس عن الأرض، وغير معروشات وهي النباتات التي تلتصق بالأرض لأنها غير مرتفعة عن الأرض، وأوضح البكري أن الله سبحانه وتعالى يمتن على عباده بهذه النباتات والزروع التي يكون لها ارتفاع وبناء وكذلك بالنباتات التي تمتد على الأرض، وأضاف البكري أن العريش هو الذي يبنى ويكون له ارتفاع، والنبات المعروش هو الذي يكون له ارتفاع عن الأرض. ويروي الطبري في تفسيره للآية عن عن ابن عباس قوله: (وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات)، فـ” المعروشات “، ما عرش الناس” وغير معروشات “، ما خرج في البر والجبال من الثمرات.