اسم الكاتب : خالد القرة غولي
الولايات المتحدة الأمريكية هي جمهورية اتحادية تتكون من ( 50 ) ولاية بالإضافة إلى مقاطعة فيدرالية واحدة ( واشنطن العاصمة ) تعتبر الولاية هي التقسيم الرئيسي للدولة وتمتلك عددا من الصلاحيات والحقوق المنصوص عليها في دستور الولايات المتحدة ، مثل تنظيم التجارة والتعاون بين الولايات وحسب رأي المتواضع ارى الصورة امامي الآن بأن الأنبار القادمة ستصبح الولاية ( 51 ) بسب التواجد الامريكي الكثيف على ارض الأنبار الصحراوية ! أتعجب عندما أسمع أو أقرأ أن الساسة والسياسيين والدبلوماسيين والعاملين في الحكومات والسفارات وأقرانهم لديهم حكمة ومرونة وسلاسة ويتعاملون بالمنطق والحقائق والمراوغة في حال الاحتياج لها ؟ ما نراه الآن على الساحة السياسية يظهر العكس تماماً فما نراه أن آخر الحكماء والعقلاء هم السياسيون وآخر من يتحدث في المصلحة العامة وحقوق الآخرين هم السياسيون وبخاصة العرب بعد كارثة السقوط المتتالي والمتواصل للحكومات العربية وبدون مقدمات أو تحذيرات العراق تونس ليبيا مصر اليمن وسوريا على الطريق ومن التالي السودان الله اعلم ولا أريد أن أطيل الحديث عن هذا الموضوع لأن له تبعات أخرى سيأتي الحديث عنها لاحقاً . ما يثير الرأي العام في هذه الأيام بدايات أو أواسط حرب البسوس بين العراق والكويت . وهذه المرة عن دخول شاحنات عملاقة كبير مدججة بالأسلحة الفتاكة الى القواعد الامريكية في عين الاسد وبقية المستعمرات الامريكية ال ( 33 ) قاعدة في جميع مدن العراق وصحراء الانبار الغربية وانشاء مدينتي في مناطق وادي قذف والأبيض فوق مدينة الرطبة بالقرب من الحدود السعودية ومحيطة بصحراء النجف الاشرف تحت الارض تتواجد فيها مقاتلين كثر مرتزقه لا يعلم بها الا الله وحده , وكارثة جديدة تضاف للكوارث اليومية الهجوم علة مدينة غزة اليوم , ولو سألت طفلاً في الإبتدائية عن سبب إنشاء قواعد جديدة في الأنبار لأجابك بلا أي تردد أنه مضايقة أخرى للعراق وهم آخر لشعبه , ردود الحكومة العراقية تبخرت وتناثرت بين أعضاء مجلس النواب والكتل والأحزاب والقنوات الفضائية التي عبرت عن الموقف على وفق ما تفرضه مصلحة إدارة كل قناة وعلاقاتها ومصالحها , وللذين لا يعرفون حجم وتأثير هذه الكارثة أدق كغيري ناقوس الخطر لأن هذا الآمر رصاصة الرحمة لآخر منفذ عراقيٍ على الخليج وستظهر البيانات والتقارير الصادقة وعما قريب ما يحمله إنشاء هذه القواعد أو صفقة مشروع جديد على الشعب العراقي من زيادة في عدد فقرائه ومشاكله وتحطيم وتهشيم وتمزيق لكل خططه لإصلاح البنى التحتية واستبدال الواقع المرير الذي خلفه الاحتلال البغيض وما نتج عنه من دمار وخراب لكل المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للعراقيين بكل أطيافهم وطوائفهم وقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم ؟ نحن على بوابة التغييرات الكبرى التي ستطال الجميع شاءوا أم أبوا سواء نسقوا جهودهم أو دفعوا كل أموالهم لإسقاط هذا النظام أو ذاك فالأمر وشيك الوقوع ولا توجد به مفاجئات كثيرة كمفاجأة إسقاط مبارك وتحويله الى مومياء سياسية في غضون أيام العراق قبل الاحتلال الأمريكي عام ( 2003 ) كان محكوما بالديكتاتورية ، وقليلون الذين يجادلون حول هذه المسألة ، ولكنه كان بلداً موحدا مهاباً ، كان قوة إقليمية عظمى ، يخشاه أعداؤه قبل أصدقائه ، إما عراق اليوم , فعراق ضعيف مقطع الأوصال ، تتقاتل الدول الإقليمية والخارجية على قصعته النفطية ، بينما شعبه يتضور جوعا ويفتقد ابسط احتياجاته المعيشية ، وهو الذي يعيش على احتياطات نفطية مثبتة تصل إلى ( 190 ) مليار برميل , إدارة الرئيس بوش الابن سابقاً ، ومعظمهم من أنصار إسرائيل ، قالت أنها ستقدم نموذجا ديمقراطيا يحتذى في المنطقة يقصد الشرق الأوسط الجديد وستؤسس لدولة مدنية عنوانها الازدهار والنمو الاقتصادي والمساواة الاجتماعية والسياسية ، على غرار المجتمعات والدول الغربية , أمريكا لجأت للترويج لهذا النموذج بعد إن تبين كذب مقولة أسلحة الدمار الشامل ، وللتغطية عليها , ان ما حدث ويحدث في العراق الجديد أزاح الغبار عن غلاف خطير لمجلد اسمه الاعتداء على البلد والمواطن الأعزل في العراق , التفجيرات والقتل والاعتقالات ونزوح الملايين من المواطنين العراقيين من منازلهم الى داخل وخارج البلد وتوقف الحياة العامة ودوائر الدولة الصناعية والزراعية والخدمية المتطورة لأكثر من ( 20 ) عاماً بعد ان دخلت قوات الاحتلال من الامريكان ومن تحالف معهم وتسليم البلد على طبق من ذهب الى الايرانيين وحلفائهم من ساسة العراق الجديد , ويجب ان لا ننسى الدور الخطير لرجال السياسة من التجاروالمقاولين وسماسرة الحروب من ابناء جلدتنا ومن اهل العراق ومن يحملون شهادات الخدمات الجهادية الذين عاشوا لسنوات طوال في دول الغرب في امريكا واروبا والخليج متحججين ايجاد مخارج جديدة للخروج من ازمات العراق وبناء دولة حضارية جديدة تنعم بالحرية والديمقراطية ودولة القانون واحترام الاخر وحرية التعبير عن الراي مثلما هو معمول في دول الغرب بعد احداث الحرب العالمية الثانية , ولا ادري لماذا نتعامل بنشر الفوضى والعبث بأرض الرافدين وتشريد أبناء شعب العراق الصابر , والتدمير والعبث بكافة البنى التحتية لهـــذا البلد , وقتل وتهجير العشرات والمئات والآلاف والملايين من العراقيين مجرد أنهم عراقيون , ولا ادري مرة اخرى هل بقي قيمة للسياسية الديمقراطية , انظر إليهم أن مجتمع الدكتاتورية هو بطبيعة الحال خراب يغمره العنف ووحدته الزائفة ليست سوي غطاء مهلهل لشروخ وتمزقات وتشوهات إنسانية وأخلاقية لا سبيل إلى حصرها , وأحب أن أزيدكم علم أن فلسفة الثقة واليقين تشكل الأساس الذي ترتكز عليها ثقافات الشعوب , وكذلك ما بين إفرادها في تعاملاتهم الطبيعية اليومية , ويأتي ذلك في ضوء ثقافاتهم التي تتأسس على احترام الذات واحترام الأخر والتسليم بحقه في العيش بحرية وكرامة وحياة لائقة , ولله .. الآمر