اسم الكاتب : حميد عبدالله
بينَ الشيعة اسلاميون وبعثيون وشيوعيون، راديكاليون وبراغماتيون ووسطيون ومتطرفون، وبينهم ايرانيو الهوى ايضا، ومنهم من يناصب إيران العداء، وهؤلاء (نواصب) في نظر الشيعة (المتأيرنين)!.
لاعلاقة للشيخ صفي الاردبيلي نزيل اردبيل عاصمة اذربيجان بمن يحكمون ايران اليوم، كما لم يكن اسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية يؤمن بولاية الفقيه التي تعتمد منهجا في حكم الدولة الايرانية منذ اكثر من ثلاثة عقود.
من مفارقات التاريخ ان الدولة الصفوية اعتمدت في بناء جيشها على الاتراك الآذاريين الذين عرفوا بـ(قزلباش)، والتي تعني لغة (قبعة الذهب)، وليس على الفرس كما هو شائع، وبالتالي فإن نعت الشيعة بالصفويين لايستند الى جذر تاريخي، ولا الى نسب ولا سلالة، كما ان حشر شيعة العراق في الخانة الايرانية، وتفريسهم ليس سوى نعرة كريهة تنبعث منها رائحة الفرقة وتعميق العداء والضغينة بين ابناء الشعب الواحد.
في الجهة الاخرى فإن سنة العراق عرب أقحاح، بينهم السلفي والعلماني والظلامي والمتنور والقومي، لكن القلة القليلة منهم قد جرفتهم الفتاوى التكفيرية لا بسبب معتقد متجذر في نفوسهم، بل بسبب ردة فعل سياسية لما شهده العقد الاخير من تاريخ العراق من تخندق طائفي سفحت بسببه انهر من الدم الطهور!.
سنة العراق في غالبيتهم على مذهب الامام الاعظم أبي حنيفة النعمان، أما من تحزب أو تطرف أو ذهبت به الغلواء الى حافات المنزع فأولئك هم الاستثناء القلة، اما الغالبية العظمى فهم من الاحناف المتسامحين الذين تقشعر أبدانهم حين تراق قطرة دم لمسلم في اقصى نقطة من بلاد المسلمين، فكيف اذا كان ذلك المسلم عراقيا يرتبط مع أهل السنة بالنسب والمصاهرة، وقبلهما بالدين الذي انزل على سيد المرسلين بأبلغ آيات التسامح والمحبة!.
باختصار فإن الانباريين ليسوا (دواعش) ولا متطرفين ولا من نسل القاعدة، وأهل الجنوب ليسوا ايرانيين ولا فرسا ولا صفويين!.
تلك هي الحقيقة التي يجب ان تكون بينة كبينونة الحلال والحرام!.