اسم الكاتب : حسن السومري
الوطنية البعثية بُنيت على العداء القومي ” عربي – صفوي – فارسي – مجوسي ” وقد أدت غرضها في مقطع زمني، ثم تحجمت ولكنها لم تندثر،واستخدامها كما هي لايتلائم وطبيعة ما يجري من صراع ولايخدم مشروع الاستهداف من الداخل كونها تُنفر وسائل الاستهداف التي تم توظيفها كضد نوعي … لذا لابد من اعادة صياغتها والبناء على اساسها بعد التمهيد بها لهذه الصياغة الجديدة القديمة…
ما يجري الان هو اعادة صياغة لمفهوم الوطنية، بموائمة الصياغة السابقة مع صياغة جديدة لهذه الوطنية، (اكثر تخصصا في الاستهداف الذي يراد لها ان تُبنى عليه،وأكثر وضوحاً وجراءة في الطرح)
من خلال نسف كل ما يخص كيان عقائدي محددة اسمه الكيان الشيعي الذي كان مستهدفًا بعنوان التبعية الخارجية تحت ذريعة الوطنية،وبات اليوم مستهدفًا بوجوده بمقدسة وضوابطه وصمامات حمايته وقدواته وضرب سلامة بيئة المحافظة الحاضنة له، بكامل جغرافيا امتدادها،وووالخ من عناصر الحماية التي منحته الصمود رغم الة التقتيل والتنكيل والتشريد وحافظت عليه من التفكك طوال عقود من الزمن،ليحل محلها وثن الوطنية التي يُراد لها ان تُبنى على أنقاض هذا الكيان، بدلاً من احياء روحها فيه ، بما يعكس حقيقته، ويعزز وجوده ويعمق جذوره…
فتكون اضافة نوعية له بجانب مميزاته الأخرى التي صمد من خلالها بوجه حملات تفكيكه وشيطنته وتقتيله وتشريده،رغم تجريده من الوطنية،التي يراد منحها لابنائه حالياً ولكن بشرط مقابل ان تسلب منهم روح هذا الكيان العنيد والخطير على راسم خط جغرافيا الأوطان ومُعرفها طبقاً لمصالحة ،
فأما ان تكن جزء من كيان شيعي فيه روح ولكنه مسلوب الوطنية ، أو ترضى بمنحك الوطنية ولكن بسلب هويتك الشيعية… وهذا ما يتم العمل عليه حالياً ، وقد تجلى في؛ المشاهد والتحركات والشعارات التي رُفعت والممارسات التي حدثت تحت غطاء التظاهرات التي باتت فرصة ثمينة باعتبارها حدث موجود يجب استثماره باكبر قدر ممكن
والتي تحول جزء كبير من المطلبية الخدمية وتصحيحية لمسار الحكومة إلى فكرية عقائدية تسقيطية ،مهددة لوجودية طرف محدد بأيدي شبابه الذّين، اجتهدوا بالتنازل عن ثوابتهم ، وشاباته اللائي شاركن بالتنازلات ، فتعالت صيحاتهم لإسماع الآخرين الذّين يطعنون بوطنيتهم”أننا وطنيون”
فصاروا يقفزون على اشلاء كيانهم الشيعي للقول ” اننا مستعدون لسحقه تحت الإقدام” وخلعوا ملابسهم وأسقطوا حيائهم وعفتهم والقيم التي تربوا عليها لإثبات وطنيتهم،التي يريد ان يمنحها الآخر لهم مقابل سلب هويتهم،والذي هو نفسه يسلبهم وطنيتهم عندما يختارون التمسك بروح عقيدتهم.
فسلب الهوية الوطنية الشيعية، بناءاً على الصيغة الوطنية البعثية بتهمة (التبعية)كان استهدافاً عاماً (بعناوين قومية) ذريعتها ايران وهدفها التشيع بشكل عام ، كمقدمة لاستلاب روح الهوية الشيعية من خلال الموائمة بين “تلك الصياغة والصياغة الحالية للوطنية”
فأما؛ شيعي عقائدي لا يساوم ولكن مطعون بوطنيته، او شيعي وطني ولكنه مستلب روح هذه الهوية ومتنازل عنها لإثبات انه يستحق منحه الوطنية التي تفضل عليه صنّاعها بمنحهم ايها له!
وعلى الشيعي ان يختار بين الهويتين (شيعي تبعي ذيل مقاوم … وطني بلا هوية شيعية تعكس متبنيات وثوابت هذا الكيان العنيد الذي يراد تحويله لمساوم ليتخلص ابنائه من لعنة الاتهام والتقتيل والطعن)
حيث لايحق له الجمع بينهما ، لان الجمع بينهما يعطية المشروعية التي تمنحه فرصة التأثير بالآخر المخالف له والمُظلل بماكنة اعدائه الإعلامية بدوافع سياسية عقائدية.
كما الجمع بينهما يزيده قوة واقتدار ويكون نور على نور …ونار تحرق صُنّاع الوطنيات ومستلبي إرادة الشعوب ، وراسمي جغرافيا الأوطان وموزعوا هويات الوطنية على مقاساتهم وبما يخدم مشاريعهم وأهدافهم الفكرية والعقائدية والسياسية المغلفة بأغلفة وطنية لنسف هذا الكيان وكل المسميات والفعاليات المناهضة لأصحاب هذه المشاريع في كل زمان ومكان، على اختلاف انتمائاتها ومسمياتها.