حلفاء إيران في العراق :هل سينتصر”صبرهم الإستراتيجي” على ماهو قادم ؟

سمير عبيد

#أولا: ..:-حلفاء إيران في العراق على نوعين ( فصائل مسلحة ومليشيات مختلفة + احزاب وحركات سياسية شيعية والحشد ). واحدهما يساند الآخر . بل ان المليشيات والفصائل المسلحة انبثقت من رحم تلك الاحزاب والحركات السياسية ونالت دعمها. والحشد انبثق من رحم المجتمع الشيعي ثم رحم المجتمع العراقي و كان عنوانا مقدسا لدى جميع العراقيين “سنة وشيعة” أثناء قتال داعش الأرهابي. وبعيد انتهاء المعركة مع داعش ايضا. ولكن عندما زحفت اليه الحركات والأحزاب الشيعية واخترقته و حولته إلى مستودع انتخابي وواجهة استحواذ مالي ، وورقة مساومة هنا فقد الحشد رويدا رويدا القدسية التي أعطاها الشعب له ،وفقد ولاء ودعم شرائح واسعة من العراقيين خصوصا عندما انغمس كثير من قادة الحشد في الصفقات والفساد والاستحواذ والترهيب ، والذهاب لينتفخ رويدا رويدا ويقدم نفسه من خلال افعاله على انه اعلى من الدولة بل نجح بأسر الدولة ثم المجتمع !

:-وللعلم ان الرفض والتصعيد والعقوبات الاميركية كانت ضد الفصائل والمليشيات فقط. ولكن تغير التعاطي الاميركي قبيل وبعد الانتخابات الاخيرة وأصبح الرفض الاميركي لتلك المليشيات والفصائل ولجميع الحركات السياسية الشيعية التي لها علاقة بايران. وهذا يعد تطور خطير ويعد حرب علنية ضد ايران داخل العراق. لا سيما وان إسرائيل داعمه لهذا التوجه الاميركي وهنا تعاظم الخطر . وهناك دول في المنطقة داعمه لواشنطن وتل أبيب ايضا وتطالب وتضغط على امريكا ليكون الحشد الشعبي طرفا ثالثا في العقوبات والاستهداف !

#ثانيا : هناك دول في المنطقة تعتقد ان الشيعة العراقيين تقهقروا سياسيا وتفرقوا شعبيا ومجتمعيا وفقدوا كثير من الأوراق في القرار العراقي. وساعدهم في ذلك فشل الطبقة السياسية الشيعية وإيمانها بالاعتماد على ايران ( اي وضعت جميع بيضها في سلة واحدة هي ايران وهذا غباء سياسي )وغرقها في الفساد والابتعاد عن جمهورها الشيعي وعن الشعب العراقي. بحيث اصبح الشيعة الذين هم اكثرية وكأنهم أقلية .وبدلا من وقوف الطوائف الأخرى والأقليات الأخرى عند بابها كونها الأكثرية اصبحت هي تستجدي رضا تلك الطوائف والأقليات وكله بسبب غياب رجال الدولة في الطبقة السياسية الشيعية وبسبب الفشل السياسي وبسبب احتكار القرار الشيعي من قبل وجوه وزعامات وعائلات لا يحبها الشيعة في العراق ولا يحبها الشعب العراقي لانها تفكر بمصالحها فقط !

#ثالثا: ..:-فباتَ واضحاً لا خيار أمام تلك المليشيات والفصائل العراقية المسلحة إلا استراتيجية ( الصبر الاستراتيجي ) وبنصيحة إيرانية ( اي سياسة الامتصاص القصوى ) وكذلك الحشد . وبقيت فقط الحركات والأحزاب الشيعية تراوح مكانها ولا تمتلك أوراق مناوره وكعادتها تبحث عن ( رأس ليس عراقي ) لكي يقودها ويُملي عليها ومثلما كان يفعل الجنرال سليماني ثم الجنرال قاآني ثم السفيرة رومانسكي والدور القادم ل “سافايا + توم براك” .

:-ولكن الطامة الكبرى أن واشنطن أعلنت انها لن تتعامل مع حلفاء ايران من الاحزاب والحركات ايضا ( وهذه ضربة لا تتحملها الاحزاب والحركات الحليفة لايران لأنها حركات واحزاب ديماغوجية وشعبوية غير متماسكة وفاقدة لروح الفريق الواحد ) وهنا تراهن واشنطن على تفرقها وتفكيكها .خصوصا وهي تعاني الانشطار الطولي حاليا كجبهة شيعية .وليس أمامها إلا طريق من طريقين لا ثالث لهما وهما ( اما الاستسلام لإملاءات واشنطن وإسرائيل وتسليم العراق على طبق من ذهب لواشنطن وتل أبيب … او اتباع طريقة الإيرانيين في التفاوض والتملص من خلال لعبة الوقت) ” وهذا يعني بقاء حكومة تصريف الأعمال لفترة طويلة جدا وسيقود ذلك للانحدار الاقتصادي وتآكل مؤسسات الدولة !

#رابعا :فالمراهنة على فترة وقوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد تكون ناجحة ( ولكن السؤال : هل لدى الشيعة العراقيين قادة محنكين مثل الإيرانيين فينجحوا بلعبة الوقت والمراوغة مع واشنطن ؟ نحن نشك بذلك تماما ) . علما ان الرئيس ترامب تنتظره انتخابات نصفية واحتمال كبير يفقد حزبه التفوق في الكونغرس وفي مجلس الشيوخ . ثم يدخل في العد التنازلي لنهاية حقبته وكذلك هناك هزات داخلية وهزات فضائح وهزات صحية . وبالتالي لو كان هناك ساسة شيعة محترفين ويمتلكون التآخي وروح الفريق فوالله بأمكانهم تدويخ ترامب نفسه والخروج بالعراق سالما …ولكن وللأسف نصفهم أصلا معاول تهديم ولا تتوفر فيما بينهم المصداقية وروح الفريق !

#خامسا : #هذا_هو_القادم فهل تتحمله الفصائل والحشد والمليشيات والأحزاب الشيعية ؟

:-هناك عمل جاري في واشنطن لاصدار عقوبات أميركية مرتقبة تستهدف أفراداً وجهات سياسية واقتصادية مختلفة، بينها شركات مالية، واستثمارية، ومصارف، وشخصيات سياسية ، وضد فصائل مسلحة وضد المليشيات وضد قادة سياسيين ، بتهم التعاون مع إيران والحرس الثوري ، وخرق العقوبات المفروضة عليهما ، إلى جانب ارتكاب انتهاكات بمجال حقوق الإنسان وقمع حرية التعبير والتغييب القسري .

:-هناك ايضا استعدادات اسرائيلية حقيقية لتوجيه ضربات كبيرة جدا ضد المليشيات والفصائل المسلحة العراقية وضد أهداف عسكرية واقتصادية وتعبوية تابعة للحشد وعلى وزن الضربات الاسرائيلية ضد الحوثيين في اليمن. وبالتنسيق مع واشنطن . وباتت تقترب تلك الضربات وربما منعزلة عن سيناريو الحرب الثانية ضد إيران. والهدف اجبار ايران على عدم الاشتراك ومن ثم سلخ العراق من اليد الإيرانية وتسليمها لواشنطن واسرائيل ( اي بسبب الشيعة حلفاء ايران سيُستعمر العراق ل 50 سنة قادمة من قبل شركات ترامب وشركات إسرائيل وشركات حلفاء ترامب وطبعا معهم الشركات البريطانية وغيرها.. وسيكون حال العراقيين اجراء لدى تلك الشركات ” اي عبيد داخل بلدهم ” !)

سمير عبيد

١٠ ديسمبر ٢٠٢٥