نوفمبر 2, 2024
download-(6)-sm

اسم الكاتب : رياض سعد

الاهداء
الى
كل عراقي يؤمن بعظمة و وحدة وسيادة العراق ,
ويعمل جاهدا على استراد كافة الاراضي والحقوق العراقية المسلوبة , ويسعى جادا الى لملمة الشتات العراقي في كل مكان تحت راية الهوية الوطنية العراقية الجامعة














المقدمة




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي وهبنا العقل وجعله نورًا نهتدي به ، أما بعد ..
نقدم هذا البحث التاريخي المتواضع إلى جميع من يهتم بالمعرفة وبتاريخ العالم الاسلامي والعربي والعراقي ؛ وإلى جميع مدرسي مادة التاريخ والدارسين والقراء، وهذا البحث هو بعنوان : (( الشمر بن ذي الجوشن الضبابي الكلابي العامري الهوازني النجدي الحجازي )) ؛ فهو يتحدث عن هذه الشخصية المثيرة للجدل والتي ارتبطت ارتباطا وثيقا ب واقعة الوقائع معركة كربلاء .
علما ان اغلب – ان لم نقل كل – المقالات والبحوث الصغيرة التي كتبت عن هذه الشخصية كتبت ضمن دائرة الدراسات الدينية المتحيزة , ولم يؤلف بحثا اكاديميا موضوعيا عن هذه الشخصية حسب علمي , لذلك ارتأيت تسليط الاضواء عليها وكشف الملابسات التاريخية التي رافقت نشأتها .
ولعل السبب الرئيسي الذي دفعني للكتابة عن هذه الشخصية التي شاركت في قتل الامام الحسين , واختيار هذا الموضوع الحساس بالنسبة للمسلمين لاسيما الشيعة منهم ؛ دفع التهم الملفقة ضد اسلافي العراقيين , وتصحيح القراءة التاريخية الظالمة التي تعرض لها بلدي العراق , من قبل وعاظ السلاطين و كتبة الخط المنكوس (1)
واعادة قراءة التاريخ من خلال تسليط الاضواء على المسكوت عنه , والمخفي من تاريخ شعبي و وطني , ووضع كل حدث في موضعه الطبيعي , وارجاع كل فعل الى فاعله الحقيقي , وبيان العلاقة بين المنتسب والمنسوب اليه , ونسبة الجرائم الى المجرمين الاشرار وتبرئة ساحة الابرياء الاخيار , كي يعرف كل مكون حجمه , وكل فئة تاريخها , ويستلهم المعاصرون العبر والدروس من انجازات واخطاء اجدادهم واسلافهم , ويصححوا المسيرة ويغيروا السيرة ؛ بما يخدم العراق والعراقيين , ويساهم في احياء الروح الوطنية العراقية المجيدة , فالتصالح مع الماضي ومراجعة الهوية الوطنية الجمعية يضمن لنا طريقاً سوياً نحو مستقبل مشرق , فهذه الدراسة ليست تاريخية فحسب بل دراسة أنثروبولوجية تحاول ربط الماضي بالحاضر للانطلاق برؤية واضحة نحو المستقبل الزاهر الموعود والنهضة الحضارية المرتقبة .
ونتمنى أن ينال إعجابكم وأن يكون ملمًا وشاملاً لمختلف المعلومات التي ذكرتها المصادر الاولية والمراجع التاريخية عن هذه الشخصية .
وقد حرصت في هذا البحث على أن اقوم بالتحدث عن كل ما يخص هذه الشخصية ويسلط الضوء عليها , بغية الوصول الى حقيقة و واقع هذه الشخصية ودورها في الاحداث السياسية والاجتماعية والدينية التي حدثت في القرن الهجري الاول و وقعت في العراق .
ويعتبر هذا الكتاب الخامس ضمن سلسلة قضايا جدلية في الشؤون العراقية ؛ واني انصح القارئ بقراءة كل كتب و اجزاء السلسلة المترابطة فيما بينها والتي من خلالها تتضح الرؤية كاملة لدى القارئ الكريم ؛ فما هذه الكتب الا تطبيقات فرعية وتفاصيل جزئية لفرضيتنا : (( الخط المنكوس )) .
ونرجو ألا يبخل علينا الأساتذة والمختصون بملاحظاتهم ومقترحاتهم البناءة والهادفة لتصحيح أي أخطاء حتى نتفاداها فيما بعد , ونصحح الاخطاء في الطبعة الثانية ان شاء الله .


















الفصل الاول


في ذكر الالقاب العشائرية والقبلية لشمر بن ذي الجوشن
وسنبدأ من النسب الابعد ثم البعيد نزولا للقريب فالأقرب





















المبحث الاول
اضواء خاطفة على قبيلة هوازن



تعتبر قبيله هوازن إحدى قبائل العرب العدنانية ؛ وهم بنو هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان, من ذرية النبي اسماعيل بن النبي ابراهيم – ( كما هو المشهور) – ؛ وهي من القبائل العربية الجامعة الكبيرة – (اي التي لها عدة بطون ) – , وهي احدى جماجم العرب – (أي رؤسائهم , او لأنها بمنزلة الرأس بالنسبة لسائر بدن الانسان , او التي يهتدي اليها العرب , او لأنها بمنزلة الرأس لمواشيهم) – .(2)
وكان يطلقون على قبائل سليم وغطفان وهوازن أثافي العرب لكثرتهم وشدة باسهم , وكانت حاضرتها الطائف ؛ فهي تسكن الطائف وما حولها من أودية, نعم هنالك بطن من بطون هوازن وهم بنو عامر كانوا يسكنون نجد, الا ان الرواية التي وردت عن ذي الجوشن تشير الى خلاف هذا الامر , اذ جاء بها : (( … فو الله إني في أهلي بالغور … )) . (3)
والغور كما هو معروف : (( هو ما انخفض من الارض بخلاف نجد ؛ اذ هو ما ارتفع من الارض )) . (4)
والغور كانت تعني تهامة – من اقاليم شبه جزيرة العرب الخمسة – , تمتد من ينبع حتى نجران مقابل السهل الساحلي للبحر الاحمر , فتُهامة كلها من الغور، ومكة من تهامة ؛ لذلك كان يطلق على النبي محمد لقب النبي التهامي لكونه منها . (5)
ولذلك سمي الحجاز حجازا لأنه يعني الحاجز وهو الحد الفاصل كونها تحجز تهامة عن نجد ؛ فقد قيل سميت الحجاز لأنها حجزت بين غور تهامة وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر(6) , و عليه ؛ كيف ادعى ذو الجوشن انه كان بالغور حينما ورد الراكب عليه واخبره بفتح مكة , علما ان مراعي بني عامر في نجد وهو احدهم ؟!
فهذه الرواية تتعارض مع المعلومات التاريخية التي تشير الى ديار بني عامر ؛ اللهم الا اذا كان القصد من الغور في هذه الرواية : طرف تهامة باتجاه نجد – وهي منطقة مدارج ذات عرق – فتكون المنطقة المحاذية لنجد ؛ او يكون المعنى المقصود من الغور كما يقول الباهلي : ((كلّ ما انحدر سيله مغرّبا عن تهامة فهو غور)) (7) ، وقال الأصمعي: يقال غار الرجل يغور إذا سار في بلاد الغور، وهكذا قال الكسائي وأنشد قول جرير:
يا أمّ طلحة ما رأينا مثلكم … في المنجدين ولا بغور الغائر (8).
والعرب تقول: ما أدري أغار فلان أم أنجد أي ما أدري أتى الغور أم أتى نجدا … ؛ فلعل ذو الجوشن وقتذاك ذهب باهله الى تهامة او حدودها القريبة من نجد للرعي .
نعم بعض المصادر اشارت الى ان مساكن كلاب – وهو من كلاب وكلاب من بني عامر – في جنوب نجد على مشارف الحجاز ؛ وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه انفا .
و يروي ابن الأثير في الكامل : (كانت أرض الطائف قديماً لعدوان بن عمرو بن قيس ين عيلان بن مضر فلما كثر بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن غلبوهم على الطائف بعد قتال شديد وكان بنو عامر يصيفون بالطائف ويشتون بأرض نجد) (9).

والان نعود الى حديثنا عن قبيلة هوازن ؛ اذ ان لها بطون , فقد تفرعت من هوازن عدة قبائل منها :
قبيلة ثقيف , وبني سعد – ( و بنو سعد هم من كان النبي محمد مسترضعا فيهم ؛ اذ منهم حليمة السعدية ام النبي محمد من الرضاعة ، فلم يزل فيهم حتى يفع ) – , وقبيلة بني عامر بن صعصعة , وقبيلة سبيع والسهول من بني عامر بن صعصعة , و بني نصر , و بني جشم , وغيرهم .
وقد تتحد تلك البطون والقبائل في الحروب تحت راية هوازن – (القبيلة الام ) – ؛ كما انضوت قبيلة ثقيف تحت لواء هوازن في معركة حنين ضد المسلمين , او كما انضوا بنو الضباب وبنو كلاب تحت راية هوازن في معركة كربلاء ضد الامام الحسين بن علي .
وقد جاء الإسلام وقبيلة هوازن في أوج قوتها، وقد خرجت للتو من انتصار كبير في عدة أيام متتالية من حرب الفجار ماعدا يوم شرب الذي انتهى لمصلحة كنانة، وكان هذا من أسباب عدم انقيادها لهذا الدين الجديد ؛ فهي كانت ترى نفسها ندا لقريش وقريش من كنانة , وبما ان النبي محمد من قريش لم تتقبل الامر برحابة صدر , اذ ان التعصب القبلي وايام الجاهلية لا زالت مستقرة في نفوسهم , وحاضرة في اذهانهم ، و بعد كسر شوكة قريش والمشركين بمكة – (بعد فتح مكة – ) وتطهير الحرم من الاصنام وإرسال السرايا للإجهاز على الأوثان المحيطة بمكة ، خشيت هوازن أن يدركها ما أدرك قريشا، فاجتمع قادتها وتدارسوا الأمر، وأجمعوا على رفع راية الحرب ضد المسلمين، ووقف مد الإسلام، قبل أن يستفحل خطره عليهم، ومبادرتهم بالهجوم والقتال، فحشدوا قواهم واستنفروا من حولهم لتوجيه ضربة قاصمة للمسلمين، وخرجوا عن بكرة أبيهم بنسائهم وذراريهم وأنعامهم، لتكون خلفهم، فيندفعوا مستميتين في القتال دفاعا عن أعراضهم وأموالهم، ومضوا حتى نزلوا حنينا، وقائدهم يومئذ مالك بن عوف النصري ؛ وبلغ النبي محمد خبرهم، فسارع بالخروج إليهم قبل أن يدهموا المسلمين بمكة ، فخرج إليهم في عشرة آلاف من أصحابه الذين خرجوا معه لفتح مكة، وخرج معه ألفان من أهل مكة فيهم من أسلم ومنهم من هو باق على شركه – (الطلقاء ) – ، فكانوا اثني عشر ألف , وكانت هوازن من اخر القبائل العربية الكبيرة التي حاربت الاسلام ولم تنقاد له بسهولة ؛ وذلك في السنة الثامنة من الهجرة في معركة حنين , وقد خسروا المعركة ؛ فما لبثوا ان تحولوا الى الاسلام ونطقوا بالشهادتين , وجاءوا النبي محمد وهم يتوسلون به , من اجل ان يرجع لهم ما غنمه المسلمون منهم ولاسيما نسائهم واطفالهم , وبعد ذلك انخرطت هوازن في صفوف المسلمين وشاركت في الفتوحات , وانتشرت في الشام و العراق و المغرب العربي والأندلس ومصر وغيرها ، وبقي منهم قبائل كثيرة في الجزيرة العربية ؛ وقيل غير ذلك (10) .



وقد جاء في المصنف لابن أبي شيبة – ج 14 / ص 233 في مدح هوازن ( بنو عامر ) :
(( عن أبي جحيفة قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح وهو في قبة له حمراء، فقال: من أنتم؟ . فقلنا: بنو عامر الهوازنيين، فقال: مرحباً أنتم مني و انا منكم . ))

ومن شخصيات واعلام هوازن
زوجات النبي محمد من هوازن :

1- أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث : ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤبة بن عبد الله الهلالي العامري .
2- أم المؤمنين زينب بنت خزيمة : زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف الهلالي العامري – (أم المساكين) – .
3- أم المؤمنين العالية بنت ضبيان : العالية بنت ضبيان العامري .
4- أم المؤمنين عمرة بنت يزيد: عمرة بنت يزيد العامري .
5- أم المؤمنين هند بنت يزيد: هند بنت يزيد العامري .
6- -أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود العامري. (11)


من شعراء هــوازن:

1-لبيد بن ربيعة بن مالك الجعفري الكلابي العامري .
2- أبو وجزة السعدي الهوازني .
3- دريد بن الصمة الجشمي .
4- عامر بن الطفيل الجعفري الكلابي العامري .
5- خالد بن جعفر بن كلاب العامري .
6- الراعي النميري العامري .
7- النابغة الجعدي الكعبي العامري .
8- حميد بن ثور الهلالي العامري .
9- مجنون ليلى قيس بن الملوّح الكعبي العامري .
10- ليلى بنت مهدي بن سعيد الكعبي العامري .
11- ليلى الأخيلية .
12- معاوية الكعــبي العامري .
13- قيس بن المنتفق الكعبي العامري .
14- الصمة بن عبد الله القشيري الكعبي العامري .(12)
وقد عد من شخصيات هوازن ايضا كلا من : ذي الجوشن الكلابي – والد الشمر – , وشمر بن ذي الجوشن ؛ بل ان شمر بن ذي الجوشن قد ترأس هوازن في الكوفة في عهد عبيد الله بن زياد ؛ اذ تزعم وفد هوازن الذاهب مع السبايا والرؤوس الى الشام .



موقف هوازن في كربلاء
وذكر الشمر ضمن افراد هذه القبيلة

جاء في تاريخ الطبري : ج6 / ص 398: (… ولمَّا قُتل الحسين بن علي جيء برؤوس من قُتِل معه من أهل بيته، وشيعته، وأنصاره، إلى عبيد الله بن زياد، فجاءت كندة بثلاث عشر رأساً، وصاحبهم قيس بن الأشعث، وجاءت هوازن بعشرين رأساً وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن، جاءت تميم بسبعة عشر رأساً، وجاءت أسد بستة رؤوس، وجاءت مذحج بسبعة رؤوس، وجاء سائر الجيش بسبعة رؤوس، وذلك سبعون رأساً ) .














المبحث الثاني
نبذة عن قبيلة بني عامر



عامر بن صعصعة هو ابو قبيلة تعد من اكبر القبائل العربية في ايام الجاهلية والاسلام ؛ الا وهي قبيلة : ( بنو عامر ) .
ونسبهم هو كالتالي :
هم بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية النبي اسماعيل بن النبي ابراهيم , ويطلق عليهم العامريين … . (13)
ولقبيلة بني عامر بطون وفروع :
وأبناء عامر بن صعصعة هم اربعة :1 – ربيعة , 2- هلال , 3- سواءة , 4- نمير .
ولد عامر بن صعصعة: ربيعة وفيه البيت والعدد، و هم بنو ربيعه بن عامر بن صعصعة ؛ ومنهم: بني كلاب ، وبني كعب ، وبني عامر ، وبني كليب .
وقلنا انفا أن (ربيعة بن عامر بن صعصعة) قد ولد : (كلاب وفيه البيت ) و(كعب وفيه العدد ) و(عامر) و(كليب) ،
وأمهم هي : (مَجـْد بنت تــَيـْم الأدْرَم بن غالب بن فـِهـْر ــ ( وهو قريش) ــ ، فأمهم قــُريشية تـُعتبر من عمات النبي محمد ، وهم يفخرون بهذا على قبائل العرب ، فإن قريش لم تكن تزوج نسائها خارج قريش إلاّ ما ندر فإن حدث ذلك فأنها تزوجهن لأشراف العرب وسادتهم ، وكان ربيعة بن عامر بن صعصعة كذلك ، وذلك لمكافئة مكانته ورفعة قومه لمكانة قريش ورفعتها (14) .
وتفرع من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة : بني عامر ، وبني أبي بكر ، وبني جعفر، وبني رواس ، وبني الضباب – ( عشيرة الشمر ) – .
وتفرع من بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة : بني جعدة، وبني قشير، وبني عقيل، وبني الحريش، وبني عبدالله، وبني حبيب .
وتفرع من بني عامر بن ربيعه بن عامر بن صعصعة : بني ربيعة البكاء ، وبني معاوية ، وبني عوف، وبني عمرو .
ومن كليب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة: آمنة بنت أبان، تزوجها أمية بن عبد شمس؛ فولدت له العاصي، وأبا العاصي، والعيص، وأبا العيص وقد درج بنو كليب – راجع جمهرة أنساب العرب لابن حزم ج1 / ص 119؛ الا ان صاحب كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ل النويري ج1 /ص 240 يذهب الى خلاف ذلك : (( كليب بن ربيعة فأعقب من خمس أفخاذ لصلبه: أبان وجهم وجشم وخلف ومسروق . )) – .
و بنو هلال بن عامر بن صعصعة ؛ ومنهم: بني شعثة ، وبني ناشرة ، وبني نهيك ، وبني عبدالله .
و بنو سواءة بن عامر بن صعصعة .
و بنو نمير بن عامر بن صعصعة ؛ ومنهم: بني ضبة ، وبني كعب ، وبني عامر ، وبني الحارث .
و أهم فروع بني عامر : هم بنو كلاب وبنو كعب وبنو نمير وبنو هلال – كما مر انفا – ؛ وقد سادت كلاب وكعب على نجد في صدر الإسلام، وهم الذين يعنيهم الشاعر الأموي جرير في قوله الشهير :
(( فغض الطرف إنك من نميرٍ فلا كعباً بلغت ولا كلابا )) .
وقد تفرعت عدة بطون وعشائر من هذه القبيلة ؛ ويبقى الجد الجامع لجميع هذه الفروع والبطون هو عامر بن صعصعة .
و هي قبيلة : هوازنية قيس عيلانية مضرية عدنانية, وقد اشتهرت قبائل قيس عيلان بانهم من اشد العرب بأساً وشجاعة ونجدة وفيهم الكثير من الفرسان والابطال المشهورين والشعراء البارزين .
تاريخيا شكلت قبائل بني عامر بن صعصعة الكتلة الرئيسية والأولى ضمن قبائل هوازن وكثيرا ما كان اسم بني عامر علما في حد ذاته في كتب السير والتاريخ يستعاض به عن مسمى هوازن في مقابل القبائل القيسية الأخرى مثل سليم بن منصور أو غطفان بن سعد .
وقد اشتهرت قبيلة عامر بن صعصعة بالكثرة والقوة والشجاعة , وأنجبت الكثير من الفرسان والشعراء البارزين – كما ذكرنا انفا – منهم : جياش بن قيس الأعور بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الذي شهد معركة اليرموك ويقال: إنه قتل بيده ألف نصراني وقطعت رجله يومئذ .. .
ومنهم عويمر بن أبي عدي بن ربيعه بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعه ابن عامر بن صعصعة شاعر وفارس بنو عقيل بن عامر الذي دعا فارس العرب الشهير عنترة بن شداد العيسى الى المبارزة قائلاً له :
(( أبرز إلي أيها العبد فإن قتلتك فلأخفين أصحابك بعدك ! وإن قتلتني رجعت بإبل قومي ! فلم يقدم عنترة على مبارزته .. )) .
ومنهم ملاعب الأسنة أبو البراء عامر بن مالك , وعامر بن الطفيل ,والربيع بن حنظـلة ,ولبيد بن ربيعة ,والنابغة الجعدي ,والهلاليون أبو زيد وذياب بن غانم وعامر الخفاجي وغيرهم الكثيرون .
وقد سأل معاوية بن ابي سفيان النسابة دغفل الشيباني عندما جاءه مع وفد العراق , عن قيس عيلان :
فقال:
(( كـانـوا لا يفـرحـون اذا اديلـوا ولا يجزعون اذا ابتلوا ولا يبخلون اذا سئلوا..
فسأله عن اشرافهم في الجاهلية , فقال :
غطفان بن سعد ,وعامر بن صـعصـعة , وسليم بن منصور ..
فأما غطفان فكانوا كراماً سادةً ,وللخميس قادة, وعن البيض ذادة ..
وأما بنو عامر فكثير سادتهم , مخشية سطوتهم ,ظاهرة نجدتهم ..
وأما بنو سليم فكانوا يدركون الثأر , ويمنعون الجار . ويعظمون النار – (اي يكبرون النار كناية عن الكرم ) – .. )) .
و عندما دخلت امامة بنت يزيد على معاوية بن ابي سفيان ؛ وسألها عن قبائل قيس عيلان قالت:
(( جمجمة قيس غطفان , وأضراسها من سليم وخيشومها عامر بن صعصعة.. )) .(15)

وكانوا بنو عامر بن صعصعة في الجاهلية قوماً لا يدينون للملوك , بل هم كثيراً ما يعترضون للطائم النعمان ويغنمونها – اللطائم جمع اللَّطِيمَة وهي : عِيرٌ تحمِل المسكَ والَبزّ وغيرَهما للتجارة – .
وقد عرف العامريون بالأحامس لتشددهم في دينهم على مذهب قريش الذين يجتمعون معهم في مضر بن نزار ؛ وقد مر عليكم ان قريش وهوازن من اخر الناس اسلاما .. .
وتعتبر قبيلة عامر بن صعصعة من أكثر القبائل عدداً , قال أبو عمرو بن العلاء :
(( جاء الاسلام وأربعة احياء قد غلبوا على الناس كثرة , شيبان بن ثعلبة , وجشم بن بكر , وعامر بن صعصعة , وحنظلة بن مالك , فلما جاء الإسلام خمد حيان وطما حيان , طما بنو شيبان وعامر بن صعصعة , وخمد جشم وحنظلة .. )) .
كما خرج من بني عامر أهم شخصيتان في تاريخ الأدب العربي وهما قيس بن الملوح العامري مجنون ليلى ، والأمير أبو زيد الهلالي . (16)
مصاهرة قريش لبني عامر :

فقد تزوج النبي محمد من بني عامر بن صعصعة عدة نساء منهن : ام المؤمنين زينب بنت خزيمة بن الحارث العامرية ولقبت “بأم المساكين ” لشدة عطفها عليهم , وام المؤمنين ميمونه بنت الحارث بن حزن العامرية , وام المؤمنين العالية بنت ظبيان العامرية , وأم المؤمنين عمره بنت يزيد العامرية , وام المؤمنين هند بنت يزيد العامرية كما مر عليكم انفا في مبحث هوازن .
كذلك تزوج الإمام على بن أبي طالب من ام البنين بنت حزام بن خالد العامرية وأنجبت له العباس وجعفر وعبدالله وعثمان ومحمد , كما أن سعيد بن العاص تزوج ابنة يحيى بن عمرو العامري .
وبنو عامر بن صعصعة اخوالاً لعدة رجال من كبار قريش ومشاهيرهم مثل : عبدالله بن عباس ؛ فأمه لبابه الكبرى بن الحارث بن حزن العامرية , وخالد بن الوليد ؛ امه لبابه الصغرى بنت الحارث ابن حزن العامرية , وابو سفيان زعيم قريش ؛ امه صفية بنت حزن العامرية , كذلك آمنه بنت أبان العامرية تزوجها أمية بن عبد شمس من كبار قريش كما مر انفا . (17)
وقد ورد ذكر قبيلة بني عامر في عدة احاديث نبوية ؛ ومنها :
(( عن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا أنت سيدنا فقال السيد الله تبارك وتعالى . قلنا : وأفضلنا فضلا ، وأعظمنا طولا ، فقال : قولوا بقولكم ،أو بعض قولكم ،ولا يستجرينكم الشيطان )) .
((عن عبدالله بن بريده رضي الله عنه قال: أن عم عامر بن الطفيل أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرساً ، فبعث إليه يسأله الدواء من داء نزل بهم يقال له : الدبيلة، فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعكة عسل ورد عليه الفرس )) .
(( قال رسول الله : { اللهم اكفني عامرا واهد بني عامر } )) . (18)
ولما فرغ النبي محمد من تبوك، وأسلمت ثقيف، وبايعت، ضربت إليه وفود العرب تدخل في الاسلام أفواجا، يضربون إليه من كل وجه ، فوفد عليه بنو عامر ابن صعصعة فيهم عامر بن الطفيل، وأربد ابن قيس بن جزر بن خالد بن جعفر، وجبار بن سلمى، وكان هؤلاء النفر رؤساء القوم وشياطينهم، فقدم عامر بن الطفيل على النبي محمد وهو يريد أن يغدر، فقال: لأربد إذا قدمنا على الرجل، فاني شاغل عنك وجهه ، فأعله، فكلم عامر النبي محمد وقال : والله لأملأها – (أي المدينة) – عليك خيلا ورجالا، فلما ولى ؛ قال النبي محمد : اللهم اكفني عامر بن الطفيل ؛ فلما خرجوا من عند النبي محمد ، قال عامر لأربد : ويلك أين ما كنت أوصيتك به ، والله ما كان على ظهر الأرض رجل ، هو أخوف على نفسي عندي منك ، وأيم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا ؛ قال لا تعجل علي، لا أبالك ، والله ما فهمت بالذي أمرتني به من مرة، الا دخلت بيني وبين الرجل، حتى ما أرى غيرك، أفأضربك بالسيف ؟! ؛ وخرجوا راجعين إلى بلادهم حتى إذا كانوا ببعض الطريق، أصيب عامر بن الطفيل بالطاعون ؛ فمات، ثم خرج أصحابه، حتى قدموا أرض بني عامر، فلما قدموا أتاهم قومهم، فقالوا: ما وراءك يا أربد؟ قال: لا شيء، والله لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت أنه عندي الآن، فأرميه بنبلي هذه ، حتى أقتله، فخرج بعد مقالته هذه بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه، فقتل . (19)



ديار بني عامر :

وتقع ديار بني عامر بن صعصعة في الأقسام الغربية من نجد وتمتد إلى الحجاز , اذ كانت منازلهم فكانوا كلهم بنجد ثم نزلوا ناحية من الطائف، مجاورين لعدوان أصهارهم، فنزلوا حولهم، وكانوا بذلك زمانا، ووقعت بين عدوان حرب وتشتت أمرهم ، فطمعت فيهم بنو عامر، وأخرجتهم من الطائف ، ونفوهم عنها ، فكانت بنو عامر يتصيفون الطائف لطيب هوائها وثمارها، ويتشتون بلادهم من أرض نجد، لسعتها، وكثرة مراعيها، وإمراء كلئها، ويختارونها على الطائف ؛ فلما اشتد عود ثقيف وقوي أمرهم، منعوهم منها، واستقلوا بها وحدهم .
و يقول ابن خلدون في ذلك : (( كان (قبائل) بنو عامر بن صعصعة كلهم بنجد ، وبنو كلاب في خناصرة والربذة من جهات المدينة، وكعب بن ربيعة فيما بين تهامة والمدينة وأرض الشام . و(قبائل) بنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان(جنوب الحجاز) . ونمير بن حامد معهم . وجشم محسوبون منهم بنجد . وانتقلوا كلهم في الإسلام إلى الجزيرة الفراتية – (شمال العراق وسوريا) – فملك نمير حران ونواحيها . وأقام بنو هلال بالشام إلى أن ظعنوا إلى المغرب كما نذكر في أخبارهم . وبقي منهم بقية بجبل بني هلال المشهور بهم الذي فيه قلعة صرخد أكثرهم اليوم يتعاطون الفلح )) . (20)
و كما ذكر البكري : ((ان قبائل بني عامر بن صعصعة كثيرو الترحال فقد كانوا يصيفون في الطائف لطيب هوائها وثمارها ويشتون في بلادهم من أرض نجد لسعتها وكثرة مراعيها وإمراء كلئها)) . (21)
وقيل ان منازل بني عامر الأصلية مناطق الرماح ورنية والخرمة وبيشة على حدود نجد الجنوبية مع الحجاز وانتشرت فروعهم في نواحي نجد وإقليم البحرين والعراق وسلطنة عُمان والمغرب العربي، كما وصلت قبائل عامرية إلى الأهواز ومصر وغيرها . (22)
وقد عد من فرسان بني عامر ذي الجوشن والد شمر بن ذي الجوشن حسب ما جاء في بعض الروايات .
ذكر الشمر في المصادر التاريخية ب لقب العامري

من المصادر التي ذكرت الشمر بلقب العامري – ( وهذا على سبيل الاستشهاد وليس الاستقصاء والاستقراء الكامل ) – ما رواه الشيخ الصدوق في كتابه : ( الأمالي /266) : قال (وحال بنو كلاب بين الحسين وبين الماء… واقبل عدو الله سنان بن انس الايادي وشمر بن ذي الجوشن العامري لعنهما الله في رجال من اهل الشام حتى وقفوا على راس الحسين عليه السلام … ) .






المبحث الثالث
قبيلة بنو كلاب وفروعها

كلاب جمع كلب : وهو كل سبع عقور وغلب على النابح ؛ وكانت العرب تسمى أولادها بأسماء منكرة شؤما لأعدائها, وتحسن أسماء عبيدها تفاؤلا بها ؛ وكِلابٌ اسمُ رجل سمي بذلك ثم غَلَبَ على الحيّ والقبيلة ؛ وهذه القبيلة يرجع نسبها الى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان . (23)

بطون قبيلة بنو كلاب

عرف كلاب هذا بالحمق , وعد ولده من بعده في جماجم العرب , اذ كثرت بطونهم , فقد أنجب كلاب عشرة من الولد , أشار اليهم الشاعر بقوله :
وان كلابا هذه عشرة أبطن …… وانت بريء من قبائلها العشر
والعشر أبطن لصلب كلاب وهم : وأبو بكر – ( واسمه عبيد) – ، وجعفر , والحارث وهو رؤاس – ( قيل : بالفتح و واو بدل الهمز ) – , وربيعة , وعامر , وعبدالله , وعمرو , وكعب وهو الأضبط , ومعاوية – ( وهو الضِّباب بن كلاب) – ، وله ولد يدعى زيد درج ولم يعقب .
وهاهم بالتفصيل :
1- أبو بكر وهو عبيد بن كلاب , ويلقبون ببني البزرى , يقول احدهم وهو القتال الكلابي :
اذا ما تجعفرتم علينا فإننا …… بنو البزرى من عزة نتبزر

ومن مشاهيرهم أبي بكر الضحاك بن سفيان سياف النبي محمد , وعبد العزيز بن زرارة سيد أهل البادية , ونباتة بن حنظلة من قواد بني أمية .





2- جعفر بن كلاب , أعز بيتين في مضر هم , مع بني عمرو بن جندب , عدوا في المذكورين من الناس بالكبر ؛ لما وجدوا في انفسهم الفضل , مدحهم جرير فكان من قوله :
ذوو الحجرات الشم من ال جعفر …. يسلم جانيها ويعطى فقيرها
حياتهم عز وتبنى لجعفر … .. اذا ذكرت مجد الحياة قبورها
لهم صيت في كل المواقف , واشتهر من رجالهم ملاعب الاسنة : عامر بن مالك الذي وفد على النبي محمد وأجار الدعاة , الذين قتلوا على بئر معونة بتدبير ابن اخيه عامر بن الطفيل , وبعض بني سليم .
ومنهم علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلابي ، كان من أشراف بنى ربيعة بن عامر ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، وكان سيدا في قومه حليما عاقلا ، ولم يكن فيه ذاك الكرم وهو الذي نافر عامر بن الطفيل ابن مالك بن جعفر بن كلاب وكلاهما كلابي وفاخره ، والقصة مشهورة ولما عاد النبي محمد من الطائف إرتد علقمة ولحق بالشأم فلما توفى النبي محمد أقبل مسرعا حتى عسكر في بني كلاب بن ربيعة ، فأرسل إليه أبو بكر سرية فانهزم منهم وغنم المسلمون أهله ، وجملوهم إلى أبى بكر فجحدوا أن يكونوا على حال علقمة ، ولم يبلغ أبا بكرا عنهم ما يكره فأطلقهم ، ثم أسلم علقمة فقبل ذلك منه, استعمله الخليفة عمر بن الخطاب على حوران – راجع ابن الأثير – أسد الغابة في معرفة الصحابة / حرف العين – باب العين واللام – 3778 – علقمة بن علاثة/ الجزء : ( 4 ) – رقم الصفحة : ( 82 ) – . ؛
فقصده الحطيئة فوجده ميتا , فقال :
الى القائل الفعال علقمة الندى ….رحلت قلوصي تجتويها المناهل
الى ماجد الاباء فرع عثمثم …. له عطن يوم التفاضل اهل
لعمري لنعم المرء من ال جعفر … بحوران أمسى أعلقته الحبائل

ومنهم الشاعر لبيد بن ربيعة العامري .
3- الحارث بن كلاب , وهو رؤاس ؛ مشتق من روائس الوادي : وهي أعاليه , وقالوا : رجل رؤاسي وهو عظيم الرأس .
ولده : عبيد وبجيد وبجاد .
ومنهم : الهزهاز بن ميزز يحدث عنه , وعمرو بن مالك الوافد على النبي محمد , والشاعر أبو دؤاد الرؤاسي , و وكيع بن الجراح المحدث وأبوه .


4- ربيعة بن كلاب , وهم قليل , وليس فيهم مذكور مشهور ؛ منهم أهل بيت بالبصرة : هم بنو نفيل بن ربيعة . (24)
5- عامر بن كلاب , و ولده كعب والاصم , ومن كعب بنو الوحيد اخوال العباس جعفر ومحمد الاصغر وعبدالله وعثمان أبناء الامام علي بن ابي طالب من أم البنين بنت حزام الكلابية .
ومنهم الشاعر شبيب بن حزاد , والاشعث رئيس شرط الحجاج بواسط .
وفي بني الوحيد يقول مزرد بن ضرار الذبياني :
أتذهب من ال الوحيد ولم تطف …… بكل مكان أربع كالخرائد

6- عبدالله بن كلاب , ولده : معاوية ( الصموت ) , ونفاثة , وعوف , وفيهم يقول الشاعر :
فان الاخضر الهمجي رهن ….. بما فعلت نفاثة والصموت (25)
ومنهم الشاعر : سراج بن قوة بن ربعي , من بني الصموت .
7- عمرو بن كلاب , وله من الولد : نفيل ومالك , وجل بني عمرو من ولد نفيل , اذ من ولده خويلد المعروف ب (( الصعق )) جد الشاعر يزيد بن عمرو . ومن بني عمرو زفر بن الحارث الكلابي القائد المشهور ايام بني أمية , والامير صالح بن مرداس الكلابي مؤسس دولة بني مرداس في حلب عام 417هجرية .

8- كعب بن كلاب , وهو الاضبط , وجعله ابن قتيبة وابن دريد اثنين .
من شعرائهم : عطاء بن منظور , والركين بن حيان , وداؤد بن الاغضف .


9- معاوية بن كلاب : ويسمى الضباب ؛ لغلبة بعض ولده على الاسم , اذ فيهم ضب ومضب وضباب , غير عمرو وخالد , ويروي ابن رشيق ان رجلا سمع عمرو بن معاوية يهتف بأسماء بنيه : فقال : (( والله ما بنوك هؤلاء الا الضباب , فسموا الضباب الى اليوم )) .
منهم الصحابي موله بن كنيف ذو اللسانين , والصحابي ذو الجوشن والد الشمر , وشمر بن ذي الجوشن , والصميل بن حاتم من سادة الاندلس . (26)

10- العاشر منهم زيد , وقد مات ولم يعقب . (27)





المطلب الاول
ابطال دعوى تتعلق بنسب الشمر

وإن كلاباً هذه عشر أبطن … وأنت بريء من قبائلها العشر.
قيل : انه يعني شُمر بن ذي الجوشن الضِّبابيّ .
نسب هذا البيت للشاعر النواح الكلابي ؛ اذ هجا هذا الشاعر رجلًا ادّعى نسبه في بني كلاب، فذكر أن بطون بني كلاب عشرة، ولا نسب له معلوم في أحدهم , فانت ايها الرجل بريء منها جميعا , بريء من عروبتها واصالتها ؛ وقد تداول النحويون واللغويون هذا البيت كثيرا حتى عد من الشواهد الشعرية اللغوية في كتب اللغة والنحو , ولكنهم اختلفوا في نسبة هذا البيت الشعري ؛ فقد ذهب كلا من صاحب كتاب الدرر( 6/196) , والمقاصد النحوية (4/ 484) :
الى نسبته الى شاعر يدعى بالنواح الكلابي ؛ الا ان هذا الشاعر مجهول السيرة , فلم يقع صاحب كتاب الدرر وصاحب كتاب المقاصد النحوية على ترجمة له , اذ قالا بانه شاعر من بني كلاب فقط لا غير ؛ و لم يعرف هذا الشاعر بتاتا ولم يذكر في كتب المؤرخين او في كتب ترجمة طبقات الشعراء ولا غيرهم .
ونسب هذا البيت سيبويه في شواهده – ( شواهد سيبويه “2/ 174” ) – الى رجل من كلاب ؛ ولم ينسب هذا البيت لاحد في الاشباه والنظائر (2/105 , 5/49 ) , وآمالي الزجاجي ( ص 118 ), والانصاف (2/769) , وخزانة الادب (7/395) , والخصائص( 2/417),وشرح الاشموني (3/620),وشرح عمدة الحافظ (ص 520 ),والكتاب( 3/565), ولسان العرب (كلب ) (بطن) , والمقتضب( 2/148),وهمع الهوامع( 2/149) .
سيستنتج المحقق التاريخي الموضوعي من خلال ما تقدم ؛ ان اول من ذكر هذا البيت الشعري هم اللغويون والنحويون في كتبهم اللغوية وقد نسبه بعضهم لرجل من كلاب , والبعض الاخر – وهم الاكثر – لم ينسبوه لاحد , بينما نسبه بعضهم لشاعر يدعى بالنواح الكلبي مجهول ولم يسطر المؤرخون عنه شيئا يذكر ؛ وقد عرفت السبب الذي دعا صاحب البيت لإنشاده بحق رجل مجهول ايضا ادعى النسب الكلابي .
وبناء على ما تقدم لا توجد اي علاقة او رابطة بين صاحب البيت الشعري المجهول وشمر بن ذي الجوشن , ولم يذكر لنا احد من الذين استشهدوا بهذا البيت الشعري من المتقدمين بان هذا البيت الشعري قيل بحق الشمر , وان صاحبه عنى به شمر بن ذي الجوشن ؛ فلماذا يحاول بعض الكتاب المتأخرين ايهام القراء ؛ من خلال الكذب والتدليس والادعاء ؟؟
فقد ذهب بعض الكتاب والخطباء الى ان هذا البيت الشعري قيل بحق شمر بن ذي الجوشن ؟؟!!. (28)
نعم قد ذكر هذا الراي النويري في كتابه نهاية الأرب في فنون الأدب ج 1 / ص 240 : ((وإن كلاباً هذه عشر أبطن … وأنت بريء من قبائلها العشر.
يعني شُمر بن ذي الجوشن الضِّبابيّ، … )) . الا ان هذا اشتباه منه .
نصرة الشخصيات النبيلة والحق والحقائق لا يتحقق بالكذب او التدليس او الادعاءات الفارغة ؛ فالبعض يريد اشاعة الفضيلة من خلال الرذيلة , ونصرة الحق بالباطل , والصدق بالكذب وهو لا يشعر وان كان البعض يتعمد ذلك !!
فبعض الكتاب يحاول التشكيك بنسب الشمر وتكذيب كل ما يتعارض مع عقائدهم بخصوص هذه الشخصية او غيرها , المهم عند هؤلاء الكتاب نصرة عقائدهم بغض النظر عن مطابقة الادعاء للواقع او الحقائق والمعلومات التاريخية .
اذ ذهب هؤلاء الكتاب المؤدلجون او البسطاء الى غموض شخصية الشمر بناءا على تعدد القابه واشتبه الامر عليهم ؛ الا انه لا وجه لهذا الرأي , فها هي دونك المصادر التاريخية عندما تراجعها بإمعان فكر وتدقيق وتحقيق تصل الى حقيقة تلك الالقاب وتعرف السبب في اطلاقها عليه , الا ان بعض المؤرخين قد يذكره بهذا اللقب ومؤرخ اخر يذكره بغيره … وهكذا ؛ وتعدد الالقاب القبلية والعشائرية بل والانتساب للمدن والاماكن والمهن للشخص الواحد كان أمرا طبيعيا بل لا يزال ساري في زماننا المعاصر فمن الممكن ان يلقب شخص ما ب : فلان الشميلاوي – ( نسبة لبيت شميل ) – العبودي – ( نسبة ل عشيرة البو عبود ) – المحمداوي – ( نسبة ل قبيلة البو محمد ) العماري او العمارتلي – ( نسبة لمدينة العمارة التي ولد وترعرع فيها ) _ ؛ فلا يوجد تنافي ولا تعارض بين هذه الالقاب بتاتا , وكلها ترجع لشخص واحد معروف بها , كل ما في الامر ان المشجر النسبي يبدأ بالنسب الاقرب ثم الابعد , وخذ المثال السابق : بيت شميل ينتمون لعشيرة البو عبود وهؤلاء بدورهم يرجعون لقبيلة البو محمد , والانتساب للمدينة لا يتنافى مع اطلاق اللقب القبلي على هذا الشخص او ذاك .
فالبعض يخبط خبط عشواء عندما يتناولون الشخصيات التاريخية ؛ فقد دهشت وانا اتصفح وسائل التواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) ؛ ان احد الشخصيات السعودية وهو يحمل شهادة الدكتوراه يدعي بان الشمر فارسي من تبريز وقد سار على رأيه المنكوس الداعية طه الدليمي والذي يدعي الدكتوراه ايضا !!!
واخر يقول – ( وهو رجل دين ) – : ان كلمة شمر عبرية وليست عربية , وهي محرفة عن شامر او شامير , والشمر اصله يهودي من حمير … !!! والغريب ان بعض القنوات الفضائية – ( الفرات) – نقلت هذه المعلومة ومقدم البرنامج الذي ردد ما قاله رجل الدين في مقالته ؛ يحمل شهادة الدكتوراه !!!(29)

إن العقلية الدينية والمنهجية المنكوسة التي يتم التعاطي بها مع البيانات والمعلومات والحقائق التاريخية ؛ مغلوطة من الاساس ولا تعرض على من يفهم التاريخ إلا ويرفضها ؛ وأكثر – من غير المؤدلجين طبعا ؛ ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)) – من يتبناها أو يدافع عنها لم يتصورها ولم يفهمها كما ينبغي .
بمعنى أنه يدافع عن إيمانه ورأيه المسبق ولا يكلف نفسه البحث في صحة الخطوات الموصلة لهذا الرأي المزيف او الاعتقاد المنكوس !!
وقد لاحظت أن ذيول المنكوسين عندما يدلون بدلوهم في التاريخ والدين والثقافة ؛ يخرجون من جولتهم التدليسية هذه بآراء وافكار وعقائد منكوسة ؛ وهم في الحقيقة يحاولون إرغام أنفسهم على الاقتناع بأنها صحيحة و مدعمة بأدلة قاطعة , ويغالون في وصف أدلتهم بأنها لا تقبل التشكيك ؛ وهي أوهى من بيت العنكبوت .. !!


تاريخ قبيلة بني كلاب وشخصياتها

بني كلاب من القبائل العامرية الهوازنية كما مر عليكم , و تعتبر رأس الهرم في الكثرة و الشهرة و التفاعل ؛ وقد كانت فيهم زعامة بني عامر بن صعصعة قبل الإسلام ؛ فهي من كبرى قبائل العرب قبل الإسلام وبعده .
وقد اشتهرت هذه القبيلة في الجاهلية والاسلام , حيث عرفت بأيامها وفرسانها , وظهر من افرادها القادة والرواة والعلماء .
ولم تكن قبيلة بني كلاب بطارئة على الاحداث , فقد كانت في المعمعة منذ أمد , فهذا الاشهب بن الحارث يقول :
الا قبح الاله غداة حجر …… سيوفا في أكف بني كلاب
نبون عن العدو غداة حجر …… ولا تنبو لأيام السباب
على ان موقع القبيلة مكانة ومكانا يجعلانها محط الانظار , ومشار البنان , حتى لقد ضرب بها المثل في رجاحة العقل وبعد النظر حين تخلفت عن معركة حنين ( هوازن ) , وسؤال دريد بن الصمة عن حضورها ذلك اليوم , فقال : (( ما فعلت كعب وكلاب ؟ قالوا : لم يشهدها منهم أحد , قال : غاب الحد والجد , ولو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب ولا كلاب … ))
الا انها ارتدت كأغلب قبائل العرب عن الاسلام بعد وفاة النبي وكان كبيرهم في ذلك علقمة بن علاثة الذي اسلم في عهد النبي محمد وخرج بعد فتح الطائف الى الشام , فلما توفي النبي عاد مسرعا حتى عسكر في بني كعب … وبعد معارك يعود الى الاسلام من جديد .
، وبنو كلاب أشهر من نار على علم ، وفيهم بطون مشهورة مثل بني جعفر , وبني الضباب , وأبي بكر بن كلاب , ورؤاس , والأضبط , وعمرو بن كلاب , وبنو الوحيد .
والقــُرَطاء وهم الذين ارسل اليهم النبي محمد سنة 6 هجرية سرية محمد بن مسلمة وقاتلوهم بمنزل القرطاء بناحية ضرية , وخسروا القرطاء المعركة ؛ وقال الشاعر في ذلك :
لما تجرأ القرطاء واعتدوا *** وافاهم مُحَمَّد بن مسلمه
فاستل سيف الْحق فِي قِتَالهمْ *** وَعَاد مَخْصُوصًا بِكُل مكرمه
وكانت لبني كلاب الرئاسة على هوازن بالإضافة الى رئاستهم على بني عامر بن صعصعة ، ورأسوا لأكثر من مرة قيس عيلان كلها . (30)
ومنهم رجال لهم دور كبير في أحداث تأريخ المنطقة ، وكان لهم ذكر كبير في الشام حيث كانوا أمراء حلب وغيرها ، وكانوا أسياد نجد ، وكانت لهم اليمامة قبل أن يأخذها منهم بنو عُقيل في النصف الأول من القرن السابع الهجري ، ولهم تواجد في أغلب البلاد العربية ، ففي العراق لهم بقية الى يومنا هذا ويتلقبون بنفس الاسم .(31)
وكان لبني كلاب تأثير كبير في بلاد الجزيرة وبلاد الشام وقد ملكوا حلب في القرن الخامس الهجري ، ملكها أمرائهم آل مرداس ، بعد أن كان لهم دور كبير في القرن الذي سبقه ، وكانت لبني كلاب السيادة على نجد واليمامة قبل أن يأخذها منهم آل عصفور من بني عامر بن عُقيل في القرن السابع الهجري ، وتنتمي لهم الآن العديد من القبائل في الجزيرة العربية والشام والعراق والشمال الأفريقي .

فرسان ورؤساء وشعراء واعلام بني كلاب



ومن أعلام بني كلاب :-
• الصحابي أبا سعيد الضحاك الكلابي بن عوف بن كعب بن أبي بكر عبيد بن كلاب ، شهد فتح مكة في 20 رمضان سنة 8 هـ حيث جعلهُ النبي محمد قائداً على قبيلتي بني سليم وبني كلاب وابنته أم المؤمنين فاطمة الكلابية تزوجها النبي محمد في شهر ربيع الاول سنة 8هـ .
• حزام بن خالد بن ربيعة بن وحيد بن عامر بن كعب بن عامر بن كلاب والد فاطمة الكلابية أم البنين زوج الامام علي بن أبي طالب , وأم الشهداء الامام العباس وأشقائه الثلاثة في واقعة الطف ، وأمها ليلى بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب .
• هبيرة بن المشمرج الكلابي كان رسول قتيبة بن مسلم الباهلي الى ملك الصين سنة 96هـ .
• سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي أول والي على الهند والسند .
وقد أشتهر من رؤسائهم وفرسانهم خالد بن جعفر , والأحوص , ومالك الطيان , وربيع المُـقــْتـِرين , وسُلمي نزَّال المضيق , ومعاوية مُعود الحكماء , وجَوَّاب , وأرْطاة الصَّبـِير , وعُروة الرَّحـَّال , ونـُباتة بن حنظلة صاحب جرجان , والقتــَّال الشاعر, وشاعر المعلقات لبيد بن ربيعة وهو صحابي أيضاً , وعامر ملاعب الأسنة , وعامر بن الطفيل , وخويلد الصَّعـِق , و ذي الجوشن الضبابي , وشمر بن ذي الجوشن, وأرْبـَـد بن قيس , والمُحَلــِّق بن حنتم , وعبد العزيز بن زُرارة كان له ولأبيه عظيم المنزلة عند الحاكم معاوية بن ابي سفيان , وزُفر بن الحارث سيد قيس عيلان في زمانه ، وبنوه كلهم من الرؤساء ، والجُنـَيْـد والي خراسان , ومسلم بن سعيد ولي خراسان هو وأبوه من قبله ، وعمرو بن مالك له صحبة ، وكان منهم الفقيه عبد الله بن شريك , والفقيه المحدث وكيع بن الجَرَّاح , وعلقمة بن عُلاثة , والصُمـَيْـل بن حاتم بن شمر بن ذي الجوشن والي الأندلس ، ومنهم أم البنين الوحيدية امرأة الامام علي بن أبي طالب وقد ولدت له أربعة من أبنائهِ أكبرهم العباس واستشهدوا بأجمعهم في واقعة الطف بكربلاء فهي من بني الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب ؛ اذ ان اباها هو : حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد , ومنهم شبيب بن جراد الكلابي من بني الوحيد وكان من الذين استشهدوا مع الامام الحسين في كربلاء – راجع ابن حجر في الإصابة ج1 ص259- . (32)


المطلب الثاني
لقب الكلابي

ولقب الكلابي لا يطلق الا على من ينتسب الى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة – وفق المشهور والمتعارف في كتب الانساب – ؛ وقد قال الحافظ أبي بكر محمد بن أبي عثمان الحازمي الهمداني في كتابه : ( عُجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب ) : (( الكلابي : هو المنسوب إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة , بطن من بني عامر بن صعصعة )) .
وقال القلقشندي في كتابه : ( قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان ج1/ ص33 ) : (( ثم من عامر بن صعصعة : بنو كلاب، جمع كلب وهم : بنو كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة )) .
وجاء في معجم قبائل العرب وكتاب نهاية الارب : (( بنو كلاب : هم بنو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن و منصور بن عكرمة… بن قيس بن عيلان )) . (33)
الا ان بعض الكتاب ذهب الى ان لقب الكلابي ليس محصورا بذرية كلاب بن ربيعة بن عامر ؛ فقد قال السمعاني : ( في كتابه الأنساب 5/ 116 ) : (( الكلابي: بكسر الكاف بعدها اللام ألف وفي آخرها الباء الموحدة ؛ هذه النسبة إلى عدة من قبائل العرب، فمنهم إلى: كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، من أجداد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أبو: قصي، وزهرة، أبني كلاب بن مرة.
والقبيلة المعروفة ، هي: كلاب بن عامر بن صعصعة، وقد صَحبتُ في برية السماوة جماعة منهم، والمنتسب إليها: أبو عثمان عمرو بن عاصم الكلابي، من أهل البصرة .
قال أبو حاتم بن حبان: عمرو بن عاصم الكلابي، كلاب بني قيس .
وأبو زكريا ظالم بن مكتوم الكلابي، من أهل الانبار، حدث عنه أبو القاسم بن الثلاج، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وذكر أنه سمع منه بالأنبار، وكان حداداً.
وأبو محمد عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي النيسابوري)) .
وقال – ايضا – شكيب أرسلان في كتاب : ( تاريخ بن خلدون , في الصفحة 32 من نفس الكتاب) : (( ومن قريش كلاب بن مرة ؛ ومنهم بنو زهرة ومن بني زهرة الصحابيان سعد بن ابي وقاص وعبد الرحمن بن عوف )) .
الا ان القرشي من صلب كلاب بن مرة يدعى بالزهري ؛ نسبة الى زهرة بن كلاب بن مرة ؛ ولم يطلق عليهم لقب الكلابي مطلقا ؛ كسعد بن أبي وقاص , وعبد الرحمن بن عوف , ينسبان في كتب الأنساب والحديث والتاريخ إلى الزهري , لا إلى الكلابي فيقال : سعد بن أبي وقاص الزهري, وعبد الرحمن بن عوف الزهري ؛ لا الكلابي .
فلا يوجد عَلَمٌ من الأعلام سواء كان وزيراً أو أميراً أو عالماً أو كاتباً ؛ ذكره المؤرخون والنسابون المحققون لُقّبَ بلقب : (الكلابي ) إلا وينتسب إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة , ابتداء من عصور الجاهلية الأولى , وصولاً إلى بدايات القرن الحادي عشر الهجري … . (34)
وفي الوقت الراهن العشيرة التي تحمل لقب الكلابي في العراق ؛ تتدعي انها تنتسب لقريش بل ان البعض ادعى انه من الاشراف !! ؛ وذلك هروبا من وصمة عار قرابة الشمر على ما اظن . (35)

منازل بني كلاب

لم تخلو جزيرة العرب من العنصر الكلابي او بوجه عام من قبيلة هوازن , بل ان اليمامة (نجد) و الحجاز لم تغب بني كلاب عنها ؛ الا ان الامور تغيرت في القرون المتأخرة .
كانت منازل بني كلاب ممتدة بين السهل والحرة , فهم ينتجعون عالية نجد في الصيف ويشتون في الحجاز , متنقلين من مكان الى مكان يطلبون الكلأ ويرتادون المياه , ولذا شغلوا رقعة واسعة من الديار حلوها ونزحوا عنها , وكانوا أهل السطوة فيها , وقد عدهم أبو عبيد البكري من ساكني الحجاز عند مجيء الاسلام , اذ قال : (( وجاء الله عز وجل بالإسلام وقد نزل الحجاز من العرب أسد وعبس وغطفان … وكلاب بن ربيعة … , ثم يقول : ومن بارض الحجاز من اعجاز جشم ونصر بن معاوية , ومن ولد خصفة بن قيس , فهم بالحرة , حرة بني سليم وحرة بني هلال و حضة الربذة الى قرن تربة وهم مخالطون لكلاب بن ربيعة , هؤلاء كلهم من ساكني الحجاز )) (36)
ويظهر ان ديار بني كلاب تمتد من المنطقة التي يتصل فيها نجد بالحجاز , على عالية نجد وجنوبه الى أواسطه , فقد انتسب أبو براء عامر بن مالك الكلابي هو وقومه الى أهل نجد حينما طلب من النبي محمد أن يبعث من رجاله من يدعو قومه للإسلام , فقال : (( يا محمد لو بعثت رجالا من اصحابك الى اهل نجد فدعوهم الى امرك , رجوت ان يستجيبوا لك , فقال النبي محمد : اني أخشى عليهم أهل نجد … )) (37)
ولما كانت الفتوحات الاسلامية هاجر كثير من بني كلاب وهجروا مواطنهم , , وبعضهم هاجر الى الشام وخراسان والاحواز وغيرها .
ولقد ذكرت المصادر التاريخية أن بعض الاسر الكلابية هاجرت من موطنها في نجد وأستوطنت العراق في حدود سنة (14هـ) ومنهم أسرة عمرو بن وحيد بن عامر بن كعب بن كلاب وأن حفيده الاول أرطأة بن عبيدة الكلابي كان من علماء الكوفة وكذلك حفيد أرطأه الفقيه عبد الله بن شريك الكلابي كان قائداً في ثورة المختار الثقفي واخيه حازم قائداً للكلابيين في ثورة المختار أيضاً ؛ ومنهم ايضاً أشعث بن وائل الكلابي الذي كان على رأس شرطة الحجاج بن يوسف الثقفي في واسط , ومنهم الشاعر لبيد ابن ربيعة الكلابي وبنوه نزل الكوفة وأقام بها الى ان مات , فرجع بنوه الى البادية أعرابا . (38)
وقال القلقشندي عن الذهبي قوله عن بني كلاب : (( وكانت ديارهم حمى ضرية , .. والربذة في جهات المدينة وفدك والعوالي , ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الشام , فكانت لهم في الجزيرة الفراتية صيت وملكوا حلب ونواحيها , وكثيرا من مدن الشام , وأول ملك منهم صالح بن مرداس .. ثم ضعفوا وهم الان تحت خفارة الامراء من ال ربيعة من عرب الشام .. الى ان قال : وهم عرب غز يتكلمون بالتركية ويركبون الاكاديش )) . (39)
وقد قال ابن خلدون : ( في تاريخه -2/ 311 – ) :
(( … وكانت بلاد بنى كلاب حمى ضرية والربذة في جهات المدينة وفدك والعوالي وحمى ضرية هي حمى كليب وائل , نباته النضر تسمن عليه الخيل والأبل , وحمى الربذة هو الذى أخرج عليه عثمان أبا ذر رضى الله عنهما ثم انتقل بنو كلاب إلى الشأم فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت وملك وملكوا حلب وكثيرا من مدن الشأم تولى ذلك منهم بنو صالح بن مرداس ثم ضعفوا فهم الآن تحت خفارة العرب المشهورين بالشام )) .
المطلب الثالث
العرب والاعراب والعراقيين
بين حركتي التعريب و التنبط

الاصطدام والممانعة الحضارية والثقافية ؛ أمرٌ وارد بل اكيد في بداية كل غزو ؛ وبما ان الاعراب وعرب الحجاز ونجد ومن تبعهم كانوا الطرف الاضعف حضاريا بالرغم من كونهم الاقوى عسكريا ؛ والعراقيين وباقي شعوب المنطقة كانوا الارقى فكرا والاعظم حضارة , قرر العرب الابتعاد عن اماكن ومناطق شعوب واقوام وقبائل المنطقة , واختيار مناطق خاصة بهم ؛ حيث أنشأوا الكوفة والبصرة – في العراق – للسكن فيهما , وعدم الاختلاط بالسكان الاصليين باستثناء بعض عرب العراق القدماء ومن تم استعبادهم من سبايا العراق وغيره , وبالمقابل كان سكان العراق الاوائل بما فيهم العرب العراقيين يتوجسون خيفة من العرب الغزاة والاعراب الجفاة وينظرون لهم بعين الشك والريبة والحذر .
الا ان حركة الفتح الاسلامي او التبشير الاسلامي التي تزامنت مع الغزو العربي الذي رفع لواء نشر الاسلام آنذاك ؛ قد اثرت تأثيرا كبيرا في حياة شعوب المنطقة , ومما لاشك فيه ان مرحلة التزاوج او الانصهار الحضاري او التلاقح الثقافي والتبادل المعرفي والتثاقف تأتي بعد مرحلة الاصطدام العسكري والممانعة الحضارية والثقافية كنتيجة منطقية , والتجربة العربية الاسلامية ينطبق عليها هذا الامر كما ينطبق على غيرها من الغزوات والاحتلالات العسكرية , اذ اثر العرب بشعوب المنطقة وتأثروا بهم ايضا , اذ اقبلت شعوب وجماعات المنطقة على الاسلام وبدأت تعتنقه ؛ وهذا التوجه الفكري والتغيير الثقافي لتلك الشعوب والجماعات كان القشة التي قصمت ظهر البعير ؛ اذ اختفت هوية بعض الاقوام العراقية الاصيلة وتم تغييبها ومحوها من ذاكرة الزمن !!! .
اذ بعد دخولهم في الاسلام ؛ اقبل سكان العراق الاوائل – من غير العرب – على تعلم العربية وآدابها وعلى دراسة المصادر الإسلامية القرآن، الحديث … وهكذا ؛ وأخذوا يصوغون أفكارهم وعلومهم وآدابهم بما ينسجم والدين الإسلامي والتقاليد العربية فأصبحت اللغة السياسية والثقافية السائدة هي العربية لذلك فإن شعوب المنطقة – (غير العربية) – فقدت ذاتيتها اللغوية بمرور الزمن للتقرب من الفاتحين , وقد أدى انتشارها إلى شعور شعوب واقوام وجماعات هذه المنطقة بالضياع والتغييب والتصدع والتشرذم ؛ اذ فقدوا هويتهم الوطنية وانسلخوا عن حضاراتهم العتيدة وامجادهم التليدة ؛ وهذا الامر انطبق ايضا على القبائل العربية العراقية وعرب العراق المتحضرين القاطنين في العراق منذ زمن طويل ؛ الا ان هؤلاء اصبحوا فيما بعد اساطين اللغة العربية لانهم بالأصل يمتلكون ثقافة لغوية واسعة لا تقارن بتلك التي يعرفها اهل الحجاز ونجد وباقي مناطق شبه الجزيرة العربية .
وانصهرت تلك الجماعات والاقوام في بودقة القبائل العربية الفاتحة او الغازية ؛ بذريعة الولاء وحجة المصاهرة ؛ فهؤلاء اصبحوا موالي كندة واولئك صاروا حلفاء بني أسد , وتحالفت القبائل العربية العراقية القديمة مع القبائل العربية الغازية والوافدة والطارئة … وهكذا ؛ فقد اختلط الحابل بالنابل ولم يعرف الاصيل من الدخيل .
وبالمقابل ايضا اثرت الموجات الثقافية والحضارية لشعوب واقوام العراق في العرب والاعراب , اذ ان هذه القبائل العربية الوافدة بدأت تفقد بعض خصوصياتها شيئا فشيء وتتلاشى مع مرور الزمن , وتختلط اختلاطا كبيرا وقويا مع شعوب واقوام العراق و المنطقة , لذلك نلاحظ اختفاء واندثار قبائل كبيرة لها ثقلها من شبه الجزيرة العربية , فبعضها تشظت الى فروع واشتهرت الفروع والافخاذ بينما خبى اسم القبيلة الام , والبعض الاخر اندثرت وانصهرت في شعوب المنطقة , والملاحظ ان هيمنة وقوة وسطوة القبائل العربية قد ضعفت كثيرا بعد سقوط الدولة الاموية , وكلما تقدم بها الزمن ازدادت ضعفا وتشرذما واختلاطا بغيرها من اقوام وجماعات وشعوب العراق و المنطقة .
ويرى علماء الانثروبولوجيا – ( راجع كتاب علم خصائص الشعوب للدكتور علي الجباوي / ص 393) – في مثل هذه الحالات من التثاقف : (( أن تسود هذه العلاقة الاحتكاكية من التثاقف صفة السيادة والتحكم والسيطرة بالثقافة الخاصة للشعب الاقل تطورا من قبل الثقافة الاكثر تطورا ))
بمعنى ان ما يحدث في عملية التثاقف بين شعبين ؛ هو تأثر الشعب الاقل تطورا بثقافة الشعب الاكثر تطورا ؛ ومما لا شك فيه ان معارف وعلوم وآداب وفنون حضارات بلاد وادي الرافدين العريقة ينحدر عنها السيل ولا يرقى اليها الطير , فهي اول نبراس أضاء للبشرية قاطبة دروبها … , فأين الاعراب الجاهليين وابناء القبائل البدائيين من هذه الامجاد الرافدينية والحضارات العراقية ؟؟!!
وخير مثال على ذلك قبيلة بني كلاب التي لم يعد لها ذكر – حاليا – في جزيرة العرب ؛ فقد كانت مساكنهم في جنوب نجد على مشارف الحجاز , ويقال إنهم ملكوا اليمامة بعد القرامطة، ثم نزحوا شمالاً في العصر العباسي فوصلوا بادية الأردن والشام وظهر منهم بنو مرداس أصحاب الدولة المرداسية في شمال بلاد الشام، وسكنوا ايضا ضفاف الفرات والجزيرة , الا انهم ذابوا في شعوب تلك المنطقة فيما بعد . (40)
فالحضارات تبتلع بمرور الزمن مخلفات الاقوام الهمجية والمتخلفة الغازية ؛ نعم قد تترك تلك الغزوات والاحتلالات لاسيما طويلة الامد منها ندوبا قد تشوه وجه الحضارة كما حصل فعلا في بلاد النهرين اذ لا زلنا نكتوي بنار بعض العادات الاعرابية والسلوكيات السلبية الهمجية التي جاءتنا مع الاقوام الغازية من شذاذ الافاق كالأعراب و المغول والاتراك .
الا ان الارث الحضاري العظيم والمجد العراقي التليد , هو الذي منح العراقي الاعتداد بالنفس والصمود والصبر والتحدي والشعور بالاستعلاء على الغزاة والاعداء ؛ وبسبب هذا الامر يتصاغر الاعداء والطغاة والغزاة في عيون العراقيين مهما بلغوا في العدد وبالغوا في الادعاء والعدة , وتتضائل قوتهم مهما اعدوا من قوة و اسلحة , ويستخف بهم مهما تعالى جبروتهم وطغيانهم ..لان الحضارة والعظمة تجري في شخصية العراقي كجريان الدم في الشرايين لذلك يصغر في عينيه كل غازي طاغي و كل غاشم ظالم ….


موقف بني كلاب من معركة كربلاء


تذكر بعض المصادر التاريخية ان قبيلة بني كلاب قد حالت بين الحسين وانصاره واهله وبين ورود الماء من نهر الفرات ؛ فقد منعه الكلابيون من شرب الماء ؛ وحاصروه حصارا شديدا , وفي رواية الشيخ الصدوق في كتابه (الأمالي للشيخ الصدوق /266 ) ما يؤكد ذلك , اذ قال ( (وحال بنو كلاب بين الحسين وبين الماء . . . ))

وبعد ان القت الحرب اوزارها , تقاسمت القبائل رؤوس بني هاشم وانصارهم , وساقت السبايا من ال محمد وبني هاشم الى الشام , وكانت قبيلة كلاب حاضرة في هذه المعمعة ايضا , اذ حملت قبائل كندة وهمدان وتميم وهوازن – ( كلاب ) – وبنو أسد الرؤوس وسارت بالسبايا الى الشام سنة 61 هجرية ؛ بل لعلها اكبر قبيلة من حيث حمل الرؤوس فقدت جاءت هوزان -( كلاب ) – بعشرين رأسا وصاحبهم شمر بن الجوشن الضبابي . (41)

الشمر ولقب الكلابي

لقب الشمر بلقب الكلابي في العديد من الروايات والمراجع التاريخية ؛ فقد جاء في رواية خالد بن معدان التابعي ؛ اذ قال خالد بن معدان التابعي لمّا رأى رأس الإمام الحسين عليه السّلام في الشام، وكان حَملَه شمرُ بن ذي الجوشن الكِلابي وهو أحد قتَلَة الحسين :
جاؤوا برأسِك يا ابنَ بنتِ محمّدٍ مُتَرمِّـلاً بدمـائـه تَـرميـلا
وكـأنّمـا بك يا ابنَ بنتِ محمّدٍ قَتَلـوا جِهـاراً عامِدين رسولا
قَتَلوكَ عطشانـاً ولمّـا يَرقُبـوا في قتـلِكَ التأويـلَ والتنزيـلا
ويُكبِّـرونَ بـأنْ قُتِلـتَ، وإنّما قَتَـلوا بـك التكبيـرَ والتهليـلا




المبحث الرابع

بني الضباب



قبيلة بني كلاب تفرعت الي عدة بطون وعشائر كما مر سابقا , وهذا تطور ديموغرافي معروف لطبيعة جزيرة العرب القاسية بسبب شح الماء و قلة المراعي في سنوات الجدب , فطبيعة الانتشار سائدة في عقلية الاعرابي و هي رهن لقطعان الماشية التي يقتنيها و ايضا التكاثر البشري الذي يحتم عليه ان يبحث عن مصادر مياه جديدة او يقاتل من اجل الاستحواذ على ما هو ملك لغيره .
لذلك حدثت ايضا نزاعات كلابية – بين ابناء بطون وعشائر كلاب نفسها – بين الافرع و اقتتال ؛ كنزاع بني الضباب وبني جعفر , و هذا مدون في التاريخ و مذكور .
معنى الضباب

الضباب : بفتح الضاد المعجمة، والباء الموحدة، وباء أخرى في آخرها بعد الألف .
والنسبة : ضبابي وهذه النسبة إلى الضباب وهو اسم لبطون من قبائل العرب ؛ قال ابن حبيب : في مذحج : الضباب بالفتح وهو سلمة بن الحارث بن ربيعة بن الحارث بن كعب ؛ ومن شخصيات الضباب من بني الحارث بن كعب : شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك بن دريد بن سفيان بن الضباب، شهد المشاهد كلها مع علي بن أبي طالب بعد النبي محمد ، وقتل أيام الحجاج .
وفي قريش : الضباب بالفتح بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب ؛ وفيها أيضا الضباب بالفتح بن الحارث بن فهر ؛ ومن شخصيات الضباب من قريش: عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن وهيب بن ضباب، الذي يقال له : ابن قيس الرقيات ، الشاعر المشهور، وهم من قريش الظواهر لا قريش الأباطح .
وقال ابن حبيب : وفي بني عامر بن صعصعة : الضباب بالكسر وهو لقب معاوية بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة : جد جاهلي كان قبيل الاسلام ، سمي بولده : وهم ضب , ومضب ، وحسل وحسيل ، فقيل له الضباب لهذا ؛ تفرع نسله الى ثلاث عشرة قبيلة فيما بعد , ذكر النويري أسماءها , ومنها بنو ( الاعور ) واسمه قرط وهو جد شمر الضبابي . (42)
وقيل : إنما سموا الضباب لأن عمرو بن معاوية كان ولده ضبا ومضبا وضبابا وحسيلا بنو عمرو بن معاوية بن كلاب فسموا الضباب لذلك . (43)
والضباب في الأصل جمع ضب وهو الدويبة المعروفة أو جمع ضبابة وهي السحابة التي تغشى الأرض كالدخان . (44)
وجاء في هامش الصفحة لابن الاثير : (( قلت : ضباب من عامر : بكسر الضاد, وقوله : انما قيل له ذلك بأولاده : يشهد بصحة ما قلت ,لان جمع ((ضب)): ضباب , بالكسر لا الفتح , والمحلة التي بالكوفة ذكرها في الترجمة التي تلي هذه الترجمة ,ونسب اليها بالضبابي بكسر الضاد , وانما قيل لها ذلك لسكنى الضباب بها , على عادتهم , فان كل قبيلة كانت تسكن مجتمعة ويبنى لها وتسمى المحلة بها , على عادتهم , كالسبيع وكندة وغيرهما … )) .


وقد فصل ابن حبيب في كتابه مختلف القبائل ومؤتلفها / ص74 ؛ في بيان القبائل التي تحمل لقب : ( الضباب ) ؛ اذ قال : ((
• في مذحج : الضباب , بالفتح , وهو سلمة بن الحارث بن ربيعة بن الحارث بن كعب .
• وفي ذبيان : النابغة بن زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر- ( وقيل : جابر بن ضباب )- ؛ وقد انتسب اليهم الشاعر النابغة الذبياني فقال :
فإما تنكري نسبي فاني ……. من الصهب السبال بني ضباب
فان منازلي وبلاد قومي …… جنوب قنا هنالك فالهضاب
• وفي قريش : الضباب , بالفتح , ابن حجين بن عبد معيص بن عامر بن لؤي بن غالب .
• وفيها ايضا : الضباب , بالفتح , ابن الحارث بن فهر .
• في بني عامر : الضباب , بالكسر , وهو معاوية بن كلاب بن ربيعة بن عامر , سمي بولده , وهم : ضب , ومضب , وحسل ))
وبنو الضباب غير بني ضبة ؛ اذ ان المنتسب لبني ضبة يدعى بالضبي ؛ وقد جاء في كتاب مختلف القبائل ومؤتلفها لابن حبيب / ص 31 : (( ضبة :
• في مضر : ضبة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر ؛ – (( وهذه القبيلة من جمرات العرب , بالإضافة بنو النمير بن عامر بن صعصعة , وبنو الحارث بن كعب بن علة بن جلد , وبنو عبس بن بغيض ؛ وانما قيل لهذه القبائل جمرات العرب لأنها تجمعت في نفسها – ( و التجمير يعني التجميع ؛ ومنها جمرة العقبة لاجتماع الحصى فيها ) – ولم يدخلوا معهم غيرهم )) – .
• وفي قريش : ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر .
• وفي هذيل : ضبة بن عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل ))
وقد مر عليكم في المباحث السابقة ان هنالك عشيرة تلقب ب بني ضبة ايضا ؛ وترجع لنمير بن عامر بن صعصعة .
اولاد الضباب

وولد معاوية بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة – ( الملقب بالضباب ) – ، كلا من : زهير، وحصن، وحصين – ( وقيل : حسل وحسيل ) – (45) ، وحمل ، ومالك وأمهم الأحمسية ؛ هؤلاء الحمس، بطون يعرفون بأمهم ؛ وربيعة، وضب , وضبيب – (او مضب على بعض الروايات ) – ، وحيين، وجني، وزفر، والأعور، – ( وقيل ضباب معهم ؛ فيصير عدد اولاد معاوية ثلاث عشرة ) – هذه السبع بطون أمهم السلولية وبها يعرفون، وهذه الأسماء تعرف بالضباب، منهم آل ذي الجوشن ؛ ومن بني السلولية وبني الأحمسية تفرعت قبائل الضباب وبطونها وأفخاذها ،وهم أهل وبر ومدر الا ان الغالب عليهم الصفة البدوية – ( الاعرابية) – (46) .


شخصيات ورؤساء بني الضباب

ذو الجوشن الضبابي كانت له صحبة ؛ وقد روى عنه ابو اسحاق السبيعي مرسلا , وله اشعار في الجاهلية منها رثاءه لأخيه .
ومنهم مولة بن كنيف بن حمل بن خالد بن عمرو بن معاوية، وهو الضباب، ولمولة صحبة؛ لقي النبي محمد وهو ابن عشرين، وعاش بعد ذلك مائة سنة في الإسلام، وصحب أبا هريرة ؛ وكان يسمى ذا اللسانين لفصاحته ؛ وأدى إلى النبي محمد صدقته بنت لبون .
ومن نساء بني الضباب : ظمياء بنت عبد العزيز بن مولة ؛ تروي عن ابيها عن جدها عن النبي محمد .

ومنهم اشيم الضبابي الذي قتل خطأ في عهد النبي محمد ؛ ، وأمر النبي محمد أن تورث امرأة أشيم الضِّبابي من دية زوجها .
ومنهم شمر بن ذي الجوشن الذي ترأس بني الضباب وهو من قتلة الامام الحسين .
ومنهم الصميل بن حاتم بن شمر وزير عبد الرحمن بن يوسف الفهري بالأندلس .
ومن بني الضباب (زهير بن عمرو بن معاوية الضبابي ) والذي قتل يوم جبلة في الجاهلية .
ومنهم مسلم بن عبد الله الضبابي الذي لازم الشمر حتى ساعاته الاخيرة ؛والذي قتل مسلم ين عوسجة في كربلاء .
ومنهم ابو عذرة – ابا عزة مراجعة – الضبابي من اصحاب الشمر قتله اصحاب الحسين في كربلاء .
ومنهم نصر بن خرشة الضبابي ؛ الذي قيل : انه نزل لقتل الامام الحسين وحز راسه وهو في انفاسه الاخيرة مع قريبه الشمر بن ذي الجوشن في كربلاء والذي حرضهم على ذلك .
دراج بن زرعة : هو دراج بن زرعة بن قطن الضبابي الكلابي العامري, شاعر فارس من الشجعان وهو الذي فعل الأفاعيل في عهد بني امية وقد قتله عبدالملك بن مروان ؛ والقائل :-

إذا أم سرياح غدت في ظعائن **** جوالس نجدا فاضت العين تدمع .
ومنهم الاجلح بن قاسط الضبابي الشاعر . (47)
ومن العشائر العراقية الحالية التي تتدعي انها ترجع لبني الضباب الكلابية : عشيرة الجميلات التي منها رئيس العراق السابق عبد السلام عارف واخيه الرئيس عبد الرحمن عارف . (48)

العصبية القبلية واثرها في مجتمع الكوفة

ان مصطلح العصبية القبلية يدل على الموالاة بشكل تام للقبيلة ؛ واتباعها اتباع الاعمى للبصير , ونصرتها دائما وابدا بغض النظر عن كونها ظالمة باطلة او مظلومة وصاحبة حق .
والعصبية القبلية لا تقل خطرا وضررا عن باقي العصبيات المناطقية والقومية والعرقية والطائفية والدينية والحزبية والفئوية ؛ فلا يمكننا انكار التأثير السيء لهذه العصبيات على السلم المجتمعي والامن الاجتماعي والتعايش السلمي .
وهذا البيت الشعري يمثل لسان حال المتعصب :
وما أنا إلا من غُزَيَّةَ إن غوَتْ …… غويتُ وإن ترشُدْ غزيةُ أرشدِ
يعني أنا من ضمن قوم إن ضلوا فأنا ضال معهم و إن اهتدوا فأنا مهتد مثلهم .
والشخص المتعصب يرى اللحمة العشائرية أهم من قناعاته الفردية حتى وان كانت قناعاته حقة ومطابقة للواقع ..!!
وغالبا ما يرتكز سلوك المتعصب القبلي على ركيزتين هما :
• التباهي بحسبه والتفاخر بنسبه .
• الطعن بأنساب الاخرين وبيان مثالبهم .
وقد يشعر المتعصب بالنقص والاحتياج ؛ لذلك يسعى جاهدا لإكماله بالدعاوى العصبية ؛ وبطلب النصرة من ابناء القبيلة حتى ولو كان ذلك بالباطل , ولعل اشنع صور التعصب القبلي ما يصطلح عليه بالعامية العراقية ب : (( الوليه )) : ويعني تجمع افراد على اساس القبيلة والعشيرة ؛ للهجوم والانقضاض على الطرف الاخر حتى لو كان شخصا واحدا ؛ أو بتعبير أدق : هي أن يحيط جمع من الناس – قليل او كثير – بشخص ضعيف او اشخاص ضعفاء او عزل وينالوا منه او منهم بطرق مختلفة , وقد يتجمع مجموعة من الاشخاص او الغوغاء على اساس المذهب او القومية او المنطقة … وينقضوا على الاخر المختلف معهم او الاخرين المغايرين لهم وينكلوا بهم , وقد يصل الامر بهم الى التمثيل بجثث الاموات المغدورين ؛ وهي فعل مذموم وغير مقبول وفق اعراف وقيم الحضارة العراقية ويشار اليها وكأنها منقصة وفعل قبيح وليست من الرجولة والمرؤة بشيء , فلا يليق بأن يستقوى على ضعيف وان كان مدانا فضلا عن ان يكون مجرد متهم او بريء ؛ وهذه الصفة الذميمة جاءت الينا – وتأثر بها اسلافنا – من الاعراب الغزاة والعرب الطارئين الذين غزوا العراق وهجموا عليه طيلة قرون , بالإضافة الى الغزوات الاجنبية الاخرى ؛ مما رسخ هذه العادة الشنيعة وللأسف عند البعض وسوف نتكلم عنها في البحوث والدراسات اللاحقة من هذه السلسة , ومن ابرز مصاديق (( الوليه )) ما حدث للحسين في كربلاء على يد الشمر ومن لف لفه من جند واتباع الشام والحاكم يزيد الاموي , عندما انهال عليه حشد من السوقة الغوغاء وعتاة العرب ومجرمي الاعراب الطارئين بالضرب والطعن حد الموت , ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل مثلوا بجثته بعد وفاته ووطأته الخيل بحوافره حتى رض صدره ؛ وطالما تكررت هذه الظاهرة في فترات حكم المنكوسين من الطغاة لاسيما في عهد زياد بن ابيه والحجاج والامويين وحكم الاتراك العثمانيين وصدام وداعش …!!
والتعصب، هو سمة من سمات بعض الأَفْرَاد، الذين تغلب عليهم الحمية بالباطل لمجموعة أو فئة لمجرد قربهم منهم، أو معرفتهم لهم، دون النظر لعواقب تلك الأمور؛ لذلك عد خلقاً ذميماً يخرج الإِنْسَان من دائرة الاتزان إلى دوائر الغرائز المنفلتة والاتباع الاعمى . وعليه قد يوصف صاحب هذا الخلق، بـ ( بعديم الحكمة والعقل ) لأنه تنعدم لديه معايير الحق والعدل، فَضْلاً عن جره إلى الكذب والتدليس، والمبالغة والتهويل أو التهوين، إِضَافَة إلى السباب و التلاعن ، والتباغض والتهاجر، بل الحرب والقتال.
لذا نهى العقلاء وذوي الرأي ؛ بل والإسلام – بنسخته الروحانية و العراقية الحضارية – مُنْذُ صيرورته عن التفاخر بين الناس ، الذي يؤدي بهم إلى العصبية القبلية والتي تؤدي بدورها إلى الشقاق والخلاف والتصدع ، والتفريق بين المجتمع الواحد ، بل وتؤدي بهم إلى قطع أواصر الصلة الوطنية والمحبة الانسانية بينهم ؛ ومن خلال ما تقدم لا نستغرب من التفاف ابناء القبيلة الواحدة على الامر الباطل .
وهذه السلوكيات البغيضة قد الحقت ضررا كبيرا في بنية المجتمع الكوفي وعرضته لانتكاسات خطيرة ومدمرة ؛ ولعل السبب الرئيسي في نجاة معاوية بن ابي سفيان وجيش الشام من سيف الامام علي بن ابي طالب و من الجيش العراقي العرمرم في معركة صفين وانطلاء خدعة رفع المصاحف على بعض العراقيين هو التعصب القبلي , اذ اتبع هؤلاء الامعات شيوخ عشائرهم وتركوا اوامر الحكومة العلوية وحكماء العراق آنذاك ؛ مما أدى فيما بعد الى انتصار بني امية وهزيمة العراقيين , وليست هذه اول ولا اخر جريرة ترتكب باسم التعصب القبلي , فهاهم بنو كلاب قادهم شمر بن ذي الجوشن في واقعة كربلاء ومثلهم امام يزيد بن معاوية عندما حملوا الرؤوس اليه ؛ ناهيك عن التفاف بني الضباب حوله ضد المختار الثقفي وقبله الحسين بن علي .
وقد سادت في قبائل المجتمع الكوفي الغازية والطارئة الروح القبلية فكانت كل قبيلة تنزل في حي معين لها لا يشاركها فيها الا حلفاؤها ، كما كان لكل قبيلة مسجدها الخاص، ومقبرتها الخاصة، ويرى ماسنيون ان جبانات الكوفة هي احدى الصفات المميزة لطبوغرافيتها , كما سميت شوارعها وسككها بالقبائل التي كانت تقطن فيها (49) ؛ وغدت المدينة صورة تامة للحياة القبلية وبلغ الاحساس بالروح القبلية والتعصب لها الى درجة عالية، فكانت القبائل تتنافس فيما بينها على احراز النصر كما حدث في واقعة الجمل . (50)
ومن هنا غلب على الحياة فيها طابع الحياة الجاهلية والاعرابية ، ويحدثنا ابن أبي الحديد عن الروح القبلية السائدة في الكوفة بقوله :
(( ان أهل الكوفة في آخر عهد علي كانوا قبائل فكان الرجل يخرج من منازل قبيلته فيمر بمنازل قبيلة أخرى، فينادي باسم قبيلته يا للنخع أو يا لكندة، فيتألب عليه فتيان القبيلة التي مر بها فينادون يا لتميم أو يا لربيعة، ويقبلون الى ذلك الصائح فيضربونه فيمضي إلى قبيلته فيسترخها فتسل السيوف وتثور الفتنة )) (51) .


ولعل الروح القبلية كانت هي العنصر البارز في حياة المجتمع الكوفي ونقطة الضعف فيه ؛ وقد استغل زياد بن ابيه هذه الظاهرة في القاء القبض على حجر وجماعته واخماد ثورتهم الثقافية التصحيحية فضرب بعض الاسر ببعض، وكذلك استغل هذه الظاهرة ابنه عبيد الله للقضاء على حركة مسلم وهانئ، وعبد الله بن عفيف الازدي ؛ وفي هذه الاوضاع المزرية تم تغييب الثقافة العراقية الحضارية , وتقهقرت القيم الاسلامية المدنية التي كان يمثلها اشخاص هم من العراق او تربوا فيه وتأثروا به ؛ ومن الشواهد على ذلك ما قاله الشاعر :
أبي الإسلامُ لا أب لي سواه — إذا افتخروا بقيس أو تميمِ
وفي رواية ثانية :

“أبي الإسْلامُ لا أَبَ لِي سِوَاهُ *** إِذَا هَتَفُوا بِبَكْرٍ أَو تَميمِ
بدعوى الجاهلية لم أجبهم *** ولا يدعوا بها غير الأثيم”
ان العصبية القبلية المتشددة والحمية العشائرية العربية من أشد الأزمات والانتكاسات التي حلت في المجتمعات العراقية المتمدنة – وقتذاك – بعد دخول الفاتحين العرب الى العراق ؛
فقد اثرت تأثيرا سلبيا على مجمل جوانب الحياة لاسيما على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي ؛ فتحول المجتمع تحولا مفاجئا وسريعا نحو التشبث بالقبلية والعشائرية وتبني قيمها البسيطة واعرافها السطحية بل واخطاءها وجرائرها ؛ وهجر القيم المدنية العتيدة والحضارية الراقية شيئا فشيئا .
اذ تعد الصراعات القبلية والولاءات العشائرية من اشد العوامل فتكا في بنية المجتمعات المدنية والتجمعات البشرية المتنوعة , والتي طالما اثرت سلبا على الاوضاع الاجتماعية , وغيرت مجرى الاحداث السياسية .
و ان الباحث التاريخي سيصل بعد الاستقراء والتتبع الى النتيجة التالية : كلما تأزمت الاوضاع السياسية لسبب او لآخر ؛ تطفو على سطح الاحداث العصبية القبلية والولاءات العشائرية ؛ وهذا ما لمسناه في التاريخ العراقي ولاسيما في الفترة الاموية التي نحن بصدد الحديث عن شخصية من اعلامها ؛ اذ تمثل هذه الفترة الحجر الاساس للثقافة القبلية والعصبية العشائرية التي سادت اجزاء من العراق والى اليوم فيما بعد .


فمن سمات المجتمعات التي تحتوي على مجاميع متنوعة الا انها متعصبة ومنفلقة ومنكفئة على نفسها ؛ التناحر والتصارع والتشظي والانقسام وخرق القوانين , فكل شخص فيها يسفه اراء الشخص الاخر ويرفع من شأن رمزه , وكل قبيلة فيها تتامر على اخرى , وكل عشيرة تمكر بأختها ؛ وكل مجموعة تمكر بأخرى , وفي هكذا مجتمعات مأزومة الويل كل الويل للفئة او العشيرة او المدينة او الطائفة الطيبة والمسالمة اذ انها ستكون وقود المعارك وقربان المتصارعين , وليس السبب في ذلك التنوع والتعدد , اذ نادرا ما خلى مجتمع شرقي من تنوع الاعراق البشرية والفئات الاجتماعية وتعدد الاديان السماوية والوضعية والاحزاب السياسية والتجمعات القبلية والعشائرية … الخ , فهذه الظاهرة تكاد تكون طبيعية بل صحية في بعض المجتمعات الراقية ؛ فكل هذه المجاميع في تلك المجتمعات الراقية تمارس دورها في رفد المجتمع بما هو مفيد وجيد , وتعمل لخدمة الدولة والصالح العام – وفق رؤية وطنية واضحة وفلسفة سياسية رصينة وارضية ثقافية سليمة – من خلال تقديم كل ما هو ايجابي ونافع ويصب في مصلحة الوطن والمواطن , ورفض كل ما هو سيء وسلبي ويؤدي الى تدمير الوطن والمواطن … ؛ بل ان السبب كله يكمن في التعصب الاعمى الذي يشوه معالم المجتمع ويكدر صفوه .
ومع شديد الاسف طالما عانى المجتمع العراقي من هذه العصبيات المقيتة والاصوات النشاز التي تدعو للفرقة والبغضاء والعنصرية والتعصب والتشرذم والتقوقع والانغلاق … ؛ والمدعومة من اعداء العراق – قوى خط المنكوس – الذين عملوا جاهدين على افشال مشاريع ترميم اللحمة الوطنية , و تخريب السلم والامان الاجتماعي في العراق , وعلى محاربة فكرة احياء الهوية الوطنية العراقية الجامعة , وما تنسى لهم ذلك لولا خيانة وضعف وخواء الانظمة السياسية التي حكمت العراق وجهل بعض العراقيين وانعدام الوعي السياسي لديهم .
فكل الذين بيدهم زمام السلطة السياسية والدينية في العراق – الا ما شذ وندر – ساندوا وناصروا ظاهرة القبلية والعشائرية ؛ وان ادعوا زروا ونفاقا محاربتهم للروح القبيلة ومجانبتهم للتقاليد العشائرية , وادعائهم المدنية والتحضر واحترام القوانين , فهذه ادوار لهم ضمن مخطط الهدم المنكوس , او هروبا من تأنيب الضمير امام العراقيين من قبل القلة الذين يعتقدون بالوطنية الناقصة , الا انهم في حقيقة امرهم وطبيعة أدوارهم قد ابقوا على الروح القبيلة والنزعة العشائرية مستعرة في نفوس العراقيين , فهؤلاء وان اظهروا بعض التصنع المدني في الشكل المظهري للمجتمع ؛ الا ان هذا اجراء شكلي دون المساس بالروح القبلية المتقدة والتي زادوها اتقادا , باعتبار أن المدنية موقظة للشعب من الخضوع للاستعمار وقوى الاستحمار والاستدمار المنكوسة ونافثة فيه الهمة للانتفاض والثورة والبناء والنهضة ؛ عكس الروح القبلية التي تدخل المجتمع في دوامة اهتلاكية مدمرة , والروح القبلية هذه هي طبيعتها وفطرتها وصبغتها يستحيل التخلص منها أو تغيرها الا بعمل متواصل عبر الأجيال .
ولعل من ابرز الشواهد المعاصرة على التعصب الطائفي والمناطقي والقبلي في الوقت الراهن ,ما قام به نظام صدام من اجراءات عنصرية متعصبة , اذ قرب بعض العشائر العراقية وسلمها مناصب حساسة ومهمة في الدولة , وتبؤا البعض منهم مسؤوليات حكومية واسعة وكبيرة بالرغم من عدم امتلاكهم للكفاءة والتخصص وذلك – طبعا – على حساب الاغلبية العراقية المهشمة والمبعدة عن ادارة شؤون الدولة , وليت الامر اقتصر على هذا الحد فحسب , فقد افسد النظام الصدامي الجائر النفوس والاخلاق وامات الروح الوطنية واحيا العنصرية القومية والطائفية والمناطقية في نفوس البعض من العراقيين , وقد اسفرت هذه التربية الصدامية المنكوسة عن ويلات عشنا بعضها وشاهدنها بأم العين ومنها على سبيل المثال ما قامت به عشيرة البو عجيل ومن تبعهم – ( البعض منهم طبعا ) – في مجزرة سبايكر , اذ قام هؤلاء الاوباش المنكوسون بإغراء الاف الشباب العزل , من خلال اعطاءهم العهود والمواثيق بعدم التعرض لهم واكرامهم وإيوائهم وحمايتهم من بطش داعش المنكوسة ؛ فصدق أولئك المساكين بهم , واذا بهم يكشفون عن وجههم القبيح وسريرتهم الخبيثة , فقد قتل هؤلاء المنكوسون الشباب الابرياء الذين هم بعمر الورود شر قتلة , وسلموا بعضهم للدواعش المجرمين ليذبحوهم صبرا وغدرا ؛ (52)

إن الكريم إذا تمكن من أذى * جاءته أخلاق الكرام فأقـــلعا
وترى اللئيم إذا تمكن من أذى * يطغى فلا يبقي لصلح موضعا
ايام ومنازل بني الضباب

ومن أيامهم: يوم حرابيب , وحرابيب ثلاثة آبار كانت بها وقعة بين الضباب وجعفر بن كلاب ، ويوم الهراميت كان للضباب على إخوتهم بني جعفر بن كلاب ايضا .
ومن منازلهم : حمى ضرية : بلد قديم وقرية عامرة على طول الدهر , فيها جبلان يشرفان عليها , احدهما عن يمين المصعد , يقال له وسط , وكان ذو الجوشن , ابو شمر قال :
سألت الله ذا النعماء أمرا ….. ليجعل لي الى وسط طعاما
فأعطاني ضرية خير بئرا …. تثج الماء والحب التؤاما
و قيل : ضريّة بئر بالحجاز ينسب إليها حمى ضريّة في طريق مكة من البصرة و نجد .
ومن أوديتهم: الريان، وهو واد في ضرية، من أرض كلاب، أعلاه لبني الضباب، وأسفله لبني جعفر . (53)
ومن اراضيهم وادي تربة ؛ اذ جاء في كتاب الاغاني لابي فرج الاصفهاني / ص 109 – بتصرف – : ((ان بني هلال يشاركون بطن الضباب من بني كلاب في سكنى وادي تربة ))
موقف بنو الضباب في كربلاء

سيمر عليكم لاحقا ؛ ان بني الضباب قاتلوا ضد معسكر الامام الحسين واقترفوا العديد من الجرائم مع زعيمهم الشمر , بل بقوا معه حتى انفاسه الاخيرة عندما قتله اعوان المختار الثقفي الا انهم فروا حينها وتركوه وحيدا يلاقي حتفه .
ذكر الشمر ب لقب الضبابي

جاء في ميزان الاعتدال للذهبي / ج 2 / ص 280 / تحت رقم 3742 :
(( – شمر بن ذي الجوشن، أبو السابغة الضبابي ، … ))
وايضا جاء عن ابن خلدون في تاريخه ج2/ ص 311 : : (وأما بنو كلاب بن ربيعة فمنهم بنو الضباب الذين منهم شمر بن ذي الجوش … )
……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
هوامش ومصادر الفصل الاول
1- الخط المنكوس : هو مصطلح يشير إلى العدائية والإجحاف والاحتقار الموجه نحو الاقوام والجماعات والاشخاص ذوي الأصول العراقية العريقة و العراقيين الذين ساروا على نهج الاصلاء القدامى من سكان العراق ؛ اي ان هذا الخط قائم على كره وبغض وعداء ومحاربة العراقيين الاصلاء ؛ واتباع هذا الخط المشؤوم يمارسون كل طرق الإضرار والإجرام والتدمير والتخريب والتعذيب بحق العراقيين الاصلاء ؛ فضلا عن بث الدعايات المسمومة ونشر الآراء والاعتقادات الفاسدة التي تستهدف العراق و العراقيين ؛ من خلال طمس حقيقتهم وإخفاء مفاخرهم وانجازاتهم الحضارية , وتسليط الأضواء على السلبيات والمشاكل والأزمات المفتعلة من قبل قوى الخط المنكوس نفسها – رمتني بدائها وانسلت – ؛ اذ عمل الاعلام المنكوس على تشويه سمعة العراق و العراقيين وبشكل متواصل وعبر المراحل والفترات التاريخية في كافة المحافل الدولية بل والشعبية وتصويرهم على انهم : همج , متخلفين , قساة , اصحاب قلاقل وفتن ومشاكل , ومخربين , و جهلة , و مجهولي الاصل والجذور ( مخلطين , لملوم) , و قتلة الصالحين , و ماديين طماعين , و مزاجيين متقلبين , … الخ ؛ وقد عمل هؤلاء المنكوسون بمختلف اتجاهاتهم وقومياتهم والوانهم على تسفيه مناقب العراقيين والاستخفاف بحضارة بلاد الرافدين ومنجزاتها العظيمة , وعلى الصاق مختلف التهم والمثالب بالعراقيين بل والتأصيل لذلك دينيا وثقافيا من خلال بث السموم في النصوص الدينية المحرفة والمزورة والملفقة ؛ ومن هذه التهم والموبقات : جريمة قتل الامام الحسين .
وللمزيد من الاطلاع على هذه الفرضية راجع كتابي الموسوم : (( اطروحة الخط المنكوس … جدلية الصراع والهوية الوطنية المغيبة ))
2- راجع : جمهرة النسب لابن الكلبي ؛ و جمهرة أنساب العرب لابن حزم الاندلسي ؛ و نهاية الارب للقلقشندي ؛ سبائك الذهب للسويدي ؛ معجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة ؛ الموسعة الذهبية للشريفي ؛ و موسعة قبائل العرب للوائلي ؛ قبيلة هوازن لهزاع الشمري . راجع : كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه / تفسير الارحاء والجماجم . راجع : لسان العرب / باب جمم . راجع : عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب – الجزء الأول / ص 5 . راجع : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام – (7/334) .

3- راجع : ؛ راجع : اسد الغابة في معرفة الصحابة ؛باب الذال / ذي الجوشن / لابن الاثير , وراجع : الطبقات الكبرى لابن سعد ؛ ذي الجوشن . معجم الصحابة للبغوي .
4- راجع : لسان العرب / حرف الغين / ج 11 . تاج العروس – الزبيدي – ج ٥ – الصفحة ٢٦٩
5- … راجع : لسان العرب / حرف الغين / ج 11 . راجع : معجم البلدان ل ياقوت الحموي . راجع : بلوغ الارب الالوسي . تاج العروس – الزبيدي – ج ٥ – الصفحة ٢٦٩ .
6- راجع : لسان العرب / حرف الحاء / ج4 .
7- …. راجع : لسان العرب / حرف الغين / ج 11 .
8- راجع : لسان العرب / حرف الغين / ج 11 .
9- راجع : الكامل في التاريخ – ابن الأثير – ج ١ – الصفحة ٦٨٤ .
10- … راجع : الطبري في تاريخ الأمم والملوك ج 3 / ص70 . راجع : عيون الأثر 2ج/ 242ص، وراجع : والطبقات الكبرى ج 2/ 149 ص ؛ راجع : صحيح البخاري / كتاب المغازي / باب غزوة الطائف ج5 / ص105 . و جمهرة النسب لابن الكلبي وهو هشام أبو المنذر بن محمد بن أبي السائب الكلبي المتوفي عام 204هـ ؛ و كتاب ” هوازن ” للكاتب محمد بن دخيل العصيمي . ذكر الطبري في تاريخ الأمم والملوك أنهم كانوا قد جمعوا قبل فتح مكة، وذلك حين سمعوا بخروج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، وهم يظنون أنه إنما يريدهم 3ج/70 ص . جاء في السيرة الحلبية: خرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثمانون من المشركين، وخرجوا وهم يرجون الغنائم ج3/ ص64.
انظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لابن هشام 4/ 73، . انظر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/ 72، والمغازي: الواقدي 3/910، وعيون الأثر 2/254، وزاد المعاد 3/ 469، والبداية والنهاية 4/ 327. بتصرف، البداية والنهاية 4/ 330. كما ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري 8/ 48 ح 4330.


وقائدهم هو : مالك بن عوف بن سعد بن يربوع النصري، أسلم بعد حنين، فكان يقاتل ثقيفا ويغير عليهم، وكان من المؤلفة، له صحبة، وشهد القادسية وفتح دمشق ؛ بتصرف، الإصابة 3/352, وقيل : إن مالك بن عوف يومئذ ابن ثلاثين سنة .
11- راجع : كتاب ترتيب الاعلام على الاعوام , للمؤلف : خير الدين الزركلي , رتبه وعلق عليه : زهير ظاظا / ج 1 / ص 133 , دار الارقم بن ابي الارقم – بيروت / لبنان, ١٥‏/١١‏/٢٠١٦ -. , راجع : كتاب البداية والنهاية / ج8 . راجع : سلسلة القبائل العربية في العراق / 15 / بنو هلال بن عامر / للمؤلف : عبد الهادي الربيعي . راجع : الاستيعاب – ابن عبد البر – ج ٣ – الصفحة ١٣٥٢بتصرف .
12- . راجع : سلسلة القبائل العربية في العراق / 15 / بنو هلال بن عامر / للمؤلف : عبد الهادي الربيعي . ) النويري ، نهاية الإرب ، ج2 ص339 . راجع : تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام 1-15 للذهبي .
13- . راجع : سلسلة القبائل العربية في العراق / 15 / بنو هلال بن عامر / للمؤلف : عبد الهادي الربيعي . راجع : نهاية الأرب في معرفة انساب العرب / القلقشندي . ) النويري ، نهاية الإرب ، ج2 ص339 .

14- … – راجع الحافظ الامير ابن ماكولا في كتابه الاكمال- ص 20-21 جزء6 – . راجع ( تبصير المنتبه بتحرير المشتبه )) لشيخ الاسلام ابن حجر العسقلاني رحمه الله . وانظر ( كتاب تاج العروس ج33 ص92 مطبعة حكومة الكويت )) . راجع محمد سليمان الطيب السلمي في موسوعة القبائل العربية . جمهرة أنساب العرب لابن حزم الاندلسي .


15- راجع : جمهرة أنساب العرب لابن حزم. راجع سبائك الذهب في معرفة قبائـل العرب للمؤلف للمؤرخ محمد أمين السويدي البغدادي . كتاب اللباب في تهذيب الأنساب 2/454 ابن الأثير الجزري . راجع :
16- راجع : جمهرة أنساب العرب لابن حزم. راجع : الإنباه على قبائل الرواة . راجع : تاريخ دمشق لابن عساكر .
17- راجع : جمهرة أنساب العرب لابن حزم. راجع : كتاب الفضائل ص 560 ما ورد في بني عامر . راجع : الانباه على قبائل الرواة . راجع : التعليقات والنوادر للهجري , الأغاني للأصفهاني , معجم البلدان لياقوت الحموي .
18- راجع : جمهرة أنساب العرب لابن حزم. راجع : سبائك الذهب السويدي . راجع (حديث عبدالله بن الشخير ) : أخرجه أبو داود / رقم الحديث (4806) صحيح ابي داود , راجع : والنسائي في ((السنن الكبرى)) رقم الحديث (10074) . .. راجع : كتاب علل الحديث لابن ابي حاتم الرازي (2513حديث ) ص331 حديث عبدالله بن بريده . راجع مصادر حديث اللهم اكفني عامر : صحيح البخاري وصحيح مسلم , السيرة النبوية – ابن كثير – ج ٤ – الصفحة ١١٠ ونص الحديث في هذا المصدر : ((اللهم اكفني عامرا واهد قومه )) .


19- راجع : جمهرة أنساب العرب لابن حزم. راجع : السيرة النبوية – ابن كثير – ج ٤ – الصفحة ١١٠ .
20- راجع : كتاب تاريخ ابن خلدون المسمى كتاب العبر وديوان المبتدا والخبر ج6 ص 12 . راجع : التعليقات والنوادر للهجري , الأغاني للأصفهاني , معجم البلدان لياقوت الحموي . راجع : جمهرة أنساب العرب لابن حزم. راجع : سبائك الذهب السويدي .
21- راجع : معجم ما استعجم للبكري 1/77 . راجع : جمهرة أنساب العرب لابن حزم .
22- راجع : كتاب معجم البلدان 3/74: . راجع : محمد بن عبدالمنعم الحمیری، الروض المعطار فى خبر الاقطار، ص 62 ؛ راجع : تغريبة بنو هلال للظاهري وعويس.. راجع : سبائك الذهب السويدي , جمهرة أنساب العرب لابن حزم .
23- راجع : معجم لسان العرب لابن منظورج13 / كلب ص 732. راجع معجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة : 543ص و ص989 ونهاية الإرب للقلقشندي : ص 273 و 372ص ؛ بتصرف .
24- تأمل في المعلومات التاريخية التي تخص العراق وقلب وجوه النظر فيها ؛ , فعندما جاء دور الكلام عن عشيرة ربيعة بن كلاب ؛ قالوا : عنهم انهم قلة ومغمورين ولا توجد فيهم شخصيات مشهورة ومعروفة , ومنهم بيت سكن البصرة هم بنو نفيل بن ربيعة ؛ وبما ان التاريخ هو عبارة عن احتمالات وفرضيات , يجب علينا تقليب الآراء في هذه المعلومة التاريخية للوصول لمجموعة من الفرضيات المحتملة وهي كالتالي :
• تم اتهام العشيرة الاصل – ( ربيعة بن كلاب )- بالقلة وعدم الشهرة ؛ بسبب الفرع – ( بنو نفيل بن ربيعة ) – الذين قطنوا البصرة , بسبب الحقد الدفين الذي يكنه اتباع الخط المنكوس على العراق لاسيما جنوبه ؛ وذلك لشمول الفرع بحكم الكل منطقيا , فهم لم يستثنوا هؤلاء من أولئك , وانما كان الفارق السكن فقط ليس الا .
• لعل بنو نفيل بن ربيعة لم يعرفوا في البصرة ولم يشتهروا كباقي اقرابهم من عشيرة ربيعة بن كلاب ؛ لان الاجواء العامة في البصرة لا تسمح لهم بذلك , فاين الثرى من الثريا ؟؟!!
جاءوا من الصحراء بسطاء جاهليين لا يعرفون شيئا ذي بال الى أرض الحضارات والتجارات والموانئ والنوابغ والعباقرة والبلغاء والمتكلمين , وقطعا سيكون مصيرهم الطبيعي الانصهار والذوبان في البوتقة البصرية العراقية العريقة .
• لماذا يغض الطرف اتباع الخط المنكوس عن الكم الهائل من المعلومات التاريخية التي تؤكد تأكيدا قاطعا على الهجرات الكثيرة والمستمرة للقبائل العربية والاعراب الى جنوب العراق بعد الفتح الاسلامي ؛ بل وقبله بفترة زمنية طويلة , ويسلطون الاضواء على معلومة تاريخية يتيمة وقابلة للنقاش , ويقتطعونها من سياقها العام ويعرضونها عرضا مشوها , ويحاولون تسويقها على انها حقيقة تاريخية غير قابلة للنقاش ؛ لغاية في نفس يعقوب , فهؤلاء المنكوسون يحاولون قلب الحقائق وطمس البيانات الحقيقية , واكبر مثال على ذلك مفردة الزط وعلاقتها بسكان الجنوب العراقي ؟؟!!
• لاحظ عبارة بيت ؟ في مشجرات الانساب العربية المعروفة وان كانت هي بحد ذاتها ابداع عراقي , الا انها تخلو من مصطلح بيت , نعم توجد قبائل – عشائر – عمائر – افخاذ – بطون … الخ , الا انها تخلو من عبارة بيت , مع العلم ان هذا الاصطلاح مستعمل في بيان الانساب العراقية والى يومنا الحالي , اذ كان الجنوب العراقي والعراق مليء بالبيوتات العراقية مثل : بيت اهوازي , وبيت ماري , … الخ ؛ ولا زال هذا الاصطلاح مستخدما في الوقت المعاصر , خذ هذا المثال : بيت مذكور وهو بيت الرئاسة الذي تنحصر فيه زعامة ومشيخة عشائر البودراج العراقية في الجنوب العراقي , فهذه المعلومة التاريخية تكشف لنا تأثر العرب والاعراب المهاجرين الى العراق بالثقافات العراقية العريقة والتقاليد القديمة .
• نص القول ومرجعه : ((قال الامام بن حزم الظاهري رحمه الله توفي سنة 456 هـ في جمهرة انساب العرب ص286(( ومن بني ربيعة بن كلاب: نفيل بن ربيعة، وهم أهل بيت بالبصرة )) ..
25- راجع : جمهرة النسب لابن الكلبي ص331.
26- راجع : كتاب شعر قبيلة بني كلاب ص 6 .
27- راجع : كتاب شعر قبيلة بني كلاب ص 5 . راجع : معجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة : 543ص و ص989 ونهاية الإرب للقلقشندي : ص 273 و 372ص ؛ بتصرف . وراجع : جمهرة النسب لابن الكلبي . وراجع : جمهرة أنساب العرب لابن حزم الاندلسي . راجع : موسعة قبائل العرب للوائلي . راجع : نهاية الأرب في فنون الأدب
للنويري : ج1/ ص 240 .
28- راجع على سبيل المثال وليس الحصر : كتاب منية الخطيب في المجالس الحسينية ل عبد الجليل الروحاني / عن دار المحجة البيضاء للطباعة و النشر التوزيع / 2002 .
29- وهو الداعية المنكوس الدكتور الشيخ علي الربيعي السعودي صاحب الفتاوى العجيبة والآراء الغربية ومن سقطاته وسفاسف عقله (( لا يجوز للمسلم الدعاء للفنان عبدالحسين عبدالرضا لكونه رافضيًا إيرانيًا مات على الضلالة، وقد نهى الله المسلمين أن يدعوا بالرحمة والمغفرة للمشركين“. )) وقد واجه الربيعي ردود فعل غاضبة وانشغل الاف المغردين ب تويتر ومن مختلف دول الخليج وغيرها بالرد عليه وانتقاده والمطالبة بمحاسبته قانونيا مما اضطره لحذف تغريدته والتنصل منها , ومن المهازل انه يطلق على نفسه الخبير بالعقليات !!! .
اما المنكوس الاخر المدعو بالدكتور طه الدليمي فهو : طه حامد مزعل الدليمي – ( الاسم قبل التغيير: غايب حامد مزعل الدليمي ) ؛ من ابرز وجوه الشؤم الصفراء ومن اعلام الخط المنكوس ؛ ومن ابرز اسباب عداءه للعراقيين كما ينقل ابن طائفته الكاتب عامر الكبيسي في موقع الحوار المتمدن بمقالته : (( طه الدليمي ( غايب ) وعقدة الشيعة )) بتاريخ 5/11/2014 )) : الامر الذي جعل طه الدليمي يبغض الاخوة الشيعة ويكن لهم العداء حيث قتل اخوه احد الشيعة بعد المسك به متلبسا في غرفة نومه ومع زوجته الامر الذي جعل ذلك الرجل يقتل شقيق طه ويقتل زوجته ..لكن الفضيحة الاكبر هي ليست بالحادث وانما بالمرأة التي كان على علاقة غير شرعية معه ،فهذه المرأة هي ابنة عمه اي ابنة عم طه ايضا وكان طه وشقيقه يترددان على منزل ابنة عمه كما يفعل ابناء العمومة عادة الا ان علاقة مشبوهة جمعت شقيق طه مع ابنة عمه المتزوجة من الشيعي .هرب طه بعد الحادث من العار الى خاله إبراهيم داود العبيدي …))
– راجع : مقالة : الشمر الضبابي ماذا تعرف عن ((الشمر بن ذي الجوشن)) للكاتب الشيخ مصطفى الهادي وقد نشرها في موقع كتابات في الميزان ؛ ةايضا نشرها في موقع وكالة انباء براثا بتاريخ 16/12/2010 , ونشرها ايضا في موقع مركز النور للدراسات وللاطلاع على معنى كلمة الشمر راجع المعاجم والقواميس العربية و توجد قبيلة تحمل اسم شمر وقيل انها قحطانية وقيل انها ترجع ل طيء , ومن الشخصيات العربية الذين تسموا باسم شمر : شمر بن عبد بن جذيمة بن ثعلبة بن سلامان، من طيئ : جد جاهلي. ينسب إليه الشمريون – قبيلة شمر – , و شمر يرعش بن أفريقيس بن أبرهة بن الرائش) وقيل : (شمر يرعش بن ناشِر النِّعَم مالك بن عمرو بن يعفر الحميري القحطاني، ويعرف بتبع الأكبر:)من ملوك اليمن قديما , والعالم شمر بن حمدويه المتوفى 255هـ , ومن رواة الحديث عن الامام محمد الباقر شمر بن يزيد وابنه عمرو بن شمر أبو عبد الله الجعفي روى عنه / راجع من لا يحضره الفقيه ج 2 حديث رقم 979 . و الشاعر الجاهلي شمر بن عمرو الحنفي الذي قال : ولقد أمر على اللئيم يَسُبُّني …. فمضيتُ ثَمَّت قلتُ لا يعنيني .
30- راجع : جمهرة انساب العرب , و كتاب : موسوعة القبائل العربية , وكتاب : الانباه على قبائل الرواة , وكتاب : قلائد الجمان , وكتاب : معجم القبائل العربية , وكتاب : معجم قبائل العرب القديمة و الحديثة .
31- راجع : (نهاية الأرب) للقلقشندي ، و(سبائك الذهب) للسويدي البغدادي . وهنالك مصادر اخرى اذكرها لاحقا .
32- راجع : كتاب شعر قبيلة بني كلاب ص 3-11 . راجع : جمهرة أنساب العرب لابن حزم : ج1 / ص 120 بتصرف . راجع تاريخ ابن خلدون : ج 2/ 311 . راجع : أسد الغابة .
33- (جمهرة النسب: ابن الكلبي: ، جمهرة أنساب العرب: ابن حزم: ، نهاية الأرب: القلقشندي: ، اللباب في تهذيب الأنساب:ابن الأثير: ج2/،الاشتقاق: ابن دريد:) راجع : بحث العوامل المؤثرة في صلات القبائل العربية مع بعضها قبل الإسلام
أ.م.د. زينب فاضل مرجان في مجلة كلية التربية الاساسية / جامعة بابل / ايلول 2012 . موسوعة القبائل العربية لمحمد بن سليمان الطيب , موسوعة قبائل العرب ل عبدالحكيم الوائلي .
34- من هم الكلابييون عند النسابة والمؤرخين
بقلم : محمود راشد الكلابي ؛ نشرها في الموقع الرسمي لقبائل عقيل .
35- … راجع المصدر السابق
36- معجم ما استعجم – البكري الأندلسي – ج ١ – الصفحة ٩٠ , راجع : كتاب شعر قبيلة بني كلاب /رسالة دكتوراه للطالب بجاد بن زياد بن معضد الروقي في جامعة ام القرى / السعودية 1414 هجرية ص8.
37- راجع : كتاب شعر قبيلة بني كلاب ص8 . السيرة النبوية – ابن هشام الحميري – ج ٣ – الصفحة ٦٧٨ .
38-… ((لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن صعصعة الكلابي الجعفري، أبو عقيل الشاعر المشهور.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((لَبِيد بن رَبِيعةَ بنِ عَامِر بن مَالك بن جَعْفَر بن كِلاب بن رَبِيعة بن عامر بن صَعْصَعَة العامري، ثم الجعفري.)) أسد الغابة. ((لَبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر)) الطبقات الكبير. راجع : المعارف ص ص332نقلا عن كتاب شعر قبيلة بني كلاب ص8. جمهرة انساب العرب ابن حزم . راجع : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام .
39- راجع : كتاب شعر قبيلة بني كلاب /رسالة دكتوراه للطالب بجاد بن زياد بن معضد الروقي في جامعة ام القرى / السعودية 1414 هجرية نقلا عن كتاب : قلائد الجمان ص 116 و117 .
40- يعرف التعريب باللغة الإنجليزية باسم (Arabization) وباللغة الفرنسية باسم (Arabiser)، ويعني إضفاء الطابع العربي على كل ما هو غير عربي سواء كان بلداً أو مواطنين أو كتب أو حضارة .
التنبط او الاستعراق يقابل التعريب ؛ ويعني اضفاء الطابع النبطي -( اي العراقي)- الحضاري على كل ما هو عربي –حجازي او نجدي او غيرهمما من سكان شبه الجزيرة العربية – واعرابي ؛ وكل ما حصل من تغيير ايجابي في الذهنية العربية والاعرابية والسلوك العربي – فيما بعد- ما هو الا نتاج حركة التنبط او الاستعراق – ( اي التأثر بالحضارة العراقية العريقة والاخذ من العراقيين ) – ؛ والتثاقف بين الامتين .
41- راجع : مقتل الامام الحسين لابي مخنف الازدي / تحقيق حسين الغفاري / طبعة قم / ص 232 و233 .
42- راجع نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ج 1 ص 63 . راجع : الانساب للإمام ابي سعد عبد الكريم السمعاني : ج 4 / ص 6 . راجع : العقد الفريد ج 2 ص 83 .
43- راجع : كتاب مختصر تاريخ دمشق لابن منظور / ج 3/ ص 467 . راجع : الانساب للأمام ابي سعد عبد الكريم السمعاني : ج 4 / ص 6 . راجع : الإنباه على قبائل الرواة – ابن عبد البر – الصفحة ٧٤ .
44- – راجع : نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب للقلفشندي / الألف واللام مع الضاد المعجمة .
45- راجع الانساب للأمام ابي سعد عبد الكريم السمعاني : ج 4 / ص 6 . راجع : نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ج 1 ص 63 .
46- . راجع : : بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم / ج 1/ ص 164 .
47- راجع : كتاب النقائض ص 927 نقلا عن كتاب شعر قبيلة بني كلاب ص 32 . راجع : جمهرة أنساب العرب لابن حزم : ج1 / ص 122 بتصرف . راجع : أسد الغابة . معجم البلدان – الحموي – ج 4 .
48- كتاب عشائر العراق – أصولها وفروعها تأليف سعيد حسين عايد الجميلي لسنة 1994 الجزء الأول ص 94 إلي 99 . ومما لاشك فيه ان ادعاءات النسب والتباسات الالقاب العشائرية معمعة تحتاج الى جهود متضافرة وعلمية لنصل فيها الى القول الفصل او الاقرب للواقع ؛ وكما قلنا في المتن ان من ابناء هذه العشيرة هما : الرئيسان السابقان الشقيقان عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف وشتان فيما بينهما فالأول كان من اعلام الخط المنكوس ومن وجوه الشؤم , ومن سخرية القدر ان يحكم مثله العراق العظيم ؛ الا ان اخاه عبد الرحمن لم يكن بهذا القدر من السوء والانحراف والاسفاف الذي اتصف به اخاه عبد السلام وان سارت حكومته على خطى الخط المنكوس والنهج النكيس .
49- حياة الإمام الحسين (ع) – الشيخ باقر شريف القرشي – ج ٢ – الصفحة ٤٣٦ نقلا عن خطط الكوفة (ص 18).
50- .. حياة الإمام الحسين (ع) – الشيخ باقر شريف القرشي – ج ٢ – الصفحة ٤٣٦ .
51- راجع : شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد .
52 – دهش العراقيون الاصلاء وصدم الوطنيون الاحرار بالمجزرة المروعة والجريمة الرهيبة التي تعرض لها شباب عراقيين ابرياء بعمر الورود في معسكر سبايكر في تكريت ؛ بعضهم كانوا طلبة في القوة الجوية واخرون تطوعوا للجيش قبل ايام معدودة وكانوا عزل ليس لديهم سلاح يدافعون به عن انفسهم , واغلبهم من ابناء الجنوب العراقي ومن الشيعة , ولصغر سنهم وانعدام خبرتهم انقادوا للكلام المعسول الذي تفوه به ابناء تكريت من قرية البو عجيل ومن لف لفهم وصدقوا بهم – لم يخنك الامين انما ائتمنت الخائن المنكوس – , وهذه سذاجة طالما اطاحت بالعراقيين الاصلاء , اذ ان بين الطيبة والسذاجة خيط رفيع ؛ فهؤلاء العراقيون الاصلاء الطيبون لا يتصورن ان هنالك عراقي او شخص يسكن فيه ويشرب من ماءه ويأكل من خيراته يحمل كل هذا الكم الهائل من الاجرام والحقد والضغينة على ابناء الوطن , فالطيب يرى الناس على شاكلته , وهذا خطأ فادح … , فاتباع الخط المنكوس مجرمون بالفطرة ويكرهون العراقيين الأصلاء كرها منقطع النظير , وان ادعوا حب العراق , فهذه مجرد ادعاءات كاذبة وشعارات مزيفة للتمويه على حقيقتهم البشعة ,فالذي يحب الوطن لابد له من حب المواطن , والذي يعشق العراق لابد له من عشق العراقي , انتبه لي ايها القارئ العراقي اللبيب , اذ جاءك شخص وقال لك اني احبك واحترمك الا انني اكره وابغض ولا احترم ابنك وزوجتك واباك وامك واهلك وقومك وفكرك ومعتقدك ودينك ولونك ومدينتك ولهجتك … الخ ؛ فهل كنت تصدقه وتطمئن لقوله ؟؟!!
هذه هي حقيقة الخط المنكوس يخلطون العسل بالسم الزعاف , وقد قالها حاكم العراق الامام علي قديما : (( كلمة حق يراد بها باطل )) ؛ احذروا اعداءكم المنكوسين العلنيين مرة واحذروا هؤلاء المنكوسين المندسين الف مرة . ولنا عودة مع هذا الموضوع الشائك في دراسات اخرى .


53- جمهرة أشعار العرب لابن حزم ص 270، 271. مجمع الأمثال للميداني ج 2 ص 269.
راجع : العمدة لابن رشيق ج 2 ص 157، 167. راجع : معجم البلدان لياقوت ج 2 ص 883. راجع : نهاية الأرب للقلقشندي مخطوط ق 29- 2 . راجع : المشتبه للذهبي ص 318.
راجع : الأنساب للسمعاني ق 359- 2. نهاية الأرب للنويري ج 2 ص 339. راجع : معجم ما استعجم ص 865. راجع :كتاب شعر قبيلة بني كلاب ص 10 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *