أساليب التخويف وتمزيق الدعاية الانتخابية… سلاح الفاشلين..!

ضياء ابو معارج الدراجي

في كل موسم انتخابي، تخرج إلى السطح ممارسات لا تمتّ بصلة للتنافس الشريف، بل تعبّر عن ضيق الأفق وخشية الفشل. التهديدات بالقتل، ورسائل التخويف، وتمزيق الدعاية الانتخابية للمرشحين، أصبحت أدوات يستخدمها من فقدوا القدرة على الإقناع، ومن خسروا احترام جمهورهم قبل أن يخسروا الانتخابات.
إن من يلجأ إلى التخويف والعنف لا يسعى إلى النصر، بل يحاول تعطيل إرادة الناس ومنعهم من ممارسة حقهم في الاختيار. فتمزيق صورة مرشح أو سرقة لافتة انتخابية لا يغيّر قناعة الجمهور، بل يزيد إصراره على دعم من يتعرض للظلم، لأن الناس تدرك أن من يخاف من اللافتات يخاف من الحقيقة.
هذه الأساليب المريضة لا تضعف الخصوم بقدر ما تفضح أصحابها، وتكشف أنهم فقدوا القاعدة الشعبية التي كانت يوماً تصفق لهم. من يملك مشروعاً وطنياً لا يحتاج إلى تهديد أحد، بل يكسب الناس ببرنامجه وأفعاله، أما من لا يملك سوى الخوف كسلاح، فهو الخاسر الحقيقي حتى قبل يوم التصويت.
إن الديمقراطية تقوم على التنافس النزيه والاحترام المتبادل، لا على تمزيق الصور ولا على بث الرعب بين المواطنين. وعلى الأجهزة الأمنية أن تتحمل مسؤولياتها في حماية العملية الانتخابية وضمان حرية التعبير للجميع، دون تمييز أو خوف.
فليعلم الجميع أن زمن الترهيب قد انتهى، وأن صوت المواطن الحرّ أقوى من كل التهديدات. من يخيف الناس اليوم، سيُحاكمه وعيهم غداً في صناديق الاقتراع.

ضياء ابو معارج الدراجي