النشرة النووية – 28 أغسطس 2025

نظام مير محمدي

مقدّمة

تُظهِر الصحف الإيرانية اليوم أن الملف النووي عاد ليتصدّر واجهة الأحداث، وسط تصاعد المخاوف من تفعيل آلية “سناب باك” الأوروبية وإمكانية فرض عقوبات دولية أشد قسوة. من خلال استعراض المواقف، يتضح أن النظام يعيش ارتباكًا داخليًا بين التهويل بالانسحاب من الاتفاقيات الدولية وبين التلويح بورقة القوة الإقليمية، فيما تتزايد عزلة إيران على المستوى الدولي.

صحيفة شرق | الساعة الرملية النووية والسيناريوهات الهشة

نشرت شرق مقالات عدّة تحت عنوان “الساعة الرملية النووية”، مشيرةً إلى أن الوقت يضيق أمام طهران للتوصل إلى تسوية. ركزت على “السيناريوهات الهشة” التي قد تؤدي إما إلى انفراج جزئي عبر مفاوضات محدودة، أو إلى مواجهة مفتوحة إذا ما فُعِّلت آلية العقوبات. ترى الصحيفة أن النظام يفتقد إلى استراتيجية واضحة، وأنه يواجه سباقًا مع الزمن.

دنيا الاقتصاد | هل يُسحَب الزناد؟

حذّرت الصحيفة من أن أوروبا قد تذهب نحو تفعيل آلية “سناب باك”، ما يعيد جميع العقوبات الأممية ضد إيران. تساءلت بوضوح: هل سُحِب الزناد بالفعل؟ واعتبرت أن أي خطوة من هذا النوع ستدفع الاقتصاد الإيراني إلى مرحلة انهيار أعمق، خصوصًا مع استمرار الركود والتضخم.

آرمان ملي | غياب العدالة الدولية وتفعيل الآلية الأوروبية

في سلسلة مقالات، هاجمت الصحيفة ما وصفته بـ “غياب العدالة في النظام الدولي”، معتبرة أن الغرب يستهدف إيران بشكل انتقائي.

  • في مقال “أوروبا وأوروبا وآلية الزناد”، حمّلت بروكسل مسؤولية الانجرار وراء واشنطن.
  • في مقال “الحاجة إلى انعطافة استراتيجية دولية”، دعت طهران إلى بناء تحالفات جديدة مع الشرق (روسيا، الصين) لمواجهة الضغط الغربي.
  • كما أكدت أن الأوروبيين يستعدون عمليًا لتفعيل الآلية، وهو ما اعتبرته تهديدًا وجوديًا لإيران.

كيهان | الانسحاب من معاهدة NPT وتهديد مضيق هرمز

بلهجة متشددة، دعت صحيفة كيهان إلى الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) والرد على الغرب عبر فرض قيود على الملاحة في مضيق هرمز. في مقالات أخرى، مثل “النموذج الباطل” و”لا صوت يعلو فوق النوم!”، قلّلت من أهمية الضغوط الدولية، معتبرة أن التهديدات الغربية “لا تخيف الشعب الإيراني”. هذا الخطاب يعكس رغبة التيار المتشدد في التصعيد بدل التفاوض.

سياست روز | عناصر الاتصال

ركزت الصحيفة على “مقومات التواصل” التي يمكن أن تحفظ لإيران بعض الهوامش الدبلوماسية، لكنها لم تُخفِ أن الوضع الراهن هش للغاية، وأن العودة إلى طاولة المفاوضات لم تعد خيارًا سهلاً بعد سلسلة من الانتهاكات النووية.

🔻 الخلاصة

تكشف الصحف الإيرانية عن انقسام داخلي حاد حول مستقبل الملف النووي:

  • التيار المعتدل يحذّر من الانهيار ويدعو للتفاوض لتجنّب العقوبات الكاسحة.
  • فيما يصرّ المتشددون على التهديد بالانسحاب من الاتفاقيات الدولية والتصعيد العسكري في مضيق هرمز.

لكن ما يجمع كل هذه المواقف هو الاعتراف الضمني بأن إيران تواجه أزمة استراتيجية خانقة: فالزمن يضيق، والعزلة الدولية تتسع، والاقتصاد ينهار.