نوفمبر 22, 2024
110437

اسم الكاتب : نعيم عبد مهلهل


تمر اليوم سنوية رجل طيب ( قاسم موسى الفرطوسي 1940 ــ 2014) والذي ارتوى بماء الفراتين روحا وبقصب الأهوار مشهدا وقرأ لنا بتفاني وعشق كل بيئة المكان وموجوداته ، عاش في كنف ولادته في هور الصحين وصباه في قضاء المجر الكبير .ثم مارس التعليم مهنة في العمارة وبغداد ، وطوال هذا العمر .كان الرجل يسبح في أخيلة الأنثروبولوجيا ، يدرس المكان ويبحث في موجوداته ويشعر قارئة ان البيئة يمكن ان تصنع لأهلها خصوصية معرفة دقيقة بكل عوالمها وأحلامها.

كتب عن المكان وارثه اللغوي والتاريخي والأسطوري .وكان من الذين أرادوا فك الغاز الأيشنات وتل حفيظ ورؤى اخرى تعامل معها بهاجس المكان وحضارته السومرية البعيدة.

اعترف اني تعلمت من دراسات قاسم موسى الفرطوسي الكثير .ولكني لم التق به  ومتى أردت ان استفيد من رؤاه ودراساته ذهبت لا قرأه وأشير اليه انه معلما ورائدا وعاشقا بالروح والبصيرة الى المكان وارثه البشري والحضاري والبيئي والاجتماعي..

مات قاسم الفرطوسي برحيل حزنت معه قصبات الهور ومشاحيف الصيادين ومواويل معدان الجاموس وبائعات القيمر والجنود المعدان الآتين من جبهات الحروب.

هذا الرحيل الذي تؤثثه دموع الماء وطائر الفلامنكو والسنونو والبش والحذاف .هو فقدان محزن لرجل أعطى لثقافة المكان كل اهتمامه.

عاش معلما وباحثا ووجه ثقافيا واجتماعيا .وابقى لنا عناوين مهمة في الإرث الثقافي لعالم الأهوار.

لهذا يزف المكان الجنوبي لروح هذا الرجل الطيب بركات الذكرى ومدائح الريح والقصب ونايات الصيادين وهم يدفعون الى أعماق الهور مرادي شخاتيرهم في رغبة منهم لبناء صرحا من القصب لهذا الرجل الرائع الذي اسمه قاسم موسى الفرطوسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *