حامد شهاب / باحث إعلامي
في عصر تتسارع فيه متغيرات الكثير من علوم الإعلام والإتصال وميادين كتابة الخبر والتقرير الصحفي وكل أشكال الكتابة الصحفية ، ما يزال الإعلامي والكاتب القدير محمد الخالدي رئيس تحرير وكالة آشور الإخبارية يحافظ على ثوابت هذه المهنة ويجهد نفسه في تطبيق مبادئها الأخلاقية وما تلقيناه عبر مسيرتنا الصحفية من علوم عن نظريات الإتصال والإعلام التي تشهد حاليا عمليات فوضى رهيبة لم تنطبق عليها أيا من المعايير التي كنا تتلمذنا عليها أو أصبحت منهج عمل نسير عليه لعقود طويلة من الزمن.
لقد شهدنا للاسف الشديد في السنوات الأخيرة حالات من إنهيار المنظومة الصحفية والقيمية والأخلاقية لتتحول من رسالة صحفية الى مادة دعائية إختلط فيها الحابل بالنابل ولم يتبق من مادتها الإعلامية سوى الشكل الهلامي الذي فقد بريقه في عالم اليوم بحجج مختلفة أبرزها ان طبيعة الصراعات وانظمة الحكمة الحالية تعيش حالة فوضى وإن الإعلام لن يخرج عن هذا المسار الذي يعبث فيه الكثيرون على هواهم ، وتحول الإعلام الى مادة للدعاية والتهويل وحتى ممارسة الرعب للآخرين وركوب موجة الفوضى من أوسع أبوابها.
لكن الزميل العزيز محمد الخالدي، وعلى طريق الجيل الذي عايشه لسنوات طويلة وتربى ضمن أصوله وقيمه وثوابته ما يزال يحافظ على ثوابت المهنة وحرفيتها ، ضمن مسار لايخرج عن أصولها ومتطلباتها بأي حال من الأحوال، برغم كل المبررات التي سقناها أو الأجيال التي إنغمرت في لعبة الدعاية والتطبيل ضمن المعترك السياسي الرهيب الذي يشهده العراق ، وهو يواصل درب المسيرة الصحفية الإحترافية بمصداقية وحرفية لن يحيد عنها ما دارت الأيام.
والمعروف أن الأستاذ والزميل العزيز محمد الخالدي ( أبو عمار) هو أحد كوادر الصحافة المخضرمين ، ومن محترفيها الذين تركوا بصماتهم المؤثرة في رحاب صاحبة الجلالة ، ويشهد له الكثيرون أنه ترك بصمات متميزة في عمله الصحفي والإعلامي، وهو مواكب ومتابع جيد لكل حدث مهم.. ينقل تطورات الاحداث بطريقة مشوقة لكي تكون زادا شهيا يقبل عليها القاريء والمتابع بشغف ، ويتقن مهنة الكتابة بحرفية ومهارة عاليتين.
والأستاذ محمد الخلدي ، وكما يعرفه الكثيرون من زملاء الأسرة الصحفية ، يشهدون له بكفائته وحضوره الدائم للفعاليات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية لكبار ساسة البلد ، وقادة بلدان الخليج ، ينقل أخبارهم عبر تقاريره الموسعة عن مختلف تلك الأنشطة والفعاليات كونه محبا لعمله ولزملائه ..وقد أبدع في كل مجالات الصحافة التي خاض غمارها عبر سنوات طويلة ، وتركت له سجلا مشرفا وعميق الأثر في رحاب صاحبة الجلالة وسلطتها الرابعة.
كان إشراف الزميل محمد الخالدي على وكالة آشور وإدارة مهامها والمواضيع والمقالات المهمة التي تتصدر وكالته،هي وثيقة ووسام شرف ، تلألأ سطوعه في سماء الإبداع ، وهو مايزال يواصل مسيرته الصحفية بلا كل أو ملل، ويضيف في سجله المبدع في السلطة الرابعة مايرفع رأس كل صحفي الى علياء السماء.
ولي الشرف أن يكون زميلنا محمد الخالدي من بين شموع كتابي ( أقلام وأعلام ..سيرة حياة ابرز نخب الصحافة العراقية) الصادر عن دار نشر (وورد) في عمان بالأردن، عام 2022 ، وقد كتبت عنه السطور التالية عن سيرته الصحفية :
سيرته الصحفية تشهد له بأنه طاقة صحفية كبيرة، ولديه من العلاقات مع الوسط السياسي والاعلامي وحتى العشائري الكثير، ما أكسبته تلك السمات قدرة على أن يكون فاعلا ومؤثرا ، وقد أوصلته الى قمم النجاح والتألق ، وكيف لا وهو الصحفي المحترف الذي سطر في سجل صاحبة الجلالة ما يشكل له أوسمة عز وفخر ، لمن يريد أن يسبر أغوار مسيرة الرجل ، على مدى عقود من الزمان.
للزميل العزيز محمد الخالدي تاريخ مشرف من العمل الصحفي الكفوء وفي إجراء المقابلات والحوارات الصحفية ، سواء في جريدة الدستور التي عمل فيها لسنوات، أو المؤسسات الصحفية والمكاتب الإعلامية التي عمل فيها ، أو ضمن وكالة أشور الاخبارية التي يتولى مهمة إدارة تحريرها.
عمل الرجل في أكثر من مؤسسة صحفية وإعلامية مرموقة ، وسجل فيها نجاحات كثيرة، وهو لديه من الرصيد الصحفي وعلاقاته الواسعة، ما يشكل زادا له ، ليؤكد حضوره الدائم في الإعلام وفي القدرة على التأثير ، وهي مهمة أي صحفي ناجح أن يفرض هيبته ويبقي حضوره محل تقدير المجتمع والمؤسسة الاعلامية التي يعمل لحسابها.
يحضر الزميل محمد الخالدي أغلب المؤتمرات الصحفية والندوات الاعلامية ، ويسجل وقائعها وينقل مقرراتها الى الرأي العام ، وهي سمة صحفية ترافق أي صحفي يريد أن يبقى محل إحترام وتقدير المتابعين لأنشطته، حين يسجل قلمه بأحرف من نور ، ما تجود به طريقته في الكتابة من خبرات ومهارات صحفية، تجد صداها في الوسط الذي يعمل لحسابه ، بأنه الشخصية المتمكنة من نفسها ومن قدراتها .
والرجل متمكن من لغته ومن إسلوبه في الكتابة ، وساعدته علاقاته الواسعة مع الأوساط السياسية والصحفية لأن يكون عنوانا لامعا له حضور فاعل ومؤثر ، وهو ما أكسبه كل تلك المكانة التي وصل اليها، بعد سني من الجهد والمثابرة والإصرار على أن يرتقي بمهنة الصحافة الى حيث تأمل النخب الصحفية أن تتوج نجاحاتها ، وتحظى بكل تلك المكانة ، التي هي محل إحترام الكثيرين وتقديرهم لجهوده.
وقد مضت تسع سنوات من عمر وكالة آشور الإخبارية ، حيث إنبثقت أولى إطلالتها الصحفية عام 2016 ، لتنضم الى قوافل وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية ، التي تركت لها بصمة متميزة في الحضور الصحفي ، وهي تحصد نجاحات صحفية مبهرة في ظل رئيس تحريرها الزميل الصحفي المبدع والمتألق والمخضرم في التصميم الطباعي والتحرير الصحفي ، وهي ما تزال شعلة نشاط إعلامي لأخبار وأنشطة العراق المختلفة ومحيطه العربي والدولي وتقاريرها عن مختلف الأحداث المهمة ذات الصلة بإهتمامات المتلقي في العراق وخارجه، وما يزال يواصل رسالته بكل تصميم ومثابرة على خطى ما تعلمه من قيم واصول الإعلام ونظرياته في الغحتراف الصحفية والمصداقية التي هي ميزت كل صحفي أصيل لم تغيره عوامل الزمن أو مغريات الحياة بكل أشكالها.
ومما جاء في ديباجة تأسيس وكالة آشور الإخبارية أنها وكالة صحفية عراقية تسعى لتقديم الخدمة الصحفية والإعلامية والثقافية لجمهور واسع من مختلف أطياف الشعب العراقي..أما أهدافها فهي نقل الخبر اليقين بكل شفافية ونقل المعلومة الصحيحة بصدق وأمانة الى المتلقي من خلال مجموعة أخبار وتقارير صحفية.
ونحن إذ نحيي للزميل العزيز محمد الخالدي مسيرته الطويلة الحافلة بالمنجزات والمآثر والمواقف المشرفة مع زملاء المهنة ، فإننا نحيي كل زميل يواصل المحافظة على ثوابت المهنة وأخلاقياتها من أن تتعرض للإهتزاز ، لاسمح الله.