نوفمبر 21, 2024
غغغغغغغ

اسم الكاتب : سيار الجميل


” كعهدك ستبقى تورطنا بالامل يا سيار ”
الراحل امير الدراجي مقدمة : دعونا نتأمل
كنت قد وعدت القراء الأعزاء بوقفة تأملية في بعض مقول قول المثقف العراقي الصديق الراحل أمير الدراجي .. وها أنا ذا اخترت أن أتوقف عند جملة من التعابير التي تطالبنا بالمزيد من التفكير .. إنها حكاية احتضار أي مثقف عراقي حقيقي .. دام ذلك الاحتضار سنوات طوال ولم يلتفت أحد إليه البتة .. لا في حياته ولا بعد رحيله المؤلم ، ليغدو رقما في سلسلة المثقفين العراقيين الراحلين .. ها أنا ذا أقف وقفة تأملية فلسفية وأدعو كل من يريد أن يفكّر معي من قرائنا الأعزاء إزاء تشخيص المعاناة التي جسدها بفكره وخطابه الصديق الراحل أمير .. وكنت احفزه دوما ، وأشعل أمامه النار ، وكان يعتبر ذلك ورطة للأمل المنشود الذي كان قد افتقده الرجل منذ زمن بعيد .. وكان يفكّر في مساحة هي غير المساحة التي أفكر عليها . وكانت قد انتهت عنده كل المساحات . فماذا وجدت في خطابه من مقول قول يعبر تعبيرا حقيقيا عن احتضار مثقف عراقي أنجبه القرن العشرون.. ؟؟ لقد عاش المثقفون العراقيون منذ خمسين سنة مضت ، وما زالوا يعيشون القهر والضيم والذكريات المريرة . إن من رحل منهم ومن ينتظر .. فهو في حالة احتضار متقّطع ، ففي كل لحظة زمنية يعيش مأساة جديدة لا يمكن للمرء أن يتخيلها .. دعوني أتوقف عند مثقف عراقي راحل عانى من احتضار طويل ، وكانت له الشجاعة كي يعّبر تعبيرا رائعا عن ذاك الاحتضار !

سليل الثقافات بملابس خاكية
وجدت أميرا ” لا يريد أن يكرر ما اعتاد عليه الآخرون من استخدام نفس العبارات ! ” ـ كما يقول ـ ، وعنده الحق كونه من المثقفين المحترفين الذين يؤمنون بالتفكير لا بالتقرير .. ويؤمنون بالتجديد لا بالتقليد .. يؤمنون بالإبداع لا بالأتباع .. ويعّلق : ” إن الغربة ليست واحدة ، بل غربات لا متناهية ” ! أواه كم تعذبت أيها المثقف العراقي في وطنك من عذابات ، فلم تعد تنشد غربة واحدة ، بل عدة غربات ! أواه كم طال احتضارك ، وأنت تتعذّب في وطنك الذي احرقوه أمام عينيك ، وأنت لا تدري ماذا تفعل ! أواه ، كم أهانوك ، وهم كائنات من سقط المتاع .. جهلة ومتخلفون ليس عن ركب الحضارة فحسب ، بل حتى عن ركب الحياة نفسها ! أواه كم جعلوك تكرههم وتبقى ملتصقا بوطنك وأرضك وعطر ترابك القديم في ارض وادي الرافدين ! وانتقل إلى صورة أخرى يقول فيها أمير بأنه ” لا يعتبر نفسه مواطنا جديدا ، بل من مخلفات القرن العشرين الرائعة ! ” .. فمن الطبيعي أن يخرج للعالم وقد شكّلته مجموعة من العظام وفيها روح عظيمة .. روح مثقف عراقي أسطوري قديم البسوه ، أو أرادوا أن يلبسوه ملابس ( عراقي ) جديد تحت شعارات خاكية ومسميات لا أول ولا آخر لميليشيات تافهة العناصر ليس لهم الا التصفيق والرقص .. وقد ذبح المتخلفون حناجرهم وهم يرددونها في الشوارع البائسة بمسيراتهم وتظاهراتهم وسيطراتهم عند فوهات المدن ومسدساتهم المتدلية وشواربهم الكثة .. وأنت قابع تنتظر فرصة الهروب مع روحك العظيمة وعظامك الرميمة إلى خارج الحدود لتسمي نفسك من مخلفات القرن العشرين الرائعة !

وطن رائع بايدي البرابرة
كنت ـ كما قلت يا أمير ـ تخجل من : ” حنين للوطن كونه يرتبط برسم تراث بربري حروبي .. انه يتجاوز الوطنية إلى الكونية ! فالوطنية بربرية متوحشة والإنسانية أخلاقية كونية ! ” نعم ، هكذا أوصلوك إلى مثل هذه الحال والأحوال ، لتقول مثل هذا الكلام المثقل ليس بكره الوطن ، بل بحبه ، وأنت تجده وقد أصبح ألعوبة بيد سفاح أشر ، أو أضحوكة بيد بربري متوحش .. أو شوارع اسفلتية قائضة لسحل الإنسان .. أو ضفافا لبناء القصور الرئاسية .. أو بحيرات واهوارا مجففة ماتت فيها الحياة .. أو سجونا وقلاعا للأسرى والمعتقلين .. أصبح وطنهم هم ، وقد تركوك بعيدا بعد أن قتلوا فيك كل المشاعر والأحاسيس وجعلوك تحتضر سنينا .. ومات الواحد منّا تلو الآخر ولم يرتو أحد منّا من ماء النهرين الأزليين دجلة والفرات .. وطن سجلوه بالطابو باسم تراثهم البربري المتوحش كونه غدا مقاطعة باسمهم واسم من خلفهم .. وهكذا ، أصبح كل مثقف عراقي كالمومياء ، سّبة في العالم كله ، كونه قادم من بلاد التوحش .. ولم يقتصر التوحش على تلك الضباع في داخل العراق ، بل جعلوا موتى الضمير يتوزعون على العالم أيضا ، إناثا وذكورا ، مستغلين البطاقة الإنسانية التي وصفها أمير بالأخلاقية الكونية .. جاءوا واستقروا في إرجاء العالم، وبالأخص بريطانيا وأمريكا وأرجاء أوروبا ، ليلعنوا العراقيين لعنة أزلية ، ويلاحقوا كل المثقفين العراقيين الأحرار، ويجهضوا عليهم ! وثمة إشكالية مثيرة للتناقضات ، فهؤلاء إذا كانوا أعداء للغرب والاستعمار .. فكيف لهم أن يقيموا فيه ويحملوا جنسياته وانتماءاته ؟؟ إن أميرا يتأوه صائحا بوجه الضباع حتى وان اكتسى الضبع قلائد كاذبة باسم مثقف ، أو مختص ، أو خبير ، أو شاعر .. الخ إذ يكفي أن يستذكر كل العراقيين مآسي مثقفين رائعين وأكاديميين كبارا كانوا ضحايا أبرياء بعد تعذيبهم تعذيبا بطيئا وعلى نار هادئة !

مثقف يقتلعوه من الجنة !
أمير المثقف المحتضر ، لم يكره العراق / الوطن ، بل كره من كان يستخدم هوية العراق له ، وهو بلا هوية إنسانية ! يقول : ” إن الخروج من الوطن هو الاقتلاع من الجنة . أنا لا أتوقف عند المفهوم الفاضل للجنة , بل اخترق هذا الجدار السحري للمفردة واعترف بان الفضيلة الإنسانية ، هي ما بعد الجنة .. ” .. إن الجنة التي تركها للحفاة والعراة من تراث العراق الخالد لا يريدها أبدا ، كونهم سجلوها باسمهم .. وكانوا وما زالوا برابرة ومتوحشين يكرهون العراق كرها لا حدود له ! وكأنهم غرباء عنه .. وكأنهم يمتلكون ولاء لطرف آخر من الأطراف .
ونتابع معه قوله ” وأنا وريث العصيان الأول وريث نكران الإعماء الوطني والقفر المعرفي .. ” انه سليل ثورة البحث عن الخلود ، وهي أول ثورة فكرية في تاريخ البشرية .. ولكنه مع الأسف اليوم غدا وريثا لكل هذا العمى الوطني لمجتمعه الذي يرقص أمام تلك الداهية ، أو ذاك الزعيم ، أو ذلك المشير ، أو تلك الصناجة ، أو هذه الضرورة .. وهو مجتمع أقفر من المعرفة ، ويسوده الجهل ، ويطبق عليه الانغلاق ! لقد وصلت حالة التمرد عند بعض المثقفين العراقيين إلى أوج مداها إبان النصف الثاني من القرن العشرين كي نجد صنفا رائعا من المثقفين المتمردين حتى على ذاتهم .. وخرج من بينهم بعض المتشردين والمتسكعين والمدمنين والعابثين والمجانين والضالين والثوريين والمساجين والمعتقلين .. الخ فلا غبار أن نجد مثقفنا يقول : ” أنا غريب حتى عن رحم أمي . لا اشعر بأي طمأنينة حتى في بلدان تضع الحرية والإنسانية بمكانة أهم من الآلهة .. ” ! ويتابع في مكان آخر ، قوله : ” كنت في العراق أخاف من نفسي ومن أفكاري , أخاف على صحبي وأخوتي وأسرتي . لذا قطعت نفسي , اجتثثت جذوري من تحميل أهلي مسؤولية ما أفكر به ” .

من جعله يحتضر ؟ من قتل ركائزه ؟
وأسأل : لماذا تصل الحال عند مثقف عراقي ملتزم إلى هذا المآل ؟ ما الذي جعله يشعر بفقدان الانتماء حتى عن رحم أمه ؟ من الذي افقده الطمأنينة وراحة البال ؟ أو بالأحرى من قتل حريته البسيطة التي يريد من خلالها أن يغني .. أن يرقص .. أن يكتب شعرا .. أن يشرب كأسا ، أن يأكل خبزا ، ويدك اصباعتين .. أن يمضي إلى حيث يريد في ارض وطنه .. أن لا يراقبه احد .. أن لا يحصي أنفاسه أحد .. أن لا يهينه احد .. أن لا يرشق بنظرة مخيفة .. أن لا يوشي به احد ظلما وعدوانا .. أن لا يخطفه أحد .. أن لا يقطع رقبته أحد .. ؟؟ إن المثقف الحقيقي إنسان حر ، وإنسان لما فوق العادة ، فالحرية والإنسانية التي وجدها في مكان غير العراق جعلها في مصاف الإلهة ! فهو هنا لا ينتمي إلى وطن كالعراق، يسحقه العراقيون سحقا ويدمروه تدميرا ، ولا يقف مع معاناته ومأساته منهم أحد .. وهو يجد نفسه وقد حوصر من قبل أغبياء ، ورعناء ، وأميين مفلسين وجهلة مارقين ـ كما يقول ـ ” بهذا الغباء والرعونة لمفهوم متوتر حروبي يستغفلنا من قبل مجموعة من الأميين ثقافياً والمفلسين أخلاقيا والجهلة إنسانيا .. وطننا هو رسالة كونية ثقيلة العيار .. ولهذا اجزم واكرر دائماً ومن حق الآخر أن يسألني ويسمعني .. أنا مؤمن بشعاري أكرهك يا شعبي احبك يا وطني !! ” . هنا نسأل : هل كره المثقف العراقي شعبه ، أم أنها نفثة الم وآه انسحاق قالها أمير الدراجي ، وهو ببيروت يشهد مأساة الحرب الطاحنة بين العراق وإيران ؟ إنني اعتقد أن أي مثقف عراقي ، وبضمنهم أمير نفسه ، لم يكره شعبه أبدا .. أبدا . إذ لا يمكن أن ينفصل أي عراقي ، مهما كانت غربته عن أهله ، إذ يبقى يحمل هويتهم وعاداتهم وتقاليدهم باستثناء اولئك السفهاء الذين ماتت ضمائرهم ..

مشكلة المهرجين .. والمنافقين
وربما ثمة تفسير آخر ، وجدته وأنا اقرأ ما كتبه شتراوس وهو يحلل الأصول الانثروبولوجية لسايكلوجية البعض من المثقفين الأحرار ممن لهم أحاسيس جد مرهفة .. فهم يحاولون التخلص من كل تناقضات المجتمع بالانعزال عنه ، بعد التمرد عليه وإعلان البراءة منه .. ولكنهم يبقون ملتصقين بأعماقهم أي بأوطانهم .. ويموتون بعد احتضار طويل الأمد ، بسبب غربتهم عنها ! وهذا ما أجده ليس عند أمير وحده ، بل عند اغلب المثقفين العراقيين الأحرار الملتزمين ، وليس عند أولئك المهرجين ، أو المنافقين الذين ترقصهم الشعارات ، أو أولئك الذين يسميهم أمير بالأغبياء المنافقين ! واسميهم أنا بأنصاف المثقفين ! انه يعرفهم ، كونه خبرهم وعاش معهم أكثر مني .. فهو يقول : ” هذا تراث وفولكلور ثقافي قديم بني على النفاق ..” ويتابع : ” اجل كنت مناضلاً راهباً . وهذا يعرفه الجميع عني لكني أبول على هذا ” المجد ” بل هذا العار المخجل ” . انظروا إليه الآن ، وهو يرفض كل ذاك المجد المزيف الذي بني على النفاق .. سجّل مناضلا راهبا متبتلا في محراب الثورة من اجل تحرير فلسطين وقد أتى من العراق .. ولكنه اكتشف هول الفاجعة ، فلم يعد يريد أن يسميه أحد بمناضل ! لقد آمن بجملة من المبادئ التي لم يزل يصفق لها الأغبياء من المهرجين والمنافقين ، ولكنه بال عليها ، وعلى أمجادها التي قادتنا هي الأخرى إلى الهزائم المخجلة ! لقد كشف لنا الزمن بضاعتهم بعد سنوات من دجلهم .. قال لي صاحبي منذ زمن طويل ، وهو يهمس خوف التقاط ما يقول : انظر إليهم وافعالهم في مهرجاناتهم سيئة الصيت التي كانت تحييها الراقصات المبتذلات اللواتي يجلبوهن من هنا وهناك ؟

وأخيرا .. ماذا يريد امير ؟
يقول : ” نحن بحاجة لتطهير ذاتي وتبتّل شخصي , لذا لابد أن تكون خطوتنا الأولى هي الاعتذار كثيراً من أمجادنا وتواريخنا كما اعتذرت الأمم عن أخطائها . ولكن هذا يحتاج لألف عام قادمة ، لان العرب من الطفل حتى الزعيم كلهم آلهات وبرر ومعصومين لا يعرفون الخطأ ” . دعونا نفكّر طويلا بهذا النص ونتأمل ما يطالبنا به فقيدنا أمير .. تطهير ذاتي أولا وتبتّل شخصي ثانيا .. إذن أخلاقية راهب هي البدء ، فالمعرفة لا تبني على وضاعة وانحراف ! ثم الاعتذار ممّن ؟ من ذاك الذي جعلناه فوق رؤوسنا واعتبرناه أمجادا .. ويقايسنا بالأمم الأخرى التي اعتذرت عن أخطائها ! هنا اختلف معه فالأمم الأخرى كانت لها قطيعتها مع الماضي من دون حاجة كي تعتذر ، والقطيعة أهم وأفضل لنا .. فمن يعتذر لمن ؟ ربما كان مصيبا في ألف عام قادمة .. فالأمر ليس هينا كي يكون لنا وجود رائع بترسبات ومخلفات وبقايا شنيعة مع إبقاء المثقفين يحتضرون وهم غرباء يتمزقون ويموتون في عزلتهم عن أوطانهم .. وقد صدق الراحل أمير الذي مضى فالكل زعماء والكل رهبانا والكل أبرارا، والكل أفذاذا ، والكل ملائكة .. ولم نجد من يعترف بذنبه ، ويتراجع عن خطئه ويتقدّم للناس يقول لها : اطلب منكم أن تسامحوني قبل أن اطلب المغفرة من الله ..
نشرت على موقع الدكتور سيار الجميل بتاريخ 2 فبراير / شباط 2009
www.sayyaraljamil.com
( مع النسخة المنشورة على الموقع : ملحق ببعض رسائل المثقف الراحل أمير الدراجي إلى الدكتور سيار الجميل )

ملحق ببعض رسائل متبادلة بين امير الدراجي وسيار الجميل

” لكني أردت ان أشير إليك أيها الأخ الحبيب الاّ اني ما زلت قويا على المشاكسة ولن يسقط الوهن او المرض قدرتي على رفض الأقدار كلها .. ”
أمير الدراجي مخاطبا سيار الجميل

الرسالة الأولى

From: amir al-daraji (amirab9@yahoo.no)

Sent: Sat 1/06/07 11:32 AM
To: sayyar jamil (sayyarjamil1@hotmail.com)

الاخ الحبيب د سيار الجميل
كنت لا اجد حلا غير اغلاق شرائط الاخبار والانترنيت وعدم قراءة البريد بعد المشاهدات المقززة حيث اصابتني بوشم قاتل حولني الى كابوس متحرك .. يا للخيبة مع انها ليست مفاجاة ولا غرابة .. المهم انني فتحت الانترنيت للتو بعد هذا السبات الذهني شبه المريح واول كلمة اكتبها عي لك عساني اجد عزاءً لنفسي بعد هذا الانكفاء الى البلادة وعدم المبالاة .. اشكرك كثيرا على لفتتك الطيبة ، ولعلي اجد ما يورطني مرة جديدة في وطن يقوده الهنود الحمر والضباع الطائفية تلك الموسومة بالغباء بحيث تخلق من القتلة ابطالا بسبب رعونتها وانغلاقها في محميات عقلية طوائفية وطواطمية مقززة .. فنحن الذين جعلنا الكفر ديننا والالحاد محرابنا ليس لنا مكانا في وطن يجعل هويته الدين كمن يكون وليدا واما لوالدته . ففي الكفر نتلمس جغرافيا الارض وفي الايمان نغيب في جغرافيا السماء الفراغية العدمية حيث فساح الموت وخيال الوعود الكاذبة التي تسببت بكل هذا الموت في شوارعنا ، ويا ليت الله لم يظهر كي يجنبنا عدوانه ومذابحه المفرطة .. تمكن الشيعة ان يخلقوا حسينا اخرا في هذه الازمنة حتى اصبح توازن اللطم والعاشورائية متكافئا .. وهنا يبدو ان الحدث لا يعرف افعال ابطاله لكنه يعرف افعال خالقيه فيتوصف حسب الفعل الحي لا الذاكرة الميتة ، وهكذا افرغ صدام من محتواه الجنائي ليكون ضحية بعد ان ضاقت ضحاياه بالمكان فكان الرجل محظوظا لانه تمكن من اكتساب الوصف البطولي الدرامي من اغبى مجموعة خلقتها الارض فهنيئا للذين يحققون انتصاراتهم على غباء الخصوم . اكرر شكري لك واحاول استجماع نفسي بعد تمزقها وذهولها كي اكتب موقفي للتاريخ . والان وقد اصبح في العراق كربلائين وحسينين وعاشورائين كيف سننظف شوارعنا من كثافة الدموع وتركات اللطم ؟ كل عام وانتم بخير
اخوكم امير الدراجي

الرسالة الثانية

الاحب سيار الجميل
تأخرت طويلا في تهنئتك على صفحتك الجديدة ، انت الذي تكون لي دائما مقدحا للطاقة الخلاقة التي تكمن في دخيلة كل الكائنات وتتعرض للاهمال ، فتجد من يستفزها ويحرضها ، هنا اسجل قوة العزاء الرائعة التي تمنحني منك ما يعيد الثقة بنفسي ، كل مرة ، حين لا يجد الانسان حتى من يشير الى نسيانه ، اي تذكر النسيان لا حضور الذاكرة ، حتى تلك المثلبة تصبح نعمة في عالم انتقل من الاعلام الى التهريج ومن الحكمة الى العقمة .. هذا الجزء الذي يتناغم مع تقلب التمحورات والمركزيات الادبية لا يشبه الا راقصة رديئة الاثارة ، تعرض اردافها اكثر مما تعرض فنها بحركات راقصة ، وتلك ازمنة مابعد الانحطاط ، تلك التي يقود عناصرها الروحية قطبا الانحلال ورمزيهما مثل ابن لادن ونانسي عجرم فيما كانا قطبي الطاقة الروحية الخلاقة امثال الكواكبي وام كلثوم ! .. الخ .. لا تهن ولا تحزن في المارثون الهرجي المسيطر هذا ليس عالمنا ، نحن سلالة المصمتين والضاربين بشغاف الحكمة تلك العصية على التظهور والتصفيق والاعجاب والثواب ، لقد تساءل بطل الفيلسوف البير كامي حين صفقوا له : هل انا غبي ؟ كل ما يصفق له الناس يرتدي ازياء مهرج.. ( هذه المقولة منذ الستينات قلناها) حتى الديانات الشعبوية تتصف بهذا الوسيط الوحيد القائم على الانفعال وليس التامل ، على الاتحاد وليس الاستشراف والاتحاد اعمى فيما الاستشراف ميكروسكوبي دقيق .. لقد جعل الناس اباء الحضارة مهرجين يشمئز احدنا حين يدعي التمسك بحكمتهم وقد اصبحوا ملكيات جمهور يحب الالعاب البهلوانية ويتخيل او يضيف لها قوة خارقة كي يهرب من الاستحقاق الاخلاقي الذي يبشر به اؤلئك الاباء .. خلقت الاسطورة كي تهرّب ديون البشر من الافعال الحميدة، لذا كل محمود هو في مساحة الاسطورة والاسطورة لاعب بهلواني لا يتمكن العامة القيام بحركاته ! نظام الاعجاز الكاذب بالنصوص والالغاز المشفرة بالشعوذة اللغوية كلها من هذا الفلك والعائلة المهرجة ، حتى ليصلني الغلو بتاملاتي الى اعتبار الحجارة هرجا ينفي عدمه ، وذلك لما نتعرض له من ظلم في حياتنا .. ومع تجنب المبالغة الا ان الحكمة تتطلب ان تطلق الرصاص على نمر هاجمك وان كنت داعية الرفق بالحيوان ! لا خيار امامك كي تنجو .. وانا اتجول في الرحاب الفسيحة للافكار ، في مناسبة قلما تستفز سكنات الغرف النائمة في الوعي ، اسمح لنفسي هذا الاسهاب لان الغزل العقلي يسيطر علي كما تسيطر لحظة التجلي عند متصوف ، وفي الاجمال احاول رصد الاعاصير الداخلية بمرقابي الفكري علني اتمكن من ايجاد ما سيورطني بفرح بخيل او رجاء شارد … ربما كلفة ان تفرح تحتاج لتعقيم الضمير وتنويمه ، نحن هنا نتساوى بالرفاه بين لص وفاسد ونذل وفاجر وبين فاضل وزاهد ومتقشف ، لانهما تمكنا من انتاج الرفاه كل على طريقته ، فان تسرق بنكا ربما نفس الرفاه في ان تبقى نزيها ومعوزا رغم قدرتك على سرقة هذا البنك ، فكم ستنتصر بفرحك وانت تعاقب دناءتك بالعفاف وتقبل الخسارة ، لكن غيرك يمكن فرحه في جني المال ، وللحادثة شهود احياء في الحرب الاهلية اللبنانية ممن اصبح ثريا ومن بقي فقيرا معوزا ، لا ليسجل ماثرة بل يحمي فرحه فقط
حين ينتمي الشيطان لقضيته سيكون اجمل من رحمان بلا قضية ! هكذا حكم علينا ان نعيش في قضايا بما فيها الضياع والتيه فهما قضية ، وسر ما بهما هو على الاقل تمكن العقل ان يفسر الوجود بنتائج تيه وضياع وتلك قضية محترمة ، ولكن من ليس لهم قضايا ولا يعرفون الانتماء لما يدعوه اؤلئك عبئا على اوكسجين هذا الكوكب ، بل نفايا توسخ المكان مهما اغرقت جسدها باغلى عطور الدنيا … وانا ارمم الان التلف النفسي الذي اصابني جراء فقدان رسالة تلك الليلة الموجهة لك( ايها الاخ سيار ) ما زلت خجلا من بدويتي وهي تتصرف مع الضرب على الكيبورد الطابعة كما تضرب النعاج على عجيزتها حسبها ان النقر على هذه البيانو الرقيقة كضرب عصى الرعيان .. للاسف كنت راعيا ومتخلفا حيث وافقت على انتحار رسالتي قبل ان اقرا الجملة التي طلبها مني جهاز الكمبيوتر !! لعلي حتى بهذا الرمز اجد ضالتي الثقافية والمعرفية وانا اراقب نفسي كما يراقب العالم جرذا في مختبره ، فنحن اكبر الامم التي لا تقرا لان الاستدلال اللغوي لكلمة اقرا في نصوصها المقدسة تعني ردد ولقم وكرر وهكذا قال احدهم : ” امة اقرا لا تقرأ ” ولكن ليس مهما ان تقرا ولا تقرا بل المهم ان تعرف الافكار كما يفسرها اصحابها لا كما تنحلها اهواءها ، وهنا العلة … !ـ
ثق اخي سيار احتاج لمئة عاما كي افسر ما اراه ارتكز على مغالطات كبرى ولكني اهلكت جسدي بالمتاعب والسفاهات النارية ليس حبا بقضية بل كي اتحدى الاميين وقادة العنف، بما يدعوه الشجاعة والمغامرة بعد او وصمونا نحن المثقفين بالجبن والانانية والبحث عن رغد العيش والرفاه فدخل الرصاص والشضايا لجسمي كزيارة الاصدقاء في منتصف الليل وباريت اخطر ادعياء الثورة والمغامرة حتى شاهدت الخوف في عيونهم فاكتفيت من نصري بروح راهب ولكن بحرفة الجنود وهنا المفارقة كيف تكون مسيحا تتابط بندقية ؟ انا فعلتها وسجلت تنبيه اعدائي من خطرنا كي يهربوا كما خنت حرفة القتل مرارا كثيرة ، فلم اجد اكبر المتطرفين يتهمني بالخيانة بل اجد كيف يصاب بنوبة حنين انساني كسيرة وهو يعرف كيف عفوت عن عدو. لم اختبر نفسي كي تسيمه صديقا او عدوا لا ادري ! اوهكذا سوف لا تمنحني هذه الاثار ازمنة كافية كي اصيب اهدافا اجلت الرماية عليها بافكاري .
مكان في الميجاغرافيا كما اصطلحت للجغرافيا الجديدة في هذا العالم ، اذ لا مكان تحت الشمس بعد ، لانها انطفأت وسقط الزمن حين سقطت الجغرافيا واصبحنا بتاريخ المستقبل من دون ماضي منذ الان .. تلك نظرية رافقت استمرار مبرر وجودي في الحياة منذ نعومة اظافري ، ولعل حسن حظي انني عشت الازمنة الضوئية والومضية بثورة المعلومات كي اقيم دليلي على ما اراه .. لقد اكتشفت هذا السر حين قرات اية الكرسي على سيارة للنقل في الناصرية ،، وهذا طويل الربط والشرح .. وحين قارنت بين القرع على تنكة والنفخ ببوق ، حين ذبح ابي قربانا عندما اشترى ثلاجة حيث كانت اعجوبة في بدء الستينات .. كل هذا ترك في نفسي اسئلة غيرت حياتي فاصبح هذا الولد المعروف ببطولة رياضة الجمناستيك والسباحة الى ولد متقوس على نفسه يحاول التعرف على محيطه المغلوط ويفك الالغاز من على ثرى اور ووهدات الاوابد السومروية الاولى، فتركت الجمباز زالمدرسة لاخلد للكتب والتامل حتى قاربني الجنون وحينها بدات البحث عما يستفز حاسة الخوف عندي كي استعيد توازني ، وهكذا وجدتني امارس الغباء والجهل عن قصد لانقذ عقلي فاخترت المغامرة والبحث عنها : ثورة / كفاح مسلح احتفالي وهذا ما الصق بالغريب الذي احمله شتى الالقاب والتوصيفات ، لكن هذا الغريب ليس الاصل الذي بي ، ذلك الذي ابقيته بعيدا كي استعيد صحتي ونشاطي الحواسي من اخنتطاف التجريد ..
اذن انت الان حصلت على حيز في الميجاغرافيا ، وعلينا الاحتفال على طريقة اهل الخيال العلمي ، كما يظهرون بلا مشاعر ولا انفعال ولا بهجة او حزن ذلك ما يخيف نظامنا الاخلاقي في اخر الازمنة التي نحن الان داخلها اي نهاية المستقبل ، عبر اطلاق لا يحسه الناس لانهم في ارث البيولوجيا الكلاسيكية رغم ان الوسائط والعلاقات هي في عالم مفزع مخيف على حمل الموروث التوليدي للبيولوجيا المكتسبة .. دعني هنا اكرر استسلامي لدورات الوعي والمعرفة فلم تمر نسيمة على شجرة الا وتحمل لي اشارة رمزية تمنحني هذا الاجهاد المتعب للنفكير ! ولا حيلة بيدي لتجنب ذلك لذا اثرت العيش صديقا للعزلة والصمت وصداقة من لا يصادقه البشر من بيئة خرساء تحيطني لانها تبدو اكثر صدقا وامانه في حوارها من الحوار مع نصف حيوان ونصف ملاك ، وهذا ارقى ما يمكن ان نصله نحن البشر ان احسنا التعرف والاستشراف على الحكمة المتاحة لنا … اقرا كل يوم مشاغل الناس واسعد نفسي بحماسها لهذا ، احاول ثقب قلبي بالحب كي لا ينسى ان كان بلا ثقب .. احاول ايجاد شركاء في التورط الوجودي ، وحين اشعر ان عمانوئيل كنت ونيتشة وهيجل ولوتريامون قد مروا على الحياة يقل خوفي من المصائر الاخيرة واشعر ببهجة مجدية لوجودي.. كم سيسعدني ان اني وجدت في نفسي مكانا للحماس عما يدور في العراق ، كما يجتزؤه المحللون والمتابعون ، لكني لا اجد غير مضيعة للوقت فالنهايات معروفة اكثر من بدئها ، انني اعرفها اكثر من معرفة اسمي ، وهي نتائج علم الجبر الادبي والمعنوي الذي سيؤول الى ذلك سواء كنا مجتمعا مسيحيا ام مسلما ام بوذيا ام يهوديا ، فاننا سنجد القوالب والاليات نفسها باختلاف الاسماء فقط اي تغيرات الطقس اللغوي ، وسواء كان فلان ام علان .. الخ . هكذا لا تملك الطبيعة غير الجنون كلما وسعنا حجم المغالطة لانها توسع حجم اختراقها للمعقول كي تستعيد صحتها وسويتها بين عالم يحاول جرها لاختراق ذاتها ونواميسها ، فهي ليست غوبلز كي تحب هتلر وليست عواد البندر كي تنفذ رغبات صدام بل ستقوم بعصيان خالقها ان هو اراد تحوير عهده ونظامه الاول معها .. الحيطان فقدت اذانها فلم ترجع صوت من يستغيث ولا تمنحه شرف الصدى لانها فقدت هذه العادة ولم تعد نافعة لاي ارتجاع مع ان المستغيثين كثروا .. كنت هذا اليوم عازما على كتابة رسالة للاميركان ليس لانهم اوغاد وليس لاني مستعبد للجميل الذي تقتضيه الاخلاق والمروءة بل لانبههم عن الثمن الباهظ الذي دقعوه جراء تبنيهم لطبقة سياسية تافهة مجوفة لا تتمتع بحكمة لقيادة زريبة فكل جنودهم الذين ماتوا كانوا ضحايا عبث وغباء وانحياز لفريق ما والتصرف بعقل حزب ضد حزب اخر حتى لتبدو هذه الدولة النووية العظمى اشبه بحزب قومي او اسلامي وهذه مغامرة بالامن العالمي ، في ان تصاب دولة نووية بالبلادة والرعونة .. من الغباء التصرف مع نظام صدام كمعارضة من قبل اميركا، لان التقابل غير ممكن وغير عادل ، هكذا يصبح صولاغ او ملالي ايران يسرقون توجيه الفعل الاميركي وذلك خطر على الامن العالمي ، لان اميركا تتخطى كونها ملزمة بامن قومي خاص بها انها في ازمنة السوح الامني الكبير وهذا سيعيبها ان هي انشغلت بالزرقاوي او صدام فيما استراتيجياتها المعرفية تبحث في توسيع المستعمرات البشرية حتى كوكب المريخ اللهم الا اذا ارادت الرحيل الى المريخ بحصان البراق واية الكرسي وليس بوكالة ناسا ! اميركا تصاب ببلادة فيتنامية مرة اخرى ، وقد اختارت لخسارتها مجموعات غير نزيهة وشريفة في ادارة الازمة في العراق وعليها محاكمتهم لانهم اساؤوا لها اكثر مما اساؤوا للعراق ، ولعلها خبيرة ومحترفة باختيار الاغبياء والفاسدين وعشاق جمع الارصدة وهذا عالم غير امن ، لاسيما لم يصدر من دولة موز وتمر بل من دول صناعة المكروسوفت التي تقود انقلابات الجغرافيا وتدمير المعازل الانثروبولوجية كلها ، وهذا فاضل وخيّر .. كنت عازما ان استهلك طاقتي لهذا اليوم معهم لكن الحوار مع صديق نحب فيه من شروط الرهبنة السياسية والنسك الاخلاقي الخلاق اكثر اغراءٌ من رصد رامسفليد وبول وولف ورايز وغارنر وبريمر ناهيك عن جيوش الزلفى والتملق العراقية تلك التي صدقت نفسها انها تتخطى مسؤولية زريبة ، اؤلئك احداث النعمة ولصوص المحاصصة وقادة الغنائم الشرعية ممن جعل اكل الفطائس العراقية ممتعا ولذيذا وهذا دأب آكلي الفطائس ّ!منذ زمن بعيد جدا وانا اتداول مشروعا ، ربما تفترض حسابات الافكار ، لانها لا تخطئ ، بانه يشبه النبوءة ولكني سجلت خوفي على المستقبل يوم بدأت حرب العراق وايران ، ومن يفكر يتمكن تدمير ابعاد الزمن بقديمه وحاضره ومستقبله .. كنت ارى ما يحدث الان بوضوح كما حال لبنان واسوء ، لذا كتبت كثيرا ونشرت ولم انشر البعض حول : ضرورة خلق مكارثية شرسة ضد النفوذ الايراني الايديولوجي الى جانب توسيع حوار الثقافات بيننا وبينهم ، كذلك ارى ضرورة اعادة احتلال العراق ومحاكمة كل القتلة الجدد والا فان القتلة القدماء سيكون لهم مبررا في التظلم والطعن بالعدالة ان خلقنا محاكمة ناقصة وليس عدالة كاملة ، وهذا يتطلب نمورا بيضاء على طريقة النمور التركية الكامنة ، وهناك ثمة تكنيك ثقافي وحضاري نتخلص فيه من الشروط الفاتيكانية للمرجعيات الشيعوية والسنية وهي مفيدة على النطاق الانساني والديني الطقوسي ! لا اعرف متى يتوقف خجلي كي اكتب هذا المشروع الجراحي الموجع ؟ ولكن الطامة الكبرى هي معرفة الباطنية الاستراتيجية للاميركان ، ولعلهم ان تصرفوا بعقل الاستشراق المتعالي فانهم سيخسرون محبة انفسهم ومصالحهم ، ويتصورون ان كل العراق او النماذج التي تمثله امثال تلك المعارضات المعاقة اصلا والتي استعارت نصرها منهم وتصرفت بثقافة المنتصر على شعبه يا للخواء والخساسة … اننا بحاجة الى نورنبورغ للعهد الجديد ، بحاجة الى ان نتعلم من اليهودية كيف حاكمة التاريخ ولقنت المجرمين درسا في القصاص ، والا سوف يكتب التاريخ باننا لا نحترم انفسنا ولا عالمنا بل اصبحنا وسطاء للسياحة الدموية المشابهة لوسطاء السياحة الجنسية ! فالزرقاويون والايرانويون هم قواويد السياحة النارية والدموية في العراق ، ولابد من الانتباه هنا الى خطورة عقائدية باطنية يقودها القسم المسيطر من ملالي جهنم في ايران ، وقسم من المؤمنين بهذه العقيدة موجودون في العراق ، تقوم هذه العقيدة على خلق الفوضى والقتل والمظالم كي تعجل من ظهور المهدي ، وهذا ما هاجمناه في اوائل الثمانينات يوم بدأ الخواء والشعوذة الخمينية تسيطر على عقول الناس .. لذا ما يدور هو يتخطى الصراع المعقول مع اميركا ويرتكز الى هذا المعنى الخطر في مواجهة الحياة والوجود واستعداؤهما لاجل ظهور المخلص .. هكذا يصبح القتل والدم اشبه بمسرحة متصنعة تقوم على هذا الشر الفاضل !!!! اصبح اعتقال الطبقة السياسية الاسلاموية ضرورة للامن وانقاذ البلاد ، ولابد هنا التخلص من اثم سيترك تاثيره في بعض الموهومين وهو اثم الانقلاب على الانتخابات ، ولكن هل كان الناخب مؤهلا للتعرف على الحرية والتحديث والديمقراطية ام انه شعب استعير من القرون الوسطى ليخلق واقعية كاذبة وخيارات مقنعة ؟ لا يمكن مع شعب قاصر الاعتراف بنتائج انتخاب لم يختار بها الناس ممثليهم بل اختاروا ممثلي القبر والجنة والاخرة وليس الحياة والوجود والمدينة التي يعيشون عليها ، انهم فضلوا انهر الجنة على تحسين شواطئ الفرات واحتاروا قناديل الفردوس على تصليح الكهرباء هؤلاء خانوا وطن الارض لمصلحة وطنية الجنة وصاروا جواسيس الميتافيزيق، وهذه انتخابات الاخرة وليس النيا .. الموضوع شائك ولكن اولوية الامن تتطلب اعتقال او حجز المتلاعبين بالباراسيكولوجيا لانها اعمال غير قانونية انتجت كل هذا الخراب والفساد والقتل اليومي .. لذا لا خلاص من خلق مكارثية ضد الجموح الاسلاموي ،ولابد من الاطمئنان هنا الى ان الاكثرية والشعب في عالمنا هما كذبة كبيرة تتمكن جعله مؤمنا وتتمكن جعله في اليوم التالي ملحدا ! لان ايمانه والحاده بلا وعي ولا افكار ، انه وثنية مقنعة ودائمة . ارجو عذري على الاسهاب لانني اجد حرية كبيرة من قيود النشر ورقابتها الادبية في نفسي لذا اخترت لقدري حراسة الثلج المشددة في اقصى محدودب الارض الشمالية كي اتخلص من رقابة البرابرة والبدو والاهماج في ذلك الشرق المعذب ، هنا نطلق العواصف كبداوة تحمي حركتها بصحارى الثلج وننقل اوطاننا في ازمنة الميجاغرافيا اينما نرحل فلقد اصبح المكان الوطني حركة اصولية وعالما كلاسيكيا عتيقا.. نحن الان في العراق نمارس عالم المساواة ولكن باي شيء؟ انه فقط في توزيع حصص القتل بعدالة بين معارضة الامس ونظام الامس وربما الشرهون على السلطة كمفهوم ، في الثابت الثقافي ، في كونها قوة ردع وبطش فاقوا زيادة حصص القتل تحت شعار مكافحة الارهاب كما كان شعار الامس مكافحة الشعوبية او اعداء الثورة ، فهل كان صدام يكبت القمعيين ام يكبت العداليين ؟لا نعرف غير دلائل المشهد والشاهد . كان حواري مع الايرانيين اواسط السبعينات هو ضرورة عدم المغامرة باحدث انقلابات انثروبولوجية كما فعل الروس ثم دفعوا الثمن ، اخبرتهم ان نظام الكون شحيح وبخيل في منحنا الجانب التطبيقي من الفرح الخيالي الذي نبني عليه امالنا .. ولكن الاغبياء يتأخرون بالتقاط الاشارة ، بين سور الصين وسور برلين بون شاسع لجهة توازن الحكمة والفضيلة على البشر، ومن يشعر ان الاماني ستقوده للامان ، نعم ستقوده ولكن للهاوية ، هكذا خلق البشر انظمة للارتجاعات العمياء التي لم ولن يحدث تفسيرها لانها تقدم نوعا من الرفاه والتنويم ، وكل مماجدة وتعظيم يقوم على تخييل تلك الاعماءات وتحميلها ما لن تحمل ، وهذا ما يلوكه الحوار والخطاب الاعلامي التعبوي ، كما تساق دعاية الشامبو والاغذية ، بحيث لا يمكن ان تحث الدعاية الى ان هذه الشامبو سيئة ، اذن هي تستخدم كل وسائط الدهاء كي تقنع المتلقي بجودتها ، وهذا دأب الخطاب التعبوي .. ان صفحتك ايها الصديق هي ثقب في حائط فقد القدرة على اعادة الصدى ، لذا كان عليه ان يتساقط او يفتح ثقوبه لاجل عبور الصوت الى الضفة الاخرى وها انت تسجل اول ثقب لعبور الصوت .. كل المحبة والتقدير لك
امير الدراجي

الرسالة الثالثة

From: amir al-daraji (amirab9@yahoo.no)

Sent: Thu 3/16/06 11:20 PM
To: sayyarjamil1@hotmail.com
الحبيب الدكتور سيار الجميل
قبل سقوط النظام وفي لبنان كتبت مقالا بعنوان : اكرهك يا شعبي احبك يا وطني ، وكررت الامر في صفحة [كتابات] قبيل سقوط النظام ، ما تقوله جد صحيح ،اذ لا مجال للاسف من عراقيتنا تلك اللعنة القديمة التي نحمل اوشامها . قبل هذا ما الذي احدثك فيه عن حسن العلوي هذا الصناجة الراقصة لكل المواسم ، لقد حدثني عنه الصديق ، مع اني اختلف معه مؤخرا ، اقصد الصديق صلاح عمر العلي ، وهو رجل نقي احترم صدقه وان اختلفت معه ، خصوصا بعيد سقوط النظام حيث اشعر بذنب عدم التحادث معه لاننا كعراقيين لا نزال نخضع لعقل التطهير العدواني ، حدثني عن حسن العلوي الذي لا يعيش بلا خصومات حادة وطرفية جامحة، فكان نموذجا لمدارس التشوه العراقية لان صلاح يعرفه منذ عام 1962 . شخصيا هاجمته عام 1983 حين كنا في سوريا نصدر جريدة صوت الرافدين وقد جاء للتو ، انه ليس لص الكلمات والافكار انما لص المراحل والادوار ، سارق الاقنعة وناحل كل الادوار الرائجة اسميته (الهالوك السياسي )، ولكن حين يسقط شرف الكلمات يبقى الكلام محكوما بقوة اللفظ لا بقوة الدلالة والوقائع والسلوك والاعمال، وهؤلاء عاشوا على قوة اللفظ ولم يعيشوا ماثرة او ايثار العرفان الفكري في الكلمة، المعرفة بلا عرفان كالهواء في الغربال … هذا يعد افضل المشوهين في الهامش السياسي ، ولعل صدر الحضور في المشهد اسوء من هوامشه وذيوله وملاحقه ، تصور صولاغ والحكيم يقررون مصير بلاد القيثارة وعشتار وزهور حسين ! يا للنكبة .. كنت اخشى وانا في لبنان ان يدخل العراق في هذه البشاعات ، لانني عشت ابشعها ، حتى كتبت بيانا ضد حركة امل الشيعية بعنوان : الحسين يزيدا ، ثم القو القبض علي وذقت مرارة التعذيب الوحشي ، وتخلصت باعجوبة من قبل الوزير عبد الله الامين بطريقة معقدة ، ولكن الماساة يا سيار انني كنت متضامنا ومحاربا مع الطائفة السنية ضد حركة شيعية معتبرا في بياني : كل ظلم هو حسين وكان السنة مظلومين ، الماساة انني هربت حين سمعت من جهلة ومهوسين طائفيين بانهم يريدون قتلي لاني من طائفة اخرى متناسين الدور والموقف الاعلامي الذي العبه ، ونفس الوضع حدث لسنة بين الشيعة ، هذا المشهد القذر والماساوي جعلني اجزم اننا بلا دين ولا عقل ولا افكار ولا حتى بقايا وثيقة نحتكم لها على علاتها ، بل قبائل تتخاصم فوق جثث الابرياء حيث تتراسل بين بعضها البعض عبر اجسادهم المذبوحة ، لم اتوقف بقيت مصرا على ان الفكر الشيعي خطر على الساحة فتضامنت مع الفلسطينيين وكنت ارى البشاعات الطائفية امامي ، يموت الناس بسبب وراثتهم الدينية وان كانوا ملحدين ، تصور ذبحوا شيوعيين شيعة .. فيما امل الشيعية ذبحوا سنة وشيعة من الشيوعيين لانهم نعاج الفكر الملائي ولا يزالون خطرا مؤجلا طقوسيا معبديا معمما متعطش على السلطة / يتميز بجعل قبيلة محمد احد اركان العبادة .. يا للعار .. هذه القصص وغيرها وقبلها علاقاتي مع قادة الثورة الايرانية يوم كنا فقراء نستدين السكائر في بيروت من ماركسيين الى مجددين دينيين ، حيث كان صدامي معهم قبل ثورة الخميني .. هكذا اعتقدت ما عشته بقي في الماضي لكني وجدته في بيتي : العراق … كما وجدت الماساة في فراشي الزوجي فخرب بيتي ووطني ليت تاريخنا حكمه بابوات القرون الوسطى كي لا نجد وطنا بعدة طوائف ليتهم ذبحوا الشيعة او السنة كما فعل الكاثوليك والبروتسانت والارثوذوكس في اممهم ، ثق اني كتبت ذلك في صحف لبنان ،/ ليتنا تعرضنا لتطهير طائفي وتحمل اجدادنا وزر سكاكين وسيوف الماضي كي لا نتحمل مفخخات الحاضر. لكن خلفاءتا كانوا سفلة متسامحين بالافكار اشداء بالملك والامن والعرش ، ليتهم احبوا الاسلام وقرءوه وعرفوه كما احب وقرا المسيحية بابوات القرون الوسطى فوقعوا باضداد الشر وخلصونا من هذه الكارثة .. اختم بانني سعيد جدا بتواصلك معي كل المحبة والاحترام
اخوك امير الدراجي

الرسالة الرابعة

________________________________________
From: amir al-daraji
To: sayyar jamil
Subject: Re: مقال : فوضى الابعاد
Date: Tue, 27 Dec 2005 05:05:23 -0800 (PST)

سيدي الكبير سيار

تورطني دائما بالامل ! انها مغامرة خطيرة حيث يلطمني الدفئ انا الذي اثرت كسل البرد وتجلد الهمم وبرودة الحماس ، احتاج لوقت كي اوقف انهمار الدموع على ما كتبته عني، فقد ذكّرتني بذاكرة احملها وانساها بآن ، كما لو اننا نحمل ذاكرة لا تحوي الا نظام النسيان ، عجيب ان يحمل المرء اضداد وظائف جسده .. احتاج لنزف عاطفتي التي تجمدت ، اثر هذه الكوميديا الدامعة في العراق ، كي استشرف مسؤولية ما كتبته وهو خطير بنبله وكبره وكرمه ، خصوصا على قلب اصبح بالوعة للاحزان وعيون صارت مبولة للالم والدموع المتعالية .. ربما نحن البشر اوهمنا ، ونحن نسير على الارض بانها تحتنا حسب الانظمة الكلاسيكية للابعاد ، مع انها فوق كل الهامات ، حيث تتحمل وزر المدافن والنفايات ، بعد ان يصبح الموت عارا وفضولا فوق سطحها .. اجل صديقي ، انصت كل يوم لمحاكمة صدام وللغط الانتخابات فاشعر اي غربة جعلتني اضحك كالمجانين على ما يدور من اكاذيب ، لعل اسوء ما فيها انها
اكاذيب هواة وليس محترفين او خبراء ، فاتساءل امام نفسي ، كم مهين ان يكون حجم استغفالنا وخداعنا بهذه الضآلة والضحالة ؟ حبذا لو كان خداعنا ذكيا فنشعر باطمئنان الى ان عقولنا على قدر من الذكاء حين يكون خداعها بذكاء ، ولكن بهذه الصفاقة والعري الساذج ، هذا ما لا يمكن تحمله . انني لا اعرف صدام ولا اعرف صولاغ او راقصتنا التافهة موفق الربيعي ، لكني اتصور اي تفاهة جعلت اقدارنا تتخذ اندادها بهذا المستوى الاخرق فتضطر للوقوع بميكانيزما الضد المقابل مما يجعلها تمارس ذات الحمق حسب نظام الندية ، فلو كان ندينا هيجل لاصبح التقابل محترما ، ولكن هذه الندية لا تصلح حتى لكرامة او حماية قيم كراهيتنا ونقدنا .. لا اجد غير ان التسليم لنوبات الضحك وانا اشاهد هذه الحاكم ( صدام )الذي كفنه الخيال بخرافة القمع وهو يتحدث عن حاجته للخبز والاغتسال والملابس الداخلية في سجنه ، كما لا اجد الا ان اضاعف طاقة ضحكي وانا اشاهد شهودا يتحدثون عن تظلم مياه الشرب وسوء طبخ الشوربا ، كما يتصاعد المد الكوميدي حين اشاهد ادعاء عام تافه وغبي كما لو انهم دمى في مسرح اطفال او مشاهدات برامج والدزني .. اما القاضي الاول فانني فخور جدا
بمشاهدة كائن غريب كل الغربة عن المكان والزمان ، كما لو ان العراق الحقيقي الذي يطل خلف عينيه هو الاخر خارج الزمان والمكان لشدة ما في هذا القاضي من حكمة ونزاهة تضاهي ما اتصف به الخالق من عدل ورحمة ونزاهة وحبور .. اما خارج هذه المحكمة حيث ازمنة العراق توسمها ثيمة …….. ، لا اشعر ان ازمنة التتر والمغول تحتوي رمزية الهمجية المستدل بها عنهم ، نحن امام ما هو اسوء من اولئك المحاربون الرومانسيون ، هؤلاء .. الجدد هم راس الهرم التاريخي الذي بنيت مداميكه وسفوحه من زيالة الارث البشري ، كما لو اننا نبني اهرامات من مادة الوسخ والزبالة والنفايات ، حتى صار بلدنا مكبا لكل اتساخ الارض ، فمن الطبيعي ان يصبح التقابل في مثل هذه البيئة بين عهدين سابق ولاحق كرمزين لرزية وانحطاط الازمنة .. اجل ايها الاخ الغالي هذا سبب الصمت وثمن الصمت ، وهو لا يجد ماثرة في انتماء ولا مثلبة في خصام .. كل شيء باهت مفخخ بالرزيا والاثام الموجعة .. اكرر انني احتاج لوقت كي اتورط اكثر في تلك المحبة التي غمرتني بها ايها الكبير ، او بقايا الكبار في بلاد يكتب ملامحها ….
كل الحب والانحناء لك
امير الدراجي

الرسالة السادسة

كل عام وانتم بخير‏
From: amir al-daraji (amirab9@yahoo.no)

Sent: Mon 12/26/05 4:09 PM
To: sayyar jamil (sayyarjamil1@hotmail.com);
الاخ الاحب سيار الجميل
شكرا للصدفة الان ، وقد استلمت رسالتك بعد ان قطع مني الانترنيت والتلفون منذ شهرين ، والان استخدم جهاز صديقي . الاسباب عدم خبرتي بالشان الاداري وانا بانتظار عودة الدفئ الاليكتروني . كل عام وانتم بخير لك ولكل الاصدقاء .. قد تزعجني الاماني حيث نضب ائتمان نظامها ، وحيث اجد تركاتها المؤسية مثلما يعجز غريق عن النجاة اوعن كراهية الهاوية فيضطر الى تقبل فكرة الموت باذلال الهاوية ، وتاليا جعلها قدرا منزلا .. امر مريب ان يتطور نظام الشعور ويتكيف نحو تقبل الصلح مع الهاوية .. ربما اقبل نتائجها واعترف بواقعها لكنني املك حق كراهيتها لذا لا يمكن التفريط بحق اخير وان تجمعت كل المعطيات على الخسارة لكن الحق ان تخسر كريما وحرا افضل من ان تخسر ضعيفا وذليلا . هكذا بقي للصمت حصة كريمة ووحيدة امام هول الخسارات والهاوية ، كل المنقذين يمارسون الطيران نحو الاسفل وقد سقطت موازين القياس والهندسة، فلاح الاسفل اعلى او العكس ما جعل فوضى الابعاد متحكما بقيمة النجاة .. قررت الصمت لئلا افسد فرح المحتفلين بالصعود الى قاع البئر .. اعتذر من هذه الطلسمة والالغاز ، لكني اردت ان اشير اليك ايها الاخ الحبيب الى اني ما زلت قويا على المشاكسة ولن يسقط الوهن او المرض قدرتي على رفض الاقدار كلها .. كل المحبة والاحترام لكم وللجميع
امير الدراجي

الرسالة السابعة

From: amir al-daraji (amirab9@yahoo.no)

Sent: Tue 10/11/05 4:34 PM
To: sayyar jamil (sayyarjamil1@hotmail.com)
Character set: Learn more

عزيزي سيار
قرات محاضرتكم ، وابتلعت مرارة ما يستبطنها من علاقم مرة، تحشو انفسكم وهممكم العالية ، ولعلي اعتبر هذه المحاضرة من امهات المراجع الكبيرة في العصر الحديث ، انها حقا وثيقة لاي ارتجاع معرفي يهم بمعرفة تركيبة المجتمع وتعيين جبهات نقده واثرائه بالافكار ، كعهدك ستبقى تورطنا بالامل وان يبست مجاري تنفسه في رئاتنا .. دمت لنا صديقا ومرشدا ومعذبا .. كل الاحترام والحب لك
امير

الرسالة الثامنة

: شكرا لموقفك‏
From: amir al-daraji (amirab9@yahoo.no)

Sent: Wed 8/31/05 12:04 PM
To: sayyar jamil (sayyarjamil1@hotmail.com)
الاحب د سيار الجميل
نعم اعرف هؤلاء واعرف كل ما يحرك ادمغتهم من غرائز متدنية ووضيعة ابتلوا في اكتسابها وتعلمها ، حسبهم انها المثال الاعلى ، احاول تحضير ردا ، اتكلم فيه عن ثنائية تدوين الشفاهة والتدوين في مناهجه المجردة ، هؤلاء اعتادوا ثقافة نشرات الحائط والصحافة الحزبية والفكر التعبوي ، كل شيء في عالمهم مجرد حوار مقاهي ودكاكين واسواق ، واني لسعيد في ان هؤلاء ضدي وضد افكاري واسلوبيتي ، ناهيك عن اني اعرف واحدا منهم وهو كرر ثلاثة ردود باسماء مختلفة ، وهذا رجل سيء الصيت ، غبي وغليظ الدماغ ، يشعر بدونية مما اكتب كما هو بطل سيناريو امني سخيف عرضوني له عام 2001 اضافة لاحد كتاب ايلاف وهو ……. ، ربما ذات يوم سالمح لهذا الملف المثير الذي تسبب في دمار اسرتي من قبلهم ، فيما هذا الشخص يعد قائدا مهما لجماعات النظام ، ويقولها علنا . في كل الاحوال انا سعيد بهمتك العالية ولعلي اقلل من خيبتي حين اقرا لك ، سوف ترى ذلك في ردي على هؤلاء الغوغاء ، قراء نشرات الحائط ، لا املك سوى حسدهم على نعيم الغباء هذا كما لا املك سوى تعطيل كراهيتي لهم لانهم لا يستحقون هذا الانفعال العاطفي المكلف ، لانه يجعلهم اندادا غير مؤهلين للمشتركات الخصامية بسبب ضعف ادواتهم المعرفية ، لذا لا املك غير الشفقة على عقولهم . اما القسم الاخر من مافيات الانتفاع الجديد ، هؤلاء هم جيل الصدمقراطيا ( مصطلح ابتكرته وهو مزيج بين صدام والدمقراطية ) اي البديل الذي يتفاضل ويتنافس على اتقان الاستبداد ، وتلك نتيجة طبيعية لافكار ومعتقدات احيطت باحتفالية المعارضة والعقل البطولي وأُعمي مدلولها ومنهجها الفكري والى اي مكان سيوصل البلاد ، انني منذ السبعينات اصر على ان الصراع هو بين قوى مستبدة تتطور الى الاسوء ، الجماعة التي تقصدها هم مجرد فقاعات عاكسة لالوان القزح تنفجر في اول نسمة صغيرة لتعود لاصلها ، انا اعرفهم وهم لا يتورعون من بيع البلاد خردة وسكراب عتيق ، هذا عالم خارج الشرف وخارج اي حصانة اخلاقية .. اشكر لكم رسالتكم ودمتم صديقا عزيزا علينا
امير الدراجي

الرسالة التاسعة
عزيزي الغالي امير
تحية من الاعماق
كانت مقالتك اليوم رائعة وهي تحمل اسمي .. جاءت ماء عذبا اطفأ وهجا يعتمل في النفس بعد ان ازدادت ضراوة الهجمة البليدة علي .. انهم انتقدوك لأنهم اغبياء لا يفهمون ما قلت ولكنهم انتقدوني لأنني ضربت اعصابهم في الصميم .. لم تهزني سوءاتهم وكلماتهم الغادرة ولكن احباطا اصابني فكل من يدّعي التقدمية والتمدن وبلوغ العنان سكت وصمت كصمت ابي الهول مداريا تلك السوءات .. اعجب من اناس يدعون عشق العراق وهم يؤيدون نحره !! لقد اتصل بي اكثر من واحد ليؤكد تضامنه سرا وكأنهم يخشون على مستقبلهم ان يحترق ودع العراق يحترق !! لقد سئمت كل ما عند العراقيين من ساسة ومثقفين .. اما الرعاع فتجدهم يهرعون وراء سدنة المافيات .. انها مافيات لم تصدق ابدا ان العراق قد اصبح طوع ايديها .. لم اتنازل عن مبادئ آمنت بها منذ صغري .. ولن يجعلوني بيدقا في مافيا طائفية ، او خندق ديني ، او مقهى حزبي.. انهم لا يحترمون تواريخ من كان ولم يزل يكتب عن حياة العراق ومستقبل العراقيين !! انهم قد اعمتهم مصالحهم ونسوا كم يحتاج العراق من جهود ليل نهار .. ان مقالك يا عزيزي كالعادة فلسفة عليا لم يقدرها حق قدرها الا من اوتى عقلا راجحا ، وتفكيرا راقيا ، ولغة عليا .. وعليه ، فانني اتمنى ان تستوعب كل الهجمات والتعليقات التي تصدر عن اناس جهلاء لم يدركوا قوة اللفظ وهول المعاني .. كنت ساعزف عن الخوض في مدارات العراق الصعبة ، ولكن مقالك جاء قوة طافحة ببحر من المعاني المخصبة .. كم اتمنى ان تكون في لندن يوم العشرين من سبتمبر القادم ، اذ انني ساكون استاذا زائرا في سانت انتوني بجامعة اكسفورد ، وساتكلم أيضا في غاليري الكوفة عن ( بنية المجتمع العراقي : محاولة في تفكيك التناقضات ) وسانشرها لاكثر من حلقة في ايلاف .. وفيها ساعلن عن معلومات جد مهمة كما ازعم وربما سيرجف لها المرجفون ثانية .. اتمنى لك صحة وسلاما وانسجاما مع هذه الحياة الصعبة .. ودمت لي صديقي
سيار
تورنتو – كندا

From: amir al-daraji (amirab9@yahoo.no)

Sent: Thu 7/07/05 5:58 PM
To: sayyar jamil (sayyarjamil1@hotmail.com)
الاحب د سيار
قرات المقال بشغف يوم امس وكتبت ردا لك ، الا انني اصبت بنوبة استغراق سوداوية جعلتني اعيد النظر فيه ، سوف انشر الرد في ايلاف .. مرة اخرى انا ممتن لك في تذكري كل مرة ، وهذا يثقلني دينا لك ولالمك النبيل .. دمت لنا قوة تبث الامل والحزن معا ، بغير الاحزان سوف لا تكون احلامنا نظيفة .. كل الحب والاحترام لك
امير

الرسالة العاشرة
From: amir al-daraji (amirab9@yahoo.no)

Sent: Mon 6/20/05 7:36 PM
To: sayyar jamil (sayyarjamil1@hotmail.com)
الحبيب بلا حدود والقبس الطاهر د سيار الجميل
ثق انني الان ابكي فيما اقرا رسالتك الطيبة وهذا جعلني اوبخ ضميري على الاستباق لانني حقا ساشك بوجودي ان ان كنت شككت بنواياك الطاهرة والرائعة ، وهذا جعلني اخاطب اخي حمزة .. قبل كل شيء ، انني للتو افتح البريد ، لان الاطفال عندي هذه الايام ، وبسبب العطلة الصيفية ، جاؤوا من امهم لانهم في رعايتها بعد انفصالنا ، وانهم يضطهدونني ولم يمنحوني وقتا لمطالعة البريد ، والان فقط اقرا نداءاتك واشعر بحرج كبير من نفسي كيف جعلتك في وضع الانتظار او المعاتبة ، فكم كنت انا سيء الظن ، ولكن كثرة المحبة تجعلني اتاثر بسرعة وخصوصا من شخص اكن له كل الامان والطمانينه ، ناهيك عن التبجيل والمحبة ؟ انني انحني لكل الروح التي فيك فهي تمنحني ثقة كبيرة بان وطننا كالعراق يستحق المتاعب ان كان فيه امثالك، ثق انني مرتبك ولا اعرف الرد ، وقد فوجئت بصعقة نور جعلتني كالاعمى .. اجل اخي سيار كنت استمع من الاخوة ، مثل نوري والاخت بلقيس ، وهذان الشخصان فقط من اكلمهما وهما محبان وودودان جدا ولم يتحدثا بسوء، الا انهما قالا لي نحن لا نعرف شيئا عن الامر عن هذه المنظمة والدعوة ، طبعا بقلب ابيض كما شعرت ، وهذا زاد من المي وشعوري بالمرارة ، ومع هذه المرارة فسرت الامر ايجابيا ، وقلت في نفسي بانني غير نافع لهذه المتاعب والانظمة الجمعية ، ولعل الحبيب سيار محق في عدم ذكري بشيء من هذه الدعوة ، وانا متاكد بانني في ضميره ، ولعلي غير نافع ..ثق اخي سيار كان تفسيري هذا فقط ، كما انني كتبت لك ذات مرة مباركا دعوتك تشكيل المنظمة ، حين نشرت في ايلاف ، ولم اتلق جوابا ، ربما لم تصل الرسالة او ثمة عطل لاني لست بارعا في الانترنيت ، على اية حال تاكد ان الشعور بالمرارة الصادقة هي عصارة حب ، ولكن على الطريقة العراقية، وانت تعرف هذه التراجيديا الدائمة ، البكاء الدائم على مكان الطمانينة ، الوطن المنفي في ارض دلمون ، حيث تارة يكون انكيدو وتارة صديق وتارة الله وتارة الاولياء .. الخ انني اعتذر وارجو اعتبار ما كتبته .. هو بمثابة وثيقة محبة كبيرة اكنها لكم .. ولكن ايها الصديق الكبير ، احيانا تمر فترة اهرب منها من الكمبيوتر ولا اطلع على البريد لاني سريع العذاب والتاثر من خبر داهم او شيء مؤثر ، وهكذا ينتابني شعور ، لا اعرف لماذا يجعلني اهرب من قراءة البريد او متابعة الاخبار ، انني اكرر اسفي واكرر الاعتراف بقسوة تصوراتي ، كل المحبة والاحترام لكم
اخوك امير الدراجي

الرسالة الحادية عشر
From: amir al-daraji (amirab9@yahoo.no)

Sent: Mon 2/14/05 11:02 PM
To: sayyar jamil (sayyarjamil1@hotmail.com);
الروح الكبيرة الدكتور سيار الجميل
لقد طوطحتني رسالتك وجعلتني لاول مرة اشعر باني ما رست خجلا طويلا عن البوح بكل ما تحدثت عنه ، اي خجل فكري وعقلي ، لاننا حيث ننتمي او نحب نتنازل عن بعض افكارنا وقناعاتنا الخاصة جدا كي نشترك بتنازلات كريمة مع الاخر ، اي اخر: اسرة، منظمة ، حزب ، مسؤولية ..ألخ يبدو ان بعضنا احيانا ، وفي هكذا بيئة يغامر بمخاطر ان يحب او يمارس علاقاته الانسانية والواجبية ، لانه سيضطر العمل بنقاء في عالم يغتسل بهباب الحريق الاسود ، حيث يمارس استلابه بحسن نية وبراءه ، ربما تبريرها سيكون على حساب قناعاته ومواقفه ، حيث فطر هذا العالم الذي نعيش في جزئه المتاخر ان يهمش انسانيتك ويتصرف ، وان في نوايا الحب بانك غير موجود وليس له راي مما تستمزجه اراء من يحمل نوايا محبتك ، حتى ليبدو نظام الحب ، والصداقة اكثر خطرا من الكراهية على حضور انسانيتك دون تهميش وتجاوز او الحاق ، لا ابدو قابلا للتنازل عن حضوري الانساني كثمن لمحبة احدهم ،فالف عداوة تحسب حسابا لحضوري ولا صداقة تهمشني وتجعلني كائنا مصمت وصوته يذوب بصوت اخر ، وماهو الطغيان والاستبداد غير هذا السلوك الشائن بغطاء الحميمية والمحبة ، كل الطغاة يقتلون خصومهم لانهم يريدون تحديد طرق محبتهم في الشخص الضحية ، ومن هنا تبدا عداوة سببها طرائق حب بدائية وهمجية ، حيث يصار الى ان المخالفة والاعتراض والتصويب هي في حكم العداوة والتخوين والخصومة الدامية ،لان مفهوم الحب قائم على التهميش والملحقة وكل اختلاف يعني الوقوف بسلك العداوة ، وهذه العداوة يضاف لها شيئا من الابلسة والشيطنة المعدة سلفا ليصبح المخالف خائنا هداما ومخربا..الخ من تهم العقل الهمجي البدائي .. لا استطيع تصور سوية هذا العالم الذي نرمي عليه ثقل احلامنا بانه امين، حتى على طريقة تشويه الحد الادنى لهذه الاحلام لانه عالم شره قطبي خامل وكسول يوضح اقطابه دون معرفة اواسطها ،يميل الى الجموح في كل شيء ، هكذا تنسحق انسانيتنا دون رحمة تحت ورطة الاحلام كما لو اننا هواة خيبة وخبراء خسارة والم واحزان .. كل ما ذكرت ايها الصديق ينير مناطق تظطلم خجلا مما نعرفه ولن نفصح عنه ، فكنت لسان النور في حلل الخجل ، ادميت ذاكرتنا مما انطبع في طفولتنا من تربية خطرة خدعت اهلنا الطيبين وهم يقودوننا لحفلات مازوشية للطم الصدور والبكاء الاصطناعي مما لا تتحمله معادلة الطفولة المغتبطة والهنية بوداعتها وطهارتها ومسرتها، مع انني شخصيا لم ادخل جامعا ولا معبدا ولا سالت اهلي عن دينهم او عرفت ما هو يجب ان اورثه غير قلقي وشكي بما القي لي من زاد ذليل للجوع الروحي ، ما الذي بقي لنا غير الصمت كل مرة ؟ وربما سياتي من يعاقبنا على الصمت لانه احتجاج على على ثرثرته الالزامية … لقد وجدت العزاء في رسالتك ، وهي ترسم غربتي وغربتك وغربة كل الطيبين عن عالم وبيئة تآلفت مع الخراب والدمار الذاتي بسابق ايمان وقصد ، لا يسعني والحالة هذه ان اجد وقتا لخصومة من اعترف انه ضحية تربية وبيئة عامة ، فهذا غير عادل ، كنت ارى اليوم كيف يجلس امين الجميل رئيس الجمهورية اللبناني الاسبق مع وليد جنبلاط ، وكنت شاهدا يوم كان الجميل يدفع خمسماية الف دولار على وجبة قذائف ثقيلة تطلقها ناقلة نيوجرسي الاميركية على معاقل الدروز اللبنانيين ومنطقة وليد جنبلاط ، والان ارى كيف يجلسون ويتفقون على نسيان ماضيهم ،حيث كانوا يختلفون ويقتتلون بلا احاجي شمولية ولا تكفير ايديولوجيا ليبقوا في السياسة ومصالحها الذكية حيث لم يتصرفوا كقبائل تثار لفكرة العار ،لانهم شركاء في الحرب وشركاء في السلام ، هذا ما ينقص تصورنا نحن العراقيين ليس في ما يدعوه المصالحة بل في ما يجب ان تقوم عليه فكرة السياسة حيث لا محميات ولا قبائل ولا جدران طائفية عازلة ، بل الكل في السفينة في لحظة الغرق ولا خيار غير حرب تغرق السفينة او سلم ينقذها … كم سيكون من المفيد محو الامية السياسية في عالمنا كي لا تغرق السفينة ، ولكن خطافي الاوطان وخاطفي المجد والبطولات لا يتمكنون العيش بلا خصومة تخلق فيهم الاحساس بالبطولة ، هؤلاء البدو والبرابرة الذين جاؤوا بمحمولات خطاب المحاربين سوف يدخلون السياسة كمحاربين جدد يغرقون البلاد في الثقافة الامنية والاحاجي الشبحية للمؤامرة ،لانهم كالقمل الذي لا يعيش الا على اتساخ المكان ، حيث يخلقون الوسخ في الاماكن النظيفة لتتكون صيرورتهم .. ما زلت هنا لا انتظر غودو بل انتظر نفسي التي تحمل الانتظار وتحمل غودو ..
كل المحبة والاحترام لكم جميعا
امير الدراجي

الرسالة الثانية عشرة

الاخوة الاحبة
منذ فترة وانا امارس بعض الاحتضار النفسي مع وسطنا في المنظمة ولم استطع التملص من قوة التقزز والاشمئزاز التي سيطرة علي ، هذه المشاعر الجد خاصة تلتهمني لدى كل صدمة كمن يرى امه في احضان رجل غريب ، ولعلي احتاج دائما لفترة من الزمن كي اتخلص من هذه المشاعر الاليمة ، لا اشعر بلوم ضد احد الا اني اشعر بان طباع بعض الناس وتكوينهم هي ملك طبيعي لهم وهذا دابهم الذي لا ضير فيه الا اني غير ملائم لهكذا طباع وعلاقات ، لذا الوم نفسي قبل لومهم ، ولعلي بطيء في اكتشاف الامر ككل الذين يمارسون انسانيتهم دون حذر او تحسب ، وهذا يجعني قد عطلت اي مجس او استشعار وقائي لان الحياة غير مقبولة كما اعيشها معزولا عن العالم اخاف بناء اي علاقة تسلبني جمال المشهد من بعيد ، العالم مليء بالاشرار وربما بي شر يراه الاخر ، لا يهم ولكن مثاليتي المفرطة تسبب لي متاعب نفسية وصحية حتى اني بعد كل صدمة اما اقلع احد اسناني او اصاب باورام في جسدي ، وهذا جعل صحتي في هبوط مستمر .. اعتذر من الاسترسال ،الا اني اجد ضرورة للاحاطة بوضعي كي لا ارسل كل هذا الصمت لمن احببت ووثقت بهم ، ربما انا غير مفيد الا لتامل العالم وصياغته بكلمات ، لاني احيانا اشعر برغبة في التقيء حين اجد فاسدا او تافها يبتسم لي او حتى يمدحني ، وقد تقيات حقا في نادي العلوية واتحاد الادباء ، في العراق ، من نماذج لا احسب ان تصنيفها بين الخنازير بعادل ، فكيف بحكومة من اللصوص واجهزة من القرود ومنظمات تنقل ارث المخافر ودهاء الشرطة السرية ؟ انه لعزاء مدمر … اذن انا موجود معكم ومتواصل في تاملاتي الا ان صحتي تحتاج للتقليل من صرير الاسنان كعادة معروفة عندي حيث اكتب ، وبعد كل مقال ابصق دما من شدة الصرير .. انني فخور بالتورط بصداقتكم ونظافتكم الرائعة وهذا مدخل للبقاء في العالم .. اتابعكم بشغف وصمت ، لا تنسو صديقا ما زال يبحث عن يوسف ابدي في بئر الاخوة الاعداء ..كل محبتي واحترامي
امير الدراجي

الرسالة الثالثة عشرة
الاحب الى القلب الدكتور سيار
لم استطع تحمّل تلك الكتلة ( …. ) فكتبت لهم قائلا :
يبدو اني عسير الفهم لدى البعض فما زالوا يعاملوني بطرق سائدة وغير متمكنة من فهم موقفي ، وهنا لابد من الاشارة باني ارفض ان اكون في كتلة الالهة ولم اقبل ان ينوب عني حتى الرب ، … ان معاركي هي فكرية وفلسفية بحتة وليس لها علاقة بالبشر والافراد والاوطان انها حرب مع الهة ونظام كوني هائل ، مما يجعلني في حل من انظمة البشر التافهة ، فارجو عدم قراءتي او المرور على ما اقوله كنوبة مزاح او هزل . … فالكل ارقام في قوالب جاهزة ، هذا لا ارضاه لنفسي وان جعلني ان اجعل العالم كله اعدائي واجعل كل محب اكبر عدوا لي ، لا اقبل اي توصيف انشائي ولا اي اصطفاف خوائي بهذا العالم انا شريك .. في الخلق والعقد ولا تعنيني منظمة او فئة او تجمع ولقد خلقت كي اعيد اعتبار العقد والعاقد ..
لقد آثرت ان اعلمك بما قلته لهم واخترت استقلاليتك انت ، فالكل يحسبون حسابك ، بل والف حساب
امير الدراجي

الرسالة الرابعة عشرة
From: amir al-daraji (amirab9@yahoo.no)

Sent: Fri 3/25/05 1:30 PM
To: sayyarjamil1@hotmail.com
العزيز د سيار الجميل
بعد غياب في لجة الضجر وانعدام الجدوى شعرت باهتزاز ما وانا اقرا مقالكم في ايلاف ، وهو موجه الى افسد ما انتجته الارض والتجارب والأمكنة من خراب ، كنت سعيدا بما لمحتم له حول تشكيل منظمة ساحاول الكتابة لكم اكثر الا ان الكمبيوتر مطلوب مني من قبل الاطفال بسبب وجودهم معي الان خلال العطلة في هذه البلاد وسوف يعودون لامهم واعود لعزلتي وحروفي ، لقد افقدني الكمبيوتر اجمل المواضيع التي كتبتها ولم احفظها على ديسك لان الاطفال انجزوا فرح الخراب هذا فكان المحو اختبار ان نفرح بتخريب من نحب ولعلي نجحت بالامتحان بعيد غضب قصير … اشعر انك تورطني دائما بعراقية لم اجد ما يشدني لها لولا امثالك وامثال كل الغرباء عن هذا التزوير الكبير . ساكتب تعقيبا على مقالتكم في ايلاف.. كل الحب والمودة لكم
امير الدراجي

الرسالة الخامسة عشرة

From: amir al-daraji (amirab9@yahoo.no)

Sent: Thu 3/17/05 2:04 AM
To: sayyar jamil (sayyarjamil1@hotmail.com)
الاحب الدكتور سيار الوردة
كم المني انني قررت ان اهرب ولا افتح البريد لمدة اسبوعين تقريبا ،كنت امرح وامارس اقصى محو افكاري وهمومي مزيلا القرف الذي يخنقني ، ولكني تالمت حقا وانا اقرا رسالتك ولم ارد ، انني كتبت كثيرا ولم ادفعه للنشر بسبب الكسل من المراجعة ، ربما استعيد نفسي بعد حين فالتبدد مغري لاسيما وكاني فوجئت كيف عشت كل تلك الفترة مع هذه التجاذبات الفقيرة ، احاول التخلص من ملامة نفسي ، على كل انتم في القلب دائما ونحن فخورون بكم ، كما اشكركم على هذا الشرف الذي تقدموه لي كل مرة ، كل محبتي وامتناني لكم
امير الدراجي

الجنرال الحزين: رحلة أبدية ! ( الحلقة الأولى: تأبين مثقف عراقي كوني )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *