نوفمبر 22, 2024
04-15-780x470-sm

اسم الكاتب : رياض سعد

في  الجلسات الخاصة  واحيانا في المؤتمرات والمناسبات العامة ؛ عندما يجتمع قادة الاغلبية العراقية ؛ يتفق الجميع بأن الحلّ الوحيد للوضع المأساوي  العام والسياسي المضطرب الذي نعيشه هو “المصالحة الوطنية فضلا عن تصالح قادة المكون نفسه ” ,  ولكن بعد انتهاء المحادثات السرية و  العلنية  ورجوع القوم الى مقراتهم و اوكارهم  الحزبية  ؛ ترجع الامور الى ما كانت عليه ويعزو البعض ذلك الى تدخّل طرف ثالث  او اطراف دولية واقليمية ؛ حيث يتم افشال واحباط كافة المقررات الوحدوية والوطنية بقدرة قادر .

وتبدأ الاتهامات ويعود التراشق الاعلامي بين الاخوة الاعداء ؛ فهذا يتهم ذاك بانه ذيل وتبعي وفاسد , والثاني يتهم الثالث بكونه عميل مرتزق وقاتل وجاهل , ورابع يتهم الكل بأنهم “بياعين كلام”  ولا توجد اية مصداقية لديهم , … الخ .

فالحزب الفلاني والتيار العلاني يكيلان الاتهامات لبعضهما البعض , وعندما  تذهب بنفسك وتستمع للأول يخطر ببالك فورا بأن الاول محق والثاني معطل ؛ وعند الاستماع لحديث الثاني  تتبدّل الخواطر  وتغير رأيك وتتريث قليلا لاستيضاح حقيقة الامر ؛ ويقدح بذهنك ان هنالك  “طرف ثالث” في الأمر هو من يعطّل المصالحة العامة الوطنية  وإنهاء الانقسام الشيعي  .

 ربما حديث الطرف الثالث لم يأت من فراغ ,  فالمشروع البريطاني القديم الجديد يعمل على قدم وساق ,  ويهيئ الارضية لتحولات سلبية قادمة لا تصب في مصلحة الاغلبية العراقية الاصيلة , عن طريق ادواتها ورجالها وعملاءها وبالاتفاق مع الجانب الامريكي والصهيوني والاقليمي . 

لا شك في ان بريطانيا صاحبة الشعار الاستعماري المعروف ( فرق تسد ) ومعها امريكا هي المستفيدة الرئيسية من الانقسام الشيعي والتفكك السياسي العراقي , وتعمل على ادامة التخبط السياسي والانقسام الاجتماعي بين مكونات الامة العراقية العريقة . 

الامة العراقية الاصيلة  تمّر بمخاض عسير ؛  فـ” قوى الاطار ” لا تقوى وحدها  على مواجهة الضغوط والمصائب إلا بـ” بجماهير التيار ” , و ” التيار ” غير مستعد  لتحمّل أي مواجهات سياسية وتحديات خارجية من  دون ” قوى الاطار ” , الغريب أنّ الطرفان يرددان شعارات الوحدة وحماية المكون الشيعي  .. إذاً أين الخلل ؟!

انه المشروع البريطاني التخريبي الجديد , والعملاء الدخلاء الذين يطلقون الاشاعات والدعايات بين ابناء الوطن الاصلاء , فالحذر كل الحذر من هؤلاء الموتورين المنكوسين الذين فقدوا حظوظهم وامتيازاتهم في بغداد ولا زالوا يذرفون دموع التماسيح على ايام النظام الصدامي الهجين السوداء . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *