اسم الكاتب : جاسم الشمري
توطئة
حينما يولد الإنسان فإنه لا يعرف إلا النزر الضئيل عما يدور حوله، وهو في مرحلة الطفولة، وحينما ينمو جسده وعقله يبدأ بتعلم ما يجده أمامه من الأمور البسيطة، ثم يتدرج في تعليمه حتى يصل إلى مراحل الاتقان، وفي العادة فان أول ما يتعلمه الإنسان هو مهنة الآباء والأجداد، وربما لا يتفق معهم، لاحقاً، في هذه المهنة، فيسلك طريقاً مغايراً لسبيلهم.
وكل المهن الإنسانية لا يمكن إدراك حقيقتها وإتقانها إلا بمرور السنوات الطويلة، وهذا الأمر ينطبق على العلوم والآداب، وكل الفنون الإنسانية، والواقع يخبرنا أن الكوادر العلمية المثقفة، التي حرقت ريعان شبابها في المكتبات والمختبرات وقاعات التدريس ومنابر العلم الأخرى؛ من أجل اكتساب هذه الخبرات، تعتبر – هذه الكوادر- الجوهر الثمين لكل أمة من الأمم.
وحينما نريد أن نتحدث عن المثقف العراقي، كجزء من منظومة الثقافة العالمية، فإنه من الأهمية بمكان الذهاب إلى تعريف مفهوم الثقافة، أو المثقف.
ويعتبر تحليل مفهوم الثقافة والمثقفين من وجهة النظر السوسيولوجية ليس بالأمر اليسير على الاطلاق؛ نظراً لتعدد التعريفات، واختلافها من ناحية، ولاختلاف التوجهات الايدلوجية من ناحية ثانية، ولاختلاف الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع من ناحية ثالثة، ولاختلاف السياق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي من ناحية رابعة، ولاختلاف البعد المكاني والجغرافيا من ناحية خامسة، ولاختلاف البعد الزماني من ناحية سادسة.([1])
من هو المثقف؟
المثقف في اللغة:
يقال: ثَقِفَ الرجل: أي صار حاذقاً فطناً.([2])
و المثقف: المقوم من الرماح.([3])
وفلان من أهل المثاقفة، وهو مثاقف حسن الثقافة، ولقد تثاقفوا، فكان فلان أثقفهم، وخل ثقيف وثقيف.
وفي كتاب العين: ثقيف، وقد ثقف ثقافة، ومن المجاز أدبه وثقفه، ولولا تثقيفك، وتوقيفك، لما كنت شيئاً.([4])
وكلمة المثقف آتية من تثقيف الرمح، وهو تقويم قناته بغمزها، وتشذيب زوائدها الناتئة، وإزالة الاعوجاج من كعوبها، ويقولون للغلام المتدرب على اللعب بالسلاح وعلى الرمي بالحراب والتلاعب بالرماح، غلام مثاقف، وهو وصف قريب الصلة بكلمة التثقيف، ولم تكن العرب تستعمل كلمة مثقف بالمعنى الذي نعرفه الآن. وإنما كانوا يقولون في مثله رجل لقن وزكن، ويقولون في معنى الثقافة عندنا اللقانة والزكانة، ولما جاءت نهضتنا الحاضرة اختارت للدلالة على هذا المعنى كلمة الثقافة، وجعلتها ترجمة لكلمة افرنجية.([5])
المثقف اصطلاحاً:
عند متابعة تعريفات المثقف نجدها كثيرة ومتنوعة، ومنذ وقت طويل تعددت التعريفات لهذا اللفظ، حتى إنه فى مطلع الخمسينات حصر عالمان أمريكيان من علماء الأنثروبولوجيا مائة وخمسين تعريفاً للثقافة، وتلقى التعريفات المختلفة أضواء على المراد باللفظ الذي يفهمه العامة بأكثر مما يفهمون تعريفه، ويمكن لنا تأمل ما توحي به من تعريفات مهمة من قبيل أن مفهوم الثقافة يشير إلى كل ما يصدر عن الإنسان من إبداع، أو إنجاز فكري، أو أدبي، أو علمي، أو فني.
أما المفهوم الأنثروبولوجي للثقافة فهو أكثر شمولاً، ويعد الثقافة حصيلة كل النشاط البشري الاجتماعي فى مجتمع معين، ويستتبع هذا أن لكل مجتمع ثقافته الخاصة المميزة، بصرف النظر عن مدى تقدم ذلك المجتمع، أو تأخره.
ويتميز هذا المفهوم ببعده عن تحميل الثقافة بالمضمونات القيمية، وإن اعترف بأن لكل ثقافة نسقها الخاص من القيم والمعايير.([6])
وعموماً فإن الثقافة والمثقف كلمتان غائمتا (غائما) المفهوم، غامضتا الدلالة، واسعتا النطاق، يصعب أن يحويهما تعريف، أو يحدهما مصطلح، وذلك لتعذر الموقف على معناهما الدقيق، ولقد أثارتا كثيراً من التساؤلات، وتعددت الإجابات، وتباينت حول مفهوميهما(مفهومهما). (حتى انه يمكن إحصاء مئات التعريفات (التعاريف) لمصطلح الثقافة).([7])
وعلى مستوى الفرد يطلق اللفظ على درجة التقدم العقلي التي حازها، بصرف النظر بالطبع عن مستويات الدراسة التى أنجزها.
عموما فأن اصطلاح المثقف يختلف من وجهة نظر رجل الشارع فهو يعني العارفين ببواطن الامور والمتعلمين…..الخ.
أما المختصون فإن مصطلح المثقفون يقصد به هؤلاء الذين لديهم قدر من الوعي، وعلى درجة معينة من الوعي والإدراك والفهم لحقائق الامور في مجالات عديدة، وهذا ما لا يمكن قبوله بشكل مطلق.([8])
عموماً يمكن حصر أهم التعاريف لمصطلح( المثقف) على النحو الآتي:-
1- المثقف هو الرجل المُهَذّب المستنير الفكر، المجوهر العقل المستقل الفكر في الحكم على الأشياء، الجاري في تفكيره على قواعد المنطق لا على أسس التخريف، المطلع على ما يمكن من شؤون العالم وتأريخه، الملم بجانب من معارف عصره.([9])
2- المثقف هو الذي يحسن التفكير، ويعرف طرائق البحث ويستطيع الإبداع ويميز بين الخطأ والصواب ويتصف بروح الدقة وملكة النقد.([10])
3- المثقف هو الذي يقوم بعمل ذهني نشيط، وجيد، ومستمر؛ من أجل المجتمع متجاوزاً الحرفية التخصصية إلى قضايا الناس في واقعهم ومستقبلهم.([11])
4- المثقف هو الإرادة التي من خلالها يتم الانتقال من حياة جامدة ثابتة، إلى حياة متحركة قادمة.([12])
5- المثقَّف هو الإنسان المهذب؛ أي الإنسان الذي شذَّبت وهذَّبت المعارف- التي اكتسبها- كل سلوكه، وخلصته من الشوائب والانحرافات.([13])
6- المثقف هو من تسلح بالمعرفة والخبرة، ووعى عصره، وعبر عن ضمير أمته.([14])
المثقف العراقي:
وحينما نتكلم عن المثقف فإنه يقصد به ذلك الإنسان الذي يتمتع بقدرات عقلية وفكرية ذاتية يختلف بها عن غيره، وفي ذات الوقت ينبغي أن يهيئ له المجتمع (الدولة) كافة الأسباب المادية والنفسية والصحية والأمنية الكفيلة بإتمام دراسته، وتميزه العلمي.
وقبل أن نخوض في موضوع المثقف العراقي، والذي نريد أن نحدده في فئة محددة من المثقفين، وهم الشعراء والفنانين والأدباء. هنا أريد أن أُبين إنني أرى أن لفظ المثقف لا يمكن أن ينحصر في هذه الطبقة فقط، ولهذا سأحاول ذكر- وبعجالة- بعض الخسائر التي تكبدها المثقفون العراقيون بصورة عامة.
المثقفون العراقيون بعد عام 2003، واجهوا الأوضاع “الجديدة” بالعراق، حيث الاحتلال، ومهزلة العملية السياسية، واجهوها بالعلم، وبالحجة الدامغة، وكانت المحصلة بحسب ما كشفت عنه وثائق ويكيليكس “عن ايعازات قامت بها واشنطن, بقتل الموساد الإسرائيلي (350) عالماً نووياً عراقياً, وأكثر من (300) أستاذ جامعي منذ بداية غزو العراق عام2003 بعد أن أخفقت إدارة بوش وأعوانها في استمالتهم للعمل داخل أراضيها, فرأت أن الخيار الأمثل لها تصفيتهم”.([15])
وبالعودة لموضوع البحث، وأقصد طبقة الشعراء والأدباء من المثقفين العراقيين، فإنه لا يمكن إيجاد احصائية دقيقة لعدد الشعراء والأدباء الذين قتلوا، أو أُصيبوا، أو هجروا من العراق بعد عام 2003.
والواقع أن هذه الفئة من المثقفين العراقيين هم جزء من المجتمع، وبالتالي فقد تعرضوا- كحال بقية العراقيين- لكل انواع الظلم والاستبداد والتغييب والتهجير، وقد حاولت الرجوع إلى موقع اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين لعلي أفلح في الحصول على إحصائية، ولو تقريبية، لهذه الأعداد إلا انني- وللأسف الشديد- لم أجد مثل هذه الاحصائيات على الموقع الرسمي للاتحاد.
إن استهداف هذه الفئة المثقفة لم يكن عبثياً، وإنما ليقين اعداء العراق أن المثقفين هم الذين يلعبون دوراً فاعلاً في توجيه سلوكيات الأفراد في المجتمع، فضلاً عن مسؤوليتهم الكبرى في تنظيم عملية التفاعل الاجتماعي داخل مختلف المواقف الاجتماعية.([16])
وعليه كانوا هدفاً لكل الذين لا يحبون الخير للعراق والعراقيين، وبالتالي تم استهداف الأدباء والشعراء، وكانت المحصلة، في ظل هذه الأحوال الأمنية المتردية أن قرر الآلاف من حملة الشهادات العليا، من الأطباء، والمهندسين، والمدرسين وغيرهم، اللجوء إلى دول الجوار العراقي، وخصوصاً سوريا والأردن.
فيما اضطر القسم الآخر للبقاء في البلد، وهم- حتى الساعة- عرضة، هم وعوائلهم، للاغتيال، والخطف، والتهجير.
اغتيالات في داخل الوطن
المثقف هو من يحب وطنه، ولا يمكنه القبول بالظلم والخطأ، والدمار والفساد الذي يأكل الأمة وبالتالي فغالبيتهم تصدوا لمثل هذه الصورة القاتمة، وعليه فكل من ينتقد الأوضاع العامة في العراق بعد عام 2003، فهو هدف “مشروع” للمليشيات الاجرامية الرسمية وغير الرسمية، وهنا سأحاول تسجيل بعض حالات الاغتيال التي سجلتها على عجالة:-
1- في يوم 13/1/2005، قتل الشاعر والإعلامي مؤيد سامي في بعقوبة.([17])
2- 20/11/2006 اغتال مسلحون مجهولون الفـــــنان المخرج والممثل وليد حسن جعاز احد كوادر قناة الشرقية الفضائية في منــــطقة اليرموك وسط العاصمة بغداد.([18])
3- وفي يوم 26-5-2007, قتل الصحفي الشاعر رعد مطشر رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب في كركوك، وثلاثة من زملائه.([19])
4- وفي يوم 23/9/2007، اغتيل الشاعر والإعلامي (جواد الدعمي).([20])
5- وفي يوم 8/5/2008، قتل الشاعر الشعبي محمد البهادلي بهجوم مسلح نفذه مجهولون شمال غرب بغداد.([21])
6- 3/ كانون الثاني/ يناير، 2009، قتل الناقد والأديب موسى زناد سهيل في العراق.([22])
7- وفي يوم 30/ ايار/ مايو/ 2009، اغتيل الشاعر خالد السعدي، في مدينة الخالص بمحافظة ديالى، والسعدي رئيس رابطة الطلبة والشباب في العراق، وهو أحد نجوم مسابقة أمير الشعراء في دورتها الأولى.([23])
8- وفي يوم 8 أيلول/ سبتمبر 2011، عثر على جثة الفنان والإعلامي هادي المهدي، الذي عرف بمواقفه المناهضة لحكومة المنطقة الخضراء.([24])
9- وفي 17/08/2012، وللمرة الثانية على التوالي تعرض رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة الشاعر كريم جخيور لمحاولة اغتيال, حيث قامت جهات مجهولة باطلاق النار على منزله الكائن في حي الحسين, واخترقت الاطلاقات النارية أبواب ونوافد المنزل.([25])
10- واعتقد أن آخر ضحايا الإرهاب في العراق هو الشاعر فرقد الحسيني من مدينة الناصرية، وهو من الاعلاميين المثقفين والأدباء في مدينة سوق الشيوخ حيث اغتيل في 10 / أيلول/ 2012،على أرض ذي قار.([26])
وهكذا فإن القائمة- مع الأسف الشديد- ستطول طالما أن من يحكم العراق هم من أعداء الحق والثقافة.
إهمال ومضايقات حكومية
وعلى الرغم من أن بعض جرائم الاغتيال التي ارتكبت وجهت فيها أصابع الاتهام لحكومات المنطقة الخضراء، فان هذه الحكومات وقواتها الأمنية كانت تعمل على خنق الثقافة في العراق، وبصورة علنية، وسأذكر بعض نماذج الإهمال الحكومي والمضايقات للأدب والأدباء والفنانين:
– في يوم 17/1/2011، قامت قوة مسلحة ترتدي ملابس عسكرية ومدنية بصحبة مدير مركز شرطة منطقة السعدون ببغداد باقتحام مبنى اتحاد أدباء العراق في ساحة الأندلس ببغداد.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الناطق الإعلامي للاتحاد الشاعر إبراهيم الخياط، وأضاف: للمرة الثانية تقتحم قوة أمنية دون إبراز أي أمر، أو قرار قضائي مبنى الاتحاد خلال أقل من شهرين، وأن القوة المقتحمة قامت بتصوير القاعات وحديقة الاتحاد، ويبدو أن ذلك جرى للدلالة على أنهم أنجزوا المهمة على (أوقر) وجه.([27])
بيع المسرح الوطني:
وفي يوم 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2011، أكد حشد كبير من الفنانين العراقيين ممن تحدثوا لصحيفة (إيلاف) رفضهم للمحاولات التي يقوم بها بعض الإداريين والمحسوبين على الفن العراقي ببيع بناية المسرح الوطني من خلال تحويل رواتب فناني وموظفي دائرة السينما والمسرح الى نظام (التمويل الذاتي).
يقول فنانون عراقيون وقفوا ضدّ بيع بناية المسرح الوطني إنها طريقة تؤدي إلى (خصخصة) الدائرة ومن ثم منع اي نشاط مسرحي ملتزم وجاد ومهم يقام على خشبة المسرح الوطني الذي هو الوحيد الصالح لإقامة العروض المسرحية، وهو ما يشكل إعلاناً صريحاً عن موت الفرقة القومية للتمثيل التي أسسها الراحل حقي الشبلي، ونهضت بهموم المسرح العراقي، وشكلت تأريخه ومسيرته المميزة، وهو إيذان بموت المسرح العراقي الحقيقي.([28])
وفي يوم، 2/9/2006، أضرم أدباء ومثقفون عراقيون الجمعة النار في كتب علمية وأدبية في شارع المتنبي التأريخي الشهير بمكتباته في قلب بغداد احتجاجاً على فرض حظر التجول في هذا اليوم الذي يشهد فيه الشارع بورصة ثقافية.
وأطلق المحتجون عبارة حرائق المتنبي على تجمعهم الاحتجاجي مطالبين الحكومة العراقية والمسؤولين برفع حظر التجول المفروض على العاصمة كل يوم جمعة والذي تسبب في شل الحياة الثقافية التي كان يشهدها الشارع في يوم العطلة الاسبوعية!([29])
ومن صور الإهمال الحكومي للأدباء والفنانين:
– الفنان فاضل جاسم الذي أصابه الإهمال بالعمى.([30])
– الفنان صادق علي شاهين الذي أجريت له عملية جراحية بتبديل صمام القلب، وعلى نفقته الخاصة، ومن سنتين راقد في البيت، ووضعه الصحي صعب.([31])
– الفنان عبد الجبار الشرقاوي الذي عانى ما عانى إثر عمليات جراحية عديدة في الحنجرة، لكن المرض الخبيث عاد ليضربها، وليس لديه ما يفعله.([32])
– الفنانة أمل طه، التي هي الأخرى اسقطها المرض أرضاً، ولم تعد تمتلك القوة لهزيمته، وهي الآن تعيش بين أهلها في محافظة واسط في صمت، حيث غابت الأصوات السائلة عنها.([33])
– زهير أحمد القيسي، باحث وصحفي ومؤرخ في علوم الأنساب وشاعر وكاتب، الآن هو مريض، وطريح الفراش.([34])
– فهد الأسدي، قاص، بل أحد المؤسسين للقصة العراقية الحديثة، الآن، هو في حالة صحية يرثى لها، ويعاني من آثار جلطة دماغية شلت يده ورجله اليُمنيين، ثم فقد النطق.([35])
– منير عبد الأمير، هو أديب بغدادي رائد، ويعد من كتاب القصة المعروفين في العراق، ومن المترجمين الذين رفدوا المكتبة العربية بالكثير من الأعمال الإبداعية العالمية التي نقلها إلى العربية، ويعاني ـ اليوم ـ من العزلة والمرض، وقد تعرض مؤخرا إلى كسر في قدمه أقعده في البيت ليزيد من معاناته الصحية والنفسية، ومشكلته المزمنة في ضعف سمعه.([36])
– سلمان الجبوري، شاعر، هو من جيل ما بعد الرواد، ويحسب مع الفريد سمعان، ورشدي العامل، ومحمد سعيد الصكار، الآن، هو مريض، وطريح الفراش لإصابته بالسرطان في المثانة.([37])
– جبار سهم السوداني، هو شاعر وقاص، والآن، مريض ويرقد في بيته.([38])
– آمال الزهاوي، شاعرة، عملت في الصحف الثقافية العراقية والعربية، نشأت في عائلة عرفت بحبها للأدب، فجدها هو الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي، الذي يعد من أهم شعراء العراق مطلع القرن العشرين، وكذلك هي حفيدة الشيخ الزهاوي مفتي الديار العراقية آنذاك.
الآن.. أقعدها المرض على (كرسيّ متحرّك) وأثقلت (الجلطة) يدها ولسانها فباتت تبحث عن المفردات بصعوبة بالغة.([39])
– صبري الزبيدي، شاعر، الآن عليل يعاني من آثار جلطة دماغية؛ تركت له شللاً في يده، ورجله اليُمنيين.([40])
– حسين عبد اللطيف، شاعر بصري عرف التجديد منذ منتصف الستينات، حيث كتب شعر التفعيلة، الآن، يرقد على سرير المرض في مدينته البصرة بانتظار الأمل الذي يبعد الأجل بعد أن بتروا ساقه قبل أشهر جراء السكري.([41])
– غني العمار، شاعر، عاصر ثلاثة أجيال من الشعراء، له الفضل في تأسيس فرع أدباء واسط مع مجموعة من زملائه الأدباء، وأعاد البريق لمهرجان المتنبي.
الآن، هو في محنة صحية بعد أن أفقدته جلطة دماغية القدرة على الحركة السوية والنطق السليم.([42])
وما نقلت هنا هو غيض من فيض من الإهمال الحكومي المتعمد للأدباء والفنانين والمثقفين.
غربة الأدباء في الداخل والخارج:
وفي ظل هذه الأوضاع المريرة في الغربة فضَّل المئات من المثقفين العراقيين – مع الأسف الشديد- الهجرة لبلدان الجوار، ومنهم من فضل التوطين في بلد ثالث؛ ليجدوا أنفسهم بعد رحلة في الطائرة، قد لا تتجاوز العشر ساعات في بلد آخر، وتوقف أغلبهم عن الإنتاج والجد، والمثابرة، ورضوا بحياتهم الجديدة، بمجرد أنهم آمنون على أنفسهم وعوائلهم، وهذا لعمري خسارةٌ كبيرة تضاف للخسائر المستمرة في بلاد الرافدين.
مراحل الهجرة الى الخارج:
يقول الناقد العراقي الدكتور (علي ناصر كنانة)، في كتاب “المنفى الشعري العراقي.. أنطولوجيا تأريخية للشعراء العراقيين في المنفى” والذي ميز فيه بين ما يسميه الشعور بالاغتراب في داخل الوطن وبين المنفى وما ينتج عنه من شعور بالغربة في الخارج:-
يمكن تقسيم هجرة الشعراء العراقيين للمنفى إلى عدة مراحل:
الهجرات الأولى: أبو الطيب المتنبي إلى مصر، وأبو زريق البغدادي إلى إسبانيا. هجرات مبكرة: عبد المحسن الكاظمي إلى القاهرة، وأحمد الصافي النجفي إلى دمشق.
هجرة الستينات: محمد مهدي الجواهري إلى براج، وسعدي يوسف إلى الجزائر. هجرة أواخر السبعينيات: الشعراء اليساريون إلى البلدان الاشتراكية، وبعض الدول العربية، وخصوصاً سوريا واليمن الديمقراطية (عدن)، ودول الخليج.
هجرة الثمانينيات: تداعيات الحرب العراقية الإيرانية: إلى إيران ثم سوريا، ثم أوروبا الغربية.
هجرة التسعينيات: تداعيات حرب الكويت، وفترة الحصار على العراق: هجرة إلى جميع أصقاع الأرض.
هجرة ما بعد 2003: تداعيات مرحلة الاحتلال: هجرة إلى البلدان العربية، خصوصاً الأردن وسوريا والإمارات، وبعض الدول الغربية.([43])
المثقفون العراقيون والهجرة
قال الشاعر والإعلامي محمد درويش علي لوكالة فرانس برس: “ليس الوضع الأمني وحده مسؤولاً عن الهجرة الجديدة للأدباء والفنانين، إنما أيضاً خيبة الأمل التي أُصيب بها المثقفون”، وأن ” الحكومة في واد، والناس في واد آخر، وشريعة الغاب هي السائدة. أما المثقف فلا دور له، كما أنه مهمش، مع سبق الإصرار، ويعيش وضعاً مادياً صعباً، واجتماعياً بائسا”.([44])
أدباء ماتوا في الغربة:
1- اسماعيل فتاح الترك– فنان تشكيلي- كان في المنفى، وبعد أن استفحل به المرض، طلب أن ينقل للعراق، توفي في 21/ تموز/2004.([45])
3- 18/5/2004 توفي الشاعر العراقي يوسف الصائغ عن 70 عاما.([46])
3- بتأريخ 22/ تشرين الاول 2007، توفي الشاعر الاشوري سركون بولص في أحد مشافي برلين، بعيداً عن الوطن.([47])
– وفي أواخر شهر كانون الثاني يناير من العام 2009 في مستشفى ايلنج بلندن، توفيت الكاتبة والفنانة العراقية تحرير السماوي بعد معاناة مع مرض سرطان.([48])
– وفي نيسان 2009، توفي الفنان والمخرج المسرحي قاسم محمد في دولة الامارات المتحدة، بعد معاناة طويلة مع المرض.([49])
– 4 أبريل/ 2009 وفاة الفنان قائد النعماني في غربته بأمريكا.([50])
– وفي شهر تموز/ يوليو، 2009، توفي الشاعر العراقي انور الغساني، في مدينة سان خوسيه بكوستاريكا ،إذ يقيم هناك منذ سنوات بعد صراع مع المرض.([51])
وخلاصة القول ذكرته الاعلامية خيرية حبيب، حينما كتبت: مبدعون راحلون، وهي تقول:
أوراق مبعثرة هنا وهناك .. صور تؤطرها ابتسامة لإبراهيم جلال… وعين تدمع لجعفر السعدي لفقدانه رفيقة الدرب.. ماجدة السعدي.. ثمة جريدة اردنية تنقل نبأ رحيل سامي السراج… وصورة بها مشيعون لملح الجنوب طالب الفراتي.. وابتسامة لابو التلقائية سليم البصري.. وبدانة محببة لراسم الجميلي… ولعراب السينما جعفر علي وصوره في فيلم الجابي… وقامة مديدة لطعمة التميمي بشموخ نخيل البصرة.. وطيبة اهل العمارة في وجه زاهر الفهد.. وفقر وعوز غازي التكريتي.. وابن الحارة البغدادية الشعبية. خليل الرفاعي.. واغتيال مطشر السوداني ونبأ عن اغتيال حسين التكريتي.. اغتيال الحضارة والثقافة… صاحب حداد الذي يحمل بين اصابعه المبدعة خاتم من بياع خواتم فيروز… وقهقهة ترن في اذني لعبد الجبار كاظم، وهو يصول كفارس يقرع بدف ابي الورد على خشبة مسرح الرشيد.. . اسمع كل شيء.. وقل كل شيء لقد أرادوا أن تكون هذه الأمة متمثلة في حكمة القرود الثلاثة: أن لا أرى، ولا أسمع، ولا أتكلم .. كلماتك تختزنها الذاكرة العراقية.. ابا مهران عبد الجبار كاظم.. انكيدو.. سعدت الآخرين بتألقك وطيبتك… وبحة حلوة على الاذن لعبد الجبار عباس.. الذي مات ودفن ولم يعلم به أحد .. إن أحبتكم هم أهل العراق الذين تختزن ذاكرتهم بابداعاتكم وتألقكم.([52])
أوضاع مزرية في الغربة:
1- في يوم 15/ أكتوبر 2008، نشر خبر هزّ الاوساط الادبية العراقية حيث وجد الفنان العراقي الكبير بدري حسون فريد في مكان شبه خرب في المملكة المغربية، وحسون هو فنان عراقي قدير كانت بداياته الأولى رساما ونحاتا وكتابة الشعر والقصة والتمثيل وفي الآخر ترك كل تلك الفنون وانصرف أخيراً إلى التمثيل.
وتحت عنوان (زريبة بدري حسون فريد)، ذكرت مجلة الزحف الأخضر وانا ادخل ناحية القبو الكئيب، أو (المقبرة) كما يحلو للأستاذ الفنان بدري حسون فريد ان يسميها، تذكرت مقولة الفيلسوف الايرلندي،إدموند بييرك (كي نحب الوطن،يجب ان يكون في الوطن ما يدفعنا لحبه) هنا في هذا المكان البائس الذي يقع في احد الاحياء الفقيرة بمدينة الرباط المغربية يعيش الفنان الكبير وهو يحرق ايامه بين الامل والعمل والانتظار لغد مجهول.([53])
1- 14 سبتمبر، 2012، نشرت صورة للفنان العراقي المطرب قحطان العطار وهو من الأصوات العراقية النادرة والمخضرمة، وهو يعمل في مخبز في إحدى الدول الأجنبية.([54])
المثقف العراق والأمل:-
ورغم كل هذه المآسي والآلام دعا مثقفون عراقيون لتدشين حملة وطنية لمناهضة الطائفية، ففي يوم 7/1/2012، دعت مجموعة من المثقفين إلى “حملة وطنية لمناهضة الطائفية” في العراق.
وقال عدد من المشاركين عبر صفحة “بغداد الفتاة” على الفيسبوك أن “الطائفية مرض عضال يعاني منه العراق ولابد من معالجته إذا ما أراد العراقيون لبلادهم مستقبلاً مشرقاً”.
الشاعر عبد الخالق كيطان كتب في الصفحة يقول: “هل علينا البدء فوراً بما يمكن تسميته: “الحملة الوطنية لمناهضة الطائفية”؟ يشجعني أصدقاء على مثل هذه الحملة، ويشكك آخرون بها، خاصة وإن صفحات الفيسبوك، على سبيل المثال، تضج بالطائفيين. بالنسبة لي ستكون صفحتي وصفحة “بغداد الفتاة” ساحة لتبادل الآراء بهذا الخصوص. أدعوكم جميعاً أصدقائي إلى تدشين عهد عراقي جديد… نحو عراق بلا طائفية، متسامح ومستعد لقبول الآخر”… ويكتب كيطان، الذي أسس صفحة “بغداد الفتاة” قبل شهور، في مكان آخر يقول: “لا يمكن أن نبدأ ثورة “بغداد الفتاة” إذا لم نبدأ ثورة ضد الطائفية، والطائفيين بالضرورة. الطائفية مرض العراقيين العضال. كلنا ندعي عكس ذلك، ولكننا طائفيون يا أخي. ابدأ بنفسك، وعليك أن تفهم أن انحيازك إلى طائفتك لا يمنحك الحق في إلغاء طائفة الآخر. تسامح، تعالى على جراحك التي سببتها لك الطائفية في السنوات الماضية. حاول أن تمد يدك.. إنس ما تراكم من أحزان، وحاول أن تبدأ من جديد. لا يمكن أن يكون التعايش السلمي بين العراقيين ونحن نكره الآخر، بل ونكفره، ونتمنى له الموت. هذا النداء أعني به نفسي قبل أي شخص آخر”.([55])
وأخيراً:
يرى كبار الكتاب، ومنهم مالينوس (Malinowski)، وهيرسكوفتس ان الحاجيات تنقسم إلى:-
1- حاجيات أساسية، أو رئيسية مثل الطعام والدواء وغيره.
2- حاجيات مشتقة، أو متفرعة
3- حاجيات ثقافية، أو اجتماعية.([56])
فهم يهدفون لقتل الحياة، باغتيال وتهجير المثقفين، لكنهم لن يفلحوا، وسيستمر العطاء الثقافي في العراق، على الرغم من كل الصعوبات الموجودة في المشهد العراقي القائم.
وهكذا ستستمر حياة المثقفين العراقيين المليئة بالخوف والرعب في داخل الوطن وخارجه، ولا ندري كيف سيكون مصير الآلاف من المثقفين العراقيين في الداخل والخارج؟!
([1]) منى السيد حافظ عبد الرحمن، حول مفهوم الثقافة والمثقفين رؤية تحليلية، بحث منشور في كتاب الثقافة العربية بين الوحدة والتعدد في حوار المشرق والمغرب، ص: 31، دار العلوم القاهرة، ط1، 2007.
([2]) الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر، مختار الصحاح، تحقيق: محمود خاطر، 1/90، مكتبة لبنان ناشرون- بيروت، طبعة جديدة، 1995،/ انظر أيضاً: ابن منظور، محمد بن مكرم الأفريقي المصري، لسان العرب، 9/19، ط1، دار صادر– بيروت.
([3]) مجلة لغة العرب العراقية- مجلة شهرية أدبية علمية تاريخية، صاحب امتيازها: أَنِسْتاس ماري الألياوي الكَرْمِلي، بطرس بن جبرائيل يوسف عوّاد (ت: 1366هـ)، 5/21، المدير المسؤول: كاظم الدجيلي، وزارة الأعلام، الجمهورية العراقية- مديرية الثقافة العامة، تم طبعها: بـ مطبعة الآداب، بغداد.
([4]) الزمخشري: أبو القاسم جار الله محمود بن عمرو بن أحمد، اساس البلاغة، 1/74، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1998.
([5]) الإبراهيمي، محمّد بن بشير بن عمر (ت: 1385هـ) آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي”، 2/ 125، جمع: نجله الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، ط1، 1997، دار الغرب الإسلامي.
([6]) موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – مصر، 1/171.
([7]) زيادة، معن، معالم على طريق تحديث الفكر العربي، ص: 29، سلسلة عالم المعرفة: (115)، يوليو 1987.
([8]) منى السيد، حول مفهوم الثقافة والمثقفين، ص: 33، مصدر سابق.
([9]) الإبراهيمي، آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي، 2/ 125، مصدر سابق.
([10]) الدكتور كامل عياد، مجلة المعرة السورية، التوجيه المدرسي، 6/27.
([11]) التميمي عبد المالك بعض اشكاليات الثقافة والنخبة المثقفة في مجتمع الخليج العربي المعاصر/(ص:301)، نشر هذا البحث ايضا في المستقبل العربي سنة 12، العدد134، نيسان 1990، )(ص:24ـ 38)، وهذا البحث نشر ايضا في سلسلة كتب المستقبل العربي (10) مركز دراسات الوحدة العربية الثقافة والمثقف في الوطن العربي، ط2، بيروت- 2002.
([12]) الفلاحي، احمد، حول الثقافة، ص:52، دار الانتشار العربي، ط1، بيروت 2007.
([13]) السايح، احمد عبد الرحيم، الرواد من علماء الأزهر، مركز يافا للدراسات والابحاث/ القاهرة، http://yafacenter.com/TopicDetails.aspx?TopicID=1072
([14]) هويدي، فهمي، دور المثقف العربي في مواجهة التحديات الراهنة، ص: 168، والبحث نشر ضمن سلسلة مؤسسة عبد الحميد شومان في الأردن: (اسئلة الثقافة العربية وحرية التعبير)، طبع المؤسسة العربية، ط1، 2010.
([15]) صحيفة العرب اليوم الاردنية/ http://212.118.0.74/pages.php?news_id=268160
([16]) منى السيد، حول مفهوم الثقافة والمثقفين، ص: 35، مصدر سابق.
([17]) الوكالة المستقلة للأنباء/ http://www.iraqnews-in.com/news.php?n=1743
([18]) صحيفة الاتحاد العراقية، http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=21738
([19]) الوكالة المستقلة للأنباء/ http://www.iraqnews-in.com/news.php?n=1743
([20]) مرصد الحريات الصحفية، http://www.jfoiraq.org/newsdetails.aspx?back=1&id=307&page=
([21]) الوكالة العراقية للأنباء، http://www.al-wa3d.com/news/details_15601.html
([22]) شبكة النبأ المعلوماتية، http://www.annabaa.org/nbanews/2010/01/074.htm
([23]) الموقع الشخصي للشاعر، http://www.khalidalsaady.com/?tag=%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%AF%D9%8A
([24]) السومرية نيوز، http://www.alsumarianews.com/ar/iraq-security-news/-2-27668.html
([25]) البوابة العراقية، http://www.albawwaba.net/city-news/104027/
([26]) شبكة اخبار الناصرية، http://nasiriyah.org/ara/post/21354
([27]) صحيفة الصباح الجديد العراقية، http://www.newsabah.com/ 18/1/2011
([28]) نقابة الفنانين/ فرع ذي قار، http://artistsdhiqar.blogspot.com/2011/11/blog-post_19.html
([29]) صحيفة القدس العربي، http://www.alquds.co.uk/data/2006/09/09-02/r003y.htm
([30]) صحيفة ايلاف الالكترونية/ http://www.elaph.com/Web/Entertainment/2012/6/744815.html
([31]) صحيفة ايلاف الالكترونية/ http://www.elaph.com/Web/Entertainment/2012/6/744815.html
([32]) جريدة طريق الشعب، http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/445–05-7-2012.html
([33]) جريدة طريق الشعب، http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/445–05-7-2012.html
([34]) جريدة طريق الشعب، http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/445–05-7-2012.html
([35]) جريدة طريق الشعب، http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/445–05-7-2012.html
([36]) جريدة طريق الشعب، http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/445–05-7-2012.html
([37]) جريدة طريق الشعب، http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/445–05-7-2012.html
([38]) جريدة طريق الشعب، http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/445–05-7-2012.html
([39]) جريدة طريق الشعب، http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/445–05-7-2012.html
([40]) جريدة طريق الشعب، http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/445–05-7-2012.html
([41]) جريدة طريق الشعب، http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/445–05-7-2012.html
([42]) جريدة طريق الشعب، http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/445–05-7-2012.html
([43]) صحيفة البداية الالكترونية،23/10/2012، http://www.albedaiah.com/node/2804
([44]) صحيفة الرياض السعودية، http://www.alriyadh.com/2006/10/17/article194786.html
([45]) مجلة أدب وفن/ http://www.adabfan.com/composition/1802.html
([46]) صحيفة الايام/ http://www.al-ayyam.com/article.aspx?did=30640&date=12/20/2005
([47]) وكالة فرانس برس/ http://afp.google.com/article/ALeqM5jGUSL1-wNEodMHTy0dyTHE7lA93A
([48]) شبكة النبأ المعلوماتية/ http://www.annabaa.org/nbanews/2010/01/074.htm
([49]) شبكة النبأ المعلوماتية/ http://www.annabaa.org/nbanews/2010/01/074.htm
([50]) صحيفة ايلاف الالكترونية، http://www.elaph.com/Web/Culture/2009/4/426369.htm
([51]) شبكة النبأ المعلوماتية/ http://www.annabaa.org/nbanews/2010/01/074.htm
([52]) خيرية حبيب، الحوار المتمدن، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=225978
([53]) مجلة الزحف الاخضر http://www.almadarnews.com/print.asp?mid=4185
([54]) نقابة الفنانين فرع ذي قار، http://artistsdhiqar.blogspot.com/2012/09/blog-post_14.html
([55]) موقع ساحات التحرير، http://www.altahreernews.com/inp/view.asp?ID=5055
([56]) عيسى عبده، المحاضرات العامة للموسم الثقافي الثالث، ص:16، جامعة الازهر، مطبعة الأزهر 1960ـ1961.